المجموع : 14
لَمَعَت لَنا بِالأَبرَقَينِ بُروقُ
لَمَعَت لَنا بِالأَبرَقَينِ بُروقُ / قَصَفَت لَها بَينَ الضُلوعِ رُعودُ
وَهَمَت سَحائِبُها بِكُلِّ خَميلَةٍ / وَبِكُلِّ مَيّادٍ عَلَيكَ تَميدُ
فَجَرَت مَدامِعُها وَفاحَ نَسيمُها / وَهَفَت مُطَوَّقَةٌ وَأَورَقَ عودُ
نَصَبوا القِبابَ الحُمرَ بَينَ جَداوِلٍ / مِثلِ الأَساوِدِ بَينَهُنَّ قُعودُ
بيضٌ أَوانِسُ كَالشُموسِ طَوالِعٌ / عينٌ كَريماتٌ عَقائِلُ غيدُ
عُج بِالرَكائِبِ نَحوَ بُرقِةِ ثَهمَدِ
عُج بِالرَكائِبِ نَحوَ بُرقِةِ ثَهمَدِ / حَيثُ القَضيبُ الرَطبُ وَالرَوضُ النَدى
حَيثُ البُروقُ بِها تُريكَ وَميضَها / حَيثُ السَحابُ بِها يَروحَ وَيَغتَدي
وَاِرفَع صُوَيتَكَ بِالسُحَيرِ مُنادِياً / بِالبيضِ وَالغيدِ الحِسانِ الخُرَّدِ
مِن كُلِّ فاتِكَةٍ بِطَرفٍ أَحوَرٍ / مِن كُلِّ ثانِيَةٍ بِجيدٍ أَغيدِ
تَهوي فَتُقصِدُ كُلَّ قَلبٍ هائِمٍ / يَهوى الحِسانَ بِراشِقٍ وَمُهَنَّدِ
تَعطو بِرَخصٍ كَالدَمَقسِ مُنَعَّمٍ / بِالنَدِّ وَالمِسكِ الفَتيقِ مُقَرمَدِ
تَرنو إِذا لَحَظَت بِمُقلَةِ شادِنٍ / يُعزى لِمُقلَتِها سَوادُ الإِئمِدِ
بِالغُنجِ وَالسِحرِ القَتولِ مُكَحَّلٍ / بِالتَيهِ وَالحُسنِ البَديعِ مُقَلَّدِ
هَيفاءُ ما تَهوى الَّذي أَهوى وَلا / تَفِ لِلَّذي وَعَدَت بِصِدقِ المَوعِدِ
سَحَبَت غَديرَتَها شُجاعاً أَسوَداً / لِتُخيفَ مَن يَقفو بِذاكَ الأَسوَدِ
وَاللَهِ ما خِفتُ المَنونَ وَإِنَّما / خَوفي أَموتُ فَلا أَراها في غَدِ
بِالجِزعِ بَينَ الأَبرَقَينِ المَوعِدُ
بِالجِزعِ بَينَ الأَبرَقَينِ المَوعِدُ / فَأَنِخ رَكائِبَنا فَهذا المَورِدُ
لا تَطلُبَنَّ وَلا تُغادي بَعدَهُ / يا حاجِرٌ يا بارِقٌ يا ثَهمَدُ
وَالعَب كَما لَعِبَت أَوانِسُ نُهَّدٌ / وَاِرتَع كَما رَتَعَت ظِباءٌ شُرَّدُ
في رَوضَةٍ غَنّاءَ صاحَ ذِئابُها / فَأَجابَهُ طَرَباً هُناكَ مُغَرَّدُ
رَقَّت حَواشيها وَرَقَّ نَسيمُها / فَالغَيمُ يَبرُقُ وَالغَمامَةُ تَرعُدُ
وَالوَدقُ يَنزِلُ مِن خِلالِ سَحابِهِ / كَدُموعِ صَبٍّ لِلفِراقِ تَبَدَّدُ
وَاِشرَب سُلافَةَ خَمرِها بِخِمارِها / وَاِطرَب عَلى غَرِدٍ هُنالِكَ يُنشِدُ
وَسُلافَةٌ مِن عَهدِ آدَمَ أَخبَرَت / عَن جَنَّةِ المَأوى حَديثاً يُسنَدُ
إِنَّ الحِسانَ تَفَلنَها مِن ريقِهِ / كَالمِسكِ جادَ بِها عَلَينا الخُرَّدُ
عِندَ الجِبالِ مِن كَثيبِ زَرودِ
