القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 31
لا بل عَلَيَّ وليس لي
لا بل عَلَيَّ وليس لي / ما بانَ منِّي فانْفَرَدْ
أو ليس ما عدَّتْهُ لي / أيدي الحساب من العَدَدْ
مُتَخَوَّناً مُتَنَقَّصاً / منِّي مزيداً في الأبَدْ
أو ما أرى ولدي قُوىً / منِّي بنقْضي تُسْتَجَدْ
جُعِلَتْ وكانت كلُّها / حَبْلاً حِبَالاتٍ بَدَدْ
كم من سُرورٍ لي بِمَوْ / لُودٍ أُؤمِّلُهُ لِغَدْ
وبأن يَهُدَّنيَ الزما / نُ رأيت مُنَّتَهُ تُشَدْ
ومن العجائب أن أُسَر / رَ بما يُشَدُّ بأَنْ أَهَدْ
دع ذا فَخَلْفَك أربعو / ن ضحى طويلاتُ المُددْ
تلْتجُّ فيها نفخةٌ / للصور تَنخب ذا الجلدْ
شنعاءُ في الآذان تُق / لق كلَّ روحٍ في جسدْ
يا راكضاً في لهوه / مهلاً فقد جُزْتَ الأمَدْ
في الأربعينات الثلا / ث مَواعظ لذوي العُقَدْ
كم أربعين وأربعي / ن وأربعون تقول قدْ
في كلهنَّ مواعظٌ / تدعو الغَوِيَّ إلى الرشدْ
فَقَدٍ بتوبةٍ مخلصٍ / للواحد الأحد الصَمَدْ
أبداً عليه هزيمةٌ
أبداً عليه هزيمةٌ / في الحرب مُبْدأة مُعادَهْ
سلْني فإنِّي عالمٌ / بأموره عدْلُ الشهادَهْ
ولَّى قَفَاه عبيدَهُ / واعتاد ذاك فصار عادَهْ
فلذاك صار مُولّياً / أبداً ولوْ لاقى جرادَه
لا سِيَّما من كان يو
لا سِيَّما من كان يو / قن أنه إن مات عائدْ
خوفاً وإشفاقاً وإر / صادُ الحتوفِ له رَواصدْ
إن قال إن النفس وا / حدةٌ فإنَّ الموتَ واحدْ
لم يخجل الورد المورّد لونه
لم يخجل الورد المورّد لونه / إلا وناحِلُه الفضيلةَ عاندُ
فصْلُ القضية أن هذا قائد / زهرَ الرياض وأن هذا طاردُ
شتَّان بين اثنين هذا مُوعدٌ / بتسلب الدنيا وهذا واعدُ
وإذا احْتَفَظْتَ به فأمتَعُ صاحبٍ / بحياته لو أن حيَّاً خالدُ
للنرجس الفضلُ المبينُ وإن أبى / آبٍ وحاد عن الطريقة حائدُ
من فضله عند الحِجَاج بأنه / زهر ونَوْر وهو نبت واحدُ
يحكي مصابيحَ السماء وتارةً / يحكي مصابيح الوجوه تَراصَدُ
يَنْهي النديم عن القبيح بلحظِه / وعلى المدامة والسماع مُساعدُ
اطلُب بعفوك في الملاح سمَيَّهُ / أبداً فإنك لا محالة واجدُ
والورد لو فتشت فردٌ في اسمه / ما في الملاح له سميٌّ واحدُ
هذي النجوم هي التي ربَّتهما / بِحَيَا السحاب كما يُربي الوالدُ
فتأمل الإِثنين مَنْ أدناهُما / شَبَهاً بوالده فذاك الماجدُ
أين العيون من الخدود نفاسةً / ورياسةً لولا القياسُ الفاسد
والحالُ من سعدٍ يساعدنا
والحالُ من سعدٍ يساعدنا / طوراً ونحْسٍ مُعْقَبٍ نكدُهْ
