القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الصوفيّ العُماني الكل
المجموع : 2
قُمْ بالغُدُوِّ وأترِع الأَقْداحا
قُمْ بالغُدُوِّ وأترِع الأَقْداحا / واشربْ عَلَى نَغَم الهَناءِ الرَّاحا
والثِمْ بنفسجَ ثغرِها مَشْمولةً / أَرج الهنا فلم يزل نَفّاحا
وانعشْ بكأس الراح روحَ حياتنا / أَوْ مَا ترى ساقي الهَنا مرتاحا
نشوانَ من طربِ السُّرور وهكذا / كأسُ المَسرَّة لَمْ يزل رَنّاحا
قم فاسقِنيها إِنْ تِشأْ ممزوجةً / ماءَ الحياة وإِنْ تشأ فقُراحا
نسجَ الزمانُ من السرور أَديمها / فلذاك صَفق بالهناءِ وباحا
رقصتْ لياليه فبِتْنا نَجتَلِي / وجهَ البشائر غُدوةً ورَواحا
قطفتْ يدُ الأَفراحِ زهرةَ أُنسِها / فغدتْ تفوح بنفسجاً وأَقاحا
رقَّ الزمانُ لَطافةً فكأنما / نثر السرور بصحنه أفراحا
وزهتْ عروسُ البِشْر تَحْتَ بهائها / فتُخال من فَرْطِ الدَّلالِ رَداحا
خلعتْ ليالي الدهرِ حُلةَ نَسْجِها / وتلبَّست سعدَ السعود وِشاحا
وتَرنَّمت وُرْقُ التَّهاني سُجَّعاً / ببديع نظم يسلبُ الأرواحا
وسَختْ أيادي السُّحبِ تُمطر بالحيا / فرحاً وكُنَّ بوَبْلِهِنَّ شِحاحا
واخضرَّ وجهُ الأرضِ وابتسم الحَيا / وتَرنَّح الزمنُ الطَّروف جِماحا
أنسٌ بِهِ رقَص الزمانُ ومن بِهِ / وبنَشْرِه أَرجُ البشائر ماحا
فهُرزت من طرب كَأَنَّ جوانحي / سيف الأمير إذَا أراد كفاحا
ملك سمتْ فَوْقَ السما عَزماتُه / ولَطار فِيهَا لَوْ أُعيرَ جَناحا
جاد الزمانُ وَمَا أجاد بمثله / أَتُراه يدرك بعد ذَاكَ سَماحا
قَدْ كانتِ الدنيا وَلَيْسَ بجِيدها / حُلْيٌ مقلَّدها الثنا أَوْضاحا
دِرعٌ حمى روحَ الخلافةِ وانتضى / سيفاً تقلَّده الزمانُ سلاحا
لا ضيرَ إِنْ شَحَّ السحابُ بمائه / فيداه تُمطر عَسْجداً سَحّاحا
عَلَم بنتْه المَكْرُمات وأَوقدتْ / فِي رأسه لمن اهتدى مصباحا
زانتْ بك الأيام فهْيَ عرائسٌ / مَرِض الزمانُ فعُدن منك صِحاحا
زُفَّت وَقَدْ مُلئت سروراً مذ رأت / طيرَ الهناءِ بفضلكم صَنّاحا
جاءتْ تقبِّل راحَتَيْك وهكذا / من شَفَّه مرضُ الصبابة باحا
تختال فِي مرح السرورِ كَأَنَّها / يوم الخِتان تتوَّخت أفراحا
يومٌ عَلَى فَلك السِّماكِ تطايرتْ / أَفراحُه فأزالتِ الأَتْراحا
عَمَّ البسيطة ناشِراً أعلامَه / بِشْراً فَطَمَّ مَهامِهاً وبِطاحا
يومٌ تَضَمَّخ بالفَخارِ أَديمُه / فغدا بسطح الفرقدين وراحا
فانْعَمْ نَعِمْت أبا سعيد إنما / بختانِ نجلِك قَدْ نعمتَ صباحا
رَبَّته قابلةُ الخلافةِ فانْتَشا / بَعْلاً لَهَا فلَيهنأنَّ نِكاحا
بسعيدَ قَدْ سعد الزمانُ وأهلُه / وبسعدِه نال الأنامُ فَلاحا
