القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُرَعي الكل
المجموع : 6
ضربت سعاد خيامها بِفؤادي
ضربت سعاد خيامها بِفؤادي / من قَبل سفك دَمي بسفح الوادي
وَغدت تجرعني الهموم فمن لي / قصمت عراه شماتة الحساد
وَكأَنَّني وَكأَنَّها متودد / متلطف لظويلم متمادي
لعب الفراق بها وَبي فَلَها وَلي / خبر كوى كبدي بغير زناد
وتوعرت طرق التَواصل بَينَنا / فغدوت نضو صبابة وَبعاد
ما كان حجة من أَقام بِمَكَّة / أَن لا يحدثني حَديث سعاد
بعثت إِلي من الحجاز خَيالها / شتان بين بلادها وَبلادي
يا هذه عودتني أَلم الضنا / وأَراكَ لست أَراك في العواد
وَبأى آونة أَزورك بَعدَما / حملت هجرك أَضعف الاجساد
فجق حقك ان ملكت فأسحجي / شيم الكِرام وان أَسرت فَفادى
فَقف المطيّ وَلَو كلمحة ناظر / بربا المحصب أَو مني يا حادي
وأعد حَديثك عَن أباطح مكة / وَعن الفَريق أَرائح أَم غادي
وَمسرة للناظرين بدت لَنا / ما بين سوق سويقة وَجياد
قنصت عقول أَولى النهي بحبائل / الصبوات لا بِحَبائل الصياد
وَمحاسن طلعت طَلائعهن عَن / حلل الكمال لحاضر وَلبادي
عكفت بساحتها الرفاق وانما / عكفوا عَلى كبد من الاكباد
هطل الغمام عَلى الحطيم وَزَمزَم / وَعَلى بقاع بالنقا وَوهاد
وَسَرى النَسيم بطيب نسمة طيبة / فنشقت نفحة عنبر وَجساد
بلد سمت أَوطانه وَتشرفت / بمحمد قمر الكمال الهادي
فمر محادين الضَلالة بالهدى / وأذل أَهل البَغي والالحاد
قمر أَضاء النور لَيلة وَضعه / من مكة لدمشق أَو بغداد
قمر حمى الدين الحَنيف بسيفه / شرفا وأحرز سبق كل جهاد
قمر أَباد المشركين بسادة / فاقَت عزائمهم عَلى الآساد
قمر سقى الجَيش العَظيم بكفه / نهرا أَزالَ غَليل كل فؤاد
هُوَ أَشرَف العربين مجدا باذخا / وأحق من يَعلو عَلى الامجاد
هُوَ شمس عبد مناف العلياعات / مضر بجديه عَلى الانجاد
هُوَ جاوز السبع السَموات العلى / وَالعرش فيما صح من اسناد
هُوَ في الجَلالة قال سيده له / سل ما تحب فأَنتَ خير عبادي
هُوَ خير من كمل الاناس به من ال / أَبناء والآباء والاجداد
هُوَ سيد الكَونين وَالثقلين لا / شمه له في الغور والانحاد
هُوَ أَكرَم الكُرماء ان عصفت به / ريح السماح وأجود الاجواد
هُوَ ذخرتي هو موئلى وَمأملي / هُوَ عمدتي هو عدتي وَعتادي
هُوَ أَحمَد الهادي المجاهد والَّذي / يروى بكوثره الغَليل الصادي
هُوَ تحت ساق العرش يسجد شافِعا / في الخلق ان حشروا الى الميعاد
هُوَ مَن يَلوذ غدا بظل لوائه / كل الوَرى وَالرسل والاشهاد
هُو عمدة الامم الَّتي لَو لَم يَكُن / فيها لقد كانَت بغير عماد
هُو هازم الاقران في فتكاته / وَمدمر العشرات بالآحاد
ما ان رجوت به الهدى لِضَلالَتي / الا لقيت بها صلاح فَسادى
مَولاي خد بيدي وأقض حَوائجي / واعطف عَليّ ولبّ حين أُنادي