يومٌ يبكِّينا وآونةً / يومٌ يبكِّينا عليه غَدُهْ
نبكي على زمن ومنْ زمنٍ / فبكاؤنا موصولةٌ مُدَدُهْ
ونرى مكارِهَنا مخلَّدةً / والعمرُ يذهب فانياً عَدَدُهْ
أفلا سبيل إلى تَبَحْبُحِنا / في سرمدٍ لا ينقضي أبَدُهْ
سَكْرى شبابٍ لا يعاقبه / هرمٌ وعيشٌ دائم رغَدُهْ
لا خير في عيشٍ تَخَوَّنُنا / أوقاتُهُ وتَغولنا مُدَدُهْ
يُعطَى الفتى الأيامَ يُنفقها / وقصاصُها أن يقترى جَلدُهْ
من أقرض الأوقاتَ أتلفَها / وقضى جميعَ قُرُوضِها جسَدُهْ
حتى يُغَيَّبَ في مُطَمْطَمَةٍ / لا أهلُه فيها ولا ولَدُهْ
وأجَلُّ ذلك أن تُرِكتُ سُدىً / من قاصم وأقرَّني بلَدُهْ
ملك إذا اسودّتْ لديَّ يدٌ / من غيره ابيضَّت لديَّ يدُهْ
مهما عَدِمْنا من سَدىً وندىً / عندَ الملوك فعندَه نَجِدُهْ
خلَتِ الإساءةُ من إرادته / ويريد إحساناً ويعتمدُهْ
ما انفكَّ يرفعُني وينفعُني / حتى أضرَّ بحاسدي حسدُهْ
قالتْ فضائلُهُ لآملهِ / نِعْم الفتى للدّهر تَعْتَقِدُهْ
خِلَعٌ عليك جمالُها وجلالُها
خِلَعٌ عليك جمالُها وجلالُها / أيامُها للناس كالأعيادِ
قسماً لقد رضيْتك أعينُ معشر / من وامقين وشانئين أعادي
أقبلتَ في جيشٍ يُظلُّك ليْلُه / وإليكَ منكَ لكل عيْنٍ هادي
متدرِّعاً خِلعاً أنسْتَ بِلُبْسِها / أنْس المعَوَّد لُبْسَها المعتادِ
طُرفاً علت شرفاً تليداً لم تزل / مُتعهِّداً من مثلها بتِلادِ
خَلَعَ الإله عليك يوم لبستها / هَدْيَ الشَّكور وبهجة المُزدادِ
وكساك من خِلَعِ القلوبِ محبّةٍ / كمحبةِ الآباءِ للأولادِ
فظللت في خلع تفاوتَ نَجْرُها / خافٍ تلاحظه العقول وبادِ
عُمِّرْتَ تنهض في مَراقٍ عَفْوُها / عفوُ الحُدور وأنت في إصعادِ
تغدو وأنت جوىً لأكباد العِدا / وقلوبهم وندىً على أكبادِ
وإخال أن عِداك قد عَطَفَتْهُم / كفَّاك بالإرفاد فالإِرفادِ
ولقد أردت جزاءهم بفعالهم / فعلمت أن العُرف بالمرصاد
يا من أرى حسادَه استحقاقه / للحظّ فاستدعى هوى الحسّادِ
حُسنٌ وإحسان إذا ما عُويِنا / ردّا عليك ولاء كل معادي
من ذا يعادي البدر أمسى منعِماً / نُعمَى عَفُوٍّ للذِّنوب جوادِ
كم من يدٍ بيضاء قد أوليتَها / تَثني إليك عنان كل وداد
شكر الإِلهُ صنائعاً أسديتَها / سُلِكتْ مع الأرواح في الأجسادِ
وعفا نُبوُّك عن وَلِّيك إنه / أحدوثةٌ في جانبيْ بغدادِ
ومن الزيادة في البلية أنني / أصبحت في البلوى من الأفرادِ
أرني سواي من الذين صنعتهم / رَجُلاً نسخَت صلاحه بفسادِ
