المجموع : 14
تتجمَّل الحسناءُ كلَّ تجملٍ
تتجمَّل الحسناءُ كلَّ تجملٍ / حتى إذا ما أُبرز المفتاحُ
نَسيتْ هناك حياءها وَخَلاقَها / شَبَقاً وعند الماح يُنسى الداحُ
قدَّمتَ لي وعداً فأين نجاحُهُ
قدَّمتَ لي وعداً فأين نجاحُهُ / قَدْ حان يا ابنَ الأكرمينَ سَرَاحُهُ
لا يعجبنَّك حسنُ ما قدَّمتَه / فتسيءَ بعدُ إساءةً تجتاحُهُ
واعلم بأنك إن فترتَ عن الذي / أسلفت من عُرفٍ خبا مصباحُهُ
ليس الجواد بمن يجود غُدُوُّهُ / حتى يجودَ غدوُّهُ ورَواحُهُ
ويطول بين السائلين بَقاؤه / وكأن خاتم جوده مِفْتاحُهُ
لا يستحيل ولا يغيِّرُ عهدَه / إمساؤهُ أبداً ولا إصباحُهُ
ماذا أجيب به الَّتي عوّدتَها / عادات نائلك الذي تمتاحُهُ
أأقول ويحكِ حالَ بعدَك بخلُهُ / أم حال بعدك جوده وسماحُهُ
لولا عبيدُ الله قلْ
لولا عبيدُ الله قلْ / ت ولم أخف رَهَق الجُناحِ
يا مادحَ القوم اللئا / م وطالباً نيل الشِّحاحِ
ما أنت في زمن المدي / ح ولا الهجاء ولا السماحِ
حَدثت أكفٌّ ليس يُن / بط ماءَها إلا المَساحي
وجلود قوم ليس تأ / لم غير أطراف الرماحِ
ما شئتَ من مالٍ حِمىً / يأوي إلى عِرْضٍ مباحِ
فاشغل قريضك بالنسي / ب وبالفكاهة والمزاحِ
لما رأيت الشعر أصبح خاملاً
لما رأيت الشعر أصبح خاملاً / نبَّهتُهُ بفتىً أغرَّ صريحِ
لم أمتدحْه لخَلَّةٍ أبصرتُها / في مجده فسددتها بمديحِ
الحُبُّ ريحانُ المُحبِّ وراحه
الحُبُّ ريحانُ المُحبِّ وراحه / وإليه إنٍ شحطتْ نَواهُ طِمَاحُهُ
يغدو المحب لشأنه وفؤادُهُ / نحوَ الحبيب غُدُوُّهُ ورواحهُ
عندي حديثُ أخي الصبابة عن حَشَا / لي لا تزال كثيرةً أتراحُهُ
وبحيث أرْيُ النحل حَدُّ حُماتها / وبحيث لذاتُ الهوى أبراحُهُ
أصبحتُ مملوكاً لأحسن مالك / لو كان كمَّل حُسْنَهُ إسجاحُهُ
لم يَعْنه أرَقِي وفيه لقيتَهُ / حتى أضرَّ بمقلتي إلحاحُهُ
كلا ولا دمعي وفيه سفحته / حتَّى أضرَّ بوجنتي تَسْفَاحُهُ
لا مَسَّه بعقوبة من رَبِّه / إقْلاقُهُ قلبي ولا إقراحُه
لولا يُدَالُ من الحبيب مُحبُّهُ / فتُدال من أحزانِهِ أفراحُه
يا ليت شعري هل يبيتُ مُعانِقِي / ويدايَ من دون الوشاح وشاحهُ
ويُشمُّني تُفَّاحهُ أو وَرْدَهُ / ذاك الجَنِيُّ ووردُه تفاحهُ
ظَبْيٌ أُصِحَّ وأُمرضتْ ألحاظُه / والحسن حيث مِراضه وصحاحُه
