المجموع : 6
دَمْعٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ
دَمْعٌ تَنَاثَرَ عِقْدُهُ / وهَوَىً تَحكَّم عَقْدُهُ
يا للْهَوى مِنْ مُعْرِضٍ / يَصِلُ التَّعتُّب صَدُّهُ
لَوْلَا مُدامَةَ رِيقِهِ / مَا مَالَ سُكْراً قَدُّهُ
ثَغْرٌ يُبَاحُ شَهيدُهُ / فَعلامُ يُحْمَى شَهْدُهُ
لَمْ يَكْسِني بُرْد الضَّنَا / وَأَبيكَ إِلَّا بَرْدُهُ
إِنّي لأشْكُو في الهَوَى / مَا رَاحَ يَفْعَلُ خَدُّهُ
مَا كَانَ يَعْرِفُ مَا الجَفَا / حَتَّى تَفَتَّحَ وَرْدُهُ
حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ
حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ / مِنْ مُغْرَمٍ دَنِفِ الحَشَا مَعْمُودِ
يا نُزْهَتِي الكُبْرى ومَعُدِن لذَّتِي / ومَحَلَّ أَهْلِ مَوَدَّتِي وعُهُودِي
عُوجُوا عليهِ فَلَسْتُ أُبْرِدُ غُلَّةً / حَتّى أُعَفِّر في ثَراهُ خُدُودي
لَوْ كُنْتُ إِذْ أَدْعو أُجَابُ لَقُلْتُ يا / أَيّامَ وَصْلي بالأَحِبَّةِ عُودِي
أَيّامُ ذاتِ الخالِ لَيْسَ تَخِلّ في / وَعْدٍ وَذاتِ الجيدِ ذاتِ الجُودِ
وَرَشِيقَةُ الأَعْطَافِ ذاتُ مُقبَّلٍ / يَفْتَرُّ عَنْ عَذْبِ الرّضَابِ بَرُودِ
نَادَيْتُهَا والرَّكْبُ بَيْنَ مُوَدَّعٍ / يَهْدي الجَوَى وَمُودِّعٍ مَكْمُودِ
يا ظَبْيةَ الوَعْسَاءِ ما ضَرَّ الهَوَى / لَوْ كُنْتِ مِنْ قَنْصِي وبَعْضِ صُيُودِي
قَالُوا الشَّبَابُ إِلى الغَواني شَافِعٌ / مَا لي رَجَعْتُ بِشَافِعٍ مَرْدُودِ
قَالُوا الثَّرَاءُ يَزِينُهُ فَاعْمدْ إِلى / ظِلِّ ابنِ عَبْدِ الظَّاهِرِ المَمْدُودِ
فَخَرجتُ أُظْهِرُ هِمَّتي ومحبَّتي / وَمَطِيَّتي ومَقاصِدِي وقَصِيدي
وَسَريتُ مُدَّلِجاً إِليه ومُدْلِحاً / وَالشّوْقُ يُدْني مِنْهُ كُلَّ بَعِيدِ
لا وَعْرُ أَهْلِ الشّام يُبْعِدني وَلَا ال / رَمْلُ المدِيدُ ولا اتِّسَاعُ البيدِ
حَتَّى أَنَخْتُ بِمَنْ بِهِ اتَّضَحَتْ لَنَا / طُرُقُ الهُدَى وأَدلَّةُ التَّوْحِيدِ
عَظِّمْ وَمَجِّدْ ما اسْتَطَعْتَ فَإِنَّهُ / أَعْلى مِنَ التَّعْظِيمِ والتَّمْجِيدِ
لا تَنْقَضِي أَوْصَافُهُ الحُسْنَى وَلَا / أَوْصَافُ آباءٍ لَهُ وَجُدُودِ
خُلِقَ النَّدَى خَلْقاً لَهُ وكَذَا لَهُمْ / طِيبُ الثّمارِ دَليلُ طيبِ العُودِ
عَشِقَتْهُمُ العَلْيَاءُ إِلّا أَنَّها / أَمِنَتْ جِنَايَةَ هَجْرهِمْ وَصُدُودِ