عِندَ الجِبالِ مِن كَثيبِ زَرودِ / صيدٌ وَأُسدٌ مِن لِحاظِ الغيدِ
صَرعى وَهُم أَبناءُ مَلحَمَةِ الوَغى / أَينَ الأُسودُ مِنَ العُيونِ السودِ
فَتَكَت بِهِم لَحَظاتُهُنَّ وَحَبَّذا / تِلكَ المَلاحِظُ مِن بَناتِ الصيدِ
القَصرُ ذو الشُرُفاءِ مِن بَغدادِ
القَصرُ ذو الشُرُفاءِ مِن بَغدادِ / لا القَصرُ ذو الشُرَفاتِ مِن شَدّادِ
وَالتاجُ مِن فَوقِ الرِياضِ كَأَنَّهُ / عَذراءُ قَد جُلِيَت بِأَعطَرِ نادِ
وَالريحُ تَلعَبُ بِالغُصونِ فَتَنثَني / فَكَأَنَّهُ مِنها عَلى ميعادِ
وَكَأَنَّ دِجلَةَ سِلكُها ف جيدِها / وَالبَعلَ سَيِّدَنا الإِمامُ الهادِي
الناصِرُ المَنصورُ خَيرُ خَليفَةٍ / لا يَمتَطي في الحَربِ مَتنَ جَوادِ
صَلّى عَلَيهِ اللَهُ ما صَدَحَت بِهِ / وَرقا مُطَوَّقَةٌ عَلى مَيّادِ
وَكَذاكَ ما بَرِقَت بُروقُ مَباسِمٍ / سَحَّت لَها مِن مُقلَتَيَّ عَوادِ
مِن خُرَّدٍ كَالشَمسِ أَقلَعَ غَيثُها / فَبَدَت بِأَنوَرَ مُستَنيرٍ بادي
إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلاَله
إنْ وافقَ النجمُ السعيدُ هلاَله / كان الوجودُ على ساقٍ واحدٍ
فإن انتفى عينُ التواصُلِ منهما / نقص الوجودُ عن الوجودِ الراشد
فانظر بقلبك أين حظك منهما / في الرزقِ أو في العالم المتباعد
فأنا الذي لا عينَ لي موجودُ
فأنا الذي لا عينَ لي موجودُ / وأنا الذي لا حكَم لي مفقودُ
عنقاءُ مُغربٍ قد تعورفَ ذكرها / عُرفاً وبابُ وجودها مسدودُ
ما صيِّر الرحمنُ ذِكري باطلاً / لكنْ لمعنى سرِّه مقصودُ
هو أنني وهابه أسرارهم / عرفانها فِصراطُنا ممدود
والسالكون على مراتبِ نورهم / فأجلهم من نورِه التجريد
الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ
الله يعلمُ والدلائلُ تشهدُ / أني إمامُ العالمين محمدُ
لكنْ لنا وقتٌ نراقبُ كونَه / فإذا أتى فالسلكُ فيه مهند
قل للذي نظم الوجودَ عقوداً
قل للذي نظم الوجودَ عقوداً / هلا اتخذت عليك فيه شُهودا
عدلاً من الأكوان من ساداته / المصطفين معالماً وحدودا
إنَّ الذين يبايعونك إنهم / ليبايعون الحاضر المفقودا
فإذا مضى زمن مضى لمروره / عقد فجدّد للإمام عقودا
اشهد عليه بها جوارح ذاته / وكفى بربِّ الوارداتِ شهودا
إنَّ الإمام هو الذي شهدت له / صُمّ الجبال بكونه معبودا
إن الذي فتح الخزائن جوده
إن الذي فتح الخزائن جوده / لم يبد للأبصار غير وجودِه
والحكم للأعيان ليس لذاته / إلا القبول له بحكم شهوده
