المجموع : 4
وَمُهَفهَفٍ حُلوِ الملاحَة
وَمُهَفهَفٍ حُلوِ الملاحَة / يَفتَرُّ عَن نورِ الأَقاحَه
في فيهِ لِلمُمتاحِ بَر / دَ رُضابِهِ راحٌ وَراحَه
كَم في حَشايَ لِأَسهُمِ ال / لَحَظاتِ فيهِ مِن جِراحَه
إِنسانُ عَيني في دُمو / عِيَ ما يَمَلُّ مِنَ السِباحَه
يا لائِمي قَدكَ اتَّئِب / أَربَيتَ وَيحَكَ في الوَقاحَه
أَتَلومُني فيمَن حَوى ال / قَلبَ المُتَيَّمَ وَاِستَباحَه
وَكَذاكَ شَمسُ الدينِ قَد / حازَ الحَماسَةَ وَالسَماحَه
يَرتاحُ إِسماعيلُ لِل / آدابِ أَيَّتَما اِرتِياحَه
رَبُّ الأَصالَةِ وَالإِصا / بَةِ وَالحَصافَةِ وَالفَصاحَه
وَفَتى العِبارَةِ وَالبَرا / عَةِ وَالشَجاعَةِ وَالسَجاحَه
يَأوي إِلى عِرضٍ حَما / هُ بِبَذلِ أَموالٍ مُباحَه
فَلَهُ عَلى الأُمَراءِ بِال / فَضلِ الرَزانَةُ وَالرَجاحَه
آراؤُهُ بِسَدادِها / تُبدي النَصاعَةَ وَالنَصاحَه
ظَفِرَت وَما صَفِرَت لِمَن / يَمتاحُهُ في الدَهرِ راحَه
عَلَّ النُفوسَ بِجِدِّهِ / وَمُزاحِهِ يَنأى مَراحَه
قَد كُنتُ أَشكو ما شَكا ال / طائِيُّ مِن أَرضِ الفِلاحَه
فَأَراحَ قَلبي بِالفُكا / هَةِ لَفظُهُ أَوفى إِراحَه
وَقَفَت لَدَيكَ الشَمسُ شَم / سُ الدينِ لَفظُهُ أَوفى إِراحَه
فَصَبَغتَها بِالوَرسِ يا اِب / نَ المنكَوَرسِ مِنَ الصَباحَه
مَولايَ شَمسُ الدينِ يا / باني النَوالِ عَلى الإِباحَه
لَكَ باحَةٌ هِيَ لِلإِنا / خَةِ مِن عُفاتِكَ خَيرُ باحَه
لا حَلَّتِ الأَسواءُ عِن / دَكَ ساعَةً أَبداً بِساحَه
لا أَرتَضي يا صاحِ أَنِّيَ صاحي
لا أَرتَضي يا صاحِ أَنِّيَ صاحي / فَالراحُ فيها راحَةُ الأَرواحِ
أَمسَيتُ في ظُلُماتِ إيحاشٍ فَقُم / وَاِقدَح زِنادَ الأُنسِ بِالأَقداحِ
وَاِشرَب وَهاتِ الكَأسَ صِرفاً وَاِسقِني / حَمراءَ تُغنيني عَنِ المِصباحِ
وَاِصرِف بِصِرفِ الراحِ تَجلو صورَةُ ال / أفراحِ عَنّي سَورَةَ الأَتراحِ
مِن كَفِّ أَحوَرَ شادِنٍ عَذبِ اللَمى / وَخَريدَةٍ مَلأى الإِزارِ رَداحِ
أَو ما تَرى أَنَّ الرَبيعَ كَأَنَّهُ / ثَمِلٌ يُرَنِّحُهُ هُبوبُ رِياحِ
فَكَأَنَّما أَنفاسُهُ ما بَينَنا / عَبَقَت بِغالِيَةٍ عَلى تُفّاحِ
وَالرَوضُ يَغمِزُنا بِعَينَي نَرجِسٍ / غَضٍّ وَيَبسِمُ عَن ثُغورِ أَقاحِ
وَالطَيرُ بَينَ مُغَرِّدٍ وَمُعَربِدٍ / وَمُرَدِّدٍ وَمُعَدِّدٍ نوّاحِ
وَالماءُ بَينَ مُسَلسَلٍ وَمُسَجسَجٍ / وَمُهَينِمٍ وَمُزَمزِمٍ سيّاحِ
وَكَأَنَّما المَنثورُ مَدَّ أَكُفَّهُ / بِأَنامِلٍ بَينَ الندام مِلاحِ
وَالوَردُ يَدعو لِلصَبوحِ تَنَبَّهوا / نادى المُؤَذِّنُ فالِقَ الأصباحِ
وَتَغَنَّموا الزَمَنَ القَصيرَ فَإِنَّهُ / قَد آذَنَت غَدَواتُهُ بِرَواحِ
إِن يَسرِقِ الفُقَهاءُ نَع
إِن يَسرِقِ الفُقَهاءُ نَع / لي يَفعَلوا فِعلاً قَبيحاً
