القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 13
باكِر صَبوحَكَ فَهوَ خَيرُ عَتادِ
باكِر صَبوحَكَ فَهوَ خَيرُ عَتادِ / وَاِخلَع قِيادَكَ قَد خَلَعتُ قِيادي
لا تَنسَ لي يَومَ العُروبَةِ وَقعَةً / تودي بِصاحِبِها بِغَيرِ فَسادِ
يَوماً شَرِبتُ وَأَنتَ في قُطرَبُلٍّ / خَمراً تَفوقُ إِرادَةَ المُرتادِ
لَمّا وَرَدناها نُلِمُّ بِشَيخِها / عِلجٌ يُحَدِّثُ عَن مَصانِعِ عادِ
قُلنا السَلامُ عَلَيكَ قالَ عَلَيكُمُ / مِنّي سَلامُ تَحِيَّةٍ وَوِدادِ
ما رُمتُمُ قُلنا المُدامُ فَقالَ قَد / وُفِّقتُمُ يا إِخوَتي لِرَشادِ
عِندي مُدامٌ قَد تَقادَمَ عَهدُها / عُصِرَت وَلَم يَشعُر بِها أَجدادي
فَأَكيلُ قُلنا بَعدَ خُبرٍ إِنَّنا / لا نَشتَري سَمَكاً بِبَطنِ الوادي
جِئنا بِها فَأَتى بِكَأسٍ أَشرَقَت / مِنها الدُجى وَأَضاءَ كُلَّ سَوادِ
فَأَدارَها عَدَداً ثَلاثاً فَاِنثَنَت / مِنّا النُفوسُ وَلَيسَ مِنها صادِ
حَتّى إِذا أَخَذَت بِوَجنَةِ صاحِبي / وَفُؤادِهِ وَبِوَجنَتي وَفُؤادي
لَم يَرضَ إِبليسُ الظَريفُ فِعالَنا / حَتّى أَعانَ فَسادَنا بِفَسادِ
اِعدِل عَنِ الطَلَلِ المُحيلِ وَعَن هَوى
اِعدِل عَنِ الطَلَلِ المُحيلِ وَعَن هَوى / نَعتِ الدِيارِ وَوَصفِ قَدحِ الأَزنُدِ
وَدَعِ العَريبَ وَخَلِّها مَعَ بُؤسِها / لِمُحارِفٍ أَلِفَ الشَقاءَ مُزَنَّدِ
وَاِقصِد إِلى شَطِّ الفُراتِ وَعاطِني / قَبلَ الصَباحِ وَعاصِ كُلَّ مُفَنَّدِ
صَفراءَ تَحكي التِبرَ في حافاتِها / عُقَدُ الحَبابِ كَلُؤلُؤٍ مُتَبَدِّدِ
فَلَأَشرَبَنَّ بِطارِفٍ وَبِتالِدٍ / بِنتَ الكُرومِ بِرَغمِ أَنفِ الحُسَّدِ
كَرخِيَّةً كَصَفاءِ وَجهِ مَشوقَةٍ / مَرهاءَ تَرغَبُ عَن سَوادِ الإِثمِدِ
حَنَّت مُكاتَمَةً فَبَينَ جُفونِها / رَقراقُ دَمعٍ فاضَ أَو فَكَأَن قَدِ
وَتَخافُ تَهدُرُهُ فَتَرفَعُ جَفنَها / فَالدَمعُ بَينَ تَحَدُّرٍ وَتَصَعُّدِ
دَعَتِ الهُمومُ إِلى شِغافِ فُؤادي
دَعَتِ الهُمومُ إِلى شِغافِ فُؤادي / وَحَمَت جَوانِبَ مُقلَتَيَّ رُقادي
وُرقٌ بِتَفجِعَةٍ تَنوحُ أَليفَها / غَلَسَ الدُجُنَّةِ في ذُرى الأَعوادِ
وَلَقَد أُزيحَ الهَمُّ حينَ يَنوبُني / وَالشَوقُ يَقدَحُ في الحَشا بِزِنادِ
بِمُدامَةٍ وَرِثَ الزَمانُ لُبابَها / عَن ذي الأَوائِلِ مِن أَكابِرِ عادِ
زادَت عَلى طولِ التَقادُمِ عِزَّةً / وَدَعَت لِآخِرِ عَهدِها بِنَفادِ
حَتّى تَطَلَّعَها الزَمانُ وَقَد فَرَت / حُجُبَ الدِنانِ بِناظِرٍ حَدّادِ
فَكَأَنَّما صَبَغَ التَقادُمُ ثَوبَها / وَالكَأسُ في عُرسِ المُدامِ بِجادِ
تَسعى إِلَيَّ بِكَأسِها كَرخِيَّةً / يَختَصُّها نَدمانُها بِوَدادِ