واقبل خويدمك المعلم انه / فلس من التَقوى قَليل الزاد
حملت ذي النفس الضَعيفة ثقلها / وَشغلت بين أصادق وأعادي
في الخيمة انقصمت عراي لزلتي / وَالنار للعاصين بالمرصاد
وَعَريض جاهك يا محمد عصمتي / وَكِفايَتي وَهدايَتي وَرَشادي
فاشدد عرا عَبد الرَحيم برحمة / يَلقى بِها في الحشر خير مهاد
واجعل يديك حمى له وَلاهله / وَالصحب والآباء والاولاد
فَلأنت أَمنع من لجأت اليه في / دار اقامَتي وَمَعادي
واعطف عَليّ بنفحة نبوية / لا نال غاية مطلبي وَمُرادي
وَمكارم موصولة بمكارم / وَلطائف وَعَواطِف وَأَيادي
واسمع جواهر أَحرف عربية / زفت اليك فَصيحة الانشاد
وانهض بقائلها وَصاحبه فقد / خصاك اذ صدا عَن الوراد
فَتَراهما وفدا عليك ليحظيا / يا سَيدي بِكَرامة الوفاد
وَتول كاتبها الضَعيف وكن له / يد نصرة من شر كل عناد
وعليك صَلى اللَه يا علم الهدى / ما ارفضَّ في الاقطار صوب عهاد
وَعلى صحابتك الكرام الزهر ما / نادىّ بحي عَلى الصَلاة منادى
أَنبيّ دونك عبرتي وَتنهدي
أَنبيّ دونك عبرتي وَتنهدي / كمدا عليك فَكَم أَعيد و أَبتَدي
أَبني طال بك السقام فَلَيتَني / أَفديك لو ولد بوالده فدى
أَبنيّ ما بيدي الملك حيلة / لكن أَمدالي ابن آمنة يَدي
ان ضاق بي وَبك الخناق فَلَم يضق / عَني وَعنك عَريض جاه محمد
ذاكَ الغَياث المُستَغاث به الَّذي / لَولاه ما كانَ الوجود بموجد
ذاكَ المتوج بالمهابة وَالعلا / شمس النبوّة عصمة المسترشد
هُوَ غيم مرحمة عيد ظلاله / وَيَفيض نائله لكل موحد
هُوَ صاحب الاحاكم وَالحكم الَّتي / طلعت طَلائعها هدى للمهتدى
قمر تسلسل من ذؤابة هاشم / في السر منها وَالصَريح الامجد
ملأت محامده الزمان وأسرعت / شهب النجا ملغور وَلمنجد
رؤوف بامته رحيم مشفق / متعطف بالود للمتودد
تَرجوه في الدنيا لنجح مرادنا / وَنَلوذ منه إِلى الشَفاعة في غد
وَهُوَ الَّذي من قاب قَوسين اِنتَهى / في القرب يفتح كل باب مؤصد
وَله الفَضيلة وَالوَسيلة رفعة / وَالفَضل وَالزلفى وَصدق المقعد
وَالرسل تحشر تحت ظل لوائه / وَتؤم كوثره الهىء المورد
جبل فلوذ من الخطوب بعزه / وَبه نَصول عَلى الزَمان المعتدى
جعل الصَنائع في الرقاب قَلائِدا / وَبَني المحامد في عراص الفرقد
يَتَوسَل المتوسلون بجاهه / فيرد عنهم كل خطب أَنكد
جاد الغمام عَلى رباه إِلى ربا / سلع فَما والى بقيع الغرقد
وَسَقى جَوانِب روضة قدسية / مَحروسة في ظل ذاك المسجد
فَهناك أَرواح النفوس عواكف / شغفا يا حمد ذائبات الاكبد
طوبى لطيبة حيث حل بربعها / شمس الفخار ففاق شمس الاسعد
نزل المكان فَكان محترما به / وَمحا الفسدا فساد كل مسود
علم تظلل بالغمامة واِرتَوى / من ذلك الضرع الاجد الجلد
وَالجذع حن له وَسحت الحصى / في كفه نص الحَديث المسند
هو عدتي هو عمدتي هو ذخرتي / هُوَ نصرتي هو منقذي هو منجدي