إني أعوذ بيُمن جدَّك أن أُرى / بعد الدنوِّ رهينةَ الإِبعادِ
فيحق لي في كل ما
فيحق لي في كل ما / لاقيتَني أن أُرفدا
لي من جبينك بدر سَعْ / دٍ طالع لن يُفقدا
فمتى نظرتُ إلى سنا / هُ فحُقَّ لي أن أسعدا
فعلام أُمنَع واجبي / وعلام أُمْطَلُ سرمدا
ولمَا لعبدِك واجب / لكن لكونك سيدا
لو كنتَ تخْلد خلد لؤْ
لو كنتَ تخْلد خلد لؤْ / مِك كنت كاسمك خالدا
أو لوْ علوتَ عُلُوَّ قَرْ / نك كنت شيخاً ماجدا
أُثني عليك ولستُ مث / لك للصنيعة جاحدا
إني وجدتُ الشتم في / ك مُواتياً ومساعدا
لو لم تكن عوني عَلَيْ / ك لقيتُ جُهْداً جاهدا
فلأَهجونَّك شاكراً / نعمى المعونة حامدا
أهجوتني وحسبتني / يا ابن الخبيثة راقدا
أحسنت ظنك بالأما / ني الكاذبات مَواعدا
فلأْتركنك بعد ظن / نِك لا تصدِّق واعدا
ولأحدُوَنَّ بك القوا / فيَ والكلام الشاردا
يا ابن اللئام بني اللئا / م بني اللئام فصاعدا
هلّا تذَكَّرتَ المصا / در إذ تَقحَّمُ واردا
لا تحملنَّ هموم أيامٍ على
لا تحملنَّ هموم أيامٍ على / يومٍ لعلَّك أن تقصِّر عن غدِه
ذَكَرَ الحبيبَ فقام فردا
ذَكَرَ الحبيبَ فقام فردا / وجفا الكرى شَغَفاً ووجدا
ذِكَراً تصيب لِوَقْعِهِن / نَ على غليل القلب بَرْدا
واستنهضَ البدنَ الكلي / ل فزاده نَهَكاً وكدّا
لم يضْطَجِعْ إلا لِيَعْ / فِر في تراب الأرض خدَّا
يا حسنه يدعو الحبي / بَ إذا رُواق الليل مُدَّا
يا سيدي إني رضي / تك سيداً فَلْأُرْضَ عبدا
ياسيدي : أنت الذي / يممت دون الحور قصدا
ولقد أَحَبَّك معشر / لِتثِيبهم مُلْكاً وخُلدا
ضدان قد جُمِعا كأنهما
ضدان قد جُمِعا كأنهما / دمعي يسيح ولوعتي تقِدُ
يا ناقد الدنيا وأنتَ أخٌ / للحسن لا ما أنت مُنْتقِدُ
يا من أُرِقَّ وحُلَّ جوهرُه / فانحلَّ حتى كاد ينعقدُ
إذ لم تزدك ولايةٌ في سؤددٍ
إذ لم تزدك ولايةٌ في سؤددٍ / كلّا ولا الأخرى محتْ لك سؤددا
أنت ابن جُؤْذُرٍ الذي فَرَع العلا / حتى لخَالتْهُ الفَراقدُ فرقدا
لا يستطيعك بالتَنَقُّصِ حادثٌ / وأبَى لك التكميلُ أن تتزيَّدا
فكأنني بك قد نجوتَ محمداً / في النائبات كما دُعيت محمدا
فطلعْتَ كالسيف الحسام مجرداً / للحق أو مثل الهلال مجددا
شهد النهارُ وكشفُه غُمَمَ الدجى / أن الزمان مُبَيِّضٌ ما سوّدا
سَيُريكَ وجهاً منه أبيض مشرقاً / عُقْبى بما لقَّاك أسْوَد أربَدا
ولذي الوزارة والإمارة صاعدٍ / رأيٌ أبَى أن لا يكون مُسدّدا
وأبو العلاء يراك نصْلاً قاطعاً / يأبى عظيمُ غَنَائه أن يغمَدا
