المجموع : 4
أرأيت ما صنعت لحاظ الغيد
أرأيت ما صنعت لحاظ الغيد / ما بين منعرج اللوى نزرود
سنحت فكم جرحت فؤاداً لم يكن / يصغي إلى عذل ولا تفنيد
ومرنح الأعطاف في ألحاظه / ما في الصوارم والقنا الأملود
سكران من خمر الصبا لكنما / فرقي لفتكة طرفه العربيد
أنا منه بين مفارقٍ ومواصلٍ / زورا وقال في الهوى وودود
إن شدّ فوق الخصر بند قبائه / حلّت عرىً من دمعيَ المعقودِ
أو كان ينكرني دمي في حبّه / ظلما فحمرة وجنيته شهودي
أمحملى عيب الهوى لقد اشتفى / داء الجوى من قلبيَ المعمودِ
أتروم مني في هواك زيادةً / هذا الغرام ولان حين مزيد
أتا بين جفن ليس يرقاد معه / أبدا وقلب فيك غير جليد
فرقت ما بين الفؤاد ومصبره / وجمعت بين الجفن والتسهيد
رام العواذل سلوتي ولطالما / جاء الملام من الهوى بجنود
والحبّ داء لا يرامُ لبرئه / طول الملام وكثرةُ التفنيد
فيه تطيشُ سهام كل مسددٍ / ويضِلّ راي المرء ذي التسديد
يا عيشة سلفت بجرعاء الحمى / إن عاد لي زيمن الشبيبة عودي
أيام أسري نحو أسري في الهوى / غيّا وعودي مورق بو عود
وأرى صباح الشيب أسفر عن دجى / ليل الشبيبة منذراً بوعيد
أودى الشباب فعادتي من بعده / عيد نصيبي منه في التعدير
ولي حميدا فالمدامع بعدهُ / والشقو في التصبيب والتصعيد
عمري لقد صدق الزمان وعودَهُ / عندي بجورٍ للخطوب عنيدِ
صُن ماء وجهك أن يذال بذلّة / لا خير في ذل بنيل خلود
واختر ظهور اليعملات محلّةً / حتى تبيد بها ظهور البيد
فإذا بدت لك نار موسى فاستعد / أبدا بظلّ رواقه الممدود
فهناك يهتؤك الزمان بعزةٍ / قعساء تحت لوائه المعقود
سحب المنى بيض لديه وطالما / نزجي بسحبٍ للمنيّة سودِ
ما زال يبتدعُ الندى حتى اغتدى / ونوالهُ يربي على المقصود
وإذا المكارم أرتجت أبوابها / جادت لها كفّاه بالأقليد
جازت مناقبه عن الأحصاد وال / تعداد والتكييف والتحديد
يعطي ولو سئل الحياة أو الحيا / أتيا لمن يعفوه غير بعيد
فيروقه نائي وعودٍ أنجزت / بالجود لا ناي يرُفّ بعود
يا من تلا العلماء سودد مجده / بالعلم والجهالُ بالتقليدِ
عاضت بك الأفهام بعد إياسها / عن كلّ منزور النوالِ زهيدِ
وسفينة الآمال دونك لجّجت / حتى استوت بالجود فوق الجودي
وطريدة الإسلام أنت أعدتها / من بعد طوال تشرّد وندو
أيام صافياء يقصر دونها / وصف البليغ بخطبة وقصيد
بدّدت جمع الكفر وهو مؤثّل / منهم بعزم في الأمور رشيد
ونهضت إذ عجز الانام بأرعن / ملأ الملا عدداً بغزر عديد
شاروا من الاسلام شهدا عنوة / فأعدته من حنظل وهبيد
وسقيتهم كأس المنية بعدما / شربوا بكاس النصر والتأييد
والروم راموا نصرة فجعلتهم / ما بين مقتول إلى مصفود
أغناك بأسك عن قراع كتيبة / أو نشر رايات وخفق بنود
علموا بأنك كالدجى لا مهرب / منه ويدرك شأو كلّ شهيد
فاستسلموا طوعا لأمرك بعدما / أسكنت أكثرهم بطون لحودِ
وفتحت ما افتتحوا بعزمٍ قاهرٍ / فأعذت معدوما إلى موجود
وأتيت إذ دميا بدّل ربعها / كفرا عن الإيمان والتوحيد
