المجموع : 13
باكِر صَبوحَكَ فَهوَ خَيرُ عَتادِ
باكِر صَبوحَكَ فَهوَ خَيرُ عَتادِ / وَاِخلَع قِيادَكَ قَد خَلَعتُ قِيادي
لا تَنسَ لي يَومَ العُروبَةِ وَقعَةً / تودي بِصاحِبِها بِغَيرِ فَسادِ
يَوماً شَرِبتُ وَأَنتَ في قُطرَبُلٍّ / خَمراً تَفوقُ إِرادَةَ المُرتادِ
لَمّا وَرَدناها نُلِمُّ بِشَيخِها / عِلجٌ يُحَدِّثُ عَن مَصانِعِ عادِ
قُلنا السَلامُ عَلَيكَ قالَ عَلَيكُمُ / مِنّي سَلامُ تَحِيَّةٍ وَوِدادِ
ما رُمتُمُ قُلنا المُدامُ فَقالَ قَد / وُفِّقتُمُ يا إِخوَتي لِرَشادِ
عِندي مُدامٌ قَد تَقادَمَ عَهدُها / عُصِرَت وَلَم يَشعُر بِها أَجدادي
فَأَكيلُ قُلنا بَعدَ خُبرٍ إِنَّنا / لا نَشتَري سَمَكاً بِبَطنِ الوادي
جِئنا بِها فَأَتى بِكَأسٍ أَشرَقَت / مِنها الدُجى وَأَضاءَ كُلَّ سَوادِ
فَأَدارَها عَدَداً ثَلاثاً فَاِنثَنَت / مِنّا النُفوسُ وَلَيسَ مِنها صادِ
حَتّى إِذا أَخَذَت بِوَجنَةِ صاحِبي / وَفُؤادِهِ وَبِوَجنَتي وَفُؤادي
لَم يَرضَ إِبليسُ الظَريفُ فِعالَنا / حَتّى أَعانَ فَسادَنا بِفَسادِ
اِعدِل عَنِ الطَلَلِ المُحيلِ وَعَن هَوى
اِعدِل عَنِ الطَلَلِ المُحيلِ وَعَن هَوى / نَعتِ الدِيارِ وَوَصفِ قَدحِ الأَزنُدِ
وَدَعِ العَريبَ وَخَلِّها مَعَ بُؤسِها / لِمُحارِفٍ أَلِفَ الشَقاءَ مُزَنَّدِ
وَاِقصِد إِلى شَطِّ الفُراتِ وَعاطِني / قَبلَ الصَباحِ وَعاصِ كُلَّ مُفَنَّدِ
صَفراءَ تَحكي التِبرَ في حافاتِها / عُقَدُ الحَبابِ كَلُؤلُؤٍ مُتَبَدِّدِ
فَلَأَشرَبَنَّ بِطارِفٍ وَبِتالِدٍ / بِنتَ الكُرومِ بِرَغمِ أَنفِ الحُسَّدِ
كَرخِيَّةً كَصَفاءِ وَجهِ مَشوقَةٍ / مَرهاءَ تَرغَبُ عَن سَوادِ الإِثمِدِ
حَنَّت مُكاتَمَةً فَبَينَ جُفونِها / رَقراقُ دَمعٍ فاضَ أَو فَكَأَن قَدِ
وَتَخافُ تَهدُرُهُ فَتَرفَعُ جَفنَها / فَالدَمعُ بَينَ تَحَدُّرٍ وَتَصَعُّدِ
دَعَتِ الهُمومُ إِلى شِغافِ فُؤادي
دَعَتِ الهُمومُ إِلى شِغافِ فُؤادي / وَحَمَت جَوانِبَ مُقلَتَيَّ رُقادي
وُرقٌ بِتَفجِعَةٍ تَنوحُ أَليفَها / غَلَسَ الدُجُنَّةِ في ذُرى الأَعوادِ
وَلَقَد أُزيحَ الهَمُّ حينَ يَنوبُني / وَالشَوقُ يَقدَحُ في الحَشا بِزِنادِ
بِمُدامَةٍ وَرِثَ الزَمانُ لُبابَها / عَن ذي الأَوائِلِ مِن أَكابِرِ عادِ
زادَت عَلى طولِ التَقادُمِ عِزَّةً / وَدَعَت لِآخِرِ عَهدِها بِنَفادِ
حَتّى تَطَلَّعَها الزَمانُ وَقَد فَرَت / حُجُبَ الدِنانِ بِناظِرٍ حَدّادِ
فَكَأَنَّما صَبَغَ التَقادُمُ ثَوبَها / وَالكَأسُ في عُرسِ المُدامِ بِجادِ
تَسعى إِلَيَّ بِكَأسِها كَرخِيَّةً / يَختَصُّها نَدمانُها بِوَدادِ
