القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الأَبّار الكل
المجموع : 4
نورُ الهداية ما أضاءَ ولاحا
نورُ الهداية ما أضاءَ ولاحا / فقِفِ السّفينَ وبَشّر المَلاحا
وَسَنى الإمارَة ما تطَلّع في الدُّجى / مِنْ قبْل إسْفارِ الصّباح صبَاحا
فَاعْقِل بِأبْحُرِها جَواريكَ التي / جَازَتْ إلى الفَوْزِ الرّباحِ رِياحا
واعقِد بمظهرِها وحَسبُك مطمَحا / طَرْفاً إلى أمثالِها طمّاحا
هذي مَطالعُ نجلِها بل نَجْمِها / تَصفُ السماء وبَدْرهَا الوَضّاحا
قَدْ أوتِيَتْ من كلّ حسنى سُؤْلها / بَأساً تُسعّرُ نَارُهُ وَسمَاحا
فَامْثُلْ بِنَاديها الذي فاضَ النّدى / مِنْ جَانِبَيْهِ فَسَحّ ثُمَّتَ ساحا
والْثمْ أنامِلَ شَرّفتْ ما صرّفَتْ / صُحُفا تناذَرَها العِدى وصِفاحا
واصدف عن البحرِ الذي ألْفَيتَه / ثَمداً لِبَحر نوالِها ضَحضَاحا
واصْدُرْ عَن الملحِ الأجاجِ مُسوّغاً / عَذْباً فُرَاتاً للسّمَاحِ قَراحا
وكَفاك لُبّا أن تُجاوِر دونَه / مَلِكاً لُباباً في المُلوكِ صُراحا
يا حَبّذا يعتام أشرَفَ غايَة / لا تَبْتَغي عَنها الوُفُودُ سَراحا
بُشْرى لآمالٍ جَنَتْ مَنْ أمّها / في يَمِّها طَيّ النجاة نَجاحا
ولأنْفس جَنَحَتْ إلى سُلْطانِها / فَضَفَا عَلَيهِنَّ القُبولُ جَنَاحا
رَكِبَتْ إلى الكرَم الجموح عنانُه / سَلْسَ العِنانِ وإنْ أسَرَّ جِماحا
طَفَح السّماحُ لها فلَمْ تَعْبَأ بِهِ / بَحْراً يَعُبُّ عُبَابُه طَفّاحا
حَيّتْ أبَا يَحيى الأمِيرَ وإنّما / حَيّتْ بِه الأنْسامَ والأَرواحا
مَلِكٌ تَبحْبَحَ في المكارمِ والعُلى / وتَتَقيل الإصْلاحَ والإسْجاحا
مَلأ البسيطَة مَا لَهُ مِنْ بَسْطَةٍ / خَيْلاً أغَاثَ بِهَا الهُدَى وسِلاحا
وأبادَ مَنْ ألِفَ العنادَ فَلمْ يدَعْ / حَيّاً بأَطرافِ البلادِ لقاحا
كُفِيَ القتال فسَعدُه يغشى الوَغى / قدَراً مُبيراً لِلْعُدَاةِ مُتاحا
جُنْدُ السعودِ كَتيبةٌ مَنصورَةٌ / تَتْلو كتِيبَتَهُ الرّداحَ رَداحا
يَنْميهِ لِلشّرف الذِي لا يُرْتَقى / بَيْتٌ غَدَا جَار النجوم وَراحا
مِنْ دَوْحةِ المَجْد التي أعراقها / وغُصونُها لا تُشْبِهُ الأدْوَاحا
ومَعَادِن الكَرَم التي أَوصافها / تستغرقُ الأوصافَ والأمداحا
كالطّود إلا عِندَ نَغْمة مادِحٍ / فَهُناك يَجْمعُ لِلأناة مُزَاحا
يَهْوى التواضعَ وهوَ في بيْتِ العُلى / ويَرى الفخار بِما حواهُ جُناحا
يَلْقى الخُطُوب بغُرّةٍ منْ شأنِها / أنْ تفضَحَ الإصْباحَ والمِصْباحا
وأسِرّةٍ عَنْ بشْرِها ورُوائِها / نَروِي أحاديثَ السّماح صِحاحا
كالبَرْقِ لمّاعاً يُبَشِّر بالحَيا / مَنْ بات يَحْسَبُ خفقَهُ لَمّاحا
يَا أيُّها المَنْصُورُ بُشْرَى بالَّتي / أوْقَعْت فيها بالعِدى سَفّاحا
مَهّدْتَ أكْنافَ البَسيطَة بَاسِطاً / يدَكَ العليةَ باللُّهى مَيّاحا
