القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 20
بِأَبي وَروحي الناعِماتِ الغيدا
بِأَبي وَروحي الناعِماتِ الغيدا / الباسِماتِ عَنِ اليَتيمِ نَضيدَ
الرانِياتِ بِكُلِّ أَحوَرَ فاتِرٍ / يَذُرُ الخَلِيَّ مِنَ القُلوبِ عَميدا
الراوِياتِ مِنَ السُلافِ مَحاجِراً / الناهِلاتِ سَوالِفاً وَخُدودا
اللاعِباتِ عَلى النَسيمِ غَدائِراً / الراتِعاتِ مَعَ النَسيمِ قُدودا
أَقبَلنَ في ذَهَبِ الأَصيلِ وَوَشيِهِ / مِلءَ الغَلائِلِ لُؤلُؤاً وَفَريدا
يَحدِجنَ بِالحَدقِ الحَواسِدِ دُميَةً / كَظِباءِ وَجرَةَ مُقلَتَينِ وَجيدا
حَوَتِ الجَمالَ فَلَو ذَهَبتَ تَزيدُها / في الوَهمِ حُسناً ما اِستَطَعتَ مَزيدا
لَو مَرَّ بِالوِلدانِ طَيفُ جَمالِها / في الخُلدِ خَرّوا رُكَّعاً وَسُجودا
أَشهى مِنَ العودِ المُرَنَّمِ مَنطِقاً / وَأَلَذُّ مِن أَوتارِهِ تَغريدا
لَو كُنتَ مُطلِقَ السُجَناءِ لَم / تُطلِق لِساحِرِ طَرفِها مَصفودا
ما قَصَّرَ الرُؤَساءُ عَنهُ سَعى لَهُ / سَعدٌ فَكانَ مُوَفَّقاً وَرَشيدا
يا مِصرُ أَشبالُ العَرينِ تَرَعرَعَت / وَمَشَت إِلَيكِ مِنَ السُجونِ أُسودا
قاضى السِياسَةِ نالَهُم بِعِقابِهِ / خَشِنَ الحُكومَةِ في الشَبابِ عَتيدا
أَتَتِ الحَوادِثُ دون عَقدِ قَضائِهِ / فَاِنهارَ بَيِّنَةً وَدُكَّ شَهيدا
تَقضي السِياسَةُ غَيرَ مالِكَةٍ لِما / حَكَمَت بِهِ نَقضاً وَلا تَوكيدا
قالوا أَتَنظُمُ لِلشَبابِ تَحِيَّةً / تَبقى عَلى جيدِ الزَمانِ قَصيدا
قُلتُ الشَبابُ أَتَمُّ عِقدَ مَآثِرٍ / مِن أَن أَزيدَهُمو الثَناءَ عُقودا
قَبِلَت جُهودَهُمُ البِلادُ وَقَبَّلَت / تاجاً عَلى هاماتِهِم مَعقودا
خَرَجوا فَما مَدّوا حَناجِرَهُم وَلا / مَنّوا عَلى أَوطانِهِم مَجهودا
خَفِيَ الأَساسُ عَنِ العُيونِ تَواضُعاً / مِن بَعدِ ما رَفَعَ البِناءَ مَشيدا
ما كانَ أَفطَنَهُم لِكُلُّ خَديعَةٍ / وَلِكُلِّ شَرٍّ بِالبِلادِ أُريدا
لَمّا بَنى اللَهُ القَضِيَّةَ مِنهُمُ / قامَت عَلى الحَقِّ المُبينِ عَمودا
جادوا بِأَيّامِ الشَبابِ وَأَوشَكوا / يَتَجاوَزونَ إِلى الحَياةِ الجودا
طَلَبوا الجَلاءَ عَلى الجِهادِ مَثوبَةً / لَم يَطلُبوا أَجرَ الجِهادِ زَهيدا
وَاللَهِ ما دونَ الجَلاءِ وَيَومِهِ / يَومٌ تُسَمّيهِ الكِنانَةُ عيدا
وَجَدَ السَجينُ يَداً تُحَطِّمُ قَيدَهُ / مَن ذا يُحَطِّمُ لِلبِلادِ قُيودا
رَبِحَت مِنَ التَصريحِ أَنَّ قُيودَها / قَد صِرنَ مِن ذَهَبٍ وَكُنَّ حَديدا
أَوَ ما تَرونَ عَلى المَنابِعِ عُدَّةً / لا تَنجَلي وَعَلى الضِفافِ عَديدا
يا فِتيَةَ النيلِ السَعيدِ خُذوا المَدى / وَاِستَأنِفوا نَفَسَ الجِهادِ مَديدا
وَتَنَكَّبوا العُدوانَ وَاِجتَنِبوا الأَذى / وَقِفوا بِمِصرَ المَوقِفَ المَحمودا
الأَرضُ أَليَقُ مَنزِلاً بِجَماعَةٍ / يَبغونَ أَسبابَ السَماءِ قُعودا
أَنتُم غَداً أَهلُ الأُمورِ وَإِنَّما / كُنّا عَلَيكُم في الأُمورِ وُفودا
فَاِبنوا عَلى أُسُسِ الزَمانِ وَروحِهِ / رُكنَ الحَضارَةِ باذِخاً وَشَديدا
الهَدمُ أَجمَلُ مِن بِنايَةِ مُصلِحٍ / يَبني عَلى الأُسُسِ العِتاقِ جَديدا
وَجهُ الكِنانَةِ لَيسَ يُغضِبُ رَبَّكُم / أَن تَجعَلوهُ كَوَجهِهِ مَعبودا