يا سيد الثقلين كن لي مسعدا / فالدَهر يا مَولاي ليسَ بمسعدي
هَذا سَميك أَحمد قلق الحشا / أَتراك تغفل عن سميك أَحمَد
أَلَم الم به فقطع بالبكا / كبدى وظني فيك غاية مقصدي
فاسأل له الرحمن نظرة راحم / بشمول عافية وَعفو سرمدي
وأجز بها عبد الرَحيم براءة / من حر نار جهنم المتوقد
وَعَليك صَلى اللَه ما هب الصبا / من طيب طيبة عن شذا الند الندي
وَعَلى صحابتك الجَميع وكل من / والاك يشهد حسن ذاك المشهد
من أَينَ يخلق وجدك المتجدد
من أَينَ يخلق وجدك المتجدد / وَيَزول عنك حَنينك المتردد
وَقَد اِستفزك بالرَحيل مودع / قال الرَحيل غدا عدمتك ياغد
لم لا توافق من ينوح عَلى ربا / نجد وَتَبكيه الطلول الهمد
أَتَطيب نفسا وَالفَريق بزينب / من ذي الاراكة يهبطون وَيَصعَدوا
بان الخَليط وَلَم تفز من وصلهم / بأقل ما يتزوّد المتزوّد
هب أن جفنك دمعه متفجر / وَقليبك المسكين صخر أَصلَد
تصل الحَنين إِلى غوير تهامة / هَيهات منك تهامة يا منجد
وَتَنوح ان عبر النَسيم يمانيا / فينم دمعك بالغَرام وَتجعد
أَفَلا شجتك عَلى الاراك شجبة / وقفت بأيمن ذي الاراك تغرد
ألفت مواصلة السجوع وَربما / غنك فَذابَت من بكاها الاكبد
فأَنا الفداء لمن يهيم بمثلها / مِثلي فأدنو للوصال وَتبعد
ذهبية القسمات رائعة الصبا / تَرنو فيجسدها الغَزال الاغيد
يا نازلين عَلى العذيب وَثهمد / بأبي وَبي كيف العذيب وَثهمد
أخزامة وَبشامة وأراكة / خضر عَلى ما تعهدون وأعهد
وَهَل النَسيم نسيمه بالروح وَالر / رَيحان في غذباته متردد
فَوراء خدع الشعب أهيف لَم يدع / في حسن للمحسن شيئاً يفقد
آمسى يعللني جنى عسل لدى / لعس عَلى برد أذوب وَتجمد
ولهى به ولهى به وَصبابَتي / كصابَتي وَالشوق أَزيد أَزيد
لعب الفراق به وَبي فافادني / كبدا تَذوب وَلوعَة لا تبرد
وَجفا الزَمان فَلا عذول معرض / عني وَعنه وَلا صَديق مسعد
لَولا الجناب المكدشي حمايَتي / وَرعايَتي أَلجا اليه فأسعد
وَبَنو الفَقيه محمد شهب الهدى / عزى وَكنزى وَالفَقيه محمد
سحب يمر بكل خير ظلهم / ملألهم في كل صالحة بد
زهر مهذبة الاصول ائمة / مهدية لهم العلى وَالسودد
فَمنارهم فوق الكَواكِب رفعة / ونؤالهم في الناس بحر مزيد
سادات سادات الوَرى وأبوهم / للكل من كل الافاضل سيد
العالم العلم الممكن جاهه / قمر تحل به الامور وَتعقد
بدل من الابدال بل علم من ال / أعلام أَورع أَزهد متعبد
هو بهجة الدنيا وَعصمة أَهلها / وَالحق يشهد وَالخَلائق تشهد
سر سرى من يوسف بن محمد / لمحمد فهو الجَمال الامجد
حامى الحمى شرف الوجود وانما / ذو النور من تلك الغَزالة يصعد
الطيب ابن الطيبين عناصرا / طابَت ذآبته وَطجاب المجتد
قيدت آمالي بهم وَبحبهم / والحب يطلق أَهله وَيقيد
وَرَجوتهم حيا وَمَيتا انهم / حصى اذا مكر الزَمان الانكد