تلقى جيوش المشركين بعزمة / عظمت عن التكييف والتحديد
فرعون كفرهم طغى فأتاهمُ / موسى لإغراقٍ ببحر جنود
جاشت غواربه بموج مزبدٍ / متلاطم آذيّه بحديد
موسى وعيسى أرسلا لمحمد / ومحمد بالنصر والتأييد
فالله يشكر عنكم السعيّ الذي / يرضيه بين إقامة ونهودِ
يا أيّها الملك الذي أخلاقه / رصفَت وقد وصفت نظام عقودي
يا كعبة إن كان تقبل حجتي / فلها ركوعي دائما وسجودي
ما بال مثلي خاملا من بعدما / قد كان في ملّل العلاء صعودي
أيجوز لي خوض الخضمّ وأنثني / عن مائه متيمّما بصعيد
إن كان قُلّ النيل يحمد ربّه / فالمستنيل لذاك غير حميد
كانت تمنّي النفسُ ظلّك جهدا / لا ظلّ زنكيّ ولا مسعود
والأشراف المنصور أشرف همة / من أن أراني ليس يورق عودي
خذ واسمع مني نظام غريبة / جاءتك بالتعظيم والتمجيد
حلبت بمسمع كل ذي سمع فما / تنفكّ بين ترنّ ونشيد
ولئن تأخر عصرها فلطالما / هزئت بنظمي جرول ولبيد
عذبت على الأفواه حتى أطربت / بحدائها بزل المطايا القود
لله أيّ غريبة وعجيبة / في مغرب في بأسه والجود
كفل الإله له بطول بقائها / لرضى محبّ أو لكبتِ حسودِ
أفنيت صبري في الهوى وتجلّدي
أفنيت صبري في الهوى وتجلّدي / يا منتهى سؤلي وغاية مقصدي
وصددتني من غير جرمٍ عامدا / فانقع بوصلك غلّة القلب الصدي
أضرمت في كبدي لبعدك لوعة / حنتِ الضلوعَ على جوى متوقّد
ما مرّ يوم من بعادك ذاهباً / إلا وأرقب قرب بعدك في هدر
أغريت بي العذال حتى لذّ لي / حبّا لذكرِكَ لؤم كلّ فضني
يا صاحبي صح بي إذا برقُ الحمى / خفقت ذوائبهُ ببرقه ثهمد
وانشُد فؤاداً مذ عفا ربع اللوى / ما زال مأوىً للغزال الأغيدِ
رشأُ منَ الأتراك أتلف مهجتي / من لحظة فتكا بحدّ مهندّ
ورمى فأصمى القلبَ لما أن رمى / من جفنه حقّا بسهم مصرر
أجرى دمي ظلما ولمّا اقترف / ذنبا لديه وها يدي أن لا يدري
أسر اللحاظ وقد رنت لجماله / بلا سل من صدغه المتجعّد
قسماً بحبّك وهو غاية حلفتي / وأليّتي يا فتنة المتعبّد
لولا رجائي فيك لم يبق الهوى / والشوق فيّ بقيّة لتجلّد
فعلام تغرب في اختلاس حشاشة / فعدت لها خيل الغرام بمرصد
ماذا يضرّكَ لو تجودُ برشفةٍ / أو عطفة من عطفكَ المتأوّدِ
ولقد حفظتُ لك المودّة جاهداً / وودتّ لو ترعى حقوق تودّدي
ما أسعدتني غير عبرة مقلتي / يوم النوى إذ لم أجد من مسعد
ولكم بخلت عليّ منك بلفظةٍ / من لفظك العذب اللذيذ المورد
مهلا بني خاقان إن لظبيكم / عدوى الجاذر من ظباء بني عدي
لما رنا نحوي رمى طرفي فما / أخطا وقد أصمى بطرف أسود
ظفرت يداه بمهجتي فتكاكا / ظفرت بجود الملك زنكيّ يدي
ملك أقام الفرع منه أدلّة / قطعت شواهدها بطيب المحتد
أعطى فلو خلقَ السحابُ كجودهِ / لم يبق خلق في البريَة بجندي
جود يجدّدُ للزمان مناقباً / وندى ينادي في مكارمه ازددي
ثبتت له أطواد مجد لم يزل / متأبّدا والدهر غير مؤبّد
تنميه في قلل العلاء عصابة / أخذوا المناقب أوحد عن أوحد
فرضوا وقد فرضوا اللهى حسن الثنا / وسموا وقد وسموا جباه الورد