وَلّوا إِلَيهِ في الدُروسِ وُجوهَكُم / وَإِذا فَرَغتُمُ وَاِعبُدوهُ هُجودا
إِنَّ الَّذي قَسَمَ البِلادَ حَباكُمُ / بَلَداً كَأَوطانِ النُجومِ مَجيدا
قَد كانَ وَالدُنيا لُحودٌ كُلُّها / لِلعَبقَرِيَّةِ وَالفُنونِ مُهودا
مَجدُ الأُمورِ زَوالُهُ في زَلَّةٍ / لا تَرجُ لِاِسمِكَ بِالأُمورِ خُلودا
الفَردُ بِالشورى وَبِاِسمِ نَدِيِّها / لُفِظَ الخَليفَةُ في الظَلامِ شَريدا
خَلَعَتهُ دونَ المُسلِمينَ عِصابَةٌ / لَم يَجعَلوا لِلمُسلِمينَ وُجودا
يَقضونَ ذَلِكَ عَن سَوادٍ غافِلٍ / خُلِقَ السَوادُ مُضَلَّلاً وَمَسودا
جَعَلوا مَشيئَتَهُ الغَبِيَّةَ سُلَّماً / نَحوَ الأُمورِ لِمَن أَرادَ صُعودا
إِنّي نَظَرتُ إِلى الشُعوبِ فَلَم أَجِد / كَالجَهلِ داءً لِلشُعوبِ مُبيدا
الجَهلُ لا يَلِدُ الحَياةَ مَواتُهُ / إِلّا كَما تَلِدُ الرِمامُ الدودا
لَم يَخلُ مِن صُوَرِ الحَياةِ وَإِنَّما / أَخطاهُ عُنصُرُها فَماتَ وَليدا
وَإِذا سَبى الفَردُ المُسَلَّطُ مَجلِساً / أَلفَيتَ أَحرارَ الرِجالِ عَبيدا
وَرَأَيتَ في صَدرِ النَدِيِّ مُنَوَّماً / في عُصبَةٍ يَتَحَرَّكونَ رُقودا
الحَقُّ سَهمٌ لا تَرِشهُ بِباطِلٍ / ما كانَ سَهمُ المُبطِلينَ سَديدا
وَاِلعَب بِغَيرِ سِلاحِهِ فَلَرُبَّما / قَتَلَ الرِجالَ سِلاحُهُ مَردودا
قِف ناجِ أَهرامَ الجَلالِ وَنادِ
قِف ناجِ أَهرامَ الجَلالِ وَنادِ / هَل مِن بُناتِكَ مَجلِسٌ أَو نادِ
نَشكو وَنَفزَعُ فيهِ بَينَ عُيونِهِم / إِنَّ الأُبُوَّةَ مَفزِعُ الأَولادِ
وَنَبُثُّهُم عَبَثَ الهَوى بِتُراثِهِم / مِن كُلِّ مُلقٍ لِلهَوى بِقِيادِ
وَنُبينُ كَيفَ تَفَرَّقَ الإِخوانُ في / وَقتِ البَلاءِ تَفَرُّقَ الأَضدادِ
إِنَّ المَغالِطَ في الحَقيقَةِ نَفسَهُ / باغٍ عَلى النَفسِ الضَعيفَةِ عادِ
قُل لِلأَعاجيبِ الثَلاثِ مَقالَةً / مِن هاتِفٍ بِمَكانِهِنَّ وَشادِ
لِلَّهِ أَنتِ فَما رَأَيتُ عَلى الصَفا / هَذا الجَلالَ وَلا عَلى الأَوتادِ
لَكِ كَالمَعابِدِ رَوعَةٌ قُدسِيَّةٌ / وَعَلَيكِ روحانِيَّةُ العُبّادِ
أُسِّستِ مِن أَحلامِهِم بِقَواعِدٍ / وَرُفِعتِ مِن أَخلاقِهِم بِعِمادِ
تِلكَ الرِمالُ بِجانِبَيكِ بَقِيَّةٌ / مِن نِعمَةٍ وَسَماحَةٍ وَرَمادِ
إِن نَحنُ أَكرَمنا النَزيلَ حِيالَها / فَالضَيفُ عِندَكِ مَوضِعُ الإِرفادِ
هَذا الأَمينُ بِحائِطَيكِ مُطَوِّفاً / مُتَقَدِّمَ الحُجّاجِ وَالوُفّادِ
إِن يَعدُهُ مِنكِ الخُلودُ فَشَعرُهُ / باقٍ وَلَيسَ بَيانُهُ لِنَفادِ
إيهِ أَمينُ لَمَستَ كُلَّ مُحَجَّبٍ / في الحُسنِ مِن أَثَرِ العُقولِ وَبادي
قُم قَبِّلِ الأَحجارَ وَالأَيدي الَّتي / أَخَذَت لَها عَهداً مِنَ الآبادِ
وَخُذِ النُبوغَ عَنِ الكِنانَةِ إِنَّها / مَهدُ الشُموسِ وَمَسقَطُ الآرادِ
أُمُّ القِرى إِن لَم تَكُن أُمَّ القُرى / وَمَثابَةُ الأَعيانِ وَالأَفرادِ
مازالَ يَغشى الشَرقَ مِن لَمَحاتِها / في كُلِّ مُظلِمَةٍ شُعاعٌ هادي
رَفَعوا لَكَ الرَيحانَ كَاِسمِكَ طَيِّباً / إِنَّ العَمارَ تَحِيَّةُ الأَمجادِ
وَتَخَيَّروا لِلمِهرَجانِ مَكانَهُ / وَجَعَلتُ مَوضِعَ الاِحتِفاءِ فُؤادي
سَلَفَ الزَمانُ عَلى المَوَدَّةِ بَينَنا / سَنَواتُ صَحوٍ بَل سَناتُ رُقادِ
