المجموع : 4
وَاليَومُ مِن غَسَقِ العَجاجَةِ لَيلَةً
وَاليَومُ مِن غَسَقِ العَجاجَةِ لَيلَةً / وَالكرُّ يَخرُقُ سَجفَها المَمدودا
وَعَلى الصِفاحِ مِنَ الكِفاحِ وَصِدقِهِ / رَوعٌ أَحالَ بَياضَها تَوريدا
وَالطَعنُ يَغتَصِبُ الجِيادَ شِياتَها / وَالضَربُ يَقدَحُ في التَريكِ وَقودا
وَعَلى النُفوسِ مِنَ الحَمامِ طَلائِعٌ / وَالخَوفُ يَنشُدُ صَبرَها المَفقودا
وَقَد اِستَحالَ البَرُّ بَحراً وَالضُحى / لَيلاً وَمُنخَرِقُ الفَضاءِ حَديدا
وَأَجَلّ ما عِندَ الفَوارِسِ حَثُّها / في طاعَةِ الهَربِ الجِياد القودا
حَتّى إِذا ما فارَقَ الرَأيَ الهَوى / وَغَدا اليَقينُ عَلى الظُنونِ شَهيدا
لَم يَغُنِ غَيرُ أَبي شُجاعٍ وَالعُلا / عَنهُ تُناجي النَصرَ وَالتَأييدا
سَقَتِ العِهادُ خَليطَ ذاكَ المَعهَدِ
سَقَتِ العِهادُ خَليطَ ذاكَ المَعهَدِ / رَيّاً وَحَيّا البَرقُ بَرقَةَ ثَهمَدِ
قادَ الجِيادَ إِلى الجِيادِ عَوابِسا / شُعثاً وَلَولا بَأسهِ لَم تَنقدِ
في جَحفَلٍ كَالسَيلِ أَو كَاللَيلِ أَو / كَالقَطرِ صافح مَوجَ بَحرٍ مُزبِدِ
مُتَوَقِّدِ الجَنَباتِ يَعتَنِقُ القَنا / فيهِ اِعتِناقُ تَواصُلٍ وَتَوَدُّدِ
مُثَعَنجِرٌ بِظبا الصَوارِمِ مُبرِقٍ / تَحتَ الغُبارِ وَبِالصَواهِلِ مُرعِدِ
رَدَّ الظَلامَ عَلى الضُحى فَاِستَرجع ال / إِظلام مِن لَيلِ العَجاجِ الأَربدِ
وَكَأَنَّما نَقَشَت حَوافِرُ خَيلِهِ / لِلناظِرينَ أَهِلَّةً في الجَلمَدِ
وَكَأَنَّ طَرفَ الشَمسَ مَطروفٌ وَقَد / جَعَلَ الغُبارَ لَهُ مَكانُ الأَثمد
وَمُمَلَّكٍ رِقَّ القَنا مُستَخرِجٍ / بِاللُطفِ أَسرارَ الرياحِ الرُكَّدِ
خُرسٌ يُناجيها فَتَفهَمُ نُطقَهُ / وَتُجيبُهُ أَنفاسُها بِتَصعّدِ
قَلِقٌ كَأَنَّ الجَوَّ ضاقَ بِهِ فَما / يَنفَكُّ بَينَ تَوَثُّبٍ وَتَهَدُّدِ
وَكَأَنَّ هِمَّةَ رَبِّهِ قالَت لَهُ / طُل وَاِرقَ في دَرجِ المَعالي وَاِصعَدِ
إِنَّ المَحامِدَ رتبَةٌ لا يبلُغ ال / إِنسانُ راحَتَها إِذا لَم يَجهَدِ
مَن لَم تُبَلِّغُهُ السِيادَةَ نَفسُهُ / دونَ الأُبُوَّةِ لَم يَكُن بِمسوّد
حُلَلٌ مِنَ المَدحِ أَرتَضى لَكَ لِبسَها / شُكري فَأَغرَبَ مُفرِدٌ في مُفرِدِ
لَما نَشَرتُ عَلَيكَ فاخِرَ وَشيَها / قالَت لَكَ العَلياءُ أَملِ وَجَدّدِ
وَلَقَد صَحِبتُ الدَهرَ صُحبَةَ عارِفٍ
وَلَقَد صَحِبتُ الدَهرَ صُحبَةَ عارِفٍ / مَتَعَوِّدٍ لِصَلاحِهِ وَفَسادِهِ
وَخَبَرتُهُ فَرَأَيتُ ذَنبي عِندَهُ / فَضلي وَأَعجَزَني دَواءُ عِنادَهُ
وَمِنَ البَلِيَّةِ أَن تُداوى حِقدَ مَن / نِعَمُ الإِله عَلَيكَ مِن أَحقادِهِ
ما ضَرَّ مِن بَعدَ السُرورِ بِبُعدِهِ
ما ضَرَّ مِن بَعدَ السُرورِ بِبُعدِهِ / لَو كانَ يجمِلُ في صِيانَةِ عَبدِهِ
يَبدو فَأُطرِقُ هَيبَةً وَمَخافَةً / مِن أَن يُؤَثِّرَ ناظِري في خَدِّهِ
قَد صِرتُ أَعجَبُ أَن عِلَّةَ طَرفِهِ / لَيسَت تُؤَثِّرُ عِلَّةٌ في وُدِّهِ