وهو المثقِّفُ فاصطبر لِثقافِهِ / ولحَدِّ مِبْرَدِهِ لكي تحظى غدا
سيراك بالعين التي قد عُوّدَتْ / أن لا ترى إلا الرشاد الأرشدا
وإذا أقامك لم يزد في غَمْزِهِ / إياك ملتمساً لأن تتأوَّدا
حاشا الموفَّقَ في جميع أموره / أن يُصْلحَ الأشياء كيما تفْسدا
بل ما رأى عِوَجاً فظلَّ يقيمُه / لكنْ بلاكَ أبو العلاء فأَحمدا
ولربما امتَحَنَ الوليُّ وليَّهُ / ليرى له جَلَداً يغيظ الحُسَّدا
رب ليلٍ كأنه الدهر طولاً / قد تناهَى فليس فيه مزيدُ
ذي نجوم كأنهن نجوم ال / شَيْبِ ليست تزول لكن تزيدُ
وهو الشهيد عليَّ أني لم أقلْ
وهو الشهيد عليَّ أني لم أقلْ / بعض الذي قد أبدأوا وأعادوا
وَهَبِ السُّعاةَ أتوْا بحقٍّ واضحٍ / أين الكرامُ أَبُدِّلُوا أم بادوا
أين الذي قد عَوَّدُوا من عفوهم / عن من يَزِلُّ حلومُهُمْ واعتادوا
عَفْوُ الملوك عن الهُجاةِ مدائح / مدحوا نفوسَهُمُ بها فأجادوا
مدحوا نفوسهُم بحلمٍ راجحٍ / لولا عوائدُ مثلِه ما سادوا
ولقد أبوا إلا العقابَ فقادَهُمْ / نحو التَّطوُّلِ خِيمُهم فانقادوا
وهبوا لجانيها الذنوبَ وأقسموا / أن لو يعود إلى الذنوب لعادوا
ولما رَضُوا بالعفو عن ذي زَلَّةٍ / حتى أنالوا كَفَّهُ وأفادوا
منُّوا عليه وشَيَّدوا من ذكره / وبمثلها رفعوا البيوتَ وشادوا
ولئن هم منُّوا عليه لقد شَفَوْا / منه النفوس بمنِّهم وأقادوا
قطعوا لسان سَفاهِهِ فاستوثقوا / منه وأما عن أذاه فحادوا
فإذا همُ قد عاقبوه وقد عفوا / عنه لقد فعلوا الجميل وزادوا
هيهات فُتَّ الحاسدين فأذعنوا
هيهات فُتَّ الحاسدين فأذعنوا / لك بالمكارم والفَعال الأمجدِ
يتحاسدُ القومُ الذين تقاربتْ / طبقاتُهُم وتواءموا في السؤددِ
فإذا أبَرَّ مُبِرُّهُمْ وبدا لهم / تَبرْيزُه في فضله لم يُحسَدِ
من ذا تراه وإن تَوَقَّلَ في العلا / يسمو بهمَّتِه مَحَلَّ الفرقدِ
ما دَفْعُ أمري بعدَما أوليتني
ما دَفْعُ أمري بعدَما أوليتني / بِرَّ الشقيق إلى حُنُوِّ الوالدِ
ولقيتَني فلقيتني متهلِّلاً / كالغيث بشَّر بالمعاش الراغِد
إن المطالَ ولستَ من أصحابه / كَدَرُ الصّنيعةِ والفَعالِ الماجِدِ
ورأيتُه خُلُقاً لكلِّ محاولٍ / من نفسه إيقاظَ جُودٍ راقدِ
لا بل لكل مُزاول من نفسه / إحْياءَ ميْتٍ من طِباعٍ هامدِ
ولك المعاذةُ والسلامةُ منهما / بمَحاتِدٍ لك هن خير مَحَاتدِ
حاشاك من خلُقِ المجاهِد لؤْمَهُ / واللؤْمُ شَرُّ مُجاهَدٍ لمجاهِدِ
يُمْسِي ويُصبح في رياضَةِ نفسه / لتطيبَ عن رِفْدٍ وليس برافدِ
لأبي المهنَّد في الموا
