المجموع : 4
فتن الجمال وثورة الأقداح
فتن الجمال وثورة الأقداح / صبغت أساطير الهوى بجراحي
ولد الهوى والخمر ليلة مولدي / وسيحملان معي على ألواحي
يا ذابح العنقود خضب كفه / بدمائه بوركت من سفاح
أنا لست أرضى للندامى أن أرى / كسل الهوى وتشاؤب الأقداح
أدب الشراب إذا المدامة عربدت / في كأسها أن لا تكون الصاحي
هل لي إلى تلك المناهل رجعة / فلقد سئمت الماء غير قراح
رجعى يعود بي الزمان كأمسه / صهباء صارخة وليل ضاح
أشتف روحهما وأعطي مثلها / روحاً وأسلم ليلتي لصاحبي
روح كما انحطم الغدير على الصفا / شعباً ، مشعبة إلى أرواح
للحب أكثرها وبعض كثيرها / لرقى الجمال وبعضهما للراح
أنا لا أشيع بالدموع صبابتي / لكن ألف جناحها بجناحي
غذيتها بدم الشباب وطيبه / وهرقت في لهواتها أفراحي
إلفان في صيف الهوى وخريفه / عزا على غير الزمان الماحي
دعني وما زرع الزمان بمفرقي / ما كنت أدفنفي الثلوج صداحي
من كان من دنياه ينفض راحه / فأنا على دنياي أقبض راحي
إني أفدي كل شمس أصيلة / حذر المغيب ، بألف شمس صباح
لبنان يا وله البيان أذاكرٌ
لبنان يا وله البيان أذاكرٌ / أم لست تذكر نجدتي وكفاحي
قلبتُ باسمك كل جرح سائل / وركزت بندك عاليا في الساح
أنا إن حجبتُ فليسَ ذاك بضائري / وعلى الخواطر غدوتي ورواحي
تتحجبُ الأرواح وهي خوالدٌ / وترى العيونُ زوائلَ الأشباحِ
ولربما خدعتكَ صفحةُ هادىء-بني وفي الأحشاء عصف رياح /
ني إذا جنّت رياح سفينَتي / ذهبَ الجنونُ بحكمةِ الملاح
يا مصرُ ما نظمَ الجهاد قصيدة
يا مصرُ ما نظمَ الجهاد قصيدة / إلا استهلّ بذكركِ الفواح
أو سال جرحٌ من جبين مجاهدِ / إلا عصبتِ جراحهُ بجراح
بردى شقيق النيل منذ أميّة / جُمععنا على الأفراح والأتراح
نسبٌ كخدّ الوردِ في شفَةِ الضحى / يختال بين العاصِ والجراح
بردى، نظمتَ لنا الزمانَ قصائداً
بردى، نظمتَ لنا الزمانَ قصائداً / بيضاً وحُمْراً منْ ندىً وصفاحِ
في كلِّ رابيةٍ وكلِّ حنيةٍ / عصماءُ تسطعُ بالشذا الفواحِ
وعلى الضفافِ، إذا تموجتِ الضحى / لونانِ منْ أرَجٍ ومنْ تصَداحِ
والغُصنُ، في حِضنِ الرياضِ، وسادةٌ / نمتْ على عُنُقَينِ منْ تُفَّاحِ
متلازمينِ، توجَّسا إثمَ الهوى / فتخوَّفا طرفَ الضحى اللماحِ
كمْ وقفةٍ لي في ذراكَ وجولةٍ / شعريةٍ، وهوى الشآمِ سلاحي
فدَّيتُ ليلكَ، والكواكبُ في يدي / ولثمتُ بدرك، والضياءُ وشاحي
ليلٌ حريريُّ النسيجِ، كأنهُ / شكوى الهوى وصبابةُ الملتاحِ
باكرتُها، والزهرُ يَشْرَقُ بالندى، / في فتيةٍ شُمِّ الأنوفِ صِباحِ
أهلُ الندى والبأْسِ، إنْ تنزلْ بهمْ / تنزلْ على عربٍ هناكَ فصاحِ
الشَّامُ منبتُهمْ، وكمْ منْ كوكبٍ / هادٍ، وكمْ منْ بلبلٍ صداحِ
نسلتهمُ أمضى السيوفِ، فهذهِ / لابنِ الوليدِ وتلكَ للجراحِ
وطنٌ أعارَ الخلدَ بعضَ فتونهِ / وسقى المكارمَ فَضلةَ الأقداحِ
والشمسُ، فوقَ سهولهِ ونجودهِ، / عربيةُ الإمساءِ والإصباحِ