القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 14
لَمَعَت لَنا بِالأَبرَقَينِ بُروقُ
لَمَعَت لَنا بِالأَبرَقَينِ بُروقُ / قَصَفَت لَها بَينَ الضُلوعِ رُعودُ
وَهَمَت سَحائِبُها بِكُلِّ خَميلَةٍ / وَبِكُلِّ مَيّادٍ عَلَيكَ تَميدُ
فَجَرَت مَدامِعُها وَفاحَ نَسيمُها / وَهَفَت مُطَوَّقَةٌ وَأَورَقَ عودُ
نَصَبوا القِبابَ الحُمرَ بَينَ جَداوِلٍ / مِثلِ الأَساوِدِ بَينَهُنَّ قُعودُ
بيضٌ أَوانِسُ كَالشُموسِ طَوالِعٌ / عينٌ كَريماتٌ عَقائِلُ غيدُ
عُج بِالرَكائِبِ نَحوَ بُرقِةِ ثَهمَدِ
عُج بِالرَكائِبِ نَحوَ بُرقِةِ ثَهمَدِ / حَيثُ القَضيبُ الرَطبُ وَالرَوضُ النَدى
حَيثُ البُروقُ بِها تُريكَ وَميضَها / حَيثُ السَحابُ بِها يَروحَ وَيَغتَدي
وَاِرفَع صُوَيتَكَ بِالسُحَيرِ مُنادِياً / بِالبيضِ وَالغيدِ الحِسانِ الخُرَّدِ
مِن كُلِّ فاتِكَةٍ بِطَرفٍ أَحوَرٍ / مِن كُلِّ ثانِيَةٍ بِجيدٍ أَغيدِ
تَهوي فَتُقصِدُ كُلَّ قَلبٍ هائِمٍ / يَهوى الحِسانَ بِراشِقٍ وَمُهَنَّدِ
تَعطو بِرَخصٍ كَالدَمَقسِ مُنَعَّمٍ / بِالنَدِّ وَالمِسكِ الفَتيقِ مُقَرمَدِ
تَرنو إِذا لَحَظَت بِمُقلَةِ شادِنٍ / يُعزى لِمُقلَتِها سَوادُ الإِئمِدِ
بِالغُنجِ وَالسِحرِ القَتولِ مُكَحَّلٍ / بِالتَيهِ وَالحُسنِ البَديعِ مُقَلَّدِ
هَيفاءُ ما تَهوى الَّذي أَهوى وَلا / تَفِ لِلَّذي وَعَدَت بِصِدقِ المَوعِدِ
سَحَبَت غَديرَتَها شُجاعاً أَسوَداً / لِتُخيفَ مَن يَقفو بِذاكَ الأَسوَدِ
وَاللَهِ ما خِفتُ المَنونَ وَإِنَّما / خَوفي أَموتُ فَلا أَراها في غَدِ
بِالجِزعِ بَينَ الأَبرَقَينِ المَوعِدُ
بِالجِزعِ بَينَ الأَبرَقَينِ المَوعِدُ / فَأَنِخ رَكائِبَنا فَهذا المَورِدُ
لا تَطلُبَنَّ وَلا تُغادي بَعدَهُ / يا حاجِرٌ يا بارِقٌ يا ثَهمَدُ
وَالعَب كَما لَعِبَت أَوانِسُ نُهَّدٌ / وَاِرتَع كَما رَتَعَت ظِباءٌ شُرَّدُ
في رَوضَةٍ غَنّاءَ صاحَ ذِئابُها / فَأَجابَهُ طَرَباً هُناكَ مُغَرَّدُ
رَقَّت حَواشيها وَرَقَّ نَسيمُها / فَالغَيمُ يَبرُقُ وَالغَمامَةُ تَرعُدُ
وَالوَدقُ يَنزِلُ مِن خِلالِ سَحابِهِ / كَدُموعِ صَبٍّ لِلفِراقِ تَبَدَّدُ
وَاِشرَب سُلافَةَ خَمرِها بِخِمارِها / وَاِطرَب عَلى غَرِدٍ هُنالِكَ يُنشِدُ
وَسُلافَةٌ مِن عَهدِ آدَمَ أَخبَرَت / عَن جَنَّةِ المَأوى حَديثاً يُسنَدُ
إِنَّ الحِسانَ تَفَلنَها مِن ريقِهِ / كَالمِسكِ جادَ بِها عَلَينا الخُرَّدُ
عِندَ الجِبالِ مِن كَثيبِ زَرودِ