ما الذَّنبُ إِلا لِلمُدَر / رس إِنَّهُ يَحوي الشَلوحا
سِرّي بِأَلسِنَةِ الدُموعِ يُباحُ
سِرّي بِأَلسِنَةِ الدُموعِ يُباحُ / فَاِعجَب لَها صمتاً وَهُنَّ فِصاحُ
ما كانَ أَكتَمَني لِسِرِّ هَواكُمُ / لَكِنَّ دَمعَ أَخي الهَوى فَضّاحُ
عَن ناظِري سِرتُم إِلى قَلبي فَما / لَكُمُ وَلِلتَبريحِ عَنهُ بَراحُ
قَلبي يَئِنُّ كَما يَئِنُّ مِنَ الأَسى / بَينَ الأَسى مَن حَشاهُ جِراحُ
ذِكراكُمُ اِمتَزَجَت بِقَلبي مِثلَ ما اِم / تَزَجَ القَراحُ مُصَفّقاً وَالراحُ
خَطَبَت مَحاسِنُكُم ودادي رَغبَةً / فَأَجابَها قَبلَ النِكاحِ سِفاحُ
أَيفيقُ مِن سُكرِ الصَبابَةِ عاشِقٌ / دارَت عَلَيهِ مِنَ الهَوى أَقداحُ
هَيهاتَ أَن يُلفى لِمَن نَصَبَ الهَوى / شَرَكاً لَهُ فَاِنقَضَّ فيهِ بَراحُ
قَلبي حَبيبٌ مُصحِبٌ لِهَواكُمُ / وَلَهُ عَلى العُذّالِ فِيهِ جِماحُ
أَفدِي أُناساً ذِكرُهُم رَوحٌ وَرَي / حانٌ لِقَلبي إِن غَدَوا أَو راحوا
أَرتاحُ أَن يَسري إِلَيَّ خَيالُهُم / لَيلاً وَكُلُّ مُتَيَّمٍ يَرتاحُ
قَد صِرتُ مِن حُبّي لَهُم شَبَحاً وَهَل / عارٌ بِأَن تَتَزاوَرَ الأَشباحُ
أَتُرى يَهُبُّ لَنا بِقُربِ مَزارِكُم / مِنّا عَلى رَغمِ الرَقيبِ رِياحُ
إِن تَسمَحوا بِوِصالِكُم لِيَ تَربَحوا / أَجراً كَبيراً وَالسَماحُ رَباحُ
أَهوى الهَوى وَهوَ الَّذي بِعَنائِهِ / تَضنى الجُسومُ وَتَتعَبُ الأَرواحُ
لَو أَن أَيسَرَ ما لَقيتُ مِنَ الهَوى / بِالوُرقِ لَم يَنهَض بِهِنَّ جَناحُ
أَفدي الّذي مِن لَحظِهِ وَقوامِهِ / سُلَّت عَلَيَّ صَوارِمٌ وَرِماحُ
لي مِن تَخَيُّلِ وَجهِهِ إِن غابَ عَن / عَينَيَّ في ظُلَمِ الدُّجى مِصباحُ
هُوَ رَوضَةٌ لَكِنَّها عِندي حِمىً / وَسِوايَ أُهملَ فيهِ فَهوَ مُباحُ
سَدِك الحَياءُ بِوَجهِهِ لَكِن لَهُ / وُجهٌ إِذا عَزَمَ الصُدودَ وَقاحُ
يا قاتِلي عَمداً بِسحرِ جُفونِهِ / لا تَخشَ ناراً ما عَلَيكَ جُناحُ
يا غُصنَ بانٍ مِنهُ يُجنَى الوَردُ وَال / رُمّانُ وَالرَيحانُ وَالتُفّاحُ
فَإِلَيكَ نَشكو مِنكَ ما فَعَلت بِنا / أَجفانُكَ المَرضى وَهُنَّ صِحاحُ
وَإِلى الوَزيرِ الصاحِبِ الشَرَفِ الَّذي / في فَضلِهِ يَتَنافَسُ المُدّاحُ
لَمّا نَظَرتُ إِلى أَسِرَّةِ وَجهِهِ / بَرِقَت بِبِشرٍ لي فَلاحَ فَلاحُ
طارَ الرَجاءُ إِلى مَكارِمِهِ الَّتي / مِنّي بِها راشَ الجناحَ نَجاحُ
وَهوَ الَّذي في المَجدِ أَصبَحَ بَيتُهُ / وَهوَ الرَفيعُ عِمادُهُ الفَيّاحُ
وَسِواهُ مُرتاحٌ إِذا سُئِلَ النَدى / وَهوَ اِمرُؤٌ لِسُؤالِهِ مُرتاحُ
منّاحُنا وَسواهُ منّاعٌ لَنا / هَل يَستَوي المَنّاعُ وَالمَنّاحُ
مُتَواضِعٌ وَمَحَلُّهُ يَعلو عَلى / أُفُقِ العُلا الأَعلى فَلَيسَ يُزاحُ