يغدو فتكثر باللحاظ جراحُنا / في وجنتيه وفي القلوب جراحُه
مَنْ قائلٌ عني لمن أحبَبْتُهُ / هل يُنقَعُ اللَّوح الذي ألتاحُه
هل أنت مُنْصِفُ عاشقٍ مُتَظَلِّم / طولُ النَّحيب شَكَاتُه وصِياحُه
قَسَماً لقد خيَّمْتُ منك بِمنزلٍ / لي حَزْنُهُ ولمن سِوايَ بطاحُهُ
ما بال ثغرِك مَشْرَباً لي سُكْرُهُ / ولمن سواي فدتك نفسي راحُهُ
نفسي مُعَذَّبة بِهِ من دونِهِ / ويُبَاحُهُ دوني ولست أُباحُه
مِن دونِ ما قد سُمْتَنِي نسكَ الهوى / وغدا الصِّبا ولَبُوسه أمساحُه
ولكم أَبَيْتُ النصح فيك ولم يكن / مِثلي يَعَاف العذبَ حين يُمَاحُه
ولقد أَقول لِمن ألحَّ يلومني / وإخاله لِحياطتي إلحاحُه
ولقد أَقول لِعاذِلِي مُتَنَمِّراً / كالمسْتَغِشِّ وحقُّه استِنصاحُه
يا من يُقَبِّحُ عند نفسي حبَّها / أرِنِي لحاك الله أين قُبَاحُه
أصدوده أم دَلُّهُ أم بُخلُه / أخطأتَ تِلك مِلاحه وصِباحُه
لولا التعزُّز في الحبيب وملحه / ما حَلَّ للمستملِح استملاحُه
وجَدا الأحبةِ طيِّبٌ محظورُهُ / عند المحب ولن يطيب مباحُه
أكفأتُ لومَك كلَّه ومججتُهُ / يا لائمي فأَمِحْهُ من يمتاحُه
وعساك تنصحني وليس لعاشِق / عين تريه ما يرى نُصَّاحُه
ما كان أحْذَقَني بِصُرْمٍ معذِّبي / لولا مهَفْهَفُ خلقِهِ وَرَدَاحُه
لكنه كالعيشِ سائِغُ شُهدِهِ / يُصبى إليه وإن أغصَّ ذُباحُه
ما لي ومالَكَ هل أفوزُ بِلَذَّتي / وعليك وزر قِرافِها وجُنَاحُهُ
كلا فلا تُكْثرْ مَلامك واطّرِح / عنك الهُذَاءَ فإنني طَرَّاحُهُ
وأما لقد ظُلِمَ المعذَّل في الهوى / أَإليه مصروفُ الهوى ومُتاحُهُ
أنَّى يكون كما يشاء مُدَبَّرٌ / بِيَدَيْ سِواه سَقَامُهُ وصَحَاحُهُ
مِنِّي اللَّجاجة في الهوى وسبيله / وَمِن العَذولِ هِريره وَنباحُهُ
وَإِلى ابن إسماعيل مِنهُ مُهاجري / ومِن الزمان إذا أُلِيحَ سلاحُهُ
حَسَنٍ أخي الإحسان والخُلق الذي / يبني المكارمَ جِدُّهُ ومُزَاحُهُ
ومُسَائِلٍ لي عنه قلت فداؤه / في عصرِنا سُمحاؤه وشِحاحُهُ
ذاك امرؤ يلقاك منه فتى الندى / غِطرِيفه كَهْلُ الحجا جَحْجَاحُهُ
حَسنُ المحيّا كاسمه بَسَّامه / ضَحَّاكه لجليسه وضّاحُهُ
يُمْسي ويُصْبِحُ من وَضاءة أمرِهِ / وكأنِّما إمساؤه إصباحُهُ
عَادَاتُه في ماله اسْتِفْسَادُهُ / وسبيلُه في مجده استصلاحُهُ
