المجموع : 5
نامَ الخليُّ وما أُحسّ رُقادي
نامَ الخليُّ وما أُحسّ رُقادي / والهمُّ مُحتَضرٌ لَدَي وِبادي
من غير ما سَقمٍ ولكن شفّني / همٌّ أراهُ قد أصابَ فؤادي
وَمن الحوادث لا أبالك أنني / ضُربت عليَّ الأرضُ بالأسدادِ
لا أهتدي فيها لِموضع تَلعَةٍ / بينَ العراق وبين أرض مُرادِ
ولقد علمتُ سِوى الذي نبأتِنى / أنَّ السبيلَ سبيلُ ذي الأعوادِ
إن المنيّةَ والحتُوفَ كلاهما / يُوفي المخارمَ يرقيان سوادي
لن يَرضيا مني وفاءَ رَهينةٍ / من دُونِ نَفسي طارفي وتِلادى
ماذا أُؤملُ بَعدَ آلِ مُحرِّقٍ / تَركوا مَنازِلَهُم وبعدَ أيادِ
أهل الخَوَرنق والسدير وبَارقٍ / والقصر ذي الشُرُفاتِ من سندادِ
أرضاً تخيّرها لدار أبيهم / كعبُ بنُ مامَة وابنُ أمِّ دُؤادِ
جَرت الرياحُ على مكان ديارهم / فكأنما كانوا على ميعادِ
ولَقد غَنوا فيها بأنعَم عيشةٍ / في ظلِّ مُلكٍ ثابت الأوتادِ
نَزلوا بأنقرة يسيلُ عليهمُ / ماءُ الفراتِ يجيءُ من أطوادِ
أين الذَين بنوا فطال بناؤهم / وتَمتّعوا بالأهل والأولادِ
فإذا النعيمُ وكلُّ ما يُلهى به / يوماً يَصيرُ إِلى بِلى ونفَادِ
في آل غَرف لو بَغيتَ لي الأسى / لوجدتَ فيهم أسوةَ العُدّادِ
ما بَعد زَيد في فتاةٍ فُرّقوا / قتلاً ونفياً بعدَ حُسنِ تآدي
فتخيَّروا الأرض الفضاءَ لِعزّهم / ويَزيدُ رافدُهم على الرُفادِ
أما تَريني قد بَليتُ وغاضَني / ما نيل من بَصَري ومن أجلادي
وعَصيتُ أَصحابَ الصَّبابةِ والصّبا / وأطعتُ عاذلتي ولانَ قِيادي
وَلقد أروُح عَلى التّجار مُرَجِّلاً / مَذِلاً بِمالي لَيِّناً أَجيادي
ولقد لَهوتُ وللشباب لذاذةٌ / بسُلافَةٍ مُزجَت بماءِ غَوادي
من خَمر ذي نَطف أغَنَّ مُنطق / وافى بها لدراهِم الأسجادِ
يَسعى بها ذو تُومتين مُشَمِّرٌ / قنَأَت أناملُهُ منَ الفُرصادِ
والبيضُ تَمشي كالبدُورِ وكالدُّمى / ونواعمٌ يَمشينَ بِالأَرفادِ
والبيضُ يَرمينَ القلوبَ كأنَّها / أُدحِيُّ بينَ صَريمةٍ وجَمَادِ
يَنطقنَ مَعرُوفاً وهُنَّ نَواعِمٌ / بيضُ الوُجوهِ رقيقةُ الأكبادِ
يَنطقنَ مخفوضَ الحديثِ تَهامُساً / فَبلَغنَ ما حاوَلنَ غَير تَنادي
ولَقَد غَدوتُ لِعازبٍ مُتَناذِرٍ / أَحوَى المَذانبِ مُؤنَق الرّوادِ
جادَت سَواريهِ وآزرَ نبتُهُ / نُفأً مِن الصَّفراءِ والزُّبادِ
بالجو فالأموات حَول مغامرٍ / فبِضارج فقصيمَة الطُّرادِ
بمُشَمرٍ عِند جَهيز شدُّهُ / قيد الأوابدِ والرهانِ جوادِ
يشوي لنا الوحَدَ المُدلَّ بحُضرهِ / بشريج بين الشدِّ والإيرادِ
ولَقد تلوتُ الظاعِنينَ بجسرةٍ / أجد مهاجرةِ السقَاب جَمادِ
عَيرانةٍ سَدّ الربيعُ خصاصَها / ما يَستبين بها مَقيلُ قُرادِ
فإذا وذلك لا مهاهَ لذِكرهِ / والدهرُ يُعقبُ صالِحاً بفسادِ
إنَّ امرأً مَولاهُ أدنى داره
إنَّ امرأً مَولاهُ أدنى داره / فيما ألمّ وشَرهُّ لكَ بادِي
إن قُلتَ خيراً قال شراً غيرَهُ / أو قُلتَ شراً مَدهُ بمدادِ
فلئِن أَقَمت لأظعنَنَّ لِبَلدةٍ / ولئِن طعنتَ لأرسِين أَوتادي
كانَ التفرقُ بَينَنا مِن مِئرَةٍ / فاذهَب إِليك فقَد شفيتَ فُؤادي
خالي ابنُ فارِس ذي الوُقوف مُطلقٌ
خالي ابنُ فارِس ذي الوُقوف مُطلقٌ / وأبي أبو أَسماءَ عبدُ الأسودِ
نَقَمت بنو صَخرٍ عليَّ وجَندل / نسبٌ لَعمرُ أبيكَ ليس بقُعددِ
ولَقد أرجِّلُ لمّتي بعشيةٍ
ولَقد أرجِّلُ لمّتي بعشيةٍ / للشَربِ قبل سَنابكِ المُرتاد
والبيضُ قد عَنَست وطال جِراؤها
والبيضُ قد عَنَست وطال جِراؤها / ونشأن في فننِ وفي أذوادِ