القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 8
لا البرء زار ولا خيالك عادا
لا البرء زار ولا خيالك عادا / ما أكذب الآمال والميعادا
عجباً لحبك با بخيلة كيف يخ / لق من جوانح عابد حُسادا
إني لأهتف حين أفترش المدى / وأرى الجحيم لجانبي مِهادا
آها على الرأس الجميل سلا وأغ / فى مطمئنا لا يحس سهادا
فرشت له الأحلام واحتفل الهدو / ء يد ومد له الجمال وسادا
يا حبها ما أنت ما هذا الذي / جمع الغريب وألف الأضدادا
كم أشرئب إلى سماك بناظري / مستلهما بك قوة وعمادا
ولكم أبيت على السآمة طاويا / في خاطري شبحاً لها عوادا
فأراك تعبث بي كطفل في السما / ء يصرف الأقدار كيف أرادا
ولقد أقول هوى كما بدأ انتهى / فإذا الهوى وافى النهاية عادا
مات الرجاء مع المساء وإنما / كان الممات لحبنا ميلادا
ماذا صنعت بناظر لا ينثني / متطلعاً متلفتاً مرتادا
وأنا غريب في الزحام كأنني / آمال أجفان حرمن رقادا
ولقد ترى عيني الجموع فما ترى / دنيا تموج ولا تحس عبادا
فإذا رأيتك كنت أنت الناس وال / أعمار والآباد والآمادا
وأراك كل الزهر كل الروض أن / ت لديّ كل خميلة تتهادى
خذ من طبيب الحي رأي النادي
خذ من طبيب الحي رأي النادي / واسمع إلى غريد هذا الوادي
إني عن الفئتين قمت وإنه / شرفٌ بلغت به أجل مرادِ
أنا لا أوفي اليوم حقك وحده / لكن أؤدي فيك حق بلادي
يا عائداً تحدوا السلامة ركبه / بوركت في الغيّاب والعوادِ
مصر التي بك في اشتداد كروبها / عرفت فتى الفتيان يوم جهاد
رفت عليك قلوبها وتطلعت / وهفت إليك منابر الأعواد
أي المحامد فيك لم ترفع به / رأساً ولم تتحدَّ كل معادي
وطنية ملء الفؤاد وهمة / علوية من حكمة وسداد
فلو ان أعواد المنابر قد مشت / لمشت لإبراهيم عبد الهادي
أنا ما التفت إليك إلا عادني / طيف يراوح خاطري ويغادي
طيف من الماضي الكريم وصفحة / أخذت لها عهداً على الآباد
إني به مترنم وبكل ما از / دانت به تلك الصحيفة شادي
أيام يجمعنا الشباب وكلنا / بالروح والدم والجوارح فادي
السجن مثل الأسر مثل النفي مث / ل القتل تلك قضية استشهاد
اليوم منكِ عرفتُ سر وجودي
اليوم منكِ عرفتُ سر وجودي / وعرفتُ من معناك معنى العيد
ما كنت بالفاني وسرُّك حافظي / وبمقلتيك ضَمِنتُ كلَّ خلودي
الآن أعرف ما الحياة وطيبُها / وأقول للأيّام طبتِ فعودي
عاد الربيع على يديك وأشرقت / روحي وأورق في ربيعك عودي
يا ميَّةُ الحسناء هل يغزو الهوى
يا ميَّةُ الحسناء هل يغزو الهوى / قلبين ما كانا على ميعاد
لا شيءَ إلا أن ذُكرتِ فهزّني / طربٌ وبات على الحنين فؤادي
وظللتُ أحلم والتفتُّ لساعةٍ / تدنو إِليَّ بطيفك الميّاد
يا مَيَّ إني قد مُنيت بظلمةٍ / والليلُ يجثم فوق صدر الوادي
فأنرتِ لي قلبي وصرتُ كأنما / هذا السواد الجَهمُ غير سواد