فَلْيَهْنَ عرشُ الملكِ بالسِّبط الَّذِي / لا زال يرجو الملكُ منه نجاحا
غضنٌ نَشا من دَوْحَةِ الشرفِ الَّتِي / أضحى الزمانُ بزَهْرها نّفّاحا
مَا أُغلِقت طُرق المكارمِ مذ غدا / مفتاحُ مجدهمُ لَهَا مفتاحا
قوم تَزاحمتْ الفضائلُ فيهمُ / حَتَّى اجتمعْنَ فلم يجدنَ سَراحا
والدهرُ أَفصحَ عن بدائعِ مجدهم / عَلَناً يُحدِّث عنهمُ إِفصاحا
حُقِنت دماءُ المجدِ لما أن غدا / سيفُ العلى بيمينهم سَفّاحا
ي أَيُّهَا الملك الَّذِي إنعامُه / أضحى بِهَا كفُّ الندى مَنّاحا
أَحْجرتَ عرشَ الملكِ حين قهرتَه / والمالُ فِي كفيك صار مُباحا
فَلأَنتَ روحُ الكونِ أنت حياتُه / لولاك كَانَ أُولو النُّهى أشباحا
كتبتْ دواوينُ المكارمِ منكمُ / صُحُفاً طُبِعن فأَعْيتِ الشُّرّاحا
فغدا لسانُ الكونِ ينطق جَهرةً / فمديحُكم قَدْ أَفْحمَ المُدّاحا
كم ذا أُشمِّر ساعِديّ فأَنثني / عجزاً فأُرهِق بالرجوع جِراحا
فأُرَدّ والأوهامُ تَعتِب فكرتي / فأرى الفتور عن المديح جُناحا
فأَتيتُ أَظلَع والمعارك ضلَّع / مَاذَا البِراز وَلَمْ أكن رَمّاحا
لكنما عجزي وذَريعَتي الَّتِي / قَدَّمتها بيد المليك صُراحا
فمشيتُ فِي حُلل الحَيا متعثراً / ويدُ الرجاءِ تُلحُّنى إِلحاحا
ثقتي بأن مدائحي مقصورةٌ / فِيهِ وَلَمْ تر فِي سواه مُراحا
فجثوتُ والركبانُ حولي جُثَّماً / وعليهِمُ مطر السَّخا نَضّاحا
فطفقتُ من جَذلٍ أَمجُّ مَدامعي / عجباً من السَّرّا أَكُنْ نَوّاحا
نَشر الزمانُ من السرورِ جَناحاً
نَشر الزمانُ من السرورِ جَناحاً / وغدا الهناءُ بِبِشْره صَدّاحا
وارتجَّتِ الأكوانُ من فرحٍ وَقَدْ / لبس الزمان من السرور وِشاحا
وافْتَرَّ ثغرُ الدهرِ يَبْسِم بالهَنا / والأرضُ من فرحٍ تَمُجّ الراحا
والطيرُ تهتف بالهَديل تَرنُّماً / طرباً وتَصْدَح غُدوةً ورواحا
والدَّوح صَفّق بالغصونِ وَقَدْ زَها / زهرُ الرياضِ بنفسجاً وأَقاحا
فرحاً بمن سَنَح الزمانُ بوصلِه / وسَخا فأَنْعَم بالوصول صباحا
ملكٌ بِهِ تزهو الحياةُ فأَنعِموا / أَهلَ الزمان وقَدِّموا الأَرواحا
ما إِن لَنَا يومٌ تَطيب نفوسُنا / فِيهِ كيوم بالمُملك لاحا
يومٌ بِهِ سَفَر الزمانُ وَضاءةً / وبنَشْرِه أَرَجُ البشَائِر فاحا
وتَرنّحت أعطافُ كلِّ أريكةٍ / شوقاً لمن ملأ الزمان سماحا
فَلْيهنَ عرشُ الملك وَلْيهنَ الدَّنا / ولْيهنَ كلُّ مهنّدٍ سَفّاحا
ولْتطمئنَّ نفوسُ أشباحِ العُلا / ولْنهتدِي بضيائِه مصباحا
بأبي سعيد قَدْ سَعِدنا فَلْيعشْ / سلكانُنا بحلاله مرتاحا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025