المجموع : 6
ضربت سعاد خيامها بِفؤادي
ضربت سعاد خيامها بِفؤادي / من قَبل سفك دَمي بسفح الوادي
وَغدت تجرعني الهموم فمن لي / قصمت عراه شماتة الحساد
وَكأَنَّني وَكأَنَّها متودد / متلطف لظويلم متمادي
لعب الفراق بها وَبي فَلَها وَلي / خبر كوى كبدي بغير زناد
وتوعرت طرق التَواصل بَينَنا / فغدوت نضو صبابة وَبعاد
ما كان حجة من أَقام بِمَكَّة / أَن لا يحدثني حَديث سعاد
بعثت إِلي من الحجاز خَيالها / شتان بين بلادها وَبلادي
يا هذه عودتني أَلم الضنا / وأَراكَ لست أَراك في العواد
وَبأى آونة أَزورك بَعدَما / حملت هجرك أَضعف الاجساد
فجق حقك ان ملكت فأسحجي / شيم الكِرام وان أَسرت فَفادى
فَقف المطيّ وَلَو كلمحة ناظر / بربا المحصب أَو مني يا حادي
وأعد حَديثك عَن أباطح مكة / وَعن الفَريق أَرائح أَم غادي
وَمسرة للناظرين بدت لَنا / ما بين سوق سويقة وَجياد
قنصت عقول أَولى النهي بحبائل / الصبوات لا بِحَبائل الصياد
وَمحاسن طلعت طَلائعهن عَن / حلل الكمال لحاضر وَلبادي
عكفت بساحتها الرفاق وانما / عكفوا عَلى كبد من الاكباد
هطل الغمام عَلى الحطيم وَزَمزَم / وَعَلى بقاع بالنقا وَوهاد
وَسَرى النَسيم بطيب نسمة طيبة / فنشقت نفحة عنبر وَجساد
بلد سمت أَوطانه وَتشرفت / بمحمد قمر الكمال الهادي
فمر محادين الضَلالة بالهدى / وأذل أَهل البَغي والالحاد
قمر أَضاء النور لَيلة وَضعه / من مكة لدمشق أَو بغداد
قمر حمى الدين الحَنيف بسيفه / شرفا وأحرز سبق كل جهاد
قمر أَباد المشركين بسادة / فاقَت عزائمهم عَلى الآساد
قمر سقى الجَيش العَظيم بكفه / نهرا أَزالَ غَليل كل فؤاد
هُوَ أَشرَف العربين مجدا باذخا / وأحق من يَعلو عَلى الامجاد
هُوَ شمس عبد مناف العلياعات / مضر بجديه عَلى الانجاد
هُوَ جاوز السبع السَموات العلى / وَالعرش فيما صح من اسناد
هُوَ في الجَلالة قال سيده له / سل ما تحب فأَنتَ خير عبادي
هُوَ خير من كمل الاناس به من ال / أَبناء والآباء والاجداد
هُوَ سيد الكَونين وَالثقلين لا / شمه له في الغور والانحاد
هُوَ أَكرَم الكُرماء ان عصفت به / ريح السماح وأجود الاجواد
هُوَ ذخرتي هو موئلى وَمأملي / هُوَ عمدتي هو عدتي وَعتادي
هُوَ أَحمَد الهادي المجاهد والَّذي / يروى بكوثره الغَليل الصادي
هُوَ تحت ساق العرش يسجد شافِعا / في الخلق ان حشروا الى الميعاد
هُوَ مَن يَلوذ غدا بظل لوائه / كل الوَرى وَالرسل والاشهاد
هُو عمدة الامم الَّتي لَو لَم يَكُن / فيها لقد كانَت بغير عماد
هُو هازم الاقران في فتكاته / وَمدمر العشرات بالآحاد
ما ان رجوت به الهدى لِضَلالَتي / الا لقيت بها صلاح فَسادى
مَولاي خد بيدي وأقض حَوائجي / واعطف عَليّ ولبّ حين أُنادي
واقبل خويدمك المعلم انه / فلس من التَقوى قَليل الزاد
