نسخ العهود وعهده لا ينسخ
نسخ العهود وعهده لا ينسخ / حدث حديث الحسن عنه ينسخ
يا للرجال لمن أتاح يد النوى / وسما كوسم النار لا يتبوخ
قذفت إليه النظرة الأولى هوى / أين الرواسخ منه بل هو أرسخ
كم بات بالعتبى يلطخ ثوبه / عتبا ولا ذنب به يتلطخ
عف على العلات لم يعلق به / ريب لاردية العفاف يوسخ
نفحات وجرة هلممي لشجوننا / غوثى إليك كأنها تستصرخ
نتنت أفاويه الوداد بغيرهم / لكنها بعبيرهم تتلخلخ
غني بهم وتحدثي إن الهوى / قطب بغير هواهم لا يرسخ
يا ليت شعري من أباح لهم دمي / وإلى متى وأنا البريء أوبخ
حاولت من نحوي ارتياد رياضكم / وهتفت بالنخوات منكم فانتخوا
وملكتم ملك الجمال فانصفوا / إن الكريم بأنفه لا يشمخ
ولسوف يدرك كل باغ بقيه / المرء ينسى والزمان يؤرخ
ولنا على يبرين من شرقيه / يوم كقادمة الحمامة أفتخ
يا منزلا كانت لنا في حانه / أكواب عيش بالبطالة تتضح
لا تعتب الأيام كيف تقلبت / ماذا على الافلاك فيما ينسخ
قالوا المدام فقلت حسبي ريقه / هي أخت ماء الخلد وهو لها أخ
تلك العقار صفت لنا فبخ بخ / لا عيش من دون العقار يبخبخ
بحياة حبك سيدي لا تسقني / إلا التي بلهيب خدك تطبخ
خطب الغرام بركبه حتى إذا / وجدوا مناخ الحسن عندك نوخوا
لا يطغينك ما يروق من الصبا / إن المشيب لكل رأس يشدخ
لي فيك برح جوى كأن رسيسه / لم يكف عذالي عليك فوبخوا
كان الزمان وكانت الدار التي / كنا لنسخة أنسها نستنسخ
كنا وحاشية العناق تلفنا / والهم يسفر والأماني نوخ
والمرء كالعنقود يضحك ثغره / والعاصرات به تعج وتصرخ
عز المعين فلا معين كأنما / بين الجميل ورائديه برزخ
كبنا لوجه الدهر لولا واحد / هو للجميل بوجنتيه مؤرخ
ولقد عفوت عن الزمان لأجله / فليشكرن يدا له لا تشرخ
هذا سليمان الذي لمقامه / ريح الجبابرة الشداد تروخ
أسد إذا انفسخت عزائم غيره / كانت عزائمه التي لا تفسخ
وتحط آمال الرجال بداره / فكأنها بزل الجمال تنوخ
دار بمختلفات أنعم ربها / يرقى اللديغ وينجد المستصرخ
لقحت به عقم الممالك وارعوى / بعد المشيب لها الشباب الأشرخ
أعنى المشايخ من فلاسف دهره / سن له حدث ورأي أشيخ
من كان في الرتب الشوامخ صاعدا / فمكانه منها الأشم الأشمخ
لقد استخف الملك غير وقاره / وأخو الكمال بزقه لا ينفخ
لم يحكه والحرب تسجر بالقنا / إلا السمندل في السعير يفرخ
بأبي الذي نهضت به من حمير / فئة لتاريخ المكارم أرخوا
يا باذخ الحسبين حسبك محتد / من دونه نسب السماك الأبذخ
جعجعت بالطائي في حلب الندى / ونسخت ابنية التي لا تنسخ
وهززت آجال الخوارج هزه / كادت تدك لها العقول الرسخ
لم يقبلوا التوبيخ إلا بالظبى / ما للئام سوى الحسام موبخ
إن ضيعوا الحسنى فغير عجيبة / ربما أضاع القطر واد مسبخ
والقار قار لا يطيب نسيمه / ولو أنه بالمندلي مضمخ
قرعوا قواه بضعفهم وتوهموا / أن الحجارة بالزجاجة ترضخ
صيرت هامهم وكورا للقنا / وكذا الحمام لمرهفاتك أفرخ
وأعدت هاتيك البقاع كأنها / سم بطابعه الحجارة تفشخ
ولقد جريت فكل شبر أذرع / لك في العلاء وكل خطو فرسخ
خاطت من الذكر الجميل لك النهى / بردا كبرد الشمس لا يتوسخ
حظ الملوك وراء حظك جازر / فليستمدوا منك وليستصرخوا
إن آمنوا وإن لم يؤمنوا / فبشكل بأسك كل شكل يمسخ
في كل زند غير زندك كبوة / ولكل ذكر غير ذكرك منسخ