القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفَرَج البَبْغاء الكل
المجموع : 4
وَاليَومُ مِن غَسَقِ العَجاجَةِ لَيلَةً
وَاليَومُ مِن غَسَقِ العَجاجَةِ لَيلَةً / وَالكرُّ يَخرُقُ سَجفَها المَمدودا
وَعَلى الصِفاحِ مِنَ الكِفاحِ وَصِدقِهِ / رَوعٌ أَحالَ بَياضَها تَوريدا
وَالطَعنُ يَغتَصِبُ الجِيادَ شِياتَها / وَالضَربُ يَقدَحُ في التَريكِ وَقودا
وَعَلى النُفوسِ مِنَ الحَمامِ طَلائِعٌ / وَالخَوفُ يَنشُدُ صَبرَها المَفقودا
وَقَد اِستَحالَ البَرُّ بَحراً وَالضُحى / لَيلاً وَمُنخَرِقُ الفَضاءِ حَديدا
وَأَجَلّ ما عِندَ الفَوارِسِ حَثُّها / في طاعَةِ الهَربِ الجِياد القودا
حَتّى إِذا ما فارَقَ الرَأيَ الهَوى / وَغَدا اليَقينُ عَلى الظُنونِ شَهيدا
لَم يَغُنِ غَيرُ أَبي شُجاعٍ وَالعُلا / عَنهُ تُناجي النَصرَ وَالتَأييدا
سَقَتِ العِهادُ خَليطَ ذاكَ المَعهَدِ
سَقَتِ العِهادُ خَليطَ ذاكَ المَعهَدِ / رَيّاً وَحَيّا البَرقُ بَرقَةَ ثَهمَدِ
قادَ الجِيادَ إِلى الجِيادِ عَوابِسا / شُعثاً وَلَولا بَأسهِ لَم تَنقدِ
في جَحفَلٍ كَالسَيلِ أَو كَاللَيلِ أَو / كَالقَطرِ صافح مَوجَ بَحرٍ مُزبِدِ
مُتَوَقِّدِ الجَنَباتِ يَعتَنِقُ القَنا / فيهِ اِعتِناقُ تَواصُلٍ وَتَوَدُّدِ
مُثَعَنجِرٌ بِظبا الصَوارِمِ مُبرِقٍ / تَحتَ الغُبارِ وَبِالصَواهِلِ مُرعِدِ
رَدَّ الظَلامَ عَلى الضُحى فَاِستَرجع ال / إِظلام مِن لَيلِ العَجاجِ الأَربدِ
وَكَأَنَّما نَقَشَت حَوافِرُ خَيلِهِ / لِلناظِرينَ أَهِلَّةً في الجَلمَدِ
وَكَأَنَّ طَرفَ الشَمسَ مَطروفٌ وَقَد / جَعَلَ الغُبارَ لَهُ مَكانُ الأَثمد
وَمُمَلَّكٍ رِقَّ القَنا مُستَخرِجٍ / بِاللُطفِ أَسرارَ الرياحِ الرُكَّدِ
خُرسٌ يُناجيها فَتَفهَمُ نُطقَهُ / وَتُجيبُهُ أَنفاسُها بِتَصعّدِ
قَلِقٌ كَأَنَّ الجَوَّ ضاقَ بِهِ فَما / يَنفَكُّ بَينَ تَوَثُّبٍ وَتَهَدُّدِ
وَكَأَنَّ هِمَّةَ رَبِّهِ قالَت لَهُ / طُل وَاِرقَ في دَرجِ المَعالي وَاِصعَدِ
إِنَّ المَحامِدَ رتبَةٌ لا يبلُغ ال / إِنسانُ راحَتَها إِذا لَم يَجهَدِ
مَن لَم تُبَلِّغُهُ السِيادَةَ نَفسُهُ / دونَ الأُبُوَّةِ لَم يَكُن بِمسوّد
حُلَلٌ مِنَ المَدحِ أَرتَضى لَكَ لِبسَها / شُكري فَأَغرَبَ مُفرِدٌ في مُفرِدِ
لَما نَشَرتُ عَلَيكَ فاخِرَ وَشيَها / قالَت لَكَ العَلياءُ أَملِ وَجَدّدِ
وَلَقَد صَحِبتُ الدَهرَ صُحبَةَ عارِفٍ
وَلَقَد صَحِبتُ الدَهرَ صُحبَةَ عارِفٍ / مَتَعَوِّدٍ لِصَلاحِهِ وَفَسادِهِ
وَخَبَرتُهُ فَرَأَيتُ ذَنبي عِندَهُ / فَضلي وَأَعجَزَني دَواءُ عِنادَهُ
وَمِنَ البَلِيَّةِ أَن تُداوى حِقدَ مَن / نِعَمُ الإِله عَلَيكَ مِن أَحقادِهِ
ما ضَرَّ مِن بَعدَ السُرورِ بِبُعدِهِ
ما ضَرَّ مِن بَعدَ السُرورِ بِبُعدِهِ / لَو كانَ يجمِلُ في صِيانَةِ عَبدِهِ
يَبدو فَأُطرِقُ هَيبَةً وَمَخافَةً / مِن أَن يُؤَثِّرَ ناظِري في خَدِّهِ
قَد صِرتُ أَعجَبُ أَن عِلَّةَ طَرفِهِ / لَيسَت تُؤَثِّرُ عِلَّةٌ في وُدِّهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025