أمحمد العلم ابن اسمعيل يا / من نوره متشعشع متوقد
بَرَكات وَجهك عمت الدنيا ومن / فيها فَجارك جاره لا يضهد
وَتُراب قبرك للزيارة كعبة / من حب ساكنه الرواحل تسأد
يَهوى اليه الزائرون كأنه / حرم به حجر وَركن أسود
وَالحج يقصد كل عام مرة / وَبك المضيضا كل وقت تقصد
كم حجة مَبرورة وَزيارة / نَرجو بها في الجنتين نخلد
فغدت وَراحَت في ثراكم بكرة / وَعشية محب تجود فتعمد
مَولاي لي فيكم زروع سجية / أَرجو بها ثمر السَعادة يحصد
وَلَقَد نزلت بسوحكم وَجعلتكم / حرما يلاذبه وَغوثا يقصد
وَجنابكم عزى وَكنز مطالبي / وَلسان حالي في الصديق وَفي العَدو
وَغَريبة عَربية كلماتها / غرر تفوق الدر وهو منضد
وَصلت من النيابَتين وَمالها / غير البحور المكدشية مورد
التائبون العابدون الحامدو / ن السائحون الراكِعون السجد
القائمون وَفي المَضاجِع لذة / الصائمون وَفي الهجير توقد
دمتم دوام الاين يا شهب الهدى / وَعَليكم مني السَلام السرمد
خطرت كغصن البانة المتأود
خطرت كغصن البانة المتأود / وَرنت بناظرة الغزال الأغيد
وَغدت تشير إِلى السَلام بطرفها / وَبكفها المَخضوب خوف الحسد
فنظرت معسول القنا فوق القنا / وَاللَيل تحت نقاب شمس الاسعد
فكأن حالية المحاسن صوّرت / من فضة عجنت بماء العسجد
أَو درة مكنونة معجونة / بهوى النفس وَذائبات الاكبد
تَلهوالعيون بمذهب وَمفضض / من حسنها وَمنظم وَمنضد
سَلبت ببهجتها العقول وَتيمت / مهجا بروح بها الغَرام وَيغتدى
لِلَّه موقفنا بمنعرج اللَوى / في الشعب من دون الفَريق المنجد
جاذبتها طرف العتاب فأعرضت / عني وَقالَت ما أَراكَ بمسعدي
فطفقت أَثنى عطفها متغزلا / بالابرقين وَبالعذيب وَثهمد
وَطمعت منها بالحَديث وَقلت هَل / من شربة يا أَهل هَذا المورد
ما الماء من طَلَبي وَلكن ربما / مدت به فتنال من يدها يدى
فأَتَ به من حينها وَكأَنَّها / شمس تمد بكوكب متوقد
فسرقت من حسن المَليحة لمحة / قطعت عرى كبدي بغير مهند
ان تقتَرحني زينب ابنة مالك / أَدبا وَمعرفة أعيد وأبتدى
فالشعر لي وَالحسن خالصة لها / وَيدا الصَنيع لاحمد بن محمد
قمر الكَمال ثمال كل مؤمل / كنز المرجى كهف كل مشرّد
قَلم تخيره المهيمن للوَرى / سيفا عَلى الاعداء ليس بمغمد
رفعت له الآثار في فلك العلى / رتبا بَناها في عراص الفرقد
شرف أناف إِلى مناف خزيمة / وَسَما بفاطم وَالوَصي وأَحمد
وَهو ابن سر الصالحين وَقطبهم / وَجمال جملتهم وَروضهم الندي
الاهدل الشيخ المبارك جده / وأَبوه سامي الفرع سامى المحتد
وَالمجد وَالكرم العَريض رداؤه / وَشعاره ودثاره في المشهد
بدل إِذا طارَت شرارة بأسه / طمست محال الزائغ المتمرد
وَفَتى يَزور الوفد ساحة جوده / لورود بحر بالمَكارِم مزيد
لِلَّه در أَبي الفَضائِل انه / يورى بزتد منه ليس بمصلد
لَم يهدم الدنيا بحطم حطامها / الا ليزرع ما سيحصد في غد