أموالهُ نهب العفاة وذكرهُ / رأب الرواة المتهم أو منجد
أبوابهُ ما زال في عرصاتها / عزّ الملمّ بها وذلّ العسجد
كفّ يكفّ الخطب عن قصريفه / بالمعتلي والمعتفي والمجتدي
كملت له غرّ الخلال فزانها / بين الورى بولاء آل محمّد
يا أيّها الملك الذي لولاه ما / مرف الندى والجود حقا في الندي
أجمهت جردَ الصافنات ولم تكن / معتادةً فاضرب لها بالموعد
فمتى أراها وهي في وهج الوغى / تجرى وقد حمل الجواد الجبر
والطعن يخترد النقوس من العدى / والضرب يغري راس كل بلندر
وارى لواءك بالسعادةِ عقدهُ / ولواء غيركَ ناكصاً لم يعقد
قسماً بربّ البيت إني شيّق / حتى أراك مظفّراً بالأعبد
وتكون محتسبا لنا من ظالمٍ / قد صار محتسبا على الدين الروي
وأراك تنهلنا دما من نحرهِ / عجلا فذاك لنا لذيذ الموردِ
ما زال يقصدني بكلّ أزيّةٍ / من غير ما حرم بأقبح مقصدِ
ويظلّ ينبزّني بكفرٍ دائماً / فكأنّه متعبد في مسجد
والله ثمّ الله ما لي عندهُ / ذنب سوى حبي لكم وتودّدي
كن لي فرالي غير رابك في الورى / أبداً لترعم بالعطايا حسّدي
فلأبقين مدحاً على طول المدى / فيكم تلذّ لسامع ولمنشد
وإذا عجاجُ الحرب ثارَ رأيتني / أروى العدى بمثقّفٍ ومهنّد
ولديّ أنواع الفضائلِ فاختبر / ما أدعيهِ فمثلكم لم يوجد
واستجلها بكرا ويخنيريّة / رفّت فراقت سمع كل مغرّد
ما أنشدت في مجلس إلإنسي / طرب الفريضِ بها ونغمة معبد
إن فضّلت فلأنّها ما فصّلَت / إلا عليك بلؤلؤٍ وزبرجد
وتملّ ملكك فالإ له يديمهُ / أبد الليالي في نعيم سرير
أما الفراق فإنّ موعده غد
أما الفراق فإنّ موعده غد / فإلآمَ يعذل عاذل ويفند
قد ازمعوا للبين حتى أنه / قرب البعاد وحان منه الموعد
فدموع عيني ليس ترقأ منهم / ولهيب قلبي في الهوى لا يخمد
أورثتموني بالنوى من عزكم / ذلا ومثل الذل ما يتعوّد
يا جيرة العلمين قلّ تصبّر / عن وصلكم حقا وعزّ تجلّد
أنى ذكرتكم فصبر غائر / عنكم وقلب في هواكم منجد
أوشمت بارقة الشآم فإنما / بين الأضالع زفرة تتوقّد
يا حبّذا ربع بمنبج إذ غدا / فيه يغازلني الغزال الأغيد
ربع يروح القلب فيه مروحا / والشوق نحو لقائه يتزيّد
ما لذّ لي عيش بغير ربوعه / إلا به عيش ألذّ وأرغد
يا من نأوا والشوق يدنيهم إلى / قلبي وإن بعدوا وإن لم يبعدوا
أصفيتكم في الحبّ محض مودمي / ولها وليس لكم إلّ تودّد
ولربّ لاح في هواكم لم يبت / والجفن منه للفراق مسهّد
قد زاد في عذ لي بكم فكأنّه / سيف عليّ مع الزمان مجرّد
أيروم أن أسلو وسمعي لم يصح / نحو الملام وسلوتي ما توجد
والشيب في رأسي يلوح ومفرقي / والشمل من ريب الزمان مبدّد
والنائباتُ تنوبني لكنما / لا خوف لي منها وذخري أحمد
ملك يدين له القضاء كأنّما / أمر القضاء بما يؤمّم يعقد
ملك على ايام منه سكينة / ولخفه قلب الحوادث يرعد
خفّت حلوم الناس وهو مثقف / وهفت عقول الخلق وهو مسدد
عري الأنام من الناقب فاغتدى / وله المكارم والعلى والسؤدد
نظر الأمور بجانب من طرفه / عزم يضيء وفكرة تتوقّد