ومحَوْتَ آثارَ الفَسَادِ فعُوّضَت / بِظُباكِ أمنا شَامِلاً وصَلاحا
دُنْيَا كَمَا طَلَعَ الرّبيعُ فلا تَرى / إلا تِلاعاً نضْرَةً وَبِطاحا
وإياَلةً مَهْديّةً عُمَريّةً / أوْدى بِدَعْوَتِها الضّلالُ وَطاحا
طابَ النسيمُ بِما حوَى مِنْ طِيبِها / فيهبُّ مِنْ تِلْقَائِها نَفّاحا
حَسْبِي على البابِ الكريمِ وِفَادَةٌ / جُعِلَت لأبوابِ الغِنى مِفْتاحا
قَضَت السعادةُ أنْ أطولَ بِها يَداً / في الوافِدينَ وَأن أفوزَ قِدَاحا
جُمل من البرَكاتِ أقْنعت المُنى / لَو أنّني أقْنَعْتُها إيضاحا
لكِنْ عَلَيّ بأن أقومَ بِشكرها / غَرِداً عَلَى أفْنانِها صَدّاحا
طَلَعتْ عَليكَ معَ المساء صَبَاحا
طَلَعتْ عَليكَ معَ المساء صَبَاحا / فوَشى بِمِشْيَتِها النسيمُ وَباحا
ما في قِوَى الأرواحِ كتمان الشذى / أفضحْ بِمَنْ يَستَكْتمُ الأَرواحا
هَيْفَاءُ لم تنهَض بِخصْرٍ أهْيَفٍ / إلا وَنَتْ رِدْفاً يَنُوءُ رَدَاحا
خَصْراً إذا مَازال عَنْهُ وشاحُه / ثَبتَتْ ذَوائِبُها علَيهِ وِشَاحا
أعْدى شَمائِلها فَكادَت رقّةً / تَسْري نَسيماً بُكْرَةً ورَوَاحا
تَعِس المُفَنِّد هبّ يَلْحى في الهَوى / ما لاحَ مِنْ رُشْدٍ لَهُ إذْ لاحا
يَبْغِي لدَيّ مَع العلاقة سَلْوَةً / أَرَأَيتَ مَحْظوراً يُعَدُّ مُبَاحا
باللّهِ كَيْفَ يفيق مِن سَكرَاتِه / مَنْ نَادم الأحْدَاق والأقْدَاحا
ما ضَرّ قَاتِلَة النُفوسِ بِدَلّها / أَلا تُقلدَ من سِواه سِلاحا
لَم تُرسِل الطّرف المعلّم صَيدُها / إلا استَباحَ الأصْيَد الجَحْجاحا
بِأَبي التي نَهَدَتْ لِحَرْبِيَ ناهِداً / في السِّلْم تَعْتَقِلُ الثدي رِماحا
تُفاحَتانِ بِخُوطِ بَانٍ بَانَتا / ما البانُ مِما يُثْمرُ التُّفاحا
أَلِفَ التأوُّدَ عِطْفُها فَتَخالُه / غُصْناً وإنْ لَمْ يَأْلَفِ الأدْواحا
وَكأنّما سُقِيَ النَّعيم سُلافَةً / فاهتَزَّ مِنْ طَربٍ لها وارْتاحا
راضَت محاسِنُها الجَموحَ على الهَوى / فانْساقَ حتّى ما أطاقَ جِماحا
كمْ بارقٍ بَيْنَ العُذَيب وبارقٍ / يبْدو لَزنْدِ صَبَابَتي قدّاحا
هَجَع الخَليُّ بِهِ وبِتُّ مقلِّباً / طَرْفاً إلى إيماضِهِ طَمّاحا
كَلِفاً بأيّامٍ سَلَفْن خِلالَها / خَلَّفْنَ ذِكْرَ عُهُودِها نَفّاحا
إنّي لأجنَحُ للأوانِسِ كالدُّمى / سَلِسَ العِنان ولا أخَافُ جُناحا
وأقومُ في النّادي أُحَدِّث بالنّدى / سَكِراً يُضَمِّخُ طِيبُه الأَمداحا
لا يُنْفِدُ الأَرباحَ آمِلُ دَولَةٍ / حَفْصِيَّةٍ رَأَتِ السّماحَ رباحا
هَذي مَواهِبُها تُفاضُ على الوَرى / كالغَيْثِ طَبَّق أجْبُلاً وَبِطاحا
وإِذا صُراحُ المَدْحِ لاقَى رَبّها / لاقى لُبَاباً في المُلوكِ صُراحا
قَسَماً بِيَحيى المُرْتَضى لَقَدِ انْتَضى / مِنْ بَأْسهِ مِثْلَ الصِّفاحِ صِفاحا
وقَضى على العافي مُقيد جُودِهِ / ألا يُسَرّحَ عَنْ ذَراهُ سَراحا