وَإِذا جَمَعتَ الطَيِّباتِ رَدَدتَها / لِعَتيقِ خَمرٍ أَو قَديمِ وِدادِ
يا نَجمَ سورِيّا وَلَستَ بِأَوَّلٍ / ماذا نَمَت مِن نَيِّرٍ وَقّادِ
أُطلُع عَلى يَمَنٍ بِيُمنِكَ في غَدٍ / وَتَجَلَّ بَعدَ غَدٍ عَلى بَغدادِ
وَأَجِل خَيالَكَ في طُلولِ مَمالِكٍ / مِمّا تَجوبُ وَفي رُسومِ بِلادِ
وَسَلِ القُبورَ وَلا أَقولُ سَلِ القُرى / هَل مِن رَبيعَةَ حاضِرٌ أَو بادي
سَتَرى الدِيارَ مِنِ اِختِلافِ أُمورِها / نَطَقَ البَعيرُ بِها وَعَيَّ الحادي
قَضَّيتَ أَيّامَ الشَبابِ بِعالَمٍ / لَبِسَ السِنينَ قَشيبَةَ الأَبرادِ
وَلَدَ البَدائِعَ وَالرَوائِعَ كُلَّها / وَعَدَتهُ أَن يَلِدَ البَيانَ عُوادي
لَم يَختَرِع شَيطانَ حَسّانٍ وَلَم / تُخرِج مَصانِعُهُ لِسانَ زِيادِ
اللَهُ كَرَّمَ بِالبَيانِ عِصابَةً / في العالَمينَ عَزيزَةَ الميلادِ
هوميرُ أَحدَثُ مِن قُرونٍ بَعدَهُ / شِعراً وَإِن لَم تَخلُ مِن آحادِ
وَالشِعرُ في حَيثُ النُفوسِ تَلَذُّهُ / لا في الجَديدِ وَلا القَديمِ العادي
حَقُّ العَشيرَةِ في نُبوغِكَ أَوَّلٌ / فَاِنظُر لَعَلَّكَ بِالعَشيرَةِ بادي
لَم يَكفِهِم شَطرُ النُبوغِ فَزُدهُمُ / إِن كُنتَ بِالشَطرَينِ غَيرَ جَوادِ
أَو دَع لِسانَكَ وَاللُغاتِ فَرُبَّما / غَنّى الأَصيلُ بِمَنطِقِ الأَجدادِ
إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللُغاتِ مَحاسِناً / جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضادِ
يا غابَ بولونَ وَلي
يا غابَ بولونَ وَلي / ذِمَمٌ عَلَيكَ وَلي عُهود
زَمَنٌ تَقَضّى لِلهَوى / وَلَنا بِظِلِّكَ هَل يَعود
حُلُمٌ أُريدُ رُجوعَهُ / وَرُجوعُ أَحلامي بَعيد
وَهَبِ الزَمانَ أَعادَها / هَل لِلشَبيبَةِ مَن يُعيد
يا غابَ بولونَ وَبي / وَجدٌ مَعَ الذِكرى يَزيد
خَفَقَت لِرُؤيَتِكَ الضُلو / عُ وَزُلزِلَ القَلبُ العَميد
وَأَراكَ أَقسى ما عَهِد / تُ فَما تَميلُ وَلا تَميد
كَم يا جَمادُ قَساوَةً / كَم هَكَذا أَبَداً جُحود
هَلّا ذَكَرتَ زَمانَ كُنّا / وَالزَمانُ كَما نُريد
نَطوي إِلَيكَ دُجى اللَيا / لي وَالدُجى عَنّا يَذود
فَنَقولُ عِندَكَ ما نَقو / لُ وَلَيسَ غَيرُكَ مَن يُعيد
نُطقي هَوىً وَصَبابَةٌ / وَحَديثُها وَتَرٌ وَعود
نَسري وَنَسرَحُ في فَضا / ئِكَ وَالرِياحُ بِهِ هُجود
وَالطَيرُ أَقعَدَها الكَرى / وَالناسُ نامَت وَالوُجود
فَنَبيتُ في الإيناسِ يَغ / بُطُنا بِهِ النَجمُ الوَحيد
في كُلِّ رُكنٍ وَقفَةٌ / وَبِكُلِّ زاوِيَةٍ قُعود
نَسقي وَنُسقى وَالهَوى / ما بَينَ أَعيُنِنا وَليد
فَمِنَ القُلوبِ تَمائِمٌ / وَمِنَ الجُنوبِ لَهُ مُهود
وَالغُصنُ يَسجُدُ في الفَضا / ءِ وَحَبَّذا مِنهُ السُجود
وَالنَجمُ يَلحَظُنا بِعَي / نٍ ما تَحولُ وَلا تَحيد
حَتّى إِذا دَعَتِ النَوى / فَتَبَدَّدَ الشَملُ النَضيد
بِتنا وَمِمّا بَينَنا / بَحرٌ وَدونَ البَحرِ بيد
لَيلي بِمِصرَ وَلَيلُها / بِالغَربِ وَهوَ بِها سَعيد
الرُشدُ أَجمَلُ سيرَةً يا أَحمَدُ
الرُشدُ أَجمَلُ سيرَةً يا أَحمَدُ / وُدُّ الغَواني مِن شَبابِكَ أَبعَدُ
قَد كانَ فيكَ لِوُدِّهِنَّ بَقِيَّةٌ / وَاليَومَ أَوشَكَتِ البَقِيَّةُ تَنفَدُ
هاروتُ شِعرِكَ بَعدَ ماروتِ الصِبا / أَعيا وَفارَقَهُ الخَليلُ المُسعِدُ