هو مظهر أحكامهم في عينه / لما تعين مظهراً لعبيده
لا وجهّ أعظمُ من غنى في نعته / بغنى تقيَّد عندنا بحدودِه
وإذا يكون الأمر هذا لم يزل / سلكُ القلادَة ثابتاً في جيده
إنا لنبصره ونعلم أنه / حال بنا وحليّه من جوده
إنا جعلنا ما علينا زينة / لوجودِه بعقودِه وعقوده
فإذا أنا أوفيته ألزمته / ذاك الوفاء بعينه لعهوده
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ
يا أهل يثرب لا مقام لعارفٍ / ورِثَ النبيَّ الهاشميَّ محمدا
عمَّ المقاماتِ الجسامِ عروجُه / وبذاك أضحى في القيامةِ سيِّدا
صلَّى عليه الله من رحموته / ومن أجله الروحُ المطهر أسجدا
لأبيه آدم والحقائقُ نوَّمٌ / عن قولنا وعن انشقاقٍ قد هدى
فجوامعُ الكلم التي أسماؤها / في آدمِ هي للمقرَّبِ أحمدا
جمعُ الإناث إلى الذكورِ كلامُه / بأخصِّ أوصافِ الثناءِ وقيدا
إنَّ الأنوثةَ عارضٌ متحققٌ / مثلَ الذكورةِ لا تكن متردِّدا
الحدُّ يجمعنا إذا أنصفتني / هنَّ الشقائقُ لا تجب من فندا
لا تحجبنَّ بالانفعالِ فإنه / قد كان عيسى قبلها فتأبدا
قولي وعيسى لا يشك بكونه / روح الإله مقدَّساً ومؤيدا
الله يعلمُ صدقَ ما قد قلته / لن يصلحَ العطَّارُ ما قد أفسدا
مثلٌ أتاك ولا أسمِّيه لما / قد جاء في نصِّ الشريعةِ مُسندا
أدباً مع الله العظيمِ جلالُه / فالدهر للذاتِ النزيهةِ كالرَّدا
الكافُ في التشبيه يعمل حكمها / وتكون زائدةً إذا أمرٌ بدا
مثل الذي قد جاء ليس كمثله / في سُورة الشورى وخاب من اعتدى
لولا قبولي ما رأيت وجودي
لولا قبولي ما رأيت وجودي / وبه مننت عليّ حال شهودي
إياي فانظر في معالم حكمتي / يدري بهل من كان أصل وجودي
وبها تميز من كتابي كونه / ولما قضى في علمه بمزيدِ
وهو الغنيُّ ولستُ أعرف ذاته / إلا به وتجلُّ عن تحديدي
لما علمنا جودَه بوجودِه / بالافتراق خرجتُ عن توحيدي
الله يعلم أنني ما كنته / أو كأنني إلا بخدِّ جدودي
جرَّدت عن أسمائه وصفاته / ووجودِه ووجوهه بحدودي
لولا اعترافي بالذي هو نشأتي / ما قلتُ بالتليثِ والتفريد
لولا شهودي ما عرفت وجودي
لولا شهودي ما عرفت وجودي / فامنن عليّ فأنتَ شهيدي
وعلامتي اني وجودَكم / من حيث ما هو بغيرِ مزيد
ودليل ما قد قلته من جهلنا / من ذاتكم أني جهلت وجودي
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي
إني رأيتُ وما رأيتُ وجودي / ورأيته ذخري ليومِ شهودي
عطفتْ عليَّ صفاتُ من أنا ذاته / فرأيته مني كحبلِ وريدي