حملت ذي النفس الضَعيفة ثقلها / وَشغلت بين أصادق وأعادي
في الخيمة انقصمت عراي لزلتي / وَالنار للعاصين بالمرصاد
وَعَريض جاهك يا محمد عصمتي / وَكِفايَتي وَهدايَتي وَرَشادي
فاشدد عرا عَبد الرَحيم برحمة / يَلقى بِها في الحشر خير مهاد
واجعل يديك حمى له وَلاهله / وَالصحب والآباء والاولاد
فَلأنت أَمنع من لجأت اليه في / دار اقامَتي وَمَعادي
واعطف عَليّ بنفحة نبوية / لا نال غاية مطلبي وَمُرادي
وَمكارم موصولة بمكارم / وَلطائف وَعَواطِف وَأَيادي
واسمع جواهر أَحرف عربية / زفت اليك فَصيحة الانشاد
وانهض بقائلها وَصاحبه فقد / خصاك اذ صدا عَن الوراد
فَتَراهما وفدا عليك ليحظيا / يا سَيدي بِكَرامة الوفاد
وَتول كاتبها الضَعيف وكن له / يد نصرة من شر كل عناد
وعليك صَلى اللَه يا علم الهدى / ما ارفضَّ في الاقطار صوب عهاد
وَعلى صحابتك الكرام الزهر ما / نادىّ بحي عَلى الصَلاة منادى
أَنبيّ دونك عبرتي وَتنهدي
أَنبيّ دونك عبرتي وَتنهدي / كمدا عليك فَكَم أَعيد و أَبتَدي
أَبني طال بك السقام فَلَيتَني / أَفديك لو ولد بوالده فدى
أَبنيّ ما بيدي الملك حيلة / لكن أَمدالي ابن آمنة يَدي
ان ضاق بي وَبك الخناق فَلَم يضق / عَني وَعنك عَريض جاه محمد
ذاكَ الغَياث المُستَغاث به الَّذي / لَولاه ما كانَ الوجود بموجد
ذاكَ المتوج بالمهابة وَالعلا / شمس النبوّة عصمة المسترشد
هُوَ غيم مرحمة عيد ظلاله / وَيَفيض نائله لكل موحد
هُوَ صاحب الاحاكم وَالحكم الَّتي / طلعت طَلائعها هدى للمهتدى
قمر تسلسل من ذؤابة هاشم / في السر منها وَالصَريح الامجد
ملأت محامده الزمان وأسرعت / شهب النجا ملغور وَلمنجد
رؤوف بامته رحيم مشفق / متعطف بالود للمتودد
تَرجوه في الدنيا لنجح مرادنا / وَنَلوذ منه إِلى الشَفاعة في غد
وَهُوَ الَّذي من قاب قَوسين اِنتَهى / في القرب يفتح كل باب مؤصد
وَله الفَضيلة وَالوَسيلة رفعة / وَالفَضل وَالزلفى وَصدق المقعد
وَالرسل تحشر تحت ظل لوائه / وَتؤم كوثره الهىء المورد
جبل فلوذ من الخطوب بعزه / وَبه نَصول عَلى الزَمان المعتدى
جعل الصَنائع في الرقاب قَلائِدا / وَبَني المحامد في عراص الفرقد
يَتَوسَل المتوسلون بجاهه / فيرد عنهم كل خطب أَنكد
جاد الغمام عَلى رباه إِلى ربا / سلع فَما والى بقيع الغرقد
وَسَقى جَوانِب روضة قدسية / مَحروسة في ظل ذاك المسجد
فَهناك أَرواح النفوس عواكف / شغفا يا حمد ذائبات الاكبد
طوبى لطيبة حيث حل بربعها / شمس الفخار ففاق شمس الاسعد
نزل المكان فَكان محترما به / وَمحا الفسدا فساد كل مسود
علم تظلل بالغمامة واِرتَوى / من ذلك الضرع الاجد الجلد
وَالجذع حن له وَسحت الحصى / في كفه نص الحَديث المسند
هو عدتي هو عمدتي هو ذخرتي / هُوَ نصرتي هو منقذي هو منجدي