لَمّا سَمِعنَكَ قُلنَ شِعرٌ أَمرَدٌ / يا لَيتَ قائِلَهُ الطَريرُ المُسعِدُ
ما لِلَّواهي الناعِماتِ وَشاعِرٍ / جَعَلَ النَسيبَ حِبالَةً يَتَصَيَّدُ
وَلَكَم جَمَعتَ قُلوبَهُنَّ عَلى الهَوى / وَخَدَعتَ مَن قَطَعَت وَمَن تَتَوَدَّدُ
وَسَخِرتَ مِن واشٍ وَكِدتَ لِعاذِلٍ / وَاليَومَ تَنشُدُ مَن يَشي وَيُفَنِّدُ
أَإِذا وَجَدتَ الغيدَ أَلهاكَ الهَوى / وَإِذا وَجَدتَ الشِعرَ عَزَّ الأَغيَدُ
هامَ الفُؤادُ بِشادِنٍ
هامَ الفُؤادُ بِشادِنٍ / أَلِفَ الدَلالَ عَلى المَدى
أَبكي فَيَضحَكُ ثَغرُهُ / وَالكِمُّ يَفتَحُهُ النَدى
لِلعاشِقينَ رِضاكَ وَال
لِلعاشِقينَ رِضاكَ وَال / حُسنى وَلي هَجرٌ وَصَدُّ
ذُكِروا فَكانوا سُبحَةً / وَأَنا العَلامَةُ لا تُعَدُّ
في مُقلَتَيكِ مَصارِعُ الأَكبادِ
في مُقلَتَيكِ مَصارِعُ الأَكبادِ / اللَهُ في جَنبٍ بِغَيرِ عِمادِ
كانَت لَهُ كَبِدٌ فَحاقَ بِها الهَوى / قُهِرَت وَقَد كانَت مِنَ الأَطوادِ
وَإِذا النُفوسُ تَطَوَّحَت في لَذَّةٍ / كانَت جِنايَتُها عَلى الأَجسادِ
نَشوى وَما يُسقَينَ إِلّا راحَتي / وَسنى وَما يَطعَمنَ غَيرَ رُقادي
ضَعفي وَكَم أَبلَينَ مِن ذي قُوَّةٍ / مَرضى وَكَم أَفنَينَ مِن عُوّادِ
يا قاتَلَ اللَهُ العُيونَ فَإِنَّها / في حَرِّ ما نَصلى الضَعيفُ البادي
قاتَلنَ في أَجفانِهِنَّ قُلوبَنا / فَصَرَعنَها وَسَلِمنَ بِالأَغمادِ
وَصَبَغنَ مِن دَمِها الخُدودَ تَنَصُّلاً / وَلَقينَ أَربابَ الهَوى بِسَوادِ
قِف بِاللَواحِظِ عِندَ حَدِّك
قِف بِاللَواحِظِ عِندَ حَدِّك / يَكفيكَ فِتنَةُ نارِ خَدِّك
وَاِجعَل لِغِمدِكَ هُدنَةً / إِنَّ الحَوادِثَ مِلءُ غِمدِك
وَصُنِ المَحاسِنَ عَن قُلو / بٍ لا يَدَينِ لَها بِجُندِك
نَظَرَت إِلَيكَ عَنِ الفُتو / رِ وَما اِتَّقَت سَطَواتِ حَدِّك
أَعلى رِواياتِ القَنا / ما كانَ نِسبَتُهُ لِقَدِّك
نالَ العَواذِلُ جَهدَهُم / وَسَمِعتَ مِنهُم فَوقَ جَهدِك
نَقَلوا إِلَيكَ مَقالَةً / ما كانَ أَكثَرُها لِعَبدِك
قَسَماً بِما حَمَّلتَني / فَحَمَلتُ مِن وَجدي وَصَدِّك
ما بي السِهامُ الكُثرُ مِن / جَفنَيكَ لَكِن سَهمُ بُعدِك
أَمسِ اِنقَضى وَاليَومُ مَرقاةُ الغَدِ
أَمسِ اِنقَضى وَاليَومُ مَرقاةُ الغَدِ / إِسكَندَرِيَّةُ آنَ أَن تَتَجَدَّدي
يا غُرَّةَ الوادي وَسُدَّةَ بابِهِ / رُدّي مَكانَكَ في البَرِيَّةِ يُردَدِ
فيضي كَأَمسِ عَلى العُلومِ مِنَ النُهى / وَعَلى الفُنونِ مِنَ الجَمالِ السَرمَدي
وَسِمي النَبالَةَ بِالمَلاحِمِ تَتَّسِم / وَسِمى الصَبابَةَ بِالعَواطِفِ تَخلُدِ
وَضَعي رِواياتِ الخَلاعَةِ وَالهَوى / لِمُمَثِّلينَ مِنَ العُصورِ وَشُهَّدِ
لا تَجعَلي حُبَّ القَديمِ وَذِكرَهُ / حَسَراتِ مِضياعٍ وَدَفعَ مُبَدَّدِ
إِنَّ القَديمَ ذَخيرَةٌ مِن صالِحٍ / تَبني المُقَصِّرَ أَو تَحُثُّ المُقتَدي
لا تَفتِنَنكِ حَضارَةٌ مَجلوبَةٌ / لَم يُبنَ حائِطُها بِمالِكِ وَاليَدِ
لَو مالَ عَنكِ شِراعُها وَبُخارُها / لَم يَبقَ غَيرُ الصَيدِ وَالمُتَصَيِّدِ
وُجِدَت وَكانَ لِغَيرِ أَهلِكِ أَرضُها / وَسَماؤُها وَكَأَنَّها لَم توجَدِ
جاري النَزيلَ وَسابِقيهِ إِلى الغِنى / وَإِلى الحِجا وَإِلى العُلا وَالسُؤدُدِ