رَفَعَتْهُمُ وَازْدَانَ مَنْظَرُهَا بِهِمْ / فَهِيَ السَّماءُ وَهُمْ بُدُورُ سُعُودِ
أَقْوالُهُمْ لِلصِّدْقِ وَالأَفْعَالِ لِل / تَأييدِ وَالآراءُ لِلتَّسْدِيدِ
أَأَخَافُ صَرْفَ الدَّهْرِ أَمْ حَدَثَانِهِ
أَأَخَافُ صَرْفَ الدَّهْرِ أَمْ حَدَثَانِهِ / وَالدَّهْرُ لِلْمَنْصورِ بَعْضُ عَبِيدِهِ
مَلِكٌ نَدَاهُ فَكَّنِي وَانْتَاشَنِي / مِنْ مِخْلَبيْهِ وَمِنْ أَسَارِ قُيُودِهِ
مَلِكٌ إِذَا حَدَّثْتَ عَنْ إِحْسَانِهِ / حَدَّثْتَ عَنْ مُبْدِي النَّدَى ومُعِيدِهِ
سَادَ المُلُوكَ بِفَضْلِهِ وَبِنَفْسِهِ / وَالغُرَّ مِنْ آبائِهِ وَجُدُودهِ
وَإذا تَرَنَّمَتِ الرُّواةُ بِمَدْحِهِ / وَثَنائِهِ اهْتَزَّتْ مَعَاطِفُ جُودِهِ
لأَبي المَعَالِي رَاحَةٌ وَكَّافَةٌ / كَالغَيْثِ يَوْمَ برُوقِهِ وَرُعُودِهِ
صَبٌّ بِتَحْصِيلِ الثَّنَاءِ وَجَمْعِهِ / كَلِفٌ بِبَذْلِ المالِ أَوْ تَبْديدِهِ
ما زَالَ يَشْمُلُ حَاسِديهِ نَوالُهُ / حَتَّى أَقرَّ بِهِ لِسانُ حَسْودِهِ
سَلْ عَفْوَهُ وحُسَامُهُ في غِمْدِهِ / وحَذَارِ ثُمَّ حَذَارِ مِنْ تَجْرِيدِهِ
يَغْشَى الوَغَى مُتَلفِّعاً بِرِدَائِهِ / وَيَخُوضُهَا مُتَسَرْبِلاً بِحَدِيدِهِ
فَتَرى الشُّجَاعَ يَفِرُّ مِنْهُ مَهابةً / وَالمَوْتُ بَيْنَ لُهَاتِهِ وَوَريدِهِ
يَتَقَهْقَرُ الجَيْشُ اللهامُ مَخَافَةً / مِنْهُ إِذَا وَافَى أَمامَ جُنُودِهِ
وَتعودُ مُخْفَقةَ الرَّجَاءِ عِدَاتُهُ / وقُلوبُهَا خَفَّاقةٌ كَبنُودِهِ
في مَعْرَكٍ إِنْ كُسِّرت فيهِ القَنا / وَصَلَ الحُسَامُ رُكُوعَهُ بِسُجودِهِ
جَارَى الغَمَامَ فَفاتَهُ بِنَوالِهِ / كَرماً وَفاقَ كَثيرَهُ بِزَهيدِهِ
وَالدِّينُ أَثَّلَهُ وَشَادَ مَنارَهُ / حِينَ اعْتَنَى بِحُقُوقِهِ وَحُدُودِهِ
وَالمُلْكُ لَمْ يَنْفَكّ يُعْمِلُ عَزْمَهُ / فِي نَصْرِ ظَاهِرِهِ ونُصْحِ سَعِيدِهِ
إِنَّ المَنَايَا وَالأَمانِي لَمْ تَزَلْ / طَوْعاً لِسابِقِ وَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ
وَأَرَى الحَياةَ لَذِيذَةً بِحَياتِهِ / وَأَرَى الوُجُودَ مُشَرَّفاً بِوُجُودِهِ
هَاجَرْتُ نَحْوَ مُحمَّدٍ لَمَّا رَأَيْ / تُ العَالَمَ العُلْوِيَّ فِي تَأْييدِهِ
وَثَنيتُ أَعْنَاقَ القَوافِي نَحْوَهُ / وَنَظَمْتُ دُرَّ مَدائِحِي في جِيدِهِ