يا سيد الثقلين كن لي مسعدا / فالدَهر يا مَولاي ليسَ بمسعدي
هَذا سَميك أَحمد قلق الحشا / أَتراك تغفل عن سميك أَحمَد
أَلَم الم به فقطع بالبكا / كبدى وظني فيك غاية مقصدي
فاسأل له الرحمن نظرة راحم / بشمول عافية وَعفو سرمدي
وأجز بها عبد الرَحيم براءة / من حر نار جهنم المتوقد
وَعَليك صَلى اللَه ما هب الصبا / من طيب طيبة عن شذا الند الندي
وَعَلى صحابتك الجَميع وكل من / والاك يشهد حسن ذاك المشهد
من أَينَ يخلق وجدك المتجدد
من أَينَ يخلق وجدك المتجدد / وَيَزول عنك حَنينك المتردد
وَقَد اِستفزك بالرَحيل مودع / قال الرَحيل غدا عدمتك ياغد
لم لا توافق من ينوح عَلى ربا / نجد وَتَبكيه الطلول الهمد
أَتَطيب نفسا وَالفَريق بزينب / من ذي الاراكة يهبطون وَيَصعَدوا
بان الخَليط وَلَم تفز من وصلهم / بأقل ما يتزوّد المتزوّد
هب أن جفنك دمعه متفجر / وَقليبك المسكين صخر أَصلَد
تصل الحَنين إِلى غوير تهامة / هَيهات منك تهامة يا منجد
وَتَنوح ان عبر النَسيم يمانيا / فينم دمعك بالغَرام وَتجعد
أَفَلا شجتك عَلى الاراك شجبة / وقفت بأيمن ذي الاراك تغرد
ألفت مواصلة السجوع وَربما / غنك فَذابَت من بكاها الاكبد
فأَنا الفداء لمن يهيم بمثلها / مِثلي فأدنو للوصال وَتبعد
ذهبية القسمات رائعة الصبا / تَرنو فيجسدها الغَزال الاغيد
يا نازلين عَلى العذيب وَثهمد / بأبي وَبي كيف العذيب وَثهمد
أخزامة وَبشامة وأراكة / خضر عَلى ما تعهدون وأعهد
وَهَل النَسيم نسيمه بالروح وَالر / رَيحان في غذباته متردد
فَوراء خدع الشعب أهيف لَم يدع / في حسن للمحسن شيئاً يفقد
آمسى يعللني جنى عسل لدى / لعس عَلى برد أذوب وَتجمد
ولهى به ولهى به وَصبابَتي / كصابَتي وَالشوق أَزيد أَزيد
لعب الفراق به وَبي فافادني / كبدا تَذوب وَلوعَة لا تبرد
وَجفا الزَمان فَلا عذول معرض / عني وَعنه وَلا صَديق مسعد
لَولا الجناب المكدشي حمايَتي / وَرعايَتي أَلجا اليه فأسعد
وَبَنو الفَقيه محمد شهب الهدى / عزى وَكنزى وَالفَقيه محمد
سحب يمر بكل خير ظلهم / ملألهم في كل صالحة بد
زهر مهذبة الاصول ائمة / مهدية لهم العلى وَالسودد
فَمنارهم فوق الكَواكِب رفعة / ونؤالهم في الناس بحر مزيد
سادات سادات الوَرى وأبوهم / للكل من كل الافاضل سيد
العالم العلم الممكن جاهه / قمر تحل به الامور وَتعقد
بدل من الابدال بل علم من ال / أعلام أَورع أَزهد متعبد
هو بهجة الدنيا وَعصمة أَهلها / وَالحق يشهد وَالخَلائق تشهد
سر سرى من يوسف بن محمد / لمحمد فهو الجَمال الامجد
حامى الحمى شرف الوجود وانما / ذو النور من تلك الغَزالة يصعد
الطيب ابن الطيبين عناصرا / طابَت ذآبته وَطجاب المجتد
قيدت آمالي بهم وَبحبهم / والحب يطلق أَهله وَيقيد
وَرَجوتهم حيا وَمَيتا انهم / حصى اذا مكر الزَمان الانكد