وَاِبني كَما يَبنى المَعاهِدَ وَاِشرِعي / لِشَبابِكِ العِرفانَ عَذبَ المَورِدِ
إِنّي حَذِرتُ عَلَيكَ مِن أُمِّيَّةٍ / رَبَضَت كَجُنحِ الغَيهَبِ المُتَلَبِّدِ
أَخِزانَةَ الوادي عَلَيكِ تَحِيَّةٌ / وَعَلى النَدِيِّ وَكُلِّ أَبلَجَ في النَدي
ما أَنتِ إِلّا مِن خَزائِنِ يوسُفٍ / بِالقَصدِ موحِيَةٌ لِمَن لَم يَقصِدِ
قُلِّدتِ مِن مالِ البِلادِ أَمانَةً / يا طالَما اِفتَقَرَت إِلى المُتَقَلِّدِ
وَبَلَغتِ مِن إيمانِها وَرَجائِها / ما يَبلُغُ المِحرابُ مِن مُتَعَبِّدِ
فَلَوَ اَنَّ أَستارَ الجَلالِ سَعَت إِلى / غَيرِ العَتيقِ لَبِستِ مِمّا يَرتَدي
إِنّا نُعَظِّمُ فيكِ أَلوِيَةً عَلى / جَنَباتِها حَشدٌ يَروحُ وَيَغتَدي
وَإِذا طَعِمتَ مِنَ الخَلِيَّةِ شَهدَها / فَاِشهَد لِقائِدِها وَلِلمُتَجَنِّدِ
لا تَمنَحِ المَحبوبَ شُكرَكَ كُلَّهُ / وَاِقرِن بِهِ شُكرَ الأَجيرِ المُجهَدِ
إِسكَندَرِيَّةُ شُرِّفَت بِعِصابَةٍ / بيضِ الأَسِرَّةِ وَالصَحيفَةِ وَاليَدِ
خَدَموا حِمى الوَطَنِ العَزيزِ فَبورِكوا / خَدَماً وَبورِكَ في الحِمى مِن سَيِّدِ
ما بالُ ذاكَ الكوخِ صَرَّحَ وَاِنجَلى / عَن حائِطَي صَرحٍ أَشَمَّ مُمَرَّدِ
مِن كَسرِ بَيتٍ أَو جِدارِ سَقيفَةٍ / رَفَعَ الثَباتُ بِنايَةً كَالفَرقَدِ
فَإِذا طَلَعتَ عَلى جَلالَةِ رُكنِها / قُل تِلكَ إِحدى مُعجِزاتِ مُحَمَّدِ
تالله تفتأ تزدري بمحمد
تالله تفتأ تزدري بمحمد / وتسبه وتريد أن لا يعتدي
مولاي خذ للصلح جانبه فما / تدري الذي تأتي الحوادث في غد
قد أتعب الأعداء من داراهم / فأقم عدوّك بالليان وأقعد
أن الأراقم لا يطاق لقاؤها / وتنال من خلف بأطراف اليد
ما زلت أسكب دمع عيني باكيا
ما زلت أسكب دمع عيني باكيا / خالي وما خالي علىّ بعائد
حتى نظرت إلى الوجود بمقلة / ذهبت غشاوتها وطرف رائد
فرأيت دهرا ناصبا شرك الردى / والكل يدخل في شراك الصائد
يرمى بسهم طالما حاد الورى / عنه وما هو عنهم بالحائد
فهم البلى وبنو البلى خلقوا له / وتوارثوه بائدا عن بائد
هام الفؤاد بشادن
هام الفؤاد بشادن / ألف الدلال على المدى
أبكى فيضحك ثغره / والكِتم يفتحه الندى
عجبوا من المصفوع كيف تجمعت
عجبوا من المصفوع كيف تجمعت / كل البلادة عند شخص واحد
لا تعجبوا فالله صوّر وجهه / من جلمد أو من فلاذ جامد
جمع الجمودة والبرودة صدغه / فالناس تضرب في حديد بارد
للناس في أمثالهم
للناس في أمثالهم / حِكم لحافظها مفيده
الحر يكفيه اللوا / والعبد يقرع بالجريدة
أكذا تقر البيض في الأغماد
أكذا تقر البيض في الأغماد / أكذا تحين مصارع الآساد
خطوا المضاجع في التراب لفارس / جنباه مضطجع من الأطواد
مالت بقسطاس الحقوق نوازل / ومشت على ركن القضاء عواد
ورمى فحط البدر عن عليائه / رام يصيب الشمس في الآراد
قل للمنية نلت ركن حكومة / وهدمت حائط أمة وبلاد
ووقفت بين الحاسدين وبينه / يا راحة المحسود والحساد
كل له يوم وأنت بمرصد / لتصيّد الأحباب والأضداد
ما كل يوم تظفرين بمثله / إن النجوم عزيزة الميلاد
يا ساكن الصحراء منفردا بها / كالنجم أو كالسيل أو كالصاد
كم عن يمينك أو يسارك لو ترى / من فيلق متتابع الأمداد
ألقى السلاح ونام عن راياته / متبدد الأمراء والأجناد
