القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : علي بن الجَهْم الكل
المجموع : 5
قالَت حُبِستَ فَقُلتُ لَيسَ بِضائِرٍ
قالَت حُبِستَ فَقُلتُ لَيسَ بِضائِرٍ / حَبسي وَأَيُّ مُهَنَّدٍ لا يُغمَدُ
أَوَما رَأَيتِ اللَيثَ يَألَفُ غيلَهُ / كِبراً وَأَوباشُ السِباعِ تَرَدَّدُ
وَالشَمسُ لَولا أَنَّها مَحجوبَةٌ / عَن ناظِرَيكِ لَما أَضاءَ الفَرقَدُ
وَالبَدرُ يُدرِكُهُ السِرارُ فَتَنجَلي / أَيّامُهُ وَكَأَنَّهُ مُتَجَدِّدُ
وَالغَيثُ يَحصُرُهُ الغَمامُ فَما يُرى / إِلّا وَرِيِّقُهُ يُراحُ وَيَرعُدُ
وَالنارُ في أَحجارِها مَخبوءَةٌ / لا تُصطَلى إن لَم تُثِرها الأَزنُدُ
وَالزاعِبِيَّةُ لا يُقيمُ كُعوبَها / إِلّا الثِقافُ وَجَذوَةٌ تَتَوَقَّدُ
غِيَرُ اللَيالي بادِئاتٌ عُوَّدٌ / وَالمالُ عارِيَةٌ يُفادُ وَيَنفَدُ
وَلِكُلِّ حالٍ مُعقِبٌ وَلَرُبَّما / أَجلى لَكَ المَكروهُ عَمّا يُحمَدُ
لا يُؤيِسَنَّكَ مِن تَفَرُّجِ كُربَةٍ / خَطبٌ رَماكَ بِهِ الزَمانُ الأَنكَدُ
كَم مِن عَليلٍ قَد تَخَطّاهُ الرّدى / فَنَجا وَماتَ طَبيبُهُ وَالعُوَّدُ
صَبراً فَإِنَّ الصَبرَ يُعقِبُ راحَةً / وَيَدُ الخَليفَةِ لا تُطاوِلُها يَدُ
وَالحَبسُ ما لَم تَغشَهُ لِدَنِيَّةٍ / شَنعاءَ نِعمَ المَنزِلُ المُتَوَرَّدُ
بَيتٌ يُجَدِّدُ لِلكَريمِ كَرامَةً / وَيُزارُ فيهِ وَلا يَزورُ وَيُحفَدُ
لَو لَم يَكُن في السِجنِ إِلّا أَنَّهُ / لا يَستَذِلُّكَ بِالحِجابِ الأَعبُدُ
يا أَحمَدُ بنَ أَبي دُؤادٍ إِنَّما / تُدعى لِكُلِّ عَظيمَةٍ يا أَحمَدُ
بَلِّغ أَميرَ المُؤمِنينَ وَدونَهُ / خَوضُ العِدى وَمخاوِفٌ لا تَنفَدُ
أَنتُم بَني عَمِّ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / أَولى بِما شَرَعَ النَبِيُّ مُحَمَّدُ
ما كانَ مِن حَسَنٍ فَأَنتُم أَهلُهُ / طابَت مَغارِسُكُم وَطابَ المَحتِدُ
أَمِنَ السَوِيَّةِ يااِبنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ / خَصمٌ تُقَرِّبُهُ وَآخَرُ تُبعِدُ
إِنَّ الَّذينَ سَعَوا إِلَيكَ بِباطِلٍ / أَعداءُ نِعمَتِكَ الَّتي لا تُجحَدُ
شَهِدوا وَغِبنا عَنهُمُ فَتَحَكَّموا / فينا وَلَيسَ كَغائِبٍ مَن يَشهَدُ
لَو يَجمَعُ الخَصمَينِ عِندَكَ مَشهَدٌ / يَوماً لَبانَ لَكَ الطَريقُ الأَقصَدُ
فَلَئِن بَقيتُ عَلى الزَمانِ وَكانَ لي / يَوماً مِنَ المَلِكِ الخَليفَةِ مَقعَدُ
وَاِحتَجَّ خَصمي وَاِحتَجَجتُ بِحُجَّتي / لَفَلَجتُ في حُجَجي وَخابَ الأَبعَدُ
وَاللَهُ بالِغُ أَمرِهِ في خَلقِهِ / وَإِلَيهِ مَصدَرُنا غَداً وَالمَورِدُ