ناطَت بِعاتِقِها الوِشاحَ كَما تَرى / بَطَلاً يُحاوِلُ نَجدَةً بِنِجادِ
فَرَأَت عُقودُ الراحِ دُرَّ وِشاحِها / فَحَكَينَهُنَّ وَهُنَّ غَيرُ جَمادِ
فَتَلَألَأَ النورانِ نورٌ ساطِعٌ / وَمُنَظَّمٌ أَرِجٌ عَلى الأَجيادِ
وَمُرِنَّةٍ جَمَعَت إِلى نُدمانِها / بِدَعَ السُرورِ يَقُدنَ كُلَّ مَقادِ
لَمّا تَغَنَّت وَالسُرورُ يَحُثُّها / رَحَلَ الخَليطُ جِمالَهُم بِسَوادِ
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها / مَن مَلَّ مَحبوباً فَلا رَقَدا
فَكَتَبتُ في فَصٍّ لِيَبلُغَها / مَن نامَ لَم يَعقِل كَمَن سَهِدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت لِيَبلُغَني / لا نامَ مَن يَهوى وَلا هَجَدا
فَمَحَيتُهُ ثُمَّ اِكتَتَبتُ أَنا / وَاللَهِ أَوَّلُ مَيِّتٍ كَمَدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت تُعارِضُني / وَاللَهِ لا كَلَّمتُهُ أَبَدا
يا تارِكي جَسَداً بِغَيرِ فُؤادِ
يا تارِكي جَسَداً بِغَيرِ فُؤادِ / أَسرَفتَ في هَجري وَفي إِبعادي
إِن كانَ يَمنَعُكَ الزِيارَةَ أَعيُنٌ / فَاِدخُل عَلَيَّ بِعِلَّةِ العُوّادِ
إِنَّ القُلوبَ مَعَ العُيونِ إِذا جَنَت / جاءَت بَلِيَّتُها عَلى الأَجسادِ
أَشكو إِلَيكَ جَفاءَ أَهلِكَ إِنَّهُم / ضَرَبوا عَلَيَّ الأَرضَ بِالأَسدادِ
قالَ الطَبيبُ وَقَد تَأَمَّلَ سِحنَتي
قالَ الطَبيبُ وَقَد تَأَمَّلَ سِحنَتي / إِنَّ الَّذي أَضناكَ فيكَ لَبادِ
وَزَوالِ ما بِكَ لَيسَ فيهِ مَرِيَّةٌ / إِن عادَكَ اللَهَبيُّ في العُوّادِ
يا مَن بِمُقلَتِهِ يَصيدُ
يا مَن بِمُقلَتِهِ يَصيدُ / وَعَنِ الصِيادَةِ لا يَحيدُ
بِاللَهِ في حَقِّ الهَوى / أَن لا تُصادَ وَقَد تَصيدُ
تَسبي القُلوبَ بِمُقلَةٍ / أَلحاظُها فيها شُهودُ
غادِ الهَوى بِالكَأسِ بَردا
غادِ الهَوى بِالكَأسِ بَردا / وَأَطِع إِمارَةَ مَن تَبَدّى
وَاِشرَب بِكَفَّي شادِنٍ / جازَ المُنى هَيفاً وَقَدّا
ظَبيٌ كَأَنَّ اللَهَ أَل / بَسَهُ قُشورَ الدُرِّ جِلدا
وَتَرى عَلى وَجناتِهِ / في أَيِّ حينٍ شِئتَ وَردا
طابَ الهَوى لِعَميدِه
طابَ الهَوى لِعَميدِه / لَولا اِعتِراضُ صُدودِه
وَقادَني حُبُّ ريمٍ / مُهَفهَفِ الكَشحِ رودِه
كَالبَدرِ لَيلَةَ عَشرٍ / وَأَربَعٍ لِسُعودِه
بَدا يُدِلُّ عَلَينا / بِمُقلَتَيهِ وَجيدِه
فَاِصطادَني لِحِمامي / تَخطارُهُ في بُرودِه
فَقُمتُ نُصبَ عَدُوٍّ / قاسي الفُؤادِ كَنودِه
لا أَستَطيعُ فِراراً / مِن بَرقِهِ وَرُعودِه
وَعَسكَرُ الحُبِّ حَولي / بِخَيلِهِ وَجُنودِه
فَإِن عَدَلتُ يَميناً / خَشيتُ وَقعَ وُعودِه
وَإِن شَمالاً فَمَوتٌ / لا بُدَّ لي مِن وُرودِه
وَإِن رَجَعتُ وَرائي / خَشيتُ زَأرَ أُسودِه