ومصفدٍ ما داينوه وطالما / دان الرجال فبتن في الأصفاد
ومطيع أحكام المنون وطالما / سبقت لطاعته يد الجلاد
ومعانق الأكفان في جوف الثرى / بعد الطراز الفخم في الأعياد
مرت عليك الأربعون صبيحة / مر القرون على ثمود وعاد
حرص الرجال على حياة بعدها / حرض الشحيح على فضول الزاد
يابن القرى ناتل بمولدك القرى / ما لم تنله حواضر وبواد
غذتك بعد حَسَن المغبِة سائغٍ / وسقتك من جارى المياه بُراد
وتعاهدتك أشعة في شمها / ينفذن عافيةً إلى الأبراد
ونشأت بين الطاهرين سرائرا / والطاهرات الصالحات العاد
رضوات عيش في صلاح عشيرة / في طهر سقف في عفاف وساد
فُجعت بخير بُناتها ومضت به / ريح المنية قبل حين حصاد
أمسى ذووك طويلة حسراتهم / وأخوك ينشد أوثق الأعضاد
في ذمة الشبان ما استودعتهم / من خاطر وقريحة وفؤاد
ووسائل لك لا تُمل كأنها / كتب الصبابة أو حديث وداد
وخطابة في كل ناد حافل / ينصبّ آذانا إليها النادى
ومعربات كالمنار وإنها / لزيادة في رأس مال الضاد
وإذا المعرب نال أسرار اللُّغى / روَّى عبادا من إناء عباد
العلم عندك والبيان مواهب / حليتها بشمائل الأمجاد
ومن المهانة للنبوغ وأهله / شبه النبوغ تراه في الأوغاد
فتحى رئيتك للبلاد وأهلها / ولرائح فوق التراب وغاد
وسبقت فيك القائلين لمنبر / عال عليهم خالد الأعواد
ما زلت تسمع منه كل بديهة / حتى سمعت يتيمة الإنشاد
وحياة مثلك للرجال نموذج / ومماتك المثل القويم الهادى
ورثاؤك الإرشاد والعظة التي / تُلقى على العظماء والأفراد
مكسوب جاهك فوق كل مقلَّد / وطريف مجدك فوق كل تلاد
فخر الولاية والمناصب عادة / كالفخر بالآباء والأجداد
ولربما عقدا نِجادا للعصا / والصارم الماضي بغير نجاد
فافخر بفضلك فهو لا أنسابه / تبلى ولا سلطانه لنقاد
بعثوا الخلافة سيرة في النادى
بعثوا الخلافة سيرة في النادى / أين المبايع بالإمام ينادي
من بات يلتمس الخلافة في الكرى / لم يلق غير خلافة الصياد
ون ابتغاها صاحبا فمحلها / بين القواضب والقنا المياد
أو في جناحيَ عبقري مارد / يفرى السماء بِجنةٍ مراد
اليوم لا سمر الرماح بعدّة / تغنى ولا بيض الظبا بعتاد
هيهات عز سبيلها وتقطعت / دون المراد وسائل المرتاد
حلت على ذهب المعز طلاسم / ومشت على سيف المعز عوادى
أين الكرامة والوقار لجثة / نبشوا عليها القبر بعد فساد
والميت أقرب سلوة من غائبٍ / يرجى فلا يزداد غير بِعاد
قل فيم يأتمر الرجال وما الذي / يبغون من دول لحقن بعاد
مالم يِبد منها على يد أهله / أخنى عليه تطاول الآباد
لم تستقم للقوم خلف عمادهم / هل تستقيم وهم بغير عماد
غلبوا عليها الراشدين وضرجوا / أم الكتاب بجبهة السَّجاد
وبنوا على الدنيا بِجلَّق ركنها / وعلى عتو الملك في بغداد
جعلوا الهوى سلطانها ودعوا لها / من لا يسد به مكان الهادى
وأنا الذب مرّضتها في دائها / وجمعت فيه عواطف العُواد
غنيتها لحنا تغلغل في البكا / يا رب باك في ظواهر شادى
ونصرتها نصر المجاهد في ذَرا / عبدالحميد وفي جناح رشاد
ودفنتها ودفنت خير قصائدي / معها وطال بقبرها إنشادي
حتى أتُّهمت فقيل تركىّ الهوى / صدقوا هوى الأبطال ملء فؤادي
وأخي القري وإن شقيت بظلمه / أدنى إلىّ من الغريب العادي
والله يعلم ما انفردت وإنما / صوّرت شعري من شعور الوادى