ناطَت بِعاتِقِها الوِشاحَ كَما تَرى / بَطَلاً يُحاوِلُ نَجدَةً بِنِجادِ
فَرَأَت عُقودُ الراحِ دُرَّ وِشاحِها / فَحَكَينَهُنَّ وَهُنَّ غَيرُ جَمادِ
فَتَلَألَأَ النورانِ نورٌ ساطِعٌ / وَمُنَظَّمٌ أَرِجٌ عَلى الأَجيادِ
وَمُرِنَّةٍ جَمَعَت إِلى نُدمانِها / بِدَعَ السُرورِ يَقُدنَ كُلَّ مَقادِ
لَمّا تَغَنَّت وَالسُرورُ يَحُثُّها / رَحَلَ الخَليطُ جِمالَهُم بِسَوادِ
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها
كَتَبَت عَلى فَصٍّ لِخاتَمِها / مَن مَلَّ مَحبوباً فَلا رَقَدا
فَكَتَبتُ في فَصٍّ لِيَبلُغَها / مَن نامَ لَم يَعقِل كَمَن سَهِدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت لِيَبلُغَني / لا نامَ مَن يَهوى وَلا هَجَدا
فَمَحَيتُهُ ثُمَّ اِكتَتَبتُ أَنا / وَاللَهِ أَوَّلُ مَيِّتٍ كَمَدا
فَمَحَتهُ وَاِكتَتَبَت تُعارِضُني / وَاللَهِ لا كَلَّمتُهُ أَبَدا
يا تارِكي جَسَداً بِغَيرِ فُؤادِ
يا تارِكي جَسَداً بِغَيرِ فُؤادِ / أَسرَفتَ في هَجري وَفي إِبعادي
إِن كانَ يَمنَعُكَ الزِيارَةَ أَعيُنٌ / فَاِدخُل عَلَيَّ بِعِلَّةِ العُوّادِ
إِنَّ القُلوبَ مَعَ العُيونِ إِذا جَنَت / جاءَت بَلِيَّتُها عَلى الأَجسادِ
أَشكو إِلَيكَ جَفاءَ أَهلِكَ إِنَّهُم / ضَرَبوا عَلَيَّ الأَرضَ بِالأَسدادِ
قالَ الطَبيبُ وَقَد تَأَمَّلَ سِحنَتي
قالَ الطَبيبُ وَقَد تَأَمَّلَ سِحنَتي / إِنَّ الَّذي أَضناكَ فيكَ لَبادِ
وَزَوالِ ما بِكَ لَيسَ فيهِ مَرِيَّةٌ / إِن عادَكَ اللَهَبيُّ في العُوّادِ
يا مَن بِمُقلَتِهِ يَصيدُ
يا مَن بِمُقلَتِهِ يَصيدُ / وَعَنِ الصِيادَةِ لا يَحيدُ
بِاللَهِ في حَقِّ الهَوى / أَن لا تُصادَ وَقَد تَصيدُ
تَسبي القُلوبَ بِمُقلَةٍ / أَلحاظُها فيها شُهودُ
غادِ الهَوى بِالكَأسِ بَردا
غادِ الهَوى بِالكَأسِ بَردا / وَأَطِع إِمارَةَ مَن تَبَدّى
وَاِشرَب بِكَفَّي شادِنٍ / جازَ المُنى هَيفاً وَقَدّا
ظَبيٌ كَأَنَّ اللَهَ أَل / بَسَهُ قُشورَ الدُرِّ جِلدا
وَتَرى عَلى وَجناتِهِ / في أَيِّ حينٍ شِئتَ وَردا
طابَ الهَوى لِعَميدِه
طابَ الهَوى لِعَميدِه / لَولا اِعتِراضُ صُدودِه
وَقادَني حُبُّ ريمٍ / مُهَفهَفِ الكَشحِ رودِه
كَالبَدرِ لَيلَةَ عَشرٍ / وَأَربَعٍ لِسُعودِه
بَدا يُدِلُّ عَلَينا / بِمُقلَتَيهِ وَجيدِه
فَاِصطادَني لِحِمامي / تَخطارُهُ في بُرودِه
فَقُمتُ نُصبَ عَدُوٍّ / قاسي الفُؤادِ كَنودِه
لا أَستَطيعُ فِراراً / مِن بَرقِهِ وَرُعودِه
وَعَسكَرُ الحُبِّ حَولي / بِخَيلِهِ وَجُنودِه
فَإِن عَدَلتُ يَميناً / خَشيتُ وَقعَ وُعودِه
وَإِن شَمالاً فَمَوتٌ / لا بُدَّ لي مِن وُرودِه