لأبي المهنَّد في الموا / طن كلِّها صفةُ المهنَّدْ
لألاؤه وَمَضاؤه / وغناؤه في كل مشهدْ
وله حلاوة قَدِّه / والحلم منه حين يُغْمَدْ
فإذا تجرد للشِّيا / ح فإنه سيف مجرَّدْ
فمتى رأى زللاً أقا / لَ وإن رأى خللاً تغمَّدْ
ويُعدُّ ظلماً أن يَعُد / دَ المخطئين كمن تعمَّدْ
يعطي بلا وعْدٍ ويخ / لف في الوعيد إذا توعَّدْ
فإذا تمرَّدَ حائنٌ / صدق الوعيد وما تمرَّدْ
ويخافه القوم البُرا / ء وما أخاف وما تهدَّدْ
لكنه لبس المها / بة فالفرائصُ منه تُرْعَدْ
وإذا ارتأى فكمن رأى / وإذا سها فكمن تفقَّدْ
وإذا تفقَّد أمرَه / فهو الشهاب إذا تَوَقَّدْ
أكثرتُ من معروفه / إذ لم يقل رجل تَزوَّدْ
وهَمَمْتُ أنْ أَغْنى بذا / ك فقال عُدْ فالعود أحمدْ
وسألتُه نصري على / زمني فأنجد ثم أنجدْ
وكأنني بي قائل / زرتُ الحيا فحبا وأمجدْ
هذا لعمرك سُؤدد / لكنه أيضاً مؤكَّدْ
يا ابن المقيم بآمد / بأبي أبوك ومن تأمَّدْ
جدَّدْتَ مجداً لم يزل / يُبنَى على مجد يؤبَّدْ
وكَفَاك من مجدٍ إذا اج / تمع المؤبَّد والمجدَّدْ
إني إخالك تسْتَقِلُّ من الجَدا
إني إخالك تسْتَقِلُّ من الجَدا / ميسورَة فتكِيعُ حين تُكادُ
لا تحقِرنَّ من الصِّلات قليلةً / تكفي فجودك بالسَّداد سدادُ
لا سيما والعذر في تقليلها / أنَّ امتنانك مُبْدَأٌ ومُعادُ
تاللّه ما خسَّتْ خسيسةُ رافد / أفنت كرائمَ مالِه الأرفادُ
إن الذي يعطِي خسيسة ماله / إذ لا كريمةَ عنده لجَوادُ
لا تنس أن اللّه قد وَعَدَ الندى / أن لا تخون وليَّهُ الأمداد
من لم يزل والبرُّ أكبر همِّهِ / وصلت سواعدَ أمره أعضادُ
والحر من أضحى وقرَّةُ عينه / في المال ينقُص والعلا تزدادُ
ولقد رأى كلَّ الرياح معاشر / في الوفْر يُهْدَمُ والثناءُ يشادُ
والخلدُ أن تُلْفَى تجودُ وتعتلي / والموت أن تلْفى وأنت جمادُ
فمتى بذلتَ فللبقاء تَنَفُّسٌ / ومتى كنزت فللبقاءِ نفادُ
يبقى الفتى بعد الممات بفعله / أبداً ويَدْثُرُ يَذْبُلٌ ونَضَادُ
فاشْدُدْ بنيتك الجميلةِ قبضةً / فَلَيُنْجَزَنَّ وعيشِك الميعادُ
واعلم بأن اللّه في ملكوته / لم يخل منه لمحسن مرصادُ
من كان خاب فلم يَخِبْ متحقِّقٌ / بالعرف زرَّاعٌ له حصَّادُ
لو لم يكن في العرف إلا أنه / جُنْدٌ يقاتل عنك بل أجنادُ
خلَّفتُ أهلي في ذراك وإنه / للاجئين لمَلْجأ ومَصَادُ
أضحوا بمنزلة الضياع وإنما / أهلُ الفتى لرئيسه أولادُ
وقد اقتضوا أرزاقهم وتردَّدوا / حتى لَشقَّ عليهِمُ التردادُ