لَمّا تَواضَعَتِ الجُسومُ عَلى الثَرى / حَلَّت بِها مِن رَبِّها الأَرواحُ
وَتَواضُعُ الصَهباءِ لِلإِبريقِ عِن / دَ المَزجِ مِنهُ تُشَعشَعُ الأَقداحُ
وَكَذا الخُدودُ مِنَ الحِسانِ تَواضَعَت / فَبدا جَناها الوَردُ وَالتُفّاحُ
وَكَذا السُهولُ عَنِ الحزونِ تَطامَنَت / فَسَقى البِطاحَ الماءُ وَهوَ قراحُ
أَنوارُ خَاطِرِهِ ثَواقِبُ دونها ال / مِشكاة حَلَّ زُجاجَها المِصباحُ
يُنشي فَيُنسِي من تَقَدَّمَ قَبلُ وَال / أَفراحُ تُنسَى عِندَها الأَتراحُ
وَكَأَنَّما المِسكُ الذَكِيُّ مِدادُهُ / فَمِدادُهُ النَفّاعُ وَالنَفّاحُ
وَبِكَفِّهِ قَلمٌ لَهُ مِن حَدِّهِ ال / أَمضى سُيوفٌ أُرهِفَت وَرِماحُ
يا أَيُّها البَحرُ الخِضَمُّ نَدىً فَفي / أَدنى نَداهُ يَغرَقُ السباحُ
بَحرٌ بِهِ تَجري السَفينُ لَنا بِمَح / مودِ الرِياحِ فَيَفرَحُ المَلّاحُ
بَحر طَمى بِنوالِهِ آذِيُّهُ / فَالنَيلُ عِندَ نَوالِهِ ضحضاحُ
أَأُراعِ في زَمَني بِإِعسارٍ وَلي / بابُ الإِلَهِ وَكَفُّكَ المِفتاحُ
وَلّى شبابي وَاِستَشَنَّ أَديمُهُ / وَهريقَ ماءُ رُوائِهِ السَّفّاحُ
وَدَفَنتُ شَرخَ شَبيبَتي في شَيبَتي / دَفنَ الحَبيبِ فَلي عَلَيهِ نَواحُ
فَشَبيبَتي عُوِّضتُ عَنها شَيبَةً / شَعَراتُها عِندَ المِلاحِ قِباحُ
وَلَقَد ضَعُفتُ فَلَم أَزُركَ وَإِنَّ لي / قَلباً إِلَيكَ صَميمُهُ يَرتاحُ
يا ناظِراً حَلَّ السَوادَ فَلَم يَكُن / طَرفٌ لِطَمّاعٍ بِهِ طَمّاحُ
فَهُناكَ وُفِّقَت الوُقوفُ وَحَلَّتِ ال / بَرَكاتُ مِنهُ وَأَفلَحَ الفَلّاحُ
وَأَطاحَ مُعتاصٌ وَأَصحَبَ شامِسٌ / وَاِنقادَ مُمتَنِعٌ وَزالَ جماحُ
وَكَذا المَدارِسُ بانَ لَغوُ لُغاتِها / فأَعادَ مَنطِقَها بِهِ الإِصلاحُ
فارَقتَ جِلَّقَ فَاِنثَنى كُلٌّ بِها / وَفُؤادُهُ المُلتاعُ وَالمُلتاحُ
وَدَخَلتَها فَأَضاءَتِ اللُّمَعُ الَّتي / أَبدى بِها جُمَلَ السَنا الإيضاحُ
يَفديكَ مَن بِالسوءِ جازى مُحسِناً / فَكَأَنَّهُ في طَبعِهِ التِمساحُ
أَلفاكَ لَيثاً زائِراً فَمُزَمجِراً / لما أَتى بِهَريرِهِ النَبّاحُ
لَكَ هَيبَةُ الحَجّاجِ لا فَتَكاتُهُ / قِدماً فَأَنتَ السيِّدُ الجَحجاحُ
مَن كانَ مِثلَكَ يَشتَرى بِنَوالِهِ / حُسنَ الثَناءِ زَكَت لَهُ الأَرباحُ
يُعطي اللُهى جدّاً وَلَم يَفتَح لَهاً / بِسُؤالِهِ فَكَأَنَّهُ مَزّاحُ
يَجلو غَيابَةَ كُلِّ خَطبٍ مُظلِمٍ / يَخشى أَذاهُ جَبينُكَ الوَضّاحُ
وافَت رِكابُكَ وَالرَبيعُ جَنيبُها / فَلَنا مراحٌ مُمرِعٌ وَمَراحُ
أَنسى مَساوِئَ كُلِّ دَهرٍ غاشِمٍ / إِحسانُ عَبدِ المُحسِنِ السَحّاحُ
هُوَ كَعبَةُ الجودِ الَّتي بِطَوافِها / يَستَعصِمُ المُحتاجُ وَالمُجتاحُ
لا زالَ في عِزٍّ يَدومُ وَنِعمَةٍ / ما جَنَّ لَيلٌ أَو أَضاءَ صَباحُ