وَإِن رَجَعتُ وَرائي / خَشيتُ زَأرَ أُسودِه
وَنُصبَ عَينَيَ طَودٌ / فَكَيفَ لي بِصُعودِه
وَتَحتَ رِجلِيَ بَحرٌ / يَجري الهَوى بِمُدودِه
وَفَوقَ رَأسِيَ كَمِيٌّ / مُقَنَّعٌ في حَديدِه
مُجَرَّدٌ لِيَ سَيفاً / وَيلاهُ مِن تَجريدِه
فَلَستُ أَرفَعُ طَرفي / حِذارَ ماضِ حَديدِه
وَلي خُشوعُ المُصَلّي / في دَيرِهِ يَومَ عيدِه
كَأَنَّني مُستَهامٌ / ضَلَّ الطَريقَ بِبيدِه
لَو لاحَ لي مِنهُ نَهجٌ / رَكِبتُ نَهجَ صَعيدِه
فَالوَيلُ لي كَيفَ أَنجو / مِن حُمرِ مَوتٍ وَسودِه
لا شَيءَ إِلّا اِشتِغالي / بِيُمنِ موسى وَجودِه
فَكَم شَديدٍ بِهِ قَد / دَفَعتُ خَوفَ شَديدِه
لا مَرَّةً بَعدَ أُخرى / أَكِلُّ عَن تَعديدِه
أَيّامَ أَنفُ حَسودي / دامٍ وَأَنفُ حَسودِه
غَنّى السَماحُ بِموسى / في هَزجِهِ وَنَشيدِه
وَكَيفَ يَهزِجُ إِلّا / بِإِلفِهِ وَعَقيدِه
شَغَلَت خِداشاً عَن مَساعي مَخلَدِ
شَغَلَت خِداشاً عَن مَساعي مَخلَدِ / خَمرٌ تَوَقَّدُ في صِحافِ العَسجَدِ
فَلَيُصبِحَنَّ مِنَ الدَراهِمِ مُفلِساً / وَلِيُمسِيَنَّ مِنَ النَدى صِفرَ اليَدِ
قَد شَرَّدَت أَموالَهُ فَضِحاتُهُ / وَمَقالُهُ لِنَديمِهِ هاتِ اِنشُدِ
قُل لِلمَليحَةِ في الخِمارِ الأَسوَدِ / ماذا فَعَلتِ بِراهِبٍ مُتَعَبِّدِ
قَد كانَ شَمَّرَ لِلصَلاةِ إِزارَهُ / حَتّى وَقَفتِ لَهُ بِبابِ المَسجِدِ
وَالخَمرُ شاغِلَةٌ إِذا ما عوقِرَت / يا اِبنَ الزُبَيرِ عَنِ النَدى وَالسُؤدُدِ
ما يُثبِتُ الإِخوانُ حِليَةَ وَجهِهِ / مِمّا يَغيبُ فَلا يُرى في مَشهَدِ
هَذا وَلَيسَ مِنَ الخُمارِ بِعارِفٍ / سَمتَ الطَريقِ إِلى مُصَلّى المَسجِدِ
الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ
الحَمدُ لِلَّهِ العَلِيِّ / وَمَن لَهُ تَزكو المَحامِد
أَيَسُبُّني رَجُلٌ عَلَي / هِ مِنَ الخِزانَةِ أَلفُ شاهِد
هَذا أَبو الهِندِيِّ في / هِ مَشابِهٌ مِن غَيرِ واحِد
ماذا أَقولُ لِمَن لَهُ / في كُلِّ عُضوٍ مِنهُ والِد
أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ
أَفنَيتَ عُمرَكَ وَالذُنوبُ تَزيدُ / وَالكاتِبُ المَحصي عَلَيكَ شَهيدُ
كَم قُلتَ لَستُ بِعائِدٍ في سَوأَةٍ / وَنَذَرتَ فيها ثُمَّ صِرتَ تَعودُ
حَتّى مَتى لا تَرعَوي عَن لَذَّةٍ / وَحِسابُها يَومَ الحِسابِ شَديدُ
وَكَأَنَّني بِكَ قَد أَتَتكَ مَنِيَّةٌ / لا شَكَّ أَنَّ سَبيلَها مَورودُ
قل للغزال غزال آل مجالدِ
قل للغزال غزال آل مجالدِ / يا كافراً نِعمي عليه وجاحدي
أترى مصافحتي تحلّ ولا ترى / حلّاً تلمّسَ ما وراء الساعد
إن كنتَ تنظر في القياس فإنما / أيري وكفّي من أديم واحد