فتعذَّرتْ طلباتُهم وَتَنَهْنَهُوا / مثل الحوائم ذادها الذُّوَّادُ
فأهِبْ بشاردهم إليك وأرْوِهِمْ / من جَمَّةٍ يُروَى بها الورَّادُ
واحمل غُثاءهُم كحملك كَلَّهُمْ / فلذاك عدَّك وحدَك العُدّادُ
ولذاك قيل منوِّلٌ ومهنئٌ / نعماه حين يُنكِّدُ الأنكادُ
اللَّه في أهلي فإنك جارُهُمْ / لا تَضْرِبَنَّ عليهمُ الأسدادُ
إكفِ الضعافَ اللائي أنت ثمالُهُمْ / مُؤَنَ العناء فإنهنّ شِدادُ
لا تجشِمَنْ أهلي إليك وفادةً / لِيَفِدْ عليهمْ برُّك الوَفّادُ
واَنفِ السَّوادَ عن البياض فإنه / ما في بياض يد الكريم سوادُ
يُسْدِي السحابُ إلى البعيد يُغِيثُه / فَيطَلُّ منه وادعاً ويُجادُ
ولأنت أولى أن يجود لمجْدِبٍ / عفواً ولم تُشدَد له أقتادُ
ها قد أثَرْتُ عليك وحْشيَّ العلا / فاصطد فإنك للعلا صيّادُ
نبَّهْتُ للكَرمِ الغريب ولم يكُنْ / بك قبل تَنْبِيهيك عنه رُقادُ
بل أنت أوْلى أن تكون منبِّهي / بمذاهب لك كلُّهن رشادُ
فابدأ مكارِمَكَ التي عوَّدتها / وابدأ فإنك بادئٌ عوّادُ
عَلِّمْ غرائبك الرجالَ فطالما / عَلَّمْتَ كيف تُمجَّد الأمجادُ
لا يكبُرَنَّ عليك في جَنْبِ العُلا / ما قد سألتُك فالعلا أطْوادُ
ولقد أحمِّلُك الثقيلَ لأنني / خبِرٌ بأنك حامل معتادُ
ولكي ترى ثقتي بطَوْلك أو يرى / كيف احتمالك معشرٌ أوغادُ
ولتشهدن بأنني بك واثق / ولتشهدن بفضلك الأشهادُ
يا من يعادي الأصدقاءُ علاءه / أبداً ويَشْنأ مجدَه الوُدَّادُ
حسداً لمن يمسي ويصبح حاملاً / كَتداهُ ما لا تحمل الأكتادُ
ممَّنْ يَبُزُّ الناسَ منْفوسَ العلا / وعليه من منفوسها أبرادُ
صبٌّ بحب المكرمات مُتيَّمٌ / ما تيمته فَرْتَنى وسعادُ
يغدو صحيحاً ما غدا وعطاؤه / متيسِّرٌ وثناؤه منقادُ
فإذا اشتكى عللَ النوال نوالُه / أعداه ذاك فعاده العُوّادُ
وغدا مريض النفس وهو صحيحها / حتى يثوب الوَفْر والمرتادُ
وبدت عليه من الحياء غَضاضةٌ / أو يرجعَ المرتاد وهو مُفادُ
للّه طوْلك يا محمد إنه / لَيثور منه الشكْرُ والأحقادُ
تعطي الجزيل فتسترقُّ رقابنا / فتلين ثَمَّ وتغلُظُ الأكبادُ
لا تعدم الطَّوْل الذي انفردت به / كفاك وازدوجت له الأفرادُ
يا من تفرقت العلا في غيره / واستجمعت فيه العلا الأضدادُ
وإذا غدا حسَّاده وعُداته / ظُلِم العُداة وأنُصف الحسادُ
من ذا يعادي الغيث أم من ذا يُرَى / إلا من الحساد حين يُسادُ
يجد المذاهب مادحوك ولم يزل / لمُريغ مدحك مذهب ومَرَادُ
حتى إذا ما قال فيك كأنه / قُطعَتْ به الأشباهُ والأندادُ
