القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 5
أنا دائما يا نور كل مليحِ
أنا دائما يا نور كل مليحِ / بين الكناية فيك والتصريحِ
أبدي الهوى طوراً وأكتم تارة / ومدامعي تنبيك عن تبريحي
أما الحشاشة في هواك فإنني / أنفقتُها في رغبة الترويح
أنا بين جسم من صدودك ناحل / شغفاً وقلب بالبعاد جريح
وأضالع بالإصطبار شحيحة / وجداً ودمع فيك غير شحيح
وأنا الذي بين الحواسد والعدا / ما بين هجو في الهوى ومديح
مقل تسح ولا تشح فدمعها / مغني اللبيب به عن التوضيح
يا أيها البدر الذي لما بدا / بالحسن أخرس نطق كل فصيح
لك وجنة هي في النواظر جنة / وجهنم في قلب كل طريح
وترى العيون جمال وجهك مقبلاً / فتضج بالتهليل والتسبيح
أحمامة الوادي قفي وترنمي / فعلى غرامك ظاهر ترجيحي
لا الصبر للتضعيف مفتقر ولا / ذا الشوق محتاج إلى التصحيح
لمعت بروق الأبرقين وقد جرت / أمطار جفن بالبكاء قريح
وروى النسيم لنا أحاديث الحمى / عن عرفجٍ عن زرنبٍ عن شيح
حتى أهاج بنا الغرام فيا لَهُ / في الحب من خبرٍ رواه صحيح
بالله بلغ يا نسيم الريح عن / شوقي وبالغ يا نسيم الريح
واسأل بلطف منيتي عني ولا / تأتي بوجه للمليح قبيح
وانعت له وجدي القديم وصف له / شغفي وما ألقى من التبريح
طفح الغرام علي حتى بالهوى / صرحت في حبي لكل صبيح
وكتمته لما بدا لنواظري / نور الخباء وملت للتلميح
وأنا الذي بهوى المليح تعممي / أبداً ومن شوقي له توشيحي
تب منك حين تقول يا فتاحُ
تب منك حين تقول يا فتاحُ / تلق المنى فالتوبة المفتاحُ
وانهض إلى عين الوجوه مجانباً / ذاك النهوض فلاح فيه فلاح
كم مشرق للشمس فيك ومغرب / منه مساءٌ دائماً وصباح
ولربما رمت القبول فلم تجد / فاسمح بنفسك فالسماح رباح
يا نهر طالوت الذي بليت به / أقوامه ما هذه الألواح
قل ليس مني كل من هو شارب / مني فإني فاتنٌ نصّاح
لعبت بك الأهواء في بحر القضا / فارسِ السفينةَ أيها الملاح
واقبل ولا تقبل وقم واقعد وقل / واسكت ففي إنصاتك الإفصاح
وافهم ولا تفهم وتب عن توبة / هذا مقامك ما عليك جناح
هو لا هو التواب بل هو أنت لا / أنت المتاب عليه يا مصباح
ومتى أحبك حين تبت فإنما / محبوبه بك وجهه الوضاح
والكائنات بسر توبتك اهتدت / فهي الجسوم وذاتك الأرواح
فاحذر فمكر الله توبة عبده / إن تبت تب أن لا تتوب تراح
من قام بي قامت به الأشيا ومن / بالنفس قام تقيمه الأشباح
كأس صفت بيد المدير فأسكرت / ألباب أهل الله منه الراح
فتمايلت شم الحبال وعربدت / في النشأتين وطرفها طماح
أحزاننا بلقائكم أفراحُ
أحزاننا بلقائكم أفراحُ /
وزماننا قدح وأنتم راحُ /
يا سادة من ذكرهم نرتاحُ /
أبداً تحن إليكم الأرواحُ / ووصالكم ريحانها والراحُ
هذا الوجود جميعه إشراقكم /
وجميع من في الكون هم عشاقكم /
ما هكذا يا سادتي أخلاقكم /
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم / وإلى لذيذ لقائكم ترتاح
من ذا ترى يدري بكم من يعرف /
أنتم حقيقة كل شيء يوصف /
غلب الهوى أين المعين المسعف /
وارحمتا للعاشقين تكلفوا / ستر المحبة والهوى فضاح
قوم صفا عما يغاير ماؤهم /
وإليك من دون السوى إيماؤهم /
كتموك حتى أنكرت أحشاؤهم /
بالسر إن باحوا تباح دماؤهم / وكذا دماء البائحين تباح
عَرْف الوصال يفوح فينا منهمُ /
وسواهم المستحقرون فمن هم /
قوم لهم حال شريف مبهم /
فإذا همو كتموا تحدث عنهم / عند الوشاة المدمع السفاح
أوصافهم يسمو بها من يفهمُ /