يا مدع في الفخر نيل مناله / أَعلمت أَنك مدع أَم معتدى
رفعت بنو الحسنين دونك من ثنا / سبع المَثاني وَالحَديث المسند
كرم يَلوح عَلى شَمائلهم كَما / لاحَت مَصابيح الدجى للمهتدى
وَمحامد علت المحامد فاِغتَدت / سيرا بها أَهل المَكارِم تفتدى
ان تدع أَحمد يبتدرك ملبيا / من ليس يعرف لا بغير تشهد
جَمعت بمنصبة الفَضائل مثل ما / جمعت مفرّقة الحروف بأبجد
هو بهجة الدنيا وَعصمة أَهلها / وَغياثها من كل خطب أَنكد
مَولاي جئتك وَالديار بَعيدة / وَطمعت فيك وَأَنتَ غاية مقصدي
وَرحوت منك لبانة أَمحو بها / لَحَوى كتاب بالذنوب مسوّد
فأمدني بيد تطول بها يدي / وَضيعة يَروي بها قَلبي الصدي
واعطف بزاد بعد ذاك مبلغ / وَبكسو تين لمنتشىء وَلمنشد
لأعود منك بخير ما أَملته / مترو يأمن جودك المتروّد
وَبقيت في كنف الاله وَستره / متفيأ ظل النَعيم السرمدي
في حيث لا الراجي يخيب وَلا الاذى / يَخشى وَلا باب النَوال بمؤصد
ألف التذكر مبدئا وَمعيدا
ألف التذكر مبدئا وَمعيدا / أَملا لبعد الظاعنين بعيدا
دنف يبيت بحن في آثارهم / وَبظل يندب دمنة وَصَعيدا
ذكر الفَريق المنجدين فَباتَ من / ذكر الفَريق المنجدين عميدا
رَحَلوا عشية فارَقوه بعقله / وَقَضوا عليه بان يموت شَهيدا
يسقى الغَرام بعبرة مسفوحة / جعلت محاجر خده اخدودا
لَو حملت هوج المطي غَرامه / ما جاوزت وادي الاراك وجودا
يا صائد الظبيات باعك قاصر / كَم رام غيرك ان يصيد قصيدا
تمسي سمير النجم وَحدك ساهِرا / وَالركب دونك في الرجال هجودا
وَتظل تنشدهم فؤادا لم يكن / مع غير غزلان الحمى منشودا
فَتعال نسمعك السجوع برامة / سحر او نذكرك النقي وَزرودا
وأصخ نقص عليك من انبائها / ما كانَ منها قائما وَحيدا
يا ليت شعري هَل لعيش بالحمى / زمن تألف شمله فَيَعودا
وَطن عهدت به حييا زائِرا / وَهَوى يطيب وَمعهدا معهودا
وَزَمان أنس بالوصال وَحيرة / كانوا فانوا منزلا وَصدودا
نَزَلوا زبيد فليت كل غمامة / تسقى مَنازل نازلين زبيدا
أَرض غدا روض المروءة ناضرا / فيها وَطلع المكرمات نضيدا
وَبلاد اِشتملت جوانبها عَلى / أمل العفاة صوادرا وَورودا
قمر الفتوة عصمة العرب الَّذي / لَولاه لَم يكن الجدا موجودا
ان ابن اسمعيل احمد لم يزل / في سلك أَرباب الوفا مَعدودا
زره تجده العالمين وَداره الدنيا / وَسائر من لقيت وفودا
متفيئين ظلال كل كَرامة / في ريف رأفة من سما ليسودا
أَعلى الوَرى شرفا وأَطولهم يَدا / وأمدهم ظلا وأصلب عمودا
ما زالَ في صدف الولاية جوهرا / يسمو به شرف الوجود وجودا
يا ظامىء الآمال في طلب الغنى / قف حيث تلقى الطالِع المَسعودا
وانزل عَلى الكرم العَريض فَرُبما / اغنتك دجلة عن ثماد ثمودا
بموطا الاكناف تمطر كفه / لِلسائلين ملابسا وَنقودا
خلق أرق من النَسيم وَنفحة / تغنى العَديم وَتنجد المَجهودا
