القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 9
إنسان عيني ساهر بك سافح
إنسان عيني ساهر بك سافح / يا أيُّها الإنسان إنكَ كادح
وجوانح ملئتْ عليكَ تحسراً / هذا وهنّ إلى لقاكَ جوانح
يا معرضاً قلبي عليه ومدمعي / هذا مقيم هوًى وهذا نازح
يا يوسف الحسن البديع جماله / والله ما عيشي بهجرك صالح
إن كان وجهك بدر سعد إنَّه / من لحظك الفتَّاك سعدُ الذابح
ما ضرَّ مثلك لائم إلاَّ كما / قد ضرَّ أقمار الدجنَّة نابح
ولقد يجدد فيك جرح حشاشتي / طيرٌ على البان المرنَّح صادح
يا فرط ضعفي حيث صرت فريسة / وحمام بانات الحمى لي جارح
عجباً لشخصك نافراً جرح الحشا / فهو الغزال لديَّ وهو الجارح
وتغزل الأشعار فيك كواسد / ولهنَّ في مدح الجمال منادح
وفي ابن محمود المحامد حقها / فغدت إلى علياه وهي طوامح
وزكت أحاديث الورى عن مجدِهِ / فجميع ما يحكون عنهُ مدائح
الكاتم الصدقات وهي شهيرةٌ / كالمسك يكتم وهو شيء فائح
والقائل الكلمات يقدر قدرها / سوَر الكلام كأنهنَّ فواتح
من كلِّ ساجعة السطور كأنما / همزاتها وُرْقٌ هناك صوادح
وفريدة قد أقرحت عن مثلها / فطن الورى فلذاك قيل قرائح
وَارِي الزنادِ فضائلاً وفواضلا / هذا وما فيه لعمرك قادح
يجدي ويسبح في الثناءِ فيحتوي / أمد العلى فهو الجواد السابح
ويزين رفعة بيته بجلالهِ / فكأنَّما هي في السماء مصابح
في كفِّهِ قلمٌ كأنَّ رِشاءه / للرزقِ والدرر النفيسة مائح
خافت مهابته الرماح فأذعنتْ / حتَّى تخوّفه السماكُ الرامحُ
يا مانحي غرر اللهى متبسِّماً / والعام مغبرّ الأسرَّة كالح
جرَّدتني سيفاً بمدحك قائماً / حتى تضمّ عليَّ ثرايَ صفائح
فلأشكرنَّك في القريض بسبّق / مع أنها عمَّا بلغت طلائح
ومن المكارم أن تسامح عجزها / إنَّ الكريم ابنَ الكريم مسامح
هل بعد وجهك للرجاءِ نجاح
هل بعد وجهك للرجاءِ نجاح / أو بعدَ شخصك في الحياة صلاح
يا راحلاً تجبُ القلوبُ لفقده / الصبر يمنع والبكاء يباح
لا غَرْوَ أن تذري الدموع أجاجها / ونداكَ عذبٌ في الأكُّفِ قراح
لهفي عليكَ لراحةٍ مزنيةٍ / تعيي الغيوث وغيثُها سحاح
لهفي عليكَ لهمَّةٍ علويةٍ / تغضي النجوم وطرفها طماح
لهفي عليكَ لئن خلعت شبيبةً / كانَ الزمان لحسنها يرتاح
لهفي عليكَ لئن أثرت مراثياً / كنَّا نؤمل أنَّها أمداح
ما كان سلخ العام إلاَّ طالعاً / لقلوبِنا فيه عليك جراح
آهاً لفقدك إنَّه الفقد الذي / نسخت بيوم عزائهِ الأفراح
ما كانَ يا ابن الفتح يومك بالذي / فيهِ لِباب تصبرٍ مفتاح
تبكي عليكَ يراعةٌ وبراعةٌ / وفصاحةٌ وزجاجةٌ وسماح
تبكي عليكَ من العلوم صحائفٌ / ومن الجيوش أسنَّةٌ وصفاح
تمسي إذا ذكرت يراعك بينها / ودموعها بدل السلاح سلاح
تبكيكَ للنعماءِ آل مقاصدٍ / كانت بسجلك في الندى تمتاح
تبكيك للودّ الصحيح صحابةٌ / لبكائِها نسبٌ عليكَ صراح
هذاك عوَّام بدمعِه وذا / حدّ الهموم لقلبهِ جراح
تبكي عليك منازلٌ بالرُّغم أن / هبط الترابَ هلالها الوضاح
كانَ الحمامُ بها يغرِّد فرحةً / فاليوم تغريد الحمام نواح
هل تعلم الورقاء أنِّيَ مثلها / لو كانَ لي بعد الفقيد جناح
واحسرتاه لجوهريّ فضائل / ما بعد رؤياه القلوب صحاح
أيَّام كمل فضله وتباشرت / قصَّاده فغدوا إليه وراحوا
وثناه عن عذلِ العواذِل في الندى / رأيٌ يرى أن السماح رباح
وغدا ودولة عيشه أمويةٌ / حتَّى أنتضي سيف الردى السفاح
هنَّ الليالي الضاربات على الورى / بنجومِها فكأنَّهنَّ قداح
يسطو على الآجالِ رمح سماكها / ولتسطونَّ على السماك رماح
ما أعدلَ الدُّنيا وإن جارت بنا / لم يبقَ مِجزاع ولا مِفراح
أعظم بها من حكمةٍ محجوبةٍ / ما للتعمُّق نحوها إيضاح
أمَّا الجسوم فللتراب غيابها / وإلى مقدّر خلقها الأرواح
جادت صلاح الدِّين تربك مزنةٌ / فيها لأحوال الثرى إصلاح
تبكي على خدِّ التراب غيومها / فتظلُّ باسمة ربىً وبطاح
حتَّى كأنَّ ربيعها ونسيمها / نعمى يديكَ وذكركَ الفيَّاح
شغلَ القرائح بالدعاءِ الصالح
شغلَ القرائح بالدعاءِ الصالح / إشغالُ وقتك عن قريض المادح
شغلاً وتدبيراً بمملكةٍ رأت / منك الجميلَ فأعرضت عن طامح
لا طعنَ في قلم شرعتَ بدولةٍ / إن كانَ يطعنُ في السماك الرَّامح
يا صاحب الدعوات والبركات أيّ / مدائح تولي وأيّ قرائح
يا موثراً كتمَ الهباتِ وكتمها / كالمسك لا يزدادُ غيرَ نوافح
الله يعلمُ ما تكنّ من الدعا / والحمد عجز أو مخافة كاشح
أقسمت يا موسى الزمانِ لقد وفا / بالصدقِ من أثنى عليك بصالح
كن كيفَ شئتَ فلا براح
كن كيفَ شئتَ فلا براح / أنتَ المنى والإقتراح
أنتَ الذي لا بأسَ في / تلفي عليكَ ولا جناح
لكَ وجنةٌ خسرانُ قل / بي في محبتها رباح
من صدّ عن نيرانها / فأنا ابنُ قيسٍ لا براح
حيى الحيا قبراً بررت نزيله
حيى الحيا قبراً بررت نزيله / بمنائحٍ مبرورةٍ ومناح
وعزٍّا كبتّ به العدَى لما رأوا / من رفعِ منزلة وفيض سماح
من كانَ يكبت بالعزاءِ عداتهُ / والحاسدين فكيف بالأفراح
يا سيِّد العلماء راقَ شعارُهُ
يا سيِّد العلماء راقَ شعارُهُ / وكلامه كأبيهِ لما يمدح
ما أحسنَ العذبات لائقةً بكم / أما شعاراً أو لساناً يفتح
ملك الزمان وجيشه في أحمرً
ملك الزمان وجيشه في أحمرً / يبدو وللإسلام نصرٌ واضح
فكأنَّ بحراً قد جرى بدم العدَى / والقوم فيه والجياد سوابح
وحديقة واصلت خلوتها
وحديقة واصلت خلوتها / ما بين مغتبق ومصطبح
فإذا أخذت بظلِّها قدحاً / غنت حمائمها على قدحي
تركَ الأسى إنسانُ عيني بعدكم
تركَ الأسى إنسانُ عيني بعدكم / أبداً يغادِي لوعةً ويراوح
تعبان ذا سهرٍ وسحِّ مدامعٍ / يا أيُّها الإنسان إنَّك كادح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025