وَلَئِن مَضَيتُ لَقَلَّما يَبقى الَّذي / قَد كادَني وَلَيَجمَعَنّا المَوعِدُ
فَبِأَيِّ ذَنبٍ أَصبَحَت أَعراضُنا / نَهباً يُشيدُ بِها اللَئيمُ الأَوغَدُ
لَيلي عَلَيَّ بِهِم طَويلٌ سَرمَدُ
لَيلي عَلَيَّ بِهِم طَويلٌ سَرمَدُ / وَهَوىً يَغورُ بِهِ الفِراقُ وَيُنجِدُ
وَإِذا تَمَنَّت عَينُهُ سِنَةَ الكَرى / مَنَعَ الكَرى عَينٌ عَلَيهِ وَمَرصَدُ
يا شَكلَ كَيفَ يَنامُ صَبٌّ هائِمٌ / غَلَبَت عَلَيهِ غَوايَةٌ لا تَرشُدُ
في الرَأسِ مِنها نَبتُ جَثلٍ فاحِمٍ / وَأَنامِلٌ في اللينِ مِنها تُعقَدُ
وَمُعَقرَبِ الصُدغَينِ يَشكو طَرفُهُ / مَرَضَ الَّذي حَنَّت عَلَيهِ العُوَّدُ
ما سامَني البَينَ الَّذي بَعَثَ الهَوى / فَأَشاقَني خَدٌّ عَلَيهِ مُوَرَّدُ
ما لِلعَذارى البيضِ سُمنَ مَوَدَّتي / خَسفاً سَقاهُنَّ الغَمامُ المُرعِدُ
وَزُجاجَةٍ غَرَضَت عَلَيكَ شُعاعَها / وَاللَيلُ مَضروبُ الدَوالي أَسوَدُ
تَخفى الثُرَيّا في سَوادِ جَناحِهِ / وَيَضِلُّ فيهِ عَن سُراهُ الفَرقَدُ
فَكَأَنَّها فَوقَ الزُجاجَةِ لُؤلُؤٌ / وَكَأَنَّ خُضرَتَها عَلَيهِ زُمُرُّدُ
غَلَبَ المِزاجُ بِها فَظَلَّت تَحتَهُ / تَرغو بِمَكنونِ الحَبابِ فَتُزبِدُ
رَقَّت بِجَوهَرَةٍ وَوافَقَ شَكلُها / فَحُلِيُّها مِن جَوفِها يَتَوَلَّدُ
وَالشِعرُ داءٌ أَو دَواءٌ نافِعٌ / وَمُحَمَّقٌ في شِعرِهِ وَمُبَرَّدُ
خُذ لِلسُرورِ مِنَ الزَمانِ نَصيبَهُ / فَالعَيشُ يَفنى وَاللَيالي تَنفَدُ
وَالمالُ عارِيَةٌ عَلى أَصحابِهِ / عَرَضٌ يُذَمُّ المَرءُ فيهِ وَيُحمَدُ
يَدنو وَيَنأَى عَنكَ في رَوَغانِهُ / كَالظِلِّ لَيسَ لَه قَرارٌ يوجَدُ
كَم كاسِبٍ لِلمالِ لَم يَنعَم بِهِ / نَعِمَ العَدُوُّ بِمالِهِ وَالأَبعَدُ
يا مورِيَ الزَندِ المُضيءَ لِغَيرِهِ / بِحِسابِهِ تَشقى وَغَيرُكَ يَسعَدُ
كَأَمانَةٍ أَدَّيتَها لَم تَرزَها / حَتّى أَتاكَ مُعَجَّلاً ما توعَدُ
لا تَذهَبي يا نَفسُ وَيحَكِ حَسرَةً / فَالناسُ مَعدولٌ بِهِ وَمُشَرَّدُ
وَاِبنُ الفَتى الزِيّاتِ عِندي واعِظٌ / وَمُذَكِّرٌ لي لا يَجورُ وَيَقصِدُ
راحَت عَلَيهِ الحادِثاتُ بِنَكبَةٍ / عَظُمَت فَرَقَّ لَها العِدى وَالحُسَّدُ
وَلَرُبَّما اِعتَلَّ الزَمانُ عَلى الفَتى / وَلَرُبَّما اِنقَصَفَ القَنا المُتَقَصِّدُ
وَكذا المُلكِ في تَدبيرِهِ / وَالعِزُّ دونَ فِنائِهِ وَالسُؤدَدُ
ضَخمُ السُرادِقِ ما يُرامُ حِجابُهُ / جَبَلٌ مِنَ الدُنيا وَبَحرٌ مُزبِدُ
حَتّى إِذا مَلَأَ الحِياضَ وَغَرَّهُ / كَيدُ اللَيالي طابَ فيهِ المَورِدُ