إن عُدتَ أو أخلفتَ لم تعدِ
إن عُدتَ أو أخلفتَ لم تعدِ / أنا إلف روحك آخر الأبدِ
ظمأٌ على ظمأ على ظمأ / ومواردٌ كثرٌ ولم أردِ
مرَّ الظلامُ وأنت لي شجنٌ / وأتى النهارُ وأنت في خلدي
لا يسمع البحرُ الغضوب إلى / شاكٍ ولا يصغي إلى أحدِ
كم لاح لي حربُ الحياة على / أمواجه المجنونة الزبدِ
ورأيت طيفَ الضنك مرتسما / في عاصفِ الأنواء مطَّردِ
في الليل مدَّ رواقه وثوى / كجوانحٍ طُويت على حسدِ
قبر مَباهجه بلا عددٍ / لفتى متاعبه بلا عددِ
مَن يومه يوم بلا أملٍ / وغدٌ بلا سلوى وبعد غدِ
لولاك والعهد الذي عقدت / بيني وبينك مهجتي ويدي
أضجعتُ جنبي جوف غيهبه / وأرحتُ فيه باليَ الجسدِ
يا مخلفَ الميعاد عد لترى / جزع الغريب وضيعة الرشدِ
وليالياً موصولة سهراً / أبدية حجرية الكبدِ
وطليحَ أسفار وعلّته / قتالة لَم تشف في بلدِ
يا شعر أيامي وأغنيتي / وغليل ظمآن الشفاه صدي
يا ظالمي عيناك كم وعدت / قلبي إذا شفتاك لَم تعدِ
من شاطئ لشواطئ جدد
من شاطئ لشواطئ جدد / يرمي بنا ليل من الأبد
ما مرّ منه مضى فلم يعد / هيهات مرسى يومه لغد
سنة مضت وختامها حانا / والدهر فرّق شملنا أبدا
ناجِ البحيرة وحدك الآنا / واجلس بهذا الصخر منفردا
قل للبحيرة تذكرين وقد / سكن المساء ونحن باللج
لا صوت يسمع في الدنى لأحد / إلا صدى المجداف والموج
فإذا بصوت غير معتاد / هزّ السكون هتافه العذب
أصغى العباب ورجّع الوادي / أصداءه وتناجت السحب
يا دهر في رفق ولا تدر / ساعاته في هينة وقفي
حتى تتاح هناءة العمر / وتطول لذتها لمقتطف
هلا التفتَ لذلك الكون / وعلمت كم في الناس من باكي
يدعوك خذني والأسى المضنى / خل الممتع وامضِ بالشاكي
هذا النعيم وهاته المحن / يتنافسان الدهر إقلاعا
فبأي عدل أيها الزمن / تتشابه الحالان إسراعا
يا أيها الأبد السحيق أجب / وتكلمي يا هوة الماضي
ما تصنعان بأشهرٍ وحقب / ونعيم عمر غير معتاض
ناج البحيرة والصخور وعد / فاستحلف الأغوار والغابا
قل صُن ذكر غرامنا فلقد / صين الشباب عليك أحقابا
ولتبق يا هذي البحيرة في / حاليك ثائرة وهادئة
في باسق للماء منعطف / في رائعات الصخر ناتئة
في عابر النسمات مرتجفاً / في النجم فضض صفحة الماء
في الريح أنّ أنينه وهفا / في الغصن نفّس حر أحشاء
في الجو معتبقاً بريّاكِ / خطرت ملاعبة رقيق صبا
في كل هذا هاتفٌ باكي / سيقول يا أسفا لقد ذهبا
أدركت عندك يوميَ الموعودا
أدركت عندك يوميَ الموعودا / ولقيت فيك مثاليَ المنشودا
وافرحتي بك فرحة الطفل الذي / يلهو ويخلق كل يوم عيدا
وافرحتي بك فرحة الطير الذي / ملأ الروابي المصغيات نشيدا
طربت لصدحته وصفق ظافراً / جذلان في عرض الفضاء سعيدا
في موكب من قلبه وحبيبه / من راح تحسبه العيون وحيدا
وافرحتي بك فرحة الضال الذي / يطوي القفار اللافحات شريدا
