المجموع : 9
إنسان عيني ساهر بك سافح
إنسان عيني ساهر بك سافح / يا أيُّها الإنسان إنكَ كادح
وجوانح ملئتْ عليكَ تحسراً / هذا وهنّ إلى لقاكَ جوانح
يا معرضاً قلبي عليه ومدمعي / هذا مقيم هوًى وهذا نازح
يا يوسف الحسن البديع جماله / والله ما عيشي بهجرك صالح
إن كان وجهك بدر سعد إنَّه / من لحظك الفتَّاك سعدُ الذابح
ما ضرَّ مثلك لائم إلاَّ كما / قد ضرَّ أقمار الدجنَّة نابح
ولقد يجدد فيك جرح حشاشتي / طيرٌ على البان المرنَّح صادح
يا فرط ضعفي حيث صرت فريسة / وحمام بانات الحمى لي جارح
عجباً لشخصك نافراً جرح الحشا / فهو الغزال لديَّ وهو الجارح
وتغزل الأشعار فيك كواسد / ولهنَّ في مدح الجمال منادح
وفي ابن محمود المحامد حقها / فغدت إلى علياه وهي طوامح
وزكت أحاديث الورى عن مجدِهِ / فجميع ما يحكون عنهُ مدائح
الكاتم الصدقات وهي شهيرةٌ / كالمسك يكتم وهو شيء فائح
والقائل الكلمات يقدر قدرها / سوَر الكلام كأنهنَّ فواتح
من كلِّ ساجعة السطور كأنما / همزاتها وُرْقٌ هناك صوادح
وفريدة قد أقرحت عن مثلها / فطن الورى فلذاك قيل قرائح
وَارِي الزنادِ فضائلاً وفواضلا / هذا وما فيه لعمرك قادح
يجدي ويسبح في الثناءِ فيحتوي / أمد العلى فهو الجواد السابح
ويزين رفعة بيته بجلالهِ / فكأنَّما هي في السماء مصابح
في كفِّهِ قلمٌ كأنَّ رِشاءه / للرزقِ والدرر النفيسة مائح
خافت مهابته الرماح فأذعنتْ / حتَّى تخوّفه السماكُ الرامحُ
يا مانحي غرر اللهى متبسِّماً / والعام مغبرّ الأسرَّة كالح
جرَّدتني سيفاً بمدحك قائماً / حتى تضمّ عليَّ ثرايَ صفائح
فلأشكرنَّك في القريض بسبّق / مع أنها عمَّا بلغت طلائح
ومن المكارم أن تسامح عجزها / إنَّ الكريم ابنَ الكريم مسامح
هل بعد وجهك للرجاءِ نجاح
هل بعد وجهك للرجاءِ نجاح / أو بعدَ شخصك في الحياة صلاح
يا راحلاً تجبُ القلوبُ لفقده / الصبر يمنع والبكاء يباح
لا غَرْوَ أن تذري الدموع أجاجها / ونداكَ عذبٌ في الأكُّفِ قراح
لهفي عليكَ لراحةٍ مزنيةٍ / تعيي الغيوث وغيثُها سحاح
لهفي عليكَ لهمَّةٍ علويةٍ / تغضي النجوم وطرفها طماح
لهفي عليكَ لئن خلعت شبيبةً / كانَ الزمان لحسنها يرتاح
لهفي عليكَ لئن أثرت مراثياً / كنَّا نؤمل أنَّها أمداح
ما كان سلخ العام إلاَّ طالعاً / لقلوبِنا فيه عليك جراح
آهاً لفقدك إنَّه الفقد الذي / نسخت بيوم عزائهِ الأفراح
ما كانَ يا ابن الفتح يومك بالذي / فيهِ لِباب تصبرٍ مفتاح
تبكي عليكَ يراعةٌ وبراعةٌ / وفصاحةٌ وزجاجةٌ وسماح
تبكي عليكَ من العلوم صحائفٌ / ومن الجيوش أسنَّةٌ وصفاح
تمسي إذا ذكرت يراعك بينها / ودموعها بدل السلاح سلاح
تبكيكَ للنعماءِ آل مقاصدٍ / كانت بسجلك في الندى تمتاح
تبكيك للودّ الصحيح صحابةٌ / لبكائِها نسبٌ عليكَ صراح