كنا نعظم للهلال بقية / في الأرض من ثُكَن ومن أجناد
ونسنّ رضوان الخليفة خطة / ولكل جيل خطة ومبادى
وجه القضية غيرته حوادث / أعطت بأيد غير ذات أيادي
من سيد بالأمس ننكر قوله / صرنا لفعّال من الأسياد
إني هتفت بكل يوم بسالة / للترك لم يؤثر من الآساد
فهززت نشئاً لا يحرك للعلا / إلا بذكر وقائع الأنجاد
عصف المعلم في الصبا بذكائهم / وأصار نار شبابهم لرماد
ولو أن يوم التل يوم صالح / لحماسة لجعلته إليادى
في يوم ملّونا ويوم سقاريا / ما ليس في الأذكار والأوراد
إن العلاقة بيننا قد وثقت / فكأن عروتها من الميلاد
جرح الليلالي في ذمام الشرق في / حبل العقيدة في ولاء الضاد
لولا الأمور لسار سنته القِرى / وجرى فجاوز غاية الأرفاد
ما في بلاد أنتم نزلاؤها / إلا قضية أمة وبلاد
أتحاولون بلا جهاد خطة / لم يستطعها الترك بعد جهاد
نفضوا القنا المنصور من تبعاتها / والظافرات الحمر في الأغماد
كانت هي الداء الدخيل فأدبرت / فتماثلوا من كل داء بادى
نزعوا من الأعناق نير جبابر / جعلوا الخلافة دولة استعباد
من كل فضفاض الغرور ببرده / نمرود أو فرعون ذو الأوتاد
تَروى بطانته ويشبع بطنه / والملك غرثان الرعية صادى
مضت الخلافة والإمام فهل مضى / ما كان بين الله والعبّاد
والله ما نسى الشهادة حاضر / في المسلمين ولا تردّد بادى
خرجوا إلى الصلوات كل جماعة / تدعو لصاحبها على الأعواد
والصوم باقٍ والصلاة مقيمة / والحج ينشط في عِناق الحادى
والفطر والأضحى كعادتيهما / يتردّيان بشاشة الأعياد
إن الحضارة في اطراد جديدها / خصم القديم وحرب كل تِلاد
لا تحفظ الأشياء غير ذخائر / للعبقرية غير ذات نفاد
هي حسن كل زمان قوم رائح / وجمال كل زمان قوم غادى
تمشى شالقرون بنور كل مكرر / منها كمصباح السماء معاد
كم من محاسن لا يرثّ عتيقها / في الهجرة اجتمعت وفي الميلاد
أخذت أحاسنها الحضارة واقتنت / روح البيان وكل قول سداد
لم تحرم البؤس العزاء ولا الأولى / ضلوا الرجاء من الشعاع الهادى
القيد أفسح من عقول عصابة / زعموا فكاك العقل في الإلحاد
فاشفوا الممالك من قضاة صُيَّد / قعدوا لصيد ولاية أو زاد
وتداركوها من عمائم صادفت / مرعى من الأوقاف والأرصاد
وخذوا سبيل المصلحين وأقبِلوا / روح الزمان هوامد الأجساد
ردّوا إلى الإيمان أجمح عِلية / وإلى مراشده أضل سواد
أمم كملموم القطيع ترى لهم / شمل الجميع وفرقة الآحاد
يُدعَون أبناء الزمان وإنما / جَمدوا وليس أبو همو بجماد
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا / إن الحياة عقيدة وجهاد
لله ريشة صادق من ريشة
لله ريشة صادق من ريشة / تزرى طلاوتها بكل جديد
كست الكتابة في المشارق كلها / حسنا وفكتها من التقييد
تهدى الحسن الخط كل مقصر / وتمدّ في الإحسان كل مجيد
أغلى لدى الكتّاب إن ظفروا بها / من ريشة الألماس عند الغِيد
وألُّذ فوق الطرس إن خطرت به / من ريشة الليثيّ فوق العود
وتكاد تحيى مؤنسا بصريرها / وتقول أيام ابن مقلة عودى
لو لم يكن في الأمر إلا أنها / مصرية لأستوجبت تمجيدي
الله أعطى عهد مصر محمدا
الله أعطى عهد مصر محمدا / والله إن أعطى أعز وأيدا
شرف على شرف ومنّة منعم / ما كان يسديها إلى عبد سدى
وإذا أظل الله طفلا مرضعا / جعل الأسرة مهده والمرقدا
