لِلّه ما فعل الأسى بفؤادي
لِلّه ما فعل الأسى بفؤادي / من بعد فقدك يا سراج النادي
جادت عليك مدامعي واحق ما / تجري الدموع لفرقة الاجواد
أنت الذي ملأ الزمان فضائلاً / وفواضلاً ومكارماً وايادي
أنت الذي الف التواضع شيمة / ان التواضع حلية الأسياد
ابكي خلائقك التي كانت لنا / مرآة كل فضيلة ورشاد
ابكي المعاني الغر منك واندب ال / همم التي جلت عن الأنداد
ابكي المفاخر والمآثر والحجى / والرأي منبلجاً بنور سداد
من للسماحة بعد فقدك والندى / من للعفاة الشعث والقصاد
من للوفود إذا تكاثف جمعها / من للضيوف وسائر الوراد
كانت لهم بذرى حماك ملاجئ / يجدون فيها بهجة الأعياد
ويرون في الطاف ذاتك ما به / يحلو ترنم حاضر أو بادي
هيهات بعدك ان يطيق تصبراً / قلبي ويرقا دمعي المتمادي
اطوي الليالي بعد فقدك نائحاً / واصابح الأيام بالتعداد
لِمَ لا أنوح على كريم كان في / أعماله يبيض وجه بلادي
ولكم له عندي حقوق مودة / ومحبة وقفت عليه ودادي
أُنشي رثاه ومن مدادي ادمعي / ودم الفؤاد لها من الامداد
ويكاد يلتهب اليراع بأنملي / مما يحس من الزفير البادي
آل المقدم ان احمدكم مضى / عطر الثناء مطهر الأبراد
وسرى إلى دار البقا ومن التقى / مُلئت حقيبته بأوفر زاد
صحب الحية منزهاً عن كل ما / يزري بفضل نزاهة العباد
يرعى حقوق الدين والدنيا بلا / بطر كما امر النبي الهادي
فتمسكوا بخلاله وتعقبوا / آثاره يا عترة الأمجاد
وابنوا كما قد كان يبني للعلى / وخذوا تقى الرحمن خيرَ عتاد