اسد إذا احتدم الوغى فسيوفه / بطلى الأعادي منه حقا تغمد
فتكات أغلب في الكريهة باسل / قطعت فؤاد الخصم وهو يلندد
وعزيمة قطع الخطوب مضاؤها / من أن نلم به وراي محصد
شرفا بني مهران بالملك الذي / من دون همته السها والفرقد
الواهبُ الأموال غير مكدّر / ورد الندى فسروره إذ يرفد
فله العطايا الغرّ ليس يشويها / من ومنه أنعم لا تجحد
يهتزّ للمداح حتى أنه / طرب لنظم مديحه إذ ينشد
ثمل بإنشاد القريض كأنه / مصع يغنيه الفريض ويعبد
يا أيها الملك الذي يوجوده / وجد الورى للدهر فعلا يحمد
لو لم تكن في الناس لم يكن فيه / جود يرام ولا كريم يقصد
هنئت بالعيد الذي بكم له / عظم الهناء وللورى إذ غيّدوا
فانحروا ولا تنحر عداك فإنما / بعداوة لهم العيوب تعدّد
واسلم لتحيا في جنابك أنفس / والت وتكبت من بقائك حسّد
صبح الجبين وليل شعرك قد غدا
صبح الجبين وليل شعرك قد غدا / تيها للناس بين الضلالة والهدى
وفيك خمر لم يذقها ذو هوىً / إلا وراح من الغرام معربدا
يا من على حبّيه أضحت أسرتي / مع ما أعاني في الهوى لي حسّدا
كم قد أطعت على هواك صبابتي / وعصيت فيك مغنّفا ومفنّدا
ما رحت من صدّ وتيهٍ متهماً / إلا ورحت من الصبابة منجدا
قد رشت من الخطات طرفك أسهما / وشهرت من بين الجفون مهنّدا
وهزَزتَ الدنا بالقوام لمهجتي / فتيقّنت أن قد أتيح لها الردى
كن كيف شئت فلا عدمتك مالكا / زني ولا فارقت فيك تجلّدا
ماذا أحاذرها فراقك والنوى / والسقم في جسدي وقد شمت العدى
ما زلت وعدل لي بوصلك في غد / فغدا الزمان ولم أجد فيه غدا
تروم قتلي في هواك تعمّدا / صدا ولم أنقع بوصلك من صدق
دعني أكابد فيك من برح الهوى / حرقاً شببت ضرامها فتوقّدا
إن كنت تجحدني دما أجريته / فسل الجفون فإنها لن تجحدا
لا تسكفنّ دمي بغير جنابة / وتروح من إثمي غدا متقلّدا
فمحلّتي تعلو السماك وهمتي / جازت علاء في المعالي الفرقدا
إنا بنوماء السماء سما بنا / سامي الذرى حسبا وطبنا مولدا
أيامنا مشهورة وحلومنا / وعلومنا وعطاؤنا يوم الندى
ولقد حلبت الدهر أشطرهُ وجر / ربت الأنام به ثنا وموحّدا
وبلوتهم طرا فما ظفرت يدي / بمحمّد حتى لقيت محمّدا
فإذا اظفرتَ به فحسبك سيّدا / وبمجدهِ العالي فدونك سوددا
نظرا لزمان فعاله فمقاله / هذا المدى من دونه قطع المدى
خلقت له في المكرمات خلائق / يهدي العفاة بها إلى سبل الهدى
اللّه عظّمه وشيّد مجدهُ / وبنى له بيت الفخار وشيّدا
ملك إذا آلتبت مذاهب سؤدد / كشفت العماية بالنوال وسدّدا
قد راح شمل المجد منه مجمدا / لما غدا شمل اللهى متبدّدا
يا أيها الملك الجواد ومن به / حادي الرفاق غدا الغداة مغرّدا
ما زال لي أملي اليك مناجياً / حتى أتيت نزال عن قلبي الصدا
قد طال عهدي بانتظاري منكمُ / فأعادهُ دهري لديك مجدّدا
خذها تحيّة مخلص في ودّه / صافي الضمير إذا الوداد تنكّدا
يرمي عداتكمُ بحدّي مقصل / ذرب غدا عند القال مجرّدا
وإذا نظمت قلائدي في وجهةٍ / راح الزمان لما أنظّم منشدا