حَزَّتهُ أَسنانُ الحَديدِ فُروحُهُ / بَينَ اللَهاةِ وَعَينُهُ لا تَرقُدُ
يا وَيحَ أَحمدَ كَيفَ غَيَّرَ ما بِهِ / غِشُّ الخَليفَةِ وَالزَمانُ الأَنكَدُ
هذا مِنَ المَخلوقِ كَيفَ بِخالِقٍ / لِعِقابِهِ يَومَ القِيامَةِ مَوعِدُ
مَلِكٌ لَه عَنَتِ الوُجوهُ تَخَشُّعاً / يَقضى وَلا يُقضى عَلَيهِ وَيُعبَدُ
لَم تولِ أَيّامَ الإِمامِ حَفيظَةً / تُنجيكَ مِن غَمَراتِها يا أَحمَدُ
فَزَرَعتَ شَوكاً عِندَهُ فَحَصَدتَهُ / وَكَذا لَعَمري كُلُّ زَرعٍ يُحصَدُ
قُل لِلخَليفَةِ جَعفَرٍ يا ذا النَدى
قُل لِلخَليفَةِ جَعفَرٍ يا ذا النَدى / وَاِبنَ الخَلائِفِ وَالأَئِمَّةِ وَالهُدى
لَمّا أَرَدتَ صَلاحَ دينِ مُحَمَّدٍ / وَلَّيتَ عَهدَ المُسلِمينَ مُحَمَّدا
وَثَنَيتَ بِالمُعتَزِّ بَعدَ مُحَمَّدٍ / وَجَعَلتَ ثالِثَهُم أَعَزَّ مُؤَيَّدا
يا أَحمَدُ بنَ أَبي دُؤادٍ دَعوَةً
يا أَحمَدُ بنَ أَبي دُؤادٍ دَعوَةً / بَعَثَت إِلَيكَ جَنادِلاً وَحَديدا
ما هذِهِ البِدَعُ الَّتي سَمَّيتَها / بِالجَهلِ مِنكَ العَدلَ وَالتَوحيدا
أَفسَدتَ أَمرَ الدينِ حينَ وَليتَهُ / وَرَمَيتَهُ بِأَبي الوَليدِ وَليدا
لا مُحكَماً جَزلاً وَلا مُستَطرَفاً / كَهلاً وَلا مُستَحدَثاً مَحمودا
شَرِهاً إِذا ذُكِرَ المَكارِمُ وَالعُلا / ذَكَرَ القَلايا مُبدِئاً وَمُعيدا
وَيَوَدُّ لَو مُسِخَت رَبيعَةُ كُلُّها / وَبَنو إِيادٍ صَحفَةً وَثَريدا
وَإِذا تَرَبَّعَ في المجالسِ خلتَهُ / ضَبُعاً وخلتَ بني أبيهِ قرودا
وإذا تبسَّمَ ضاحِكاً شَبَّهتَهُ / شَرِقاً تَعَجَّلَ شُربَهُ مَزؤودا
لا أَصبَحَت بِالخَيرِ عَينٌ أَبصَرَت / تِلكَ المَناخِرَ وَالثَنايا السودا
لَم يَبقَ مِنكَ سِوى خَيالِكَ لامِعاً
لَم يَبقَ مِنكَ سِوى خَيالِكَ لامِعاً / فَوقَ الفِراشِ مُمَهَّداً بِوِسادِ
فَرِحَت بِمَصرَعِكَ البَرِيَّةُ كُلُّها / مَن كانَ مِنهُم موقِناً بِمَعادِ
كَم مَجلِسٍ لِلَّهِ قَد عَطَّلتَهُ / كَي لا يُحَدَّثَ فيهِ بِالإِسنادِ
وَلَكَم مَصابيحٍ لَنا أَطفَأتَها / حَتّى نَحيدَ عَنِ الطَريقِ الهادي
وَلَكَم كَريمَةِ مَعشَرٍ أَرمَلتَها / وَمُحَدِّثٍ أَوثَقتَ في الأَقيادِ
إِنَّ الأُسارى في السُجونِ تَفَرَّجوا / لَمّا أَتَتكَ مَواكِبُ العُوّادِ
وَغَدا لِمَصرَعِكَ الطَبيبُ فَلَم يَجِد / لِدَواءِ دائِكَ حيلَةَ المُرتادِ
فَذُقِ الهَوانَ مُعَجَّلاً وَمُؤَجَّلاً / وَاللَهُ رَبُّ العَرشِ بِالمِرصادِ
لا زالَ فَالِجُكَ الَّذي بِكَ دائِماً / وَفُجِعتَ قَبلَ المَوتِ بِالأَولادِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025