أمحمد العلم ابن اسمعيل يا / من نوره متشعشع متوقد
بَرَكات وَجهك عمت الدنيا ومن / فيها فَجارك جاره لا يضهد
وَتُراب قبرك للزيارة كعبة / من حب ساكنه الرواحل تسأد
يَهوى اليه الزائرون كأنه / حرم به حجر وَركن أسود
وَالحج يقصد كل عام مرة / وَبك المضيضا كل وقت تقصد
كم حجة مَبرورة وَزيارة / نَرجو بها في الجنتين نخلد
فغدت وَراحَت في ثراكم بكرة / وَعشية محب تجود فتعمد
مَولاي لي فيكم زروع سجية / أَرجو بها ثمر السَعادة يحصد
وَلَقَد نزلت بسوحكم وَجعلتكم / حرما يلاذبه وَغوثا يقصد
وَجنابكم عزى وَكنز مطالبي / وَلسان حالي في الصديق وَفي العَدو
وَغَريبة عَربية كلماتها / غرر تفوق الدر وهو منضد
وَصلت من النيابَتين وَمالها / غير البحور المكدشية مورد
التائبون العابدون الحامدو / ن السائحون الراكِعون السجد
القائمون وَفي المَضاجِع لذة / الصائمون وَفي الهجير توقد
دمتم دوام الاين يا شهب الهدى / وَعَليكم مني السَلام السرمد
خطرت كغصن البانة المتأود
خطرت كغصن البانة المتأود / وَرنت بناظرة الغزال الأغيد
وَغدت تشير إِلى السَلام بطرفها / وَبكفها المَخضوب خوف الحسد
فنظرت معسول القنا فوق القنا / وَاللَيل تحت نقاب شمس الاسعد
فكأن حالية المحاسن صوّرت / من فضة عجنت بماء العسجد
أَو درة مكنونة معجونة / بهوى النفس وَذائبات الاكبد
تَلهوالعيون بمذهب وَمفضض / من حسنها وَمنظم وَمنضد
سَلبت ببهجتها العقول وَتيمت / مهجا بروح بها الغَرام وَيغتدى
لِلَّه موقفنا بمنعرج اللَوى / في الشعب من دون الفَريق المنجد
جاذبتها طرف العتاب فأعرضت / عني وَقالَت ما أَراكَ بمسعدي
فطفقت أَثنى عطفها متغزلا / بالابرقين وَبالعذيب وَثهمد
وَطمعت منها بالحَديث وَقلت هَل / من شربة يا أَهل هَذا المورد
ما الماء من طَلَبي وَلكن ربما / مدت به فتنال من يدها يدى
فأَتَ به من حينها وَكأَنَّها / شمس تمد بكوكب متوقد
فسرقت من حسن المَليحة لمحة / قطعت عرى كبدي بغير مهند
ان تقتَرحني زينب ابنة مالك / أَدبا وَمعرفة أعيد وأبتدى
فالشعر لي وَالحسن خالصة لها / وَيدا الصَنيع لاحمد بن محمد
قمر الكَمال ثمال كل مؤمل / كنز المرجى كهف كل مشرّد
قَلم تخيره المهيمن للوَرى / سيفا عَلى الاعداء ليس بمغمد
رفعت له الآثار في فلك العلى / رتبا بَناها في عراص الفرقد
شرف أناف إِلى مناف خزيمة / وَسَما بفاطم وَالوَصي وأَحمد
وَهو ابن سر الصالحين وَقطبهم / وَجمال جملتهم وَروضهم الندي
الاهدل الشيخ المبارك جده / وأَبوه سامي الفرع سامى المحتد
وَالمجد وَالكرم العَريض رداؤه / وَشعاره ودثاره في المشهد
بدل إِذا طارَت شرارة بأسه / طمست محال الزائغ المتمرد
وَفَتى يَزور الوفد ساحة جوده / لورود بحر بالمَكارِم مزيد
لِلَّه در أَبي الفَضائِل انه / يورى بزتد منه ليس بمصلد