لاحت له بعد الهواجر أيكة / غنّاء تبسط ظلها الممدودا
ما أعجب الدنيا التي بعث الهوى / وأحالها روضاً أغر جديدا
شتى غرائبها وأعجبها فتى / يغدو لمهجته عليك حسودا
يتهالكان على جمالك صبوة / يتنافسان ضراعه وسجودا
يتنازعانك غيرة وتغضباً / كل يراك حبيبه المعبودا
ما أعجب الإيمان يغمر خاطري / كالفجر قد غمر السماء وئيدا
مزقتِ شكي فاسترحتُ لأعين / علمنني الإيمان والتوحيدا
اليوم يومك في الشباب فناد
اليوم يومك في الشباب فناد / لا نوم بعد ولا شهيُّ رقادِ
قل للذي يبغي الصلاح لقومه / بنبيل صنع أو شريف جهادِ
بالطب أو بالشعر أو بكليهما / كل الجهود فداء هذا الوادي
لا خير في قلم إذا هو لَم يكن / حراً طهوراً كالشعاع الهادي
لا خير في طب إذا هو لم يزر / ظلم الحياة كفرحة الأعيادِ
يا أيها الوطن الجريح وجرحه / بصميم كل حشاشة وفؤادِ
صبراً فنحن أساتك الرحماء في ال / بأساء قد جئنا بكل ضمادِ
قل للبناة المصلحين ألا اخلقوا / شم الذرى ورواسخ الأطواد
جيلاً من النشء القوي إذا مشوا / رفعوا الرؤوس بعزة وعنادِ
لا خير في الأرواح تسكن منزلاً / متهدماً رثاً من الأجسادِ
لا خير في الأرواح تسكن موطناً / متخاذلاً لا يرتجى لجلادِ
أبَكَت عيونكم الضعيف يصير في / ناب القوي فريسة استعبادِ
فتبينوا إذن الحقيقة واعلموا / أن الطبيعة هكذا من عادِ
الجو ملك النسر يغشاه على / ما يشتهي والغاب للآسادِ
مهلاً بني قومي أتيت مذكراً / في ساحة مجموعة الأشهادِ
واخجلتا مما نقدمه إذا / حان الحساب وجاء يوم معادِ
أيّ الصحائف في غد وحسابكم / في ذمة الأبناء والأحفادِ
أيّ البلاد هو السعيد وأهله / يتنابذون تنابذ الأضدادِ
كل يعيش لنفسه في أمة / شقيت بطول تفرق الأفرادِ
فخذوا السبيل إلى الحياة تآلفاً / وتكاتفاً في رغبةٍ وودادِ
خير الصحائف ما كتبت سطوره / بيد الكفاح الحر لا بمدادِ
صونوا البلاد وأدركوا فلاَّحكم / كاد الحمى يغدو بغير عمادِ
حيران من مرضٍ إلى بؤس إلى / كربٍ تمر به بلا تعدادِ
هذي دياركم وذلك نيلكم / هبة السماء ومنحة الآبادِ
هذي دياركم وهذي شمسكم / طمع الغريب وحرقة الحسادِ
ومن المصائب في زمانك أن ترى / بلداً كثير مناهل الروادِ
والخير مدرار عليه وربه / جوعان محروم الرعاية صادِ
والزرع نضر في الحقول وأهله / يتهيأون لمنجل الحصادِ
هذا زمانكم وذا ميدانكم / ماذا بكم من عدة وعتادِ
نبغي شداد القوم قد شحذوا القرى / في ليل أحداث نزلن شدادِ
ونريد شباناً بمصر استعصموا / ومضوا يصدون الغريب العادي
ونريد أطفالاً إذا ما أُرضعوا / فرضاعهم وطنية بسهادِ
الطفل منهم مثل أمي أو أبي / شفتاه أول ما تقول بلادي
يُغذون في الأرحام حب بلادهم / لتكون مصراً صرخة الميلادِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025