يُرْجَى فيُوفِي بالمُؤَمَّلِ عنده / لا بل يَفُتٌّ وفاءه إرجاحُهُ
ومتى تعذَّر مطلب في مالِهِ / فبجاهِهِ وبيُمنِهِ استنجاحُهُ
إن ابن إسماعيلَ مَفْزَعُ هارب / قِدماً وَمَفْدَى طالِبٍ وَمَراحُهُ
دفَّاعُ جارِ حِفاظِهِ منَّاعُهُ / نَفَّاحُ ضيفِ سَمَاحِهِ منَّاحُهُ
في شِيْمَتَيْهٍ صرامة وسلامة / فهناك حَدَّا مُنْصُلٍ وصِفاحُه
والسيفُ ذو متن يَلذُّ مِسَاسُه / لكنْ له حَدٌّ يُهَاب كفاحُه
لِرجاله منه اثنتانِ تتابعتْ / بهما له وتسايرت أمداحُه
فَلِرَاهِب ألَّا يَرِيثَ أمانُهُ / ولراغب ألّا يريث نجاحُه
في ظله أمِنَ النَّخِيبُ فؤادُه / وبجوده انجبر الكسيرُ جَنَاحُهُ
هذا له إكرامُه ومقامُه / ولذاك عاجلُ رفدِه وسراحُه
فإليه ينتعل القريبُ حذاءَه / وإليه يمسح سَبْسَبَاً مُسَّاحُه
كم سائقٍ ساقَ المطيَّ يؤمُّهُ / حتى اقتدى بذلولِهِ ممْراحُه
ولقد ترانا نَنْتَحِيهِ ودونَه / للعيس أغبرُ واسعٌ قِرْواحُه
فيظل يَقْصُرُ للمسير طويلُه / ويبيت يُقْبَض للسُّرَى رحراحُه
يطوي مدى السَّفر المُيَمَّم سَفْرُهُ / حَسَناً فيقرُبُ عندهم طَمَّاحُه
وأحقُّ مطويٍّ مداه لقاطع / سَفَرٌ تلوح لتاجرٍ أَرْباحُه
ولكم كَسَتْ ظلماءُ ليلٍ وفدَه / ثوباً جديداً لم يَحِن إمحاحُه
فهدتْ عيونهم له أضواؤه / وهدت أنوفَهمُ له أرواحُه
شملَ التنوفَةَ فائحٌ من نشره / قطعَ الفضاءَ إلى الأُنوف مَفَاحُه
وَجَلا الدُّجُنَّةَ لائحٌ من نوره / كشف الغطاء عن العيون مِلاحهُ
لا تُخْطِئنَّ أبا عليٍّ إنه / بابُ الغنى وسؤاله مفْتاحُه
غيث أظلَّ فبشَّرتْك برُوقُه / وَمَرَتْ لك النفحاتِ منه رياحُه
ما زال يتبعُ بشرَهُ معروفُه / والغيثُ يتبعُ بَرْقَهُ تَنْضَاحُهُ
أصبحتُ أشكره وإن لم يُرضني / إسقاطُه شأوي ولا إرزاحُه
وأذيع شكواه وإن لم يُشكِنِي / إنزارُهُ صَفَدِي ولا إيتَاحُه
ألقى الكسوفَ على المديح وسيْبُهُ / كاسي المديح جَمَالَه فضَّاحُه
فبما اعتلاه بدا عليه كسوفُه / وبما كساه تَلألأتْ أوضاحُه
كائنْ لهُ حَزْمٌ إليَّ يروقني / حُسْناً ويَقْبُحُ عندي استقباحُه
أنشدْته مدحي فأنشد طَوْلَهُ / تَئِقُ السَّمَاح بمالِه نَفَّاحُه
صبُّ الفؤاد إلى الندى مُشْتَاقُه / طِرب الطِّباع إلى الثَّدَى مرتاحُه
بعثَ الجَدا فجرت إليَّ رِغابه / من بعد ما عَسُرتْ عليَّ وِتَاحُه