صبح البنين إذا غدوا فيها وهم / فالأمّهات وما يلدن له فدا
نرجو به وبهم لمصرٍ بَعثة / ولرب عصر في المهود تجددا
ونعدّ تعذر أن نُهَيِّئ خيرهم / فمن الأبوّة أن نحب ونرشدا
للمرء في الدنيا مقاصد جمة / جُمعت فكان النسل منها المقصدا
فإذا وفدت على الوجود فكن أباً / أو كن خيالا في الوجود مشرَّدا
فرحت قلوب الأمهات وفتحت / لحفيدة الأمراء جدتهم غدا
للأصل طهرا والفروع كريمة / والبر حقا والحنان مؤكدا
يا ربة التاجين عن آبائها / عن ماجدٍ عال عن ابنٍ أمجدا
يتألقان الدهر هذا بالعلى / حالٍ وهذا بالفضيلة والهدى
جددتِ صفو الملك بالنعم التي / صحبت ظهور الجود ميلاد الندى
وبليلتين أضاءتا كلتاهما / كانت لنا أفقا وعزك فرقدا
ما زال قصر الملك يشرق فيهما / حتى حسبنا الصبح حالا سرمدا
تتقابل الأعلام في شرفاته / وتخر للشرف المؤثَّل سجّدا
والعرش في عيد بصاحب عهده / والتاج خلف العرش يحيى المولدا
وترى البلاد به بناء وجودها / وعمادها ومنارها المتوقدا
قالوا السماك فقلت خطرة شاعر / من للسماك بأن يُقلّ السؤددا
قالوا الثريا قلت قد قيست بها / شرفاته فاختار ثم تقلدا
من للكواكب أن تكون كمثله / حرما برفرفك الأمِين ومسجدا
أو من لها أن تستعد وأن تُرى / عقدا بأفراح الأمير منضدا
أم هل هي الدنيا التي قد أمَّها / شغلت كما شغل الأحبة والعدى
الشمس كان لها حفيد في الورى / وحفيد هذا العز أشرف محتدا
كانت وعود الدهر بين شفاهه / فافتر عنه فاقتبلتِ الموعدا
ومشى إليكِ يتوب عن هفواته / عبدا فردّيه بعفوك سيدا
في ذي الجفون مصارع الأكباد
في ذي الجفون مصارع الأكباد / الله في جنب بغير عماد
كانت له كبد فحاق بها الهوى / فهوت وقد كانت من الأطواد
وإذا النفوس تطوّحت في لذة / كانت جنايتها على الأجساد
نَشوَى وما يُسقَين إلا راحتي / وَسنَى وما يُطعمن غير رقادي
ضَعفَي وكم أبلين من ذى قوّة / مرضى وكم أفنَين من عُوّاد
يا قاتل الله العيون فإنها / في حَرِّ ما نصلى الضعيفُ البادى
قاتلن في أجفانهن قلوبنا / فصرعنها وسلمن بالأغماد
وصبغن من دمها الخدود تنصلا / ولقين أرباب الهوى بسواد
والهدب أرأف بالقلوب وإنما / يَتِد السلامُ بأوهن الأوتاد
يا ساقِيَّ تخيرا صرف الأسى / أو فامزجا كأسيكما بسهاد
فلعل بعض الهم يخلف بعضه / فأرى بذلك راحة لفؤادي
مالي تعالجني المدام كأنما / عقلي بواد والمدام بوادي
هذا الزجاج ولى فؤاد مثله / ريان من هذى السلافة صادى
صدعت حواشيه الهموم بنابها / واللب من صدع على ميعاد
ما كنت أوثر أن تطول سلامتي / فأرى المعالي حلية الأوغاد
فأبوا فكان العزم أكرم ناصر / لهمُ وكان الحزم خير عَتَاد
والحق يُنصر حين ليس بنافع / بأس الجيوش ودُربة القوّاد
فاسأل فكم من صيحة لك في الورى / نقلت إلى الدنيا صدى الآساد
مولاى وآبق الدهر أسلم سالم / وتَلقَّ أعيادا بغير عِداد
تؤتى رعيتك الوفية سؤلها / وتبلغ الأوطان كل مراد
وتفوز بالنصر المبين على العدا / والغاصبين الحق والأضداد
وتطهر السودان من آفاته / وتقيمه في الأمن والإسعاد
وتبيد ملك الذاهبين بعزه / الصائرين بسوقه لكساد
سلطت في تأديبهم رعدا على / رعد وجلادا على جلاد
فاندك بغيهم ببقى مثله / والله للباغين بالمرصاد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025