هذاك عوَّام بدمعِه وذا / حدّ الهموم لقلبهِ جراح
تبكي عليك منازلٌ بالرُّغم أن / هبط الترابَ هلالها الوضاح
كانَ الحمامُ بها يغرِّد فرحةً / فاليوم تغريد الحمام نواح
هل تعلم الورقاء أنِّيَ مثلها / لو كانَ لي بعد الفقيد جناح
واحسرتاه لجوهريّ فضائل / ما بعد رؤياه القلوب صحاح
أيَّام كمل فضله وتباشرت / قصَّاده فغدوا إليه وراحوا
وثناه عن عذلِ العواذِل في الندى / رأيٌ يرى أن السماح رباح
وغدا ودولة عيشه أمويةٌ / حتَّى أنتضي سيف الردى السفاح
هنَّ الليالي الضاربات على الورى / بنجومِها فكأنَّهنَّ قداح
يسطو على الآجالِ رمح سماكها / ولتسطونَّ على السماك رماح
ما أعدلَ الدُّنيا وإن جارت بنا / لم يبقَ مِجزاع ولا مِفراح
أعظم بها من حكمةٍ محجوبةٍ / ما للتعمُّق نحوها إيضاح
أمَّا الجسوم فللتراب غيابها / وإلى مقدّر خلقها الأرواح
جادت صلاح الدِّين تربك مزنةٌ / فيها لأحوال الثرى إصلاح
تبكي على خدِّ التراب غيومها / فتظلُّ باسمة ربىً وبطاح
حتَّى كأنَّ ربيعها ونسيمها / نعمى يديكَ وذكركَ الفيَّاح
شغلَ القرائح بالدعاءِ الصالح
شغلَ القرائح بالدعاءِ الصالح / إشغالُ وقتك عن قريض المادح
شغلاً وتدبيراً بمملكةٍ رأت / منك الجميلَ فأعرضت عن طامح
لا طعنَ في قلم شرعتَ بدولةٍ / إن كانَ يطعنُ في السماك الرَّامح
يا صاحب الدعوات والبركات أيّ / مدائح تولي وأيّ قرائح
يا موثراً كتمَ الهباتِ وكتمها / كالمسك لا يزدادُ غيرَ نوافح
الله يعلمُ ما تكنّ من الدعا / والحمد عجز أو مخافة كاشح
أقسمت يا موسى الزمانِ لقد وفا / بالصدقِ من أثنى عليك بصالح
كن كيفَ شئتَ فلا براح
كن كيفَ شئتَ فلا براح / أنتَ المنى والإقتراح
أنتَ الذي لا بأسَ في / تلفي عليكَ ولا جناح
لكَ وجنةٌ خسرانُ قل / بي في محبتها رباح
من صدّ عن نيرانها / فأنا ابنُ قيسٍ لا براح
حيى الحيا قبراً بررت نزيله
حيى الحيا قبراً بررت نزيله / بمنائحٍ مبرورةٍ ومناح
وعزٍّا كبتّ به العدَى لما رأوا / من رفعِ منزلة وفيض سماح
من كانَ يكبت بالعزاءِ عداتهُ / والحاسدين فكيف بالأفراح
يا سيِّد العلماء راقَ شعارُهُ
يا سيِّد العلماء راقَ شعارُهُ / وكلامه كأبيهِ لما يمدح
ما أحسنَ العذبات لائقةً بكم / أما شعاراً أو لساناً يفتح
ملك الزمان وجيشه في أحمرً
ملك الزمان وجيشه في أحمرً / يبدو وللإسلام نصرٌ واضح
فكأنَّ بحراً قد جرى بدم العدَى / والقوم فيه والجياد سوابح
وحديقة واصلت خلوتها
وحديقة واصلت خلوتها / ما بين مغتبق ومصطبح
فإذا أخذت بظلِّها قدحاً / غنت حمائمها على قدحي
تركَ الأسى إنسانُ عيني بعدكم
تركَ الأسى إنسانُ عيني بعدكم / أبداً يغادِي لوعةً ويراوح
تعبان ذا سهرٍ وسحِّ مدامعٍ / يا أيُّها الإنسان إنَّك كادح