لَؤُمَ الرجالُ فزهَّدوا ذا رغبة / وكرمت حتى استرغب الزهادُ
لو أصبح السادات مثلك سؤدداً / وَفت العِداتُ وأخلف الإيعادُ
خذها فإنك في الرجال وإنها / من صفو ما يتنقَّدُ النقادُ
ولئن غدوت كما دُعيتَ محمداً / إني لما أوليتَ لَلْحمَّادُ
ولئن قصدتك ما قصدتُك خابطاً / بالظن بل رادتك لي رُوِّادُ
عَمَّتْ أيُورَ النائكي
عَمَّتْ أيُورَ النائكي / نَ بِنَيْلها وبرفْدِها
شفعت إليهم في عُمْي / رَة فانتهوْا عن جَلْدِها
أغْنتهُمُ عن ذاك لا / ذاقوا مرارة فقدها
إلا على ما لستَ تملك بذْله
إلا على ما لستَ تملك بذْله / من صدْق بأس أو براعة جودِ
أدعو على الشُّعراء أخبثَ دعوة
أدعو على الشُّعراء أخبثَ دعوة / إذْ مجَّدُوك وغيرُك الأمجادُ
قل لي بأية حيلة أعملْتَها / هتفوا بأنك لا حُفِظْتَ جوادُ
فَلَتِلْكَ أحسنُ من نوالك موقعاً / والعِلم أفضلُ ما أراه يُفادُ
لقد استفاض لك الثناءُ بحيلةٍ / صعْبُ الأمورِ بمثلها ينقادُ
لو أنَّها عندي غدوتُ مخلَّداً / ما خُلِّدتْ أمُّ الهضاب نَضَادُ
حتى كأنِّي في صرارك درهمٌ / أو في مَزاودك الحريزة زادُ
بل ما عهدتُك وارتيادُك بالغٌ / بك حيلةً يرتادها المرتادُ
أنَّى وأنتَ مضلَّلٌ لا تهتدي / رُشداً ولا يَهْديكَه إرشادُ
ما كان مِثْلُكَ يهتدي لمحالة / حاشاك ذاك وأنْ تكون تُكادُ
لكنَّ جدْبَ الناس طال فأصبحوا / يُرضيهمُ الإبراقُ والإرعادُ
نحلَتْكَ حَمْدَ الحامديك مَواعدٌ / كُذُبٌ تجودُ بها وأنت جمادُ
بل ليس في الأفقين منك سحابةٌ / للوعْدِ مِبراقٌ ولا مرْعادُ
ولأنت أحْسَمُ للمطامع والمنى / من ذاك حين يَشيمُك الروَّادُ
أنت الذي آلى بكلِّ أليَّةٍ / ألا يُبَلَّ بريقه ميعادُ
بل أنت أجدر حين تُسْأَل أن تُرى / ومكان وعدك سائلاً إيعادُ
ما أنت والمعروف أو مفتاحُه / ذهبتْ بذَينك دونك الأجوادُ
لكن إخال معاشراً خيَّبتهُمْ / نصبوا الحبائل للأُسى فأجادوا
أثنوا عليك ليستميحك غيرُهُمْ / فيخيبَ خيبتَهم وتلك أرادوا
أعيى عليهم صيدُ مالك فاغتدوا / يتعلَّلون بأُسْوةٍ تُصطادُ
ولهم أُسىً متقدماتٌ جمَّةٌ / لكن أحبَّ القوْم أن يزدادوا
أُثني عليك بمثل ريحك ميِّتاً / في غبِّ يوم تزفُّك الأعوادُ
ولما صداك إذا نُبِشْتَ لثالثٍ / من مُلْحَدٍ وضجيعُك الإلحادُ
يوماً بأنتن منك حيّاً تُجتَدى / لا زال نتنُك دائباً يزدادُ
وغدت بجودك شبهةٌ خدَّاعةٌ / قامتْ ببخلك بعدها الأشهادُ
أرويتُ بالإصدار عنك حوائمي / لما أطال غليلَها الإيرادُ