وَنُصبَ عَينَيَ طَودٌ / فَكَيفَ لي بِصُعودِه
وَتَحتَ رِجلِيَ بَحرٌ / يَجري الهَوى بِمُدودِه
وَفَوقَ رَأسِيَ كَمِيٌّ / مُقَنَّعٌ في حَديدِه
مُجَرَّدٌ لِيَ سَيفاً / وَيلاهُ مِن تَجريدِه
فَلَستُ أَرفَعُ طَرفي / حِذارَ ماضِ حَديدِه
وَلي خُشوعُ المُصَلّي / في دَيرِهِ يَومَ عيدِه
كَأَنَّني مُستَهامٌ / ضَلَّ الطَريقَ بِبيدِه
لَو لاحَ لي مِنهُ نَهجٌ / رَكِبتُ نَهجَ صَعيدِه
فَالوَيلُ لي كَيفَ أَنجو / مِن حُمرِ مَوتٍ وَسودِه
لا شَيءَ إِلّا اِشتِغالي / بِيُمنِ موسى وَجودِه
فَكَم شَديدٍ بِهِ قَد / دَفَعتُ خَوفَ شَديدِه
لا مَرَّةً بَعدَ أُخرى / أَكِلُّ عَن تَعديدِه
أَيّامَ أَنفُ حَسودي / دامٍ وَأَنفُ حَسودِه
غَنّى السَماحُ بِموسى / في هَزجِهِ وَنَشيدِه
وَكَيفَ يَهزِجُ إِلّا / بِإِلفِهِ وَعَقيدِه
شَغَلَت خِداشاً عَن مَساعي مَخلَدِ
شَغَلَت خِداشاً عَن مَساعي مَخلَدِ / خَمرٌ تَوَقَّدُ في صِحافِ العَسجَدِ
فَلَيُصبِحَنَّ مِنَ الدَراهِمِ مُفلِساً / وَلِيُمسِيَنَّ مِنَ النَدى صِفرَ اليَدِ
قَد شَرَّدَت أَموالَهُ فَضِحاتُهُ / وَمَقالُهُ لِنَديمِهِ هاتِ اِنشُدِ
قُل لِلمَليحَةِ في الخِمارِ الأَسوَدِ / ماذا فَعَلتِ بِراهِبٍ مُتَعَبِّدِ
قَد كانَ شَمَّرَ لِلصَلاةِ إِزارَهُ / حَتّى وَقَفتِ لَهُ بِبابِ المَسجِدِ
وَالخَمرُ شاغِلَةٌ إِذا ما عوقِرَت / يا اِبنَ الزُبَيرِ عَنِ النَدى وَالسُؤدُدِ
ما يُثبِتُ الإِخوانُ حِليَةَ وَجهِهِ / مِمّا يَغيبُ فَلا يُرى في مَشهَدِ
هَذا وَلَيسَ مِنَ الخُمارِ بِعارِفٍ / سَمتَ الطَريقِ إِلى مُصَلّى المَسجِدِ
الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ
الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ / وَمَن لَهُ تَزكو المَحامِد
أَيَسُبُّني رَجُلٌ عَلَي / هِ مِنَ الخِزانَةِ أَلفُ شاهِد
هَذا أَبو الهِندِيِّ في / هِ مَشابِهٌ مِن غَيرِ واحِد
ماذا أَقولُ لِمَن لَهُ / في كُلِّ عُضوٍ مِنهُ والِد
أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ
أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ / وَالكاتِبُ المَحصي عَلَيكَ شَهيدُ
كَم قُلتَ لَستُ بِعائِدٍ في سَوأَةٍ / وَنَذَرتَ فيها ثُمَّ صِرتَ تَعودُ
حَتّى مَتى لا تَرعَوي عَن لَذَّةٍ / وَحِسابُها يَومَ الحِسابِ شَديدُ
وَكَأَنَّني بِكَ قَد أَتَتكَ مَنِيَّةٌ / لا شَكَّ أَنَّ سَبيلَها مَورودُ
قل للغزال غزال آل مجالدِ
قل للغزال غزال آل مجالدِ / يا كافراً نِعمي عليه وجاحدي
أترى مصافحتي تحلّ ولا ترى / حلّاً تلمّسَ ما وراء الساعد
إن كنتَ تنظر في القياس فإنما / أيري وكفّي من أديم واحد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025