لَم يهدم الدنيا بحطم حطامها / الا ليزرع ما سيحصد في غد
يا مدع في الفخر نيل مناله / أَعلمت أَنك مدع أَم معتدى
رفعت بنو الحسنين دونك من ثنا / سبع المَثاني وَالحَديث المسند
كرم يَلوح عَلى شَمائلهم كَما / لاحَت مَصابيح الدجى للمهتدى
وَمحامد علت المحامد فاِغتَدت / سيرا بها أَهل المَكارِم تفتدى
ان تدع أَحمد يبتدرك ملبيا / من ليس يعرف لا بغير تشهد
جَمعت بمنصبة الفَضائل مثل ما / جمعت مفرّقة الحروف بأبجد
هو بهجة الدنيا وَعصمة أَهلها / وَغياثها من كل خطب أَنكد
مَولاي جئتك وَالديار بَعيدة / وَطمعت فيك وَأَنتَ غاية مقصدي
وَرحوت منك لبانة أَمحو بها / لَحَوى كتاب بالذنوب مسوّد
فأمدني بيد تطول بها يدي / وَضيعة يَروي بها قَلبي الصدي
واعطف بزاد بعد ذاك مبلغ / وَبكسو تين لمنتشىء وَلمنشد
لأعود منك بخير ما أَملته / مترو يأمن جودك المتروّد
وَبقيت في كنف الاله وَستره / متفيأ ظل النَعيم السرمدي
في حيث لا الراجي يخيب وَلا الاذى / يَخشى وَلا باب النَوال بمؤصد
ألف التذكر مبدئا وَمعيدا
ألف التذكر مبدئا وَمعيدا / أَملا لبعد الظاعنين بعيدا
دنف يبيت بحن في آثارهم / وَبظل يندب دمنة وَصَعيدا
ذكر الفَريق المنجدين فَباتَ من / ذكر الفَريق المنجدين عميدا
رَحَلوا عشية فارَقوه بعقله / وَقَضوا عليه بان يموت شَهيدا
يسقى الغَرام بعبرة مسفوحة / جعلت محاجر خده اخدودا
لَو حملت هوج المطي غَرامه / ما جاوزت وادي الاراك وجودا
يا صائد الظبيات باعك قاصر / كَم رام غيرك ان يصيد قصيدا
تمسي سمير النجم وَحدك ساهِرا / وَالركب دونك في الرجال هجودا
وَتظل تنشدهم فؤادا لم يكن / مع غير غزلان الحمى منشودا
فَتعال نسمعك السجوع برامة / سحر او نذكرك النقي وَزرودا
وأصخ نقص عليك من انبائها / ما كانَ منها قائما وَحيدا
يا ليت شعري هَل لعيش بالحمى / زمن تألف شمله فَيَعودا
وَطن عهدت به حييا زائِرا / وَهَوى يطيب وَمعهدا معهودا
وَزَمان أنس بالوصال وَحيرة / كانوا فانوا منزلا وَصدودا
نَزَلوا زبيد فليت كل غمامة / تسقى مَنازل نازلين زبيدا
أَرض غدا روض المروءة ناضرا / فيها وَطلع المكرمات نضيدا
وَبلاد اِشتملت جوانبها عَلى / أمل العفاة صوادرا وَورودا
قمر الفتوة عصمة العرب الَّذي / لَولاه لَم يكن الجدا موجودا
ان ابن اسمعيل احمد لم يزل / في سلك أَرباب الوفا مَعدودا
زره تجده العالمين وَداره الدنيا / وَسائر من لقيت وفودا
متفيئين ظلال كل كَرامة / في ريف رأفة من سما ليسودا
أَعلى الوَرى شرفا وأَطولهم يَدا / وأمدهم ظلا وأصلب عمودا
ما زالَ في صدف الولاية جوهرا / يسمو به شرف الوجود وجودا
يا ظامىء الآمال في طلب الغنى / قف حيث تلقى الطالِع المَسعودا
وانزل عَلى الكرم العَريض فَرُبما / اغنتك دجلة عن ثماد ثمودا
بموطا الاكناف تمطر كفه / لِلسائلين ملابسا وَنقودا
