المجموع : 5
في أي روضٍ من رياضك أمرح
في أي روضٍ من رياضك أمرح / وبأيّ آلاءٍ لَدَيكِ أُسَبِّح
ثمرٌ على ثمرٍ وإن المُجتني / ليحار من عذب الجنى ما يطرح
بالشعر أم بالمقلتين معلَّقٌ / من ناظري وخواطري لا يبرح
تلك المحاسن في نُهاي جميعها / رفّافةٌ ومغرّداتٌ صُدَّحُ
فإذا غفوتُ فإِنني أُمسي بها / وعلى مغانيها الفواتن أُصبح
فيم الغدوّ غداً وأين رواحي
فيم الغدوّ غداً وأين رواحي / ويح الصباح لقد مضى بصباحي
عصفت علينا غير راحمة لنا / يا صفوة الأحباب أيّ رياح
عبثت بمعبود العيون وصيَّرت / كالورس لوناً توأم التفاح
ذهبوا به كالورد جافاه الندى / ومضوا به شبحاً من الأشباح
يا هاتفاً باسمي فديت منادياً / ردّ النداء عليه حرّ نواحي
يا آسي الآسي لممت جراحتي / وأسلت يوم نواك أيّ جراح
طأطأتُ للبين المشتت هامتي / وخفضت للقدر المغير جناحي
أيّ الليالي العاتيات سهرتها / في أيّ آلام وأيُّ كفاح
هدم الضنى العادي قويّ شكيمتي / وثنى معاندتي وردّ جماحي
وطغى على الملك الموسد بيننا / في لطف زنبقة وضعف أقاح
كيف المآب إلى مكان موحشٍ / متجهم العرصات قفر الساح
في كل ناحيةٍ خيالٌ هاتفٌ / ومذكر بجبينك الوضاح
وموسد كالطيف صاحٍ ليله / أمسيت أرعاه بجفنٍ صاح
عاد الشقي إلى قديم شقائه / ومحا من الدنيا السعادة ماحي
ويح الحياة اليوم أين جمالها / وعلامَ إخفاقي بها ونجاحي
أنت الذي وهب الحياة لميت / في الأرض منفرد بغير طماح
أشرقت في ظلمائها وغمامها / وطلعت مثل البارق اللماح
عجباً لقلبٍ هيض منكَ جناحُهُ
عجباً لقلبٍ هيض منكَ جناحُهُ / وجرى به نصلُ الندامة يذبحُ
ومضى الحمامُ يدبُّ فيه فإن جرت / ذكراك طار إليك وهو مجنَّح
لهفي على الناقوس بين جوانحي / وعلى بقية هيكل لا تصلح
لا فرق بين أنينه ورنينه / وصداه في وادي المنية أوضح
يا قلب صهباء الهوى وبساطه / وكؤوسه المتجاوبات الصُّدَّح
وقفٌ على متنقلين على الهوى / يبغون من لذّاته ما يسنح
متبدِّلين موائداً وأحبةً / ما خاب من حب فآخر يفلح
فالحبُّ آسيه وراء عليله / فيهم وبلسمه على ما يجرح
يا قلبُ ويح ثباتنا ماذا جنى / أترى شعاعاً في البقية يُلمح
يا أيها الحبُّ المقدَّسُ هيكلاً / ذاق الردى من عابديك مسبح
كثرت ضحاياه وطال قيامه / وصيامه فمتى رضاءَك تمنح
يا دوحة الأرواح يُحمد عندها / فيءٌ ويعبد زهرها المتفتح
أينال ظلك والرعايةَ عابثٌ / بجلالك البادي وآخر يمزح
ويبيت يحرمه قتيل صبابةٍ / قضّى الحياة إلى ظلالك يطمح
ليلى حببتك كالحياة وذقتُ في / ناديك كأساً بالأماني تطفح
فتكسرت قدح المنى ورجعت من / سقم الهوى وهزاله أترنح
نزل الستار على الرواية وانقضت / تلك الفصول وفُضَّ ذاك المسرح
ليلى أَبعدُكِ أم جفاؤكِ أفدحُ
ليلى أَبعدُكِ أم جفاؤكِ أفدحُ / والموتُ فيكِ أم الجنونُ الأربح
عجباً لقلبٍ هيضَ فيك جناحُه / وثوى به نَصلُ الندامةِ يذبحُ
ومضَى الحِمام يدبُّ فيه فإن جَرَت / ذكراكِ طارَ إليكِ وَهوَ مجنَّحُ
لهفي على الناقوسِ بين جوانحي / وعلى بقيةِ هيكلٍ لا تصلحُ
لا فرقَ بين أنينِه ورنينه / وصداه في وادي المنيَّةِ أوضحُ
يا قلبُ صهباءُ الهوى وبساطُه / وكؤوسُه المتجاوباتُ الصُدَّحُ