طِرْفٌ يغولُ الجهدَ منِّيَ عفوُه / بحرٌ يُغَرِّقُ لُجَّتي ضَحْضَاحُه
فكأَنَّ نائله أرادَ فَضِيحتي / مما اعتلى مَتْحِي هناك مِتَاحُه
وإذا الجدا فضح المديح فَمُقْبِحٌ / يُعْتَدُّ من إحسانه إقباحُه
يا آل حمَّاد تَقَاعَسَ أمركم / عن خَتْمِهِ وتجدَّد استفتاحُهُ
أنتم حقيقةُ كلِّ شيء فاضل / وذوو الفضائل غَيْرَكُمْ أَشباحُهُ
والعلمُ مُقْتَسَمٌ فعندَ سواكُمُ / أقْيَاضُهُ ولديكُم أَمحاحُه
أصبحتُمُ بيتَ القضاء فنحوَكُمْ / تَهْوِي بطالِب فَيْصَلٍ أطْلاحُه
وبِعَدْلِكُمْ أضحى مَراداً واسعَ ال / بُنْيان فيه سُرُوحه وسَرَاحُه
أصحابُ مالكٍ الذي لم يَعْدُهُ / من كُلِّ علم محضُه وصُراحُه
ذاك الذي ما اشتد قفْلُ قضية / إلا ومن أصحابه فُتَّاحُه
ولكم بحمَّادِ بن زيد مَمْتَحٌ / في العِلم يصدرُ بالرضا مَتَّاحُه
لا يُخْدَع المتَعلِّلُون ولا يعُمْ / في البحر إلى الحوتُ أو سُبَّاحُه
بحديث حمَّادٍ ومَقْبَسِ مالكٍ / يَشْفي الأُحَاحَ من استَحَرَّ أحَاحُه
لا يَبْعُدا من حالبَيْن كلاهما / يمْرِي الشفاء فَتَسْتَدِرُّ لِقاحُه
وكأنما هذا وذاك كلاهما / من في محمّدٍ استَقَتْ ألواحُه
ومُخَالِفٍ أضحى بكم مَغْمُودَةً / أسيافُه مَرْكُوزَةً أرماحُه
خاطبْتُمُوه بالجليَّةِ فاتَّقى / بيَدِ السَّلام وقد أظلَّ شِيَاحُه
قسماً لقد نظر الخليفةُ نَظرَةً / فرأى بنور الله أين صلاحُه
وإذا امرؤٌ وصل الفلاحَ بسعيكم / فهو الخليق لأن يَتمَّ فلاحُه
أنَّى يخيبُ ولا يفُوزُ مُسَاهِمٌ / والحاكمون الفاصلون قِداحُه
علماءُ دين محمَّدٍ فقهاؤُه / صلحاؤه صُرحاؤه أقحاحُه
والله أعلم حيث يجعل حكمه / وإن امترى شَغِبُ المراء وقَاحُه
ولئن مَحَضْتُمْ للخليفة نصحكم / ولَشرُّ ما يَقري النَّصيحَ ضَياحُه
فلقد قدحتم لابن ليث قَدْحَكُمْ / حتى توقَّد في الدجى مصباحُه
فرأت به عيناه أين خساره / ورأت به عيناه أين رَبَاحُه
لمَّا استضاء بنوركم في أمره / عَمْروٌ أضاء مساؤه وصباحُه
لولا مشورتكم لَنَاطَحَ جَدَّه / جدٌّ يُبِيرُ مُنَاطِحِيه نِطاحُه
يا ليت شعري حين يُمْدَحُ مِثْلُكُمْ / ماذا تَراه يزيده مُدَّاحُه
لكنكم كالمسك طاب لعينه / ويزيد حين تخوضه جُدَّاحُه
لا زلتُمُ من كل عيشٍ صالحٍ / أبداً بحيث دِماثُهُ وفِسَاحُه