خلق أرق من النَسيم وَنفحة / تغنى العَديم وَتنجد المَجهودا
وَصل يرة مرضية وَعَزيمة / علوية سمت السماء صعودا
اللَه أَكبر ذا الَّذي من أمه / لنداء ولى الفقر عنه شَريدا
ذا البحر علما ذا النجوم طَلائعا / ذا الصخر حلما ذا الغَمامَة جودا
ذا العالم السنى ذا العلم الَّذي / بالعلم وَالحلم اِستَقام رَشيدا
قسطاس قسط حَقيقة وَشَريعَة / قبس الرضا قبس الهدى تَوحيدا
كنز المَعارف منبع الحكم الَّذي / آراؤه شهب يقدن وقودا
حبرة المناظرة المحيط فراسة / بالعلم علما منه لا تَقليدا
في سره سير وَفي تبريزه / ابر يز مكرمة يَلوح فَريدا
عشق المَعاني الغر وَهو مراهق / فاقنض ابكارالفنون وَليدا
مَونلاي جئتك وَالخطوب وَجوهها / سود وَلَولا الفقر لم تك سودا
وافيت من أَرض المذاب وَلَم أَزَل / في الارض نحوز بيد أَطوى البيدا
لنا من عملت رهين فضل فائض / وَحَليف ود يبغي تَجديدا
انهى اليك صروف الدهر خانني / وَموددا بالصدق عاد حَسودا
وَخصاصة تفنى النفوس لها وان / تكن النفوس حجارة وَحَديدا
فاِنظر إلى بعين عطفك ربما / أَلفى بك الحظ الشقيّ سَعيدا
فلأنتَ بعد أَبي اب احببتني / في اللَه حسب الوالد المَولودا
وَفرنتني بعلا علاك ورشتى / من فيض فضلك طارِفا وَتَليدا
فاسلم ودم في أَرفع الدرجات يا / ركنا لمن يأوى اليه شَديدا
يا راحلينَ إلى منىً بقيادي
يا راحلينَ إلى منىً بقيادي / هيجتُمو يومَ الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليكم يا وحشتي / والعيس أطربني وصوت الحادي
حرمتمُ جفني المنام لبعدكم / يا ساكنين المنحنى والوادي
فإذا وصلتُم سالمينَ فبلّغوا / منّي السلام أهيلَ ذاك الوادي
وتذكّروا عند الطواف متيماً / صبّاً فني بالشوق والإبعادِ
لي من ربا أطلال مكّة مرغبٌ / فعسى الإلهُ يجودُ لي بمرادي
ويلوحُ لي ما بين زمزم والصفا / عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يا نائماً جدَّ السُرى / عرفاتُ تجلو كلّ قلبٍ صادي
تاللَه ما أحلى المبيت على مني / في يوم عيد أشرفِ الأعيادِ
الناسُ قد حجّوا وقد بلغوا المنى / وأنا حججتُ فما بلغتُ مرادي
حجوا وقد غفر الإلهُ ذنوبَهُم / باتوا بِمُزدَلَفَه بغيرِ تمادِ
ذبحوا ضحاياهُم وسال دماؤُها / وأنا المتَيَّمُ قد نحرتُ فؤادي
حلقوا رؤوسَهمو وقصّوا ظُفرَهُم / قَبِلَ المُهَيمنُ توبةَ الأسيادِ
لبسوا ثياب البيض منشور الرّضا / وأنا المتيم قد لبست سوادي
يا ربِّ أنت وصلتَهُم وقطَعتني / فبحقِّهِم يا ربّ حل قيادي
باللَه يا زوّارَ قبرِ محمّدٍ / من كان منكُم رائحٌ أو غادِ
لِتُبلغوا المُختارَ ألفَ تحيّةٍ / من عاشقٍ متقطِّع الأكبادِ
قولوا له عبدُ الرحيم متيِّمٌ / ومفارقُ الأحبابِ والأولادِ
صلّى عليكَ اللَهُ يا علمَ الهدى / ما سارَ ركبٌ أو ترنَّمَ حادِ