وقفٌ على متنقلينَ على الهوى / يبغون من لذَّاتِه ما يسنحُ
متبدلينَ موائداً وأحبةً / ما خابَ مِن حبٍّ فآخرُ يفلحُ
فالحب آسيه وراءَ عليله / فيهم وبلسمُه على ما يجرحُ
يا قلبُ ويحَ ثباتِنَا ماذا جنى / أترى شعاعاً في الدجنَّة يُلمَحُ
يا أيها الحبُّ المقدَّسُ هيكلاً / ذاقَ الردى من عابديك مُسَبِّحُ
كثرت ضحاياه وطال قيامُه / وصيامه فمتى رضاءَك تَمنحُ
يا دوحةَ الأرواحِ يُحمَدُ عندها / فيءٌ ويعبد زهرُهَا المتفتحُ
أينالُ ظلَّكِ والرعاية عابثٌ / بجلالكِ البادي وآخرُ يمزحُ
ويبيتُ يُحرَمهُ قتيلُ صبابةٍ / قَضَّى الحياةَ إلى ظلالِكَ يطمحُ
ليلى حببتُكِ كالحياةِ وذقت في / ناديكِ كأساً بالأماني تطفحُ
فتكسرت قدحُ المنى ورجعتُ مِن / سقمِ الهوى وهزالِه أترنَّحُ
نزل الستارُ على الروايةِ وانقضت / تلك الفصولُ وفُضَّ ذاك المسرحُ
فالآنَ يا ليلى سلامَ مودِّعٍ / بان خيالُكِ ليسَ عنه يبرحُ
يجزيكِ عن قلبٍ ذوى نبتُ المنى / فيه وفارقه الربيعُ المفرحُ
عمراً سيلبثُ رهنَ حبِّكِ كله / يُمسي على ذكراكِ فيه ويُصبحُ
فيم الغدوُّ غداً وأين رواحي
فيم الغدوُّ غداً وأين رواحي / ويحَ الصباحِ لقد مضَى بصباحي
عصفت علينا غيرَ منذرةٍ لنا / يا فرقةَ الآلافِ أيُّ رياحِ
طلعت علينا بالسقامِ وبالنوى / وهوت هويّ الغادرِ المجتاحِ
عبثت بمعبودِ العيون وصيَّرَت / كالورسِ لوناً توأمَ التفَّاحِ
ذهبوا به كالوردِ جافاه الندى / ومضوا به شبحاً من الأشباحِ
يا هاتفاً باسمي فُدِيتَ منادياً / ردَّ النداءَ عليه حَرُّ نُواحي
يا آسيَ الأسِيِّ لممتَ جراحتي / وأسلتَ عند نواكَ أيَّ جراحِ
طأطأتُ للبين المشتِّتِ هامتي / وخفضتُ للقدَرِ المغيرِ جناحي
ذَهَبَ الوفيُّ فلا ابتسامٌ مشرقٌ / لي حيثُ كنت ولا نهارٌ ضاحي
عاد الشقيُّ إلى قديم شقائه / ومحَا من الدنيا السعادةَ ماحي
ويحَ المآبِ إلى مكانٍ موحش / متجهمِ العرصات مقفرِ ساحِ
في كل ناحيةٍ خيالٌ هاتفٌ / ومُذكِّرٌ بجبينِكَ الوضاحِ
وموسَّدٌ كالطيفِ صاحٍ ليله / أمسيتُ أرعاه بجفنٍ صاحِ
أمضي أمازحُه لأنسيه الضنى / وأقولُ في تهليلةِ الأفراحِ
لا تجزعنَّ لعلةٍ رهنَ الدجى / ستزول عند تبلُّج الإصباحِ
أخفي المخاوفَ عنه وَهيَ جليلةٌ / مرسومةٌ في ناظري الفضَّاحِ
مكتشفٌ بتجلدي متكشفٌ / بتستري متكشفٌ بمزاحي
عاصيتُ فيه الداء وهو مغالِب / عاصٍ على الهادينَ والنُصَّاحِ
أيُّ الليالي العاتياتِ سهرتُهَا / في أيِّ آلامٍ وأيِّ كفاحِ
هَدَمَ الضنى العادي قَوِيَّ شكيمتي / وثنى معاندتي وردَّ جماحي
والصبرُ هاوٍ والغيوبُ خفيةٌ / وشفاؤه في قبضةِ المنَّاح
وطغى على المَلَكِ الموسَّدِ بيننا / في ضعفِ زنبقَة ولطفِ أقاحِ
يا من مضيتَ خلال أناتِ الصبا / وذهبتَ بين تناوحِ الأدواحِ
يمضي بك البرقُ المقلُّ فيختفي / عجلانَ بينَ رُبىَ وبينَ بطاحِ
ويحَ الحياةِ اليومَ أين جمالُهَا / وعلامَ إخفاقي بها ونجاحي
أنتَ الذي وَهَبَ الحياةَ لميتٍ / في الأرضِ منفردٍ بغيرِ طِمَاحِ
أشرقتَ في ظلمائها وغمامها / وطلعتَ مثل البارقِ اللمَّاحِ
فارجع إليَّ فقد تركتَ مشرداً / مستغرقاً في الدمعِ والأتراحِ