بأبي يَدٌ لَكُمُ صَنَاعٌ أصلحت / دهري وقد أعيا يدي إصلاحُهُ
بيضاءُ وَادَعَني بها وثَّابُه / عمري وضاحكني بها مِكْلاحُهُ
تالله لا أنسى دفاع أكُفِّكُم / عنِّي البوارَ وقد هوى مِرْضَاحُه
وإذا أظلَّنيَ البلاءُ دعوتكم / فَبِكُمْ يكون زواله ورواحُه
وشريدِ مدحٍ لا يزال مبارياً / سَيّاحُ سَيْبِ أكفِّكم سيّاحُه
قد قُلْتُهُ فيكم ولم أر قائلاً / أنْبَأتَ عن غيبٍ فما إيضاحُه
والشكر مَنْتُوجٌ عليَّ نَتَاجُه / وعليكُمُ بالعارفاتِ لِقَاحُه
والعرفُ أعجمُ حين يُولَى مُفْحَماً / وبأن يُضَمَّنَ شَاعِراً إفصاحُه
أسْمَعْت يا حَسنَ المكارم فاستمعْ / واكبِتْ عدوَّك أُسْمِعَتْ أنواحُه
أرِهِ مكارمَكَ اللواتي لم تزل / منها يطول ضُغاؤُهُ وضُباحُه
خُذْهَا هديةَ شاعرٍ لك شاكرٍ / نطقت بمدحك عُجْمُهُ وفِصَاحُه
نحوَ المُعَشَّقِ من حديثك سَمْعُهُ / أبداً ونحو نسيمِكِ استِرْواحُه
أهدى إليك عقيلةً من شعره / بكْراً يَقِلُّ بمثلها إسماحُه
فَامْهَرْ كريمَتَه التي أُنْكِحْتَها / كَيْمَا يطيب لدى النِّكاحِ نِكاحُه
لا تمنعنَّ مَهيرَةً من مهْرها / إن السَّرِيَّ من الفرِيِّ سِفَاحُهُ
بَكَرَتْ عليك سلامةٌ وكرامةٌ / وعلى عدوِّك آفةٌ تجتاحُه
يا لائمي في الرَّاح غيرَ مُقَصِّرٍ
يا لائمي في الرَّاح غيرَ مُقَصِّرٍ / لا زال رأيكَ سيِّئاً في الرَّاحِ
فَأقَلُّ ما في ترك مثْلِكَ شُرْبَهَا / تَوْفيرُها وطهارةُ الأقداحِ
ما سرني بَدَلاً بما وفَّرْتهُ / منها مَكانُكَ واصلاً لجناحي
أرْبَحْتَني منها نَصِيبَكَ مُحْسِناً / فربحتُ خيراً منكَ في الأرباحِ
ما مَدْمَعي حَذرَ النَّوى بقريحِ
ما مَدْمَعي حَذرَ النَّوى بقريحِ / فدعِ الغُرابَ يَصِيحُ كلَّ مَصيحِ
شُغْلي بإطراءِ الذي مَهْمَا ادَّعَى / مُطْرِيهِ أعربَ عنه بالتَّصْحيحِ
أعني المُسَمَّى باسم أصدقِ واعِدٍ / وَعْداً ذَبيحَ الله خَيْرَ ذبيحِ
للّه إسماعيلُ جِدلُ كتَابَةٍ / أعني أخا شَيْبَان لا ابن صَبيحِ
حمل الفَوادحَ فاستقلَّ ومثْلُه / حمل الفوادح غَيْر ذي تَبليحِ
ما ضرَّ من زمَّ الكتابةَ زَمَّةً / أن كان مَنْبتُهُ بأرض الشِّيحِ
ما ضرَّه أن لم تكن سَمُرَاتُهُ / نَخْلاً يُلَقِّحُهُ ذوو التلقيحِ
حَلَّ العِصَاب عن الذين يليهُمُ / وأدَرَّ بالإبْساسِ والتَّمْسيحِ