عِندَ الجِبالِ مِن كَثيبِ زَرودِ / صيدٌ وَأُسدٌ مِن لِحاظِ الغيدِ
صَرعى وَهُم أَبناءُ مَلحَمَةِ الوَغى / أَينَ الأُسودُ مِنَ العُيونِ السودِ
فَتَكَت بِهِم لَحَظاتُهُنَّ وَحَبَّذا / تِلكَ المَلاحِظُ مِن بَناتِ الصيدِ
القَصرُ ذو الشُرُفاءِ مِن بَغدادِ
القَصرُ ذو الشُرُفاءِ مِن بَغدادِ / لا القَصرُ ذو الشُرَفاتِ مِن شَدّادِ
وَالتاجُ مِن فَوقِ الرِياضِ كَأَنَّهُ / عَذراءُ قَد جُلِيَت بِأَعطَرِ نادِ
وَالريحُ تَلعَبُ بِالغُصونِ فَتَنثَني / فَكَأَنَّهُ مِنها عَلى ميعادِ
وَكَأَنَّ دِجلَةَ سِلكُها ف جيدِها / وَالبَعلَ سَيِّدَنا الإِمامُ الهادِي
الناصِرُ المَنصورُ خَيرُ خَليفَةٍ / لا يَمتَطي في الحَربِ مَتنَ جَوادِ
صَلّى عَلَيهِ اللَهُ ما صَدَحَت بِهِ / وَرقا مُطَوَّقَةٌ عَلى مَيّادِ
وَكَذاكَ ما بَرِقَت بُروقُ مَباسِمٍ / سَحَّت لَها مِن مُقلَتَيَّ عَوادِ
مِن خُرَّدٍ كَالشَمسِ أَقلَعَ غَيثُها / فَبَدَت بِأَنوَرَ مُستَنيرٍ بادي
إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلاَله
إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلاَله / كان الوجودُ على ساقٍ واحدٍ
فإن انتفى عينُ التواصُلِ منهما / نقص الوجودُ عن الوجودِ الراشد
فانظر بقلبك أين حظك منهما / في الرزقِ أو في العالم المتباعد
فأنا الذي لا عينَ لي موجودُ
فأنا الذي لا عينَ لي موجودُ / وأنا الذي لا حكَم لي مفقودُ
عنقاءُ مُغربٍ قد تعورفَ ذكرها / عُرفاً وبابُ وجودها مسدودُ
ما صيِّر الرحمنُ ذِكري باطلاً / لكنْ لمعنى سرِّه مقصودُ
هو أنني وهابه أسرارهم / عرفانها فِصراطُنا ممدود
والسالكون على مراتبِ نورهم / فأجلهم من نورِه التجريد
الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ
الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ / أني إمامُ العالمين محمدُ
لكنْ لنا وقتٌ نراقبُ كونَه / فإذا أتى فالسلكُ فيه مهند
قل للذي نظم الوجودَ عقوداً
قل للذي نظم الوجودَ عقوداً / هلا اتخذت عليك فيه شُهودا
عدلاً من الأكوان من ساداته / المصطفين معالماً وحدودا
إنَّ الذين يبايعونك إنهم / ليبايعون الحاضر المفقودا
فإذا مضى زمن مضى لمروره / عقد فجدّد للإمام عقودا
اشهد عليه بها جوارح ذاته / وكفى بربِّ الوارداتِ شهودا
إنَّ الإمام هو الذي شهدت له / صُمّ الجبال بكونه معبودا
إن الذي فتح الخزائن جوده
إن الذي فتح الخزائن جوده / لم يبد للأبصار غير وجودِه
والحكم للأعيان ليس لذاته / إلا القبول له بحكم شهوده