وهم الدواء من الردى والمرهم /
كل المعارف والعلوم لديهم /
وكذا شواهد للسقام عليهم / فيها لمشكل أمرهم إيضاح
يا سادتي مني السلام إليكمُ /
فأنا هو المطروح بين يديكم /
ومن الجميع على البعاد لديكم /
خفض الجناح لكم وليس عليكم / للصب في خفض الجناح جناح
لجمالكم في كل قلب ساحة /
وزهورنا بنسيمكم فواحة /
هل للمتيم من جفاكم راحة /
فإلى لقاكم نفسه مرتاحة / وإلى رضاكم طرفه طماح
كدر الحوادث زال عن عين الصفا /
وبدا جمال أحبتي بعد الخفا /
فبحق ذاك العهد يا أهل الوفا /
عودوا بنور الوصل من غسق الجفا / فالهجر ليل والوصال صباح
قد راق في حان الوفا مشروبهم /
ولهم أباح وصاله محبوبهم /
صوفية تبدي الشهود غيوبهم /
صافاهم فصفوا له فقلوبهم / في نوره المشكاة والمصباح
يا قومنا أنا زائد وجدي بكم /
والصبر مني قد مضى في حبكم /
فاهنوا بما فزتم بهم من شربكم /
وتمتعوا فالوقت طاب بقربكم / راق الشراب وراقت الأقداح
رفعت لقلبي في الغرام ظلامة /
لأمير حسن ما لديه جهالة /
انظر عذولي في الجمال جلالة /
يا صاح ليس على المحب ملامة / إن لاح في أفق الوصال ملاح
رفقا بنا يا أهل ذياك اللوى /
إن المتيم عن هواكم ما لوى /
والله حلفة مغرم يشكو النوى /
لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى / كتمانَهم فنما الغرام وباحوا
سلمى التي يا ويح مهجة صبها /
جرحت بمقلتها وأسهم هدبها /
لله در عصابة في حبها /
سمحوا بأنفسهم ما بخلوا بها / لما رأوا أن السماح رباح
شربوا كؤوس هوى الأحبة قهوةً /
ولهم غدت كل المكاره شهوةً /
طلبتهم الذات النزيهة نخوةً /
ودعاهمُ داعي الحقائق دعوةً / فغدوا بها مستأنسين وراحوا
هم سادة منهم بطيب خضوعهمْ /
للحب حيث به تنير ربوعهم /
لما تزايد بالفراق ولوعهم /
ركبوا على سفن الدجا فدموعهم / بحر وشدة خوفهم ملّاح
نزعوا الثياب فعوضوا بثيابه /
وعن الخطا قد ساقهم لصوابه /
وهو المعز لهم برفع حجابه /
والله ما طلبوا الوقوف ببابه / حتى دُعُوا وأتاهم المفتاح
هو إن نأى أو زاد في تقريبهم /
يشكو كما يشكون فرط نحيبهم /
وهم الذين تمتعوا بلبيهم /
لا يطربون لغير ذكر حبيبهم / أبداً فكل زمانهم أفراح
فيهم لقد دارت كؤس سقاتهم /
حتى بها زالت عقول صحاتهم /
وحبيبهم لما بدا بصفاتهم /
حضروا وقد غابت شواهد ذاتهم / فتهتكوا لما رأوه وصاحوا
نور التجلي الحق حيَّر عقلهمْ /
لفروعهم أخفى وأظهر أصلهم /
قوم جميع الفضل منتسب لهم /
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم / إن التشبه بالكرام فلاح
سكرت غصون الروض من نسماتها /
وترنمت أطياره بلغاتها /
والذات تجلى في بديع صفاتها /
قم يا نديم إلى المدام فهاتها / في كأسها قد دارت الأقداح
عرفت أهاليها بحفظ أمانةٍ /
وكمال عرفان ورفع مكانةٍ /
بكر أجل طلاً وخير مدامةٍ /
مِن كَرْمِ إكرامٍ بِدَنِّ ديانةٍ / لا خمرة قد داسها الفلاح
حملت بنا أمٌّ من الأرواحِ
حملت بنا أمٌّ من الأرواحِ / والوضع كان لهيكل الأشباحِ
قلم بِلَوحٍ إن أردت فقل وإن / قد شئت فالأقلام بالألواح
هي ما ترى لا ما رأيت فإنها / تجلى على الرائين كل صباح
فإذا رأو لا يعرفون لمن رأوا / حتى تقوم لهم عقود نكاح
حاء الحيا والحلم والحفظ احتوت / كل الجمال وسائر الأفراح
ولها من النور الشريف تشعشع / كتشعشع الصهباء في الأقداح
والحال يشهد والشهيد هو الذي / شهد الأمور على أتم صلاح
أوميض برق بالأبيرق لاحا
أوميض برق بالأبيرق لاحا / يستلُّ عن عمد السحاب صفاحا