وأراحَ من أهل الفداء فأصبحتْ / غاراتُهم مأمُونَةَ التصبيحِ
إلَّا يُزِحْ عِلَلَ الرَّعيَّةِ عَدْلُهُ / فيهمْ فما شَيْءٌ لها بمُزيحِ
ولقدْ بلاَهُ إمامُهُ وأميرُه / فكلاهما ألْفَاهُ حَقَّ نَصيحِ
وأراهُ لا يِنْسى الوفاءَ لشدةٍ / تُنْسي الوفاءَ ولا لفتْرَةِ ريحِ
كم ضربةٍ رَعْلاَءَ بل كم طعنةٍ / نجلاء بل كم رَمْيَةٍ إذْبيحِ
خطرتْ بها كفَّاهُ دون إمامِه / في ظلِّ يوْمٍ للأكفِّ مُطيحِ
سائل بذلك عَنْه حربَ المهتدِي / وكباشَهَا من ناطح ونطيحِ
فلتخبرنَّك عن جِلاَدِ مُغَامِسٍ / ولتخبرنَّك عن طِرَادِ مُشِيحِ
ولتخبرنَّك عن نضال مُطَمَّح / باليَثْربيَّة أيَّما تطميحِ
ممن إذا حَفَزَ السهامَ بِقوسه / فَحَّتْ أفاعِيهنَّ أيَّ فحيحِ
أعطى الكريهَةَ حقَّها عَنْ غيْرِهِ / وكفَى كِفَاحَ الموتِ كُلَّ كَفِيحِ
والحربُ تَعْذِمُ بالسيوف مُدِلَّةً / دَلّاً على الخُطَّابِ غيرَ مَلِيحِ
صَعْبٍ إذا صَعُبَتْ عليه قرينةٌ / حَتَّى تُسمِّحَ أيَّمَا تسميحِ
فإذا القرينةُ سَمَّحَتْ لمْ يُولِها / خُلُقْاً من الأخلاَقِ غيرَ سجيحِ
خُلِقَتْ يداه يَدٌ لتجرَحَ في العدا / ويدٌ لِتَأْسُوَ جُرْحَ كُلِّ جريحِ
وإذا ارْتأى رَأياً فأثْقَبُ ناِظرٍ / نظراً وأبْعَدُهُ مَدَى تطريحِ
تُبدِي له سِرَّ الغُيوُبِ كَهَانةٌ / يوُحِي بها رِئْيٌ كَرِئْيِ سطيحِ
سَبَقَتْ بحُنْكتِهِ التجارِبَ فطرةٌ / كالشَّوكَةِ اسْتَغْنَتْ عن التنقيحِ
لو لا أبُو الصقر الفسيحُ خَلائِقاً / أضحى فَسِيحُ الأرض غيرَ فسيحِ
رحُبَتْ به الدنيا على سُكَّانِها / من بعدما كانت كَخَطِّ ضريحِ
طَلْقُ المُحَيِّا واليدين سَمَيْدَعٌ / سَهْلُ المَبَاءَةِ ذو عِراضٍ فِيحِ
نَهَكَ الحياءُ جُفُونَهُ وكلامَهُ / فغدا مريضاً في ثيابِ صحيحِ
لا من قِراف دَنيَّةٍ لكنه / كرم بلا مَذْق ولا تضييحِ
تبدُو لسائله صَفيحَةُ وجهه / وكأنها سَيْفٌ بِكَفِّ مُلِيحِ
وكأنَّ فيهِ أرْيَحِيَّةَ نَشْوَةٍ / من قهْوَةٍ تُرْخي الإِزارَ قَدِيحِ
أعلى المحامدَ بعد رُخْصٍ إنه / يبْتاعُ كاسدها بِكُلِّ ربيحِ
بذل الكرائمَ في المكارم تاجِرٌ / جَلَّتْ تجارَتُهُ عن التَّرْقِيحِ
حَامٍ حَقِيقَتَهُ مُبِيحٌ مَالَهُ / ناهيكَ من حام به ومُبيحِ
يعطي اللَّهَا إعطاءَ سمْحٍ باللُّهَا / لَحزٍ على الحَسَبِ التَّلِيدِ شحيحِ