ما أوْضَحَ البُرهانَ إنَّ له العُلى / عادِية والسُّؤدَد الوَضّاحا
حاطَ الهُدى بجِلادِهِ وجِهادِهِ / فَكَبا لِمِعْطَسِهِ الضّلال وَطاحا
لا تأْتَلي الأقْدارُ تُولِي قَدْرَهُ / فَتْحاً إِذا ما حاوَلَ اسْتِفْتَاحا
وَلهُ الجِيادُ بدت ظِباءً في الوَغَى / وعَدَتْ لِتَقْتلِعَ العُدَاة رِياحا
ما أصبَحَتْ عُرْساً ترنُّ قِيانُها / إلا وأمْسَتْ مَأتَماً ونُواحا
أمْضى من الماضين عزْماً صادِقاً / يَسْتقْصرُ المَنْصورَ والسفّاحا
لا غَرْوَ أن كَمُلَت أدِلّةُ فَضْله / لمّا بدا فَضْلُ الكَمالِ وَلاحا
فالبَدْرُ غاضَ بوَجْهِهِ إِشراقُه / والبَحْرُ آضَ لِكَفّه ضَحْضاحا
وافى لِما نَقَص المُلوكُ مُتَمِّماً / فاستَعمَلَ الإصلاح والإسْجاحا
الطولُ بَين يَمينِه وجَبينه / ما نَعَّم الأشْباح والأرواحا
قد ألْقَحَ الحَرْبَ العَوانَ فلم يدَعْ / حَيّاً بأجْوازِ الفَلاة لَقاحا
هَذا العُدا مُتلاقِيا فِئَة الهُدَى / فَتَقَسّمُوا الأتراحا والأفراحا
إنْ كانت الأيّام بُهْما قَبْلَه / فَلَشَدّ مَا كُسيَتْ بِهِ إِفْصاحا
أو لُحْن مَرْضَى لا شِفاءَ لِسُقْمِها / فَالآن لما صحَّ رُحْن صَحاحا
للّهِ أَضْحَى زَانَهُ بِبَهائِهِ / كالشّمْسِ زَانَ شُعاعُها الإصْباحا
عِيدٌ بإنْجازِ الوُعُودِ مُبَشِّرٌ / مَا انْحَازَ مِنْهَا جَانِباً وانْزَاحا
إنَّ الأمِيرَ وخُلّدَت أيّامُهُ / وَسعَتْ سَعَادَتُه الوجودَ صَلاحا
جُعِلَ الزمانُ بِه رَبيعاً كُلُّه / فَجَعَلْت رَيْحَاناً حُلاه وَرَاحا
يا أهْلَ وِدّي لِم أرومُ تَدانِياً
يا أهْلَ وِدّي لِم أرومُ تَدانِياً / مِنكُم ودَارُكُمْ تَبينُ وتَنْزَحُ
إنْ كانَ جِسْمي شَطّ عَنْ مَثواكُمُ / فَالْقَلْبُ ثَاوٍ بينكُم لا يَبْرَحُ
هذِي الجَوانِحُ بالجَوَى مَمْلوءةٌ / مِمّا أَميلُ لَكُم ومِمّا أجْنَحُ
لا تَحْسَبوا الرّيح السّموم هِيَ التي / هَبَّت عَلَيكُم في الهَواجِرِ تَلفَحُ
أنفاسِيَ الصُّعَداءُ تِلكُم هاجَها / شَوْقٌ إليْكُم بالفُؤادِ مُبَرِّحُ
مَلَكَتْ جَوارِحه عَلَيْهِ جِرَاحُه
مَلَكَتْ جَوارِحه عَلَيْهِ جِرَاحُه / فَشِفَاؤُه لا يُرْتَجى وسَرَاحُهُ
عَارٍ لأبْكَار الخُطُوبِ وعُونِها / غِيضَتْ مَوَارِدُهُ وَهِيضَ جَنَاحُهُ
لَمْ يَعْتَرِضْهُ مَسَاؤُهُ بِمَساءةٍ / إلا وضَاعَفَها عَلَيْهِ صَبَاحُهُ
حَسَرَ العِمَامَة حَسْرَةً لِعُمومِها / بَلْوَى أشادَ بشَكْوها إفْصَاحُهُ
وحَديثُه كَمَدٌ عن الأفقِ الذي / تَصِفُ الجنانَ تِلاعُهُ وبِطاحُهُ
تَجْري حَثِيثاً تَحْتَه أنْهَارُه / وتَميسُ لِيناً فَوْقَهُ أدْوَاحُهُ
قَد أُسْلِمَ الإسلامُ فيهِ إِلى العِدى / فَأسَاهُ بَرْحٌ لا يُتاحُ بَرَاحُهُ
لمّا تحَجَّبَ في النّوى منْصُورُهُ / أنْحَى عَلَيْهِ بِسَيْفِهِ سَفّاحُهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025