وسلوتُ ذكراك التي من مثلها / تَجْوى القلوبُ وتقْرحُ الأكبادُ
آنستُ صدراً طالما أوحشْتَه / لا زال يُؤنس رحْلَك العُوَّادُ
وكأنَّ ذاك الذكْر أسودُ يعْتري / منه سويداء الفؤاد سَوادُ
بل إنما اتصلتْ بذكرك خَطْرَتي / أيامَ صدري ليس فيه فؤادُ
فاذهب كما ذهب السَّقَامُ إلى التي / ما بعدها للذاهبين معادُ
لا تَبْعدنَّ من الذي تُكْنَى به / وهو الذي تفسيرُه الإبعادُ
شاورتَ فيَّ وفي ثوابي خالياً / رأياً لعمرك لا يليه سدادُ
فأراك حرماني وقال قوارصٌ / تأتيك أنت لمثلها معتادُ
خَيَّبْتَني ثقةً بلؤمك إنه / لمن استعد لشاتمٍ لَعتادُ
عن مثله نكص الهجاء مقهقِراً / ونَبَتْ سيوفُ الشتم وهي حِدادُ
لا أنَّ لؤمَك جُنَّة لكنه / نَجَسٌ يعاف ورودَه الورَّادُ
كم ذاد عنك من الهجاء غريبةً / لا يستطيع ذِيادها الذُّوَّادُ
فاشكره إن خلَّاك تشكر منعماً / سُدٌّ أمامك منه بل أسدادُ
لو رُمْتَ صالحةً لغالك دونها / سجنٌ وقيدٌ منه بل أَقيادُ
لا زال ذاك السجن منك مظنةً / وتضاعفتْ فيه لك الأصفادُ
لؤْمٌ أبى لك شكْرَ ما أولاكَهُ / والشرُّ منه لنفْسِه أمْدادُ
وأما وذاك اللؤم لؤْماً إنه / لؤمٌ سبقتَ به الزمان تِلادُ
لئن اجتوتك له شتائم أصبحتْ / من شتمها إياه وهي تعادُ
لَتُلاقِينَّ شتائمي ناريَّةً / لا يجتويك حريقُها الوقَّادُ
فكذاك نار الهُون تَرْأم أهلها / حتى كأنَّهُمُ لها أولادُ
فاهرُبْ وأينَ بهاربٍ من طالبٍ / في كلِّ مُطَّلعٍ له مرصادُ
خذها إليك من الملابس ملبساً / تشقى به الأرواحُ والأجسادُ
ضَنْكاً إذا زُرَّتْ عليك زُرُورُه / ضاق الخناق فلم يَسَعْكَ بلادُ
ولئنْ شقيت بلُبْسِ بردٍ مثلها / فلطالما شقِيَتْ بك الأبرادُ
ولتخْزَيَنَّ بها إذا ما أنشدتْ / أضعافَ ما يُزْهَى بها الإنشادُ
لا تفرحنَّ بحسنها وجمالها / فليرحمنك فيهما الحسَّادُ
ولأرمينَّك بعدها بقصائد / فيها لكل رَميَّةٍ إقصادُ
لو خَيَّسَتْ فرعونَ ذلَّ لوقعها / فرعونُ ذو الأوتاد والأوتادُ
عُتْباك منها أن غضبْتَ مقالتي / ستُزادُ يا ابن مدبّرٍ وتُزادُ
من كل سائرةٍ بذمِّك يَرْتمي / بِركابها الأغْوار والأنجادُ
شنعاء تُضْرم فيك نار شناعةٍ / تبقى نوائرُها وأنت رمادُ
تحْبوك بدْأتُها بذكْرٍ نابِهٍ / عُقباه إخْمالٌ هو الإخْمادُ
ولَقلَّ ما يُجْدِي على متبجِّحٍ / ذكْرٌ يُماتُ بنَشْرِه فيُبادُ
ما ينفع الحطبَ المحَرَّقَ في الصِّلا / ضوءٌ جريرتُه عليه فسادُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025