إلّا يُتِحْ صَرْفُ الزمان لمالِهِ / حَيْناً يُتِحْهُ دونَ كل مُتيح
أضحت حِيَاضُ المُعْطِشينَ بجوده / فَهَفَتْ جَوَانِبُها من التَّطْفِيح
وردوا مناهِلَه فَمَاحُوا واسْتَقَوْا / منهنّ أعذبَ مُسْتقىً وَمُمِيحِ
لو أنه وَسَمَ الرياضَ بجودِهِ / أَمِنَتْ حَدائِقُها من التَّصْوِيحِ
ذو صُورَةٍ قَمَريَّةٍ بَشَرِيَّةٍ / تَسْتَنْطِقُ الأفواهَ بالتسبيح
وإذا تأمَّلَ نَفْسَه لمْ يقْتَصِرْ / منها على التصوير والتَّشْبِيحِ
حتى يُزَيِّنَهَا بزينةِ ماجدٍ / ليست بتطويقٍ ولا توشيحِ
بَرَعَتْ محاسِنُه فَأقْسَمَ صادقاً / أنْ لا يُعَرِّضَهُنَّ للتّقْبِيحِ
لكن لِتَلْويح الهَواجِرِ طالباً / إسْفَارَهُنَّ بذلك التلويح
ما زال يبعث بالعُطاس ركابه / ويروع قائلهنَّ بالترويحِ
وتقود كلَّ نَوَى شَطُون هِمَّةٌ / ونوى الكريم بعيدةُ التَطْويحِ
حتى تَعَمَّمَ بالسيادة ناشئاً / ولِذَاك رشَّحَهُ ذوو الترشيحِ
عَشِقَ العلا وَعَشِقْنَهُ فكأنما / وافى هوى لُبْنَى هوى ابن ذَرِيحِ
وَهَبَتْ له القلمَ المُعلّى هِمَّةٌ / رَفَضتْ من الأقلام كلَّ مَنِيحِ
لم أمتدحه لِخلَّةٍ ألفَيْتُهَا / في مجده فَسَدَدْتُهَا بمَدِيحِ
لكنْ لكْي تَزْهى محاسنُ وصْفِهِ / شعري فيحسُنَ منه كلُّ قبيحِ
حَبَّرْتُ شعري باسمه إنَّ اسمَهُ / في الشِّعْر كالتَّحْبير والتسبيحِ
لما رأيتُ الشعرَ أصبحَ خاملاً / نَبَّهْتُه بفتى أغرَّ صريحِ
لاّ يَضْربُ الركبُ الطلائحَ نحوَهُ / بل باسمه يُزْجونَ كلَّ طَليحِ
تُحْدَى الرِّكابُ بذكره فترى الحصَى / منْ بين مَنْجُول وبين ضَريحِ
وَيَهُزُّ كلُّ مُبَلَّدٍ أَعْطافَه / طَرَباً كفعل الشَّارب المِرِّيحِ
مِنْ بعد ما انْتُقيتْ أواخِرُ مُخِّه / وَخَوتْ مَحَاجرُهُ من التقديحِ
ثِقَةً بِسَيْبٍ منه ليس يعوقُهُ / مهما جرى من سَانح وبريحِ
مَلِكٌ إذا الْحاجاتُ شدَّ عِقَالُهَا / وَثقَتْ لديه بعاجل التسريحِ
مِمَّا تراه الدهْرَ يُصْدر وارداً / عن نَائلٍ قَبْلَ السؤال نجيحِ
يا من إذا التَّعْريضُ صافح سَمْعَهُ / غَنِي العُفاةُ به عن التصريحِ
أشْكُو إليك خَصَاصَةً وتَجَمُّلاً / قَدْ بَرَّحَا بي أَيمَا تبريحِ
لتَصُونَ وَجْهِي عَن وُجُوهٍ وُقِّحتْ / بالرَّدِّ تَوْقيحاً على توقيحِ
سُئِلَتْ وقد سَالتْ ففي صفحاتها / لِلرَّدِّ تَكْدِيحٌ على تكