ربع المنى بمنى نعمت صباحاً
ربع المنى بمنى نعمت صباحاً / وتبلجت فيك الوجوه صباحاً
وسقتك أخلاف الغمام عشية / دراً يروي من حماك بطاحاً
وعلا سحيق المسك نشرك كلما / نشر الربيع على ثراك جناحاً
ولبست من زهر الرياض ملأه / وعقدت فوق الجيد منه وشاحاً
قد طالما سامرت في جنح الدجى / أقمار حسنك لا أخاف جناحاً
وحلبت من رياك روح حشاشتي / وشربت فيك من المحبة راحاً
لله أيام مضت محمودة / طابت بجوك غدوةً ورواحاً
آنست فيها نور عطف أحبتي / ونشقت عطر رضاهم النفاحا
يا موسم الأحباب يا عيد المنى / وهلال سعد بالبشارة لاحا
هل لي عليك مع الأحبة وقفة / وجه النهار تجدد الأفراحا
بالله يا من عزمه أهدى لنا / طرفاً إلى نيل العلى طماحا
فصل السرى بعد السرى بنجائب / يطوين أكناف الحجاز مراجا
بلغ إلى ذات الستور رسالة / عمن إذا ذكرت صبا وارتاحا
يا ربة الحرم الممنع كم دمٍ / لبني الأماني دون وصلك طاحا
كيف السبيل إلى لقائك والفلا / قد حف دونك ذبلا وصفاحا
وإذا وصلت قباب سلع جادها / صوب المواهب هاطلاً سحاحا
فاجلس بإشراف موطن علقت به / غرر المعالي لا تروم براحا
فلقد نزلت من البسيطة منزلاً / رحب الجوانب للوفود فساحا
جمع المفاخر كلها بمحمد / أوفى الورى حلماً وأكرم راحا
أضحى به علماً لكل هداية / ولباب كل فضيلة مفتاحا
طابت بأحمد طيبة فأريجها / أذكى وأطيب من عبير فاحا
وسمت به أنوارها فلقد غدت / لمن استضاء بنورها مصباحا
هو سابق الأعيان إذ كتب اسمه / بالعرش ثمت أودع الألواحا
وهو الذي ختم النبوة فهي عن / اكتافه العطرات كن سراحا
ودعا إليها الخلق لا يألوهم / نصحاً وأوضحها لهم إيضاحا
فمن استجاب له فقد حاز الرضا / والأمن والتأييد والاصلاحا
ومن اعتدى ظلماً وخالف أمره / كانت عقوبته ظبا ورماحا
ماضي الأوامر لا مردّ لحكمه / فيما نهى عن فعله وإباحا
هو طاهر الأنساب لما يجتمع / أبوان في وقت عليه سفاحا
من عهد آدم لم يكن آباؤه / يرضون إلا بالعقود نكاحا
أكرم به بشراً نبياً مرسلاً / طلق المحيا بالندى نفاحا
ثبتا قوياً في الجهاد مؤيداً / ثقة أميناً في البلاغ نصاحا
يسمو على الشمس المنيرة وجهه / والبدر يحسد ثغره الوضاحا
ولبعض معجزه لتسبيح الحصا / والماء من بين الأصابع ساحا
والشرح والمعراج والذكر الذي / أعيا الباء القلوب فصاحا
وله اللواء وحوضه وشفاعة / تكفي المرهق جماحاً لواحا
ولسوف يعطيه الآله مقامه ال / محمود جل مهيمناً مناحا
يا خير من وقف المطى به ولو / جعل الوجى أجسامها أشباحا
وأحق من بذل الورى في حبه / ومزاره الأموال والأرواحا
إني وإن بعد المدى اشتاقه / أهدي السلام عشية وصباحا
وأود لو أني بحضرتك التي / شرفت فامنحك السلام كفاحا
أعددت مدحك في الحوادث جُنّة / وعلى الذنوب الموبقات سلاحا
فامنن عليّ بنظرة يحيي بها / قلبي ويصبح راضياً مرتاحا
فلأنت ملجؤنا الذي ما أمّه / منا فتىً إلا ونال نجاحا
وسأل لي الرحمن ثم لعترتي / صوناً وجاهاً شاملاً وفلاحا
وسلامة طول الحياة وراحة / بعد الممات وفي المعادر باحا
واسأل لأمتك الحيا غدقا فقد / فقد المزارع ماءها السحاحا
والأمن والعيش الرغيد ونضرةً / كاماقهم ومعونة وصلاحا
واسأل الهك أن يكون بقهره / لعدوهم مستأصلا مجتاحا
فلكم تملك جيشك المنصور من / ملك وجدك فارساً جحجاحا
صلى عليك الله ما سرت الصبا / وشدا حمام في الغصون وناحا