وَنَظَرْتُ نُورَ جَلاَلِهِ وَوَردْتُ بَحْ / رَ نَوالِهِ وَلَبِسْتُ وشيَ بُرُودِهِ
وَمَلأْتُ عَيْنِي مِنْ مَحَاسِنِه الَّتي / مَلأَتْ عُيُونَ عَدُوِّهِ وَحَسُودِهِ
وَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْ أَجلِّ زَمانِهِ / قَدْراً وَواحِدِ عَصْرِهِ وفَريدِهِ
وَأَفَدْتُ سَمْعِي مِنْ فُكَاهَةِ مُمْتِع ال / ألفَاظ مَقْبُولِ الكَلَام مُفِيدِهِ
فَصَدَرْتُ عَنْ صَدَقاتِ مَشْكُورِ النَدَى / وَالجُودِ مَشْكورِ الفِعَالِ حَمِيدِهِ
فَلَوَ اَنَّني خُيِّرتُ منْ دَهري المُنَى / لاخْتَرْتُ طُولَ بَقَائِهِ وَخُلُودِهِ
يا آلَ أَيُّوبٍ جَزَيْتُمْ صَالِحاً / عَنْ مُحْسِنٍ مَدحَ المُلُوكِ مُجيدهِ
وَنعمْتُمُ ما افْتَرّ عَنْ ثَغْرِ الضُّحَى / صُبْحٌ وَما فَضَحَ الدُّجَى بِعَمُودِهِ
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي حَازَ العُلَى / فَثَنى عِنانَ الفِكْرِ عَنْ تَحْدِيدِهِ
أَمّا الزَّمانُ فَأَنْتَ دُرَّةُ عِقْدِهِ / وَسِنَانُ صُعْدَتِهِ وَبَيتُ قَصِيدِهِ
والشِّعْرُ أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ يَهْتَزُّ عِنْ / دَ سَماعِهِ وَيمِيلُ عِنْدَ نَشيدِهِ
فَاسْلَمْ لِمُلْكٍ بَلْ لِمَجْدٍ أَنْتَ في / تَأْسِيسِهِ وَاللَّهُ في تَأْيِيدِهِ
مَاستْ فَقِيلَ هِي القَضيبُ الأَمْيدُ
مَاستْ فَقِيلَ هِي القَضيبُ الأَمْيدُ / وَرنتْ فَقِيلَ هي الغَزالُ الأَغْيَدُ
وَرَأَتْ بَدِيعَ جَمالِها فَتبّسمتْ / عَنْ لُؤلؤٍ بِمثَالِه تَتَقَلَّدُ
بَيْضاءُ رَوْضُ الحُسْنِ فيها أَخْضَرٌ / وَمَدامِعي حُمْرٌ وعَيْشي أسْوَدُ
فَعلتْ سُيوفُ السّحْر مِنْ أجْفانِها / ما يَفْعَلُ الهِنْديُّ وَهْوَ مُجَرَّدُ
أَنْفَقْتُ كَنْزَ مَدَائِحي في ثَغْرهِ
أَنْفَقْتُ كَنْزَ مَدَائِحي في ثَغْرهِ / وَجَمَعْتُ فِيهِ كُلَّ مَعنىً شاردِ
وَطلبتُ منهُ جَزاءَ ذَلِكَ قُبْلةً / فَأَبى وَراحَ تَغَزُّلي في الباردِ
يا ثَغْرَهُ المَحْمِيَّ مِنْه بِنَابِلٍ
يا ثَغْرَهُ المَحْمِيَّ مِنْه بِنَابِلٍ / مِنْ طَرْفِهِ وَبسائِفٍ مِنْ خَدّهِ
وَبِمُتْرفٍ مِنْ صُدْغهِ وَبِناصِرٍ / مِنْ خالهِ وَبِعامِلٍ مِنْ قَدِّهِ
أرْفُقْ بِما فَعلَ الغَرامُ فَقدْ أَتى / حَظُّ العِذَارِ مُوقَّعاً في رَدِّهِ