أم نار أعلام الحجاز بدت لنا / أم في ربا نجد أرى مصباحا
أم تلك ليلى العامرية أسفرت / عن وجهها ففشا الجمال وباحا
أم تلك أنوار العذيب تشعشعت / ليلاً فصيرت المساء صباحا
يا راكب الوجناء وقيت الردى / قف بالمحصب واندب الملتاحا
واسأل فديتك عن فؤاد متيم / إن جئت حزناً أو طويت بطاحا
وسلكت نعمان الأراك فعج إلى / تلك الخيام ترى بهن فلاحا
وأنخ بتلعات العقيق فإنه / واد هناك عهدته فياحا
وبأيمن العلمين من شرقيِّه / كم معهد قلبي إليه تلاحى
بلغت رشدك إن طلعت طويلعاً / عرِّج وأمَّ أرينَه الفواحا
وإذا وصلت إلى ثنيات اللوى / وقصدت نحو المأزمين رواحا
فاذكر عهودي إن قدمت على الحمى / فانشد فؤاداً بالأبيطح طاحا
واقرا السلام عُرَيبَهُ عني وقل / لهمو أَصِرتُمْ باللقاء شحاحا
أنتم كرام وهو صب وامق / غادرته لجنابكم ملتاحا
يا ساكني نجد أما من رحمة / صبري عليكم والتجلد راحا
ما ضركم لو تسمحون بنظرة / لا سير ألف لا يريد سراحا
هلا بعثتم للمشوق تحية / تهدي إليه مع النسيم صباحا
فهو الذي طويت إليكم روحه / في طي صافية الرياح رواحا
يحيى بها من كان يحسب هجركم / يردي الجسوم ويترك الأرواحا
ويظن نأيكمو إذا لذتم به / مزحاً ويعتقد المزاح مزاحا
يا عاذل المشتاق جهلا بالذي / سواك دعني واترك الإلحاحا
فأنا الذي من يختبرني في الهوى / يلقى مليّاً لا بلغت نجاحا
أتعبت نفسك في نصيحة من يرى / ترك الهوى ذنباً وليس مباحا
لم تدر أنت فشأن كل متيم / أن لا يرى الإقبال والإفلاحا
أقصر عدمتك واطرح من أثخنت / مقل الظباء فؤاده فتلاحى
إن رام ينظر ثانياً جرحته في / أحشائه النجل العيون جراحا
كنت الصديق قبيل نصحك مغرماً / والآن قلبك بالعداوة باحا
هب أنت لي يا ذا الملامة ناصح / أرأيت صباً يألف النصاحا
إن رمت إصلاحي فإني لم أرد / ما رمته لي بالملام كفاحا
فتشتُ قبلك في الزمان فلم أجد / لفساد قلبي في الهوى إصلاحا
ماذا يريد العاذلون بعذل من / لا يستطيع يرى الفلاح فلاحا
ألف التهتك والهيام وفي الورى / لبس الخلاعة واستراح وراحا
يا أهل ودي هل لراجي وصلكم / نيل فعندكم عهدت سماحا
إن المشوق إذا شجاه لنحوكم / طمع فينعم باله استرواحا
مذ غبتمو عن ناظري لي أنةٌ / من هولها صبري استقل وراحا
وجفون عين كلما نوت البكا / ملأت نواحي أرض مصر نواحا
وإذا ذكرتكمو أميل كأنني / غصن يقابل في الرياض رياحا
أو شارب ثمل القوام لأنني / من طيب ذكركمو شربت الراحا
وإذا دعيت إلى تناسي عهدكم / لا أستطيع وأنثني ملتاحا
لما طلبت الصبر عنكم في الهوى / ألفيت أحشائي بذاك شحاحا
سقياً لأيام مضت مع جيرة ال / جرعاء حيث بهم لقيت نجاحا
لم ندر ما برح البعاد وإنما / كانت ليالينا بهم أفراحا
واهاً على ذاك الزمان وطيبه / نهوى الطلا فنواصل الأقداحا
حيث السرور بنا ألمَّ معاوداً / أيام كنت من اللغوب مراحا
حيث الحمى وطني وسكان الغضى / لي جيرة عنهم تركت براحا
حيث العتيق منازلي وتلاعه / سكني ووردي الماء فيه مباحا
وأُهَيلُهُ أَرَبي وظلُّ نخيله / يا صاح منتزهي مسا وصباحا
ببروقه وجدي وفي نسماته / طربي ورملة وادييه مراحا
قسما بمكة المقام ومن أتى / تلك الأماكن في الحجيج وراحا
وسعى وطاف وجاء ملتمسا إلى ال / بيت الحرام ملبِّياً سياحا
ما رنحت ريح الصبا شيح الربا / إلا وقلبي بالحجاز تلاحى
أو شمت بارقة لمن قتل الهوى / إلا وأهدت منكمو أرواحا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025