هو مظهر أحكامهم في عينه / لما تعين مظهراً لعبيده
لا وجهّ أعظمُ من غنى في نعته / بغنى تقيَّد عندنا بحدودِه
وإذا يكون الأمر هذا لم يزل / سلكُ القلادَة ثابتاً في جيده
إنا لنبصره ونعلم أنه / حال بنا وحليّه من جوده
إنا جعلنا ما علينا زينة / لوجودِه بعقودِه وعقوده
فإذا أنا أوفيته ألزمته / ذاك الوفاء بعينه لعهوده
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ / ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ محمدا
عمَّ المقاماتِ الجسامِ عروجُه / وبذاك أضحى في القيامةِ سيِّدا
صلَّى عليه الله من رحموته / ومن أجله الروحُ المطهر أسجدا
لأبيه آدم والحقائقُ نوَّمٌ / عن قولنا وعن انشقاقٍ قد هدى
فجوامعُ الكلم التي أسماؤها / في آدمِ هي للمقرَّبِ أحمدا
جمعُ الإناث إلى الذكورِ كلامُه / بأخصِّ أوصافِ الثناءِ وقيدا
إنَّ الأنوثةَ عارضٌ متحققٌ / مثلَ الذكورةِ لا تكن متردِّدا
الحدُّ يجمعنا إذا أنصفتني / هنَّ الشقائقُ لا تجب من فندا
لا تحجبنَّ بالانفعالِ فإنه / قد كان عيسى قبلها فتأبدا
قولي وعيسى لا يشك بكونه / روح الإله مقدَّساً ومؤيدا
الله يعلمُ صدقَ ما قد قلته / لن يصلحَ العطَّارُ ما قد أفسدا
مثلٌ أتاك ولا أسمِّيه لما / قد جاء في نصِّ الشريعةِ مُسندا
أدباً مع الله العظيمِ جلالُه / فالدهر للذاتِ النزيهةِ كالرَّدا
الكافُ في التشبيه يعمل حكمها / وتكون زائدةً إذا أمرٌ بدا
مثل الذي قد جاء ليس كمثله / في سُورة الشورى وخاب من اعتدى
لولا قبولي ما رأيت وجودي
لولا قبولي ما رأيت وجودي / وبه مننت عليّ حال شهودي
إياي فانظر في معالم حكمتي / يدري بهل من كان أصل وجودي
وبها تميز من كتابي كونه / ولما قضى في علمه بمزيدِ
وهو الغنيُّ ولستُ أعرف ذاته / إلا به وتجلُّ عن تحديدي
لما علمنا جودَه بوجودِه / بالافتراق خرجتُ عن توحيدي
الله يعلم أنني ما كنته / أو كأنني إلا بخدِّ جدودي
جرَّدت عن أسمائه وصفاته / ووجودِه ووجوهه بحدودي
لولا اعترافي بالذي هو نشأتي / ما قلتُ بالتليثِ والتفريد
لولا شهودي ما عرفت وجودي
لولا شهودي ما عرفت وجودي / فامنن عليّ فأنتَ شهيدي
وعلامتي اني وجودَكم / من حيث ما هو بغيرِ مزيد
ودليل ما قد قلته من جهلنا / من ذاتكم أني جهلت وجودي
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي / ورأيته ذخري ليومِ شهودي
عطفتْ عليَّ صفاتُ من أنا ذاته / فرأيته مني كحبلِ وريدي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025