وَصل يرة مرضية وَعَزيمة / علوية سمت السماء صعودا
اللَه أَكبر ذا الَّذي من أمه / لنداء ولى الفقر عنه شَريدا
ذا البحر علما ذا النجوم طَلائعا / ذا الصخر حلما ذا الغَمامَة جودا
ذا العالم السنى ذا العلم الَّذي / بالعلم وَالحلم اِستَقام رَشيدا
قسطاس قسط حَقيقة وَشَريعَة / قبس الرضا قبس الهدى تَوحيدا
كنز المَعارف منبع الحكم الَّذي / آراؤه شهب يقدن وقودا
حبرة المناظرة المحيط فراسة / بالعلم علما منه لا تَقليدا
في سره سير وَفي تبريزه / ابر يز مكرمة يَلوح فَريدا
عشق المَعاني الغر وَهو مراهق / فاقنض ابكارالفنون وَليدا
مَونلاي جئتك وَالخطوب وَجوهها / سود وَلَولا الفقر لم تك سودا
وافيت من أَرض المذاب وَلَم أَزَل / في الارض نحوز بيد أَطوى البيدا
لنا من عملت رهين فضل فائض / وَحَليف ود يبغي تَجديدا
انهى اليك صروف الدهر خانني / وَموددا بالصدق عاد حَسودا
وَخصاصة تفنى النفوس لها وان / تكن النفوس حجارة وَحَديدا
فاِنظر إلى بعين عطفك ربما / أَلفى بك الحظ الشقيّ سَعيدا
فلأنتَ بعد أَبي اب احببتني / في اللَه حسب الوالد المَولودا
وَفرنتني بعلا علاك ورشتى / من فيض فضلك طارِفا وَتَليدا
فاسلم ودم في أَرفع الدرجات يا / ركنا لمن يأوى اليه شَديدا
يا راحلينَ إلى منىً بقيادي
يا راحلينَ إلى منىً بقيادي / هيجتُمو يومَ الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليكم يا وحشتي / والعيس أطربني وصوت الحادي
حرمتمُ جفني المنام لبعدكم / يا ساكنين المنحنى والوادي
فإذا وصلتُم سالمينَ فبلّغوا / منّي السلام أهيلَ ذاك الوادي
وتذكّروا عند الطواف متيماً / صبّاً فني بالشوق والإبعادِ
لي من ربا أطلال مكّة مرغبٌ / فعسى الإلهُ يجودُ لي بمرادي
ويلوحُ لي ما بين زمزم والصفا / عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يا نائماً جدَّ السُرى / عرفاتُ تجلو كلّ قلبٍ صادي
تاللَه ما أحلى المبيت على مني / في يوم عيد أشرفِ الأعيادِ
الناسُ قد حجّوا وقد بلغوا المنى / وأنا حججتُ فما بلغتُ مرادي
حجوا وقد غفر الإلهُ ذنوبَهُم / باتوا بِمُزدَلَفَه بغيرِ تمادِ
ذبحوا ضحاياهُم وسال دماؤُها / وأنا المتَيَّمُ قد نحرتُ فؤادي
حلقوا رؤوسَهمو وقصّوا ظُفرَهُم / قَبِلَ المُهَيمنُ توبةَ الأسيادِ
لبسوا ثياب البيض منشور الرّضا / وأنا المتيم قد لبست سوادي
يا ربِّ أنت وصلتَهُم وقطَعتني / فبحقِّهِم يا ربّ حل قيادي
باللَه يا زوّارَ قبرِ محمّدٍ / من كان منكُم رائحٌ أو غادِ
لِتُبلغوا المُختارَ ألفَ تحيّةٍ / من عاشقٍ متقطِّع الأكبادِ
قولوا له عبدُ الرحيم متيِّمٌ / ومفارقُ الأحبابِ والأولادِ
صلّى عليكَ اللَهُ يا علمَ الهدى / ما سارَ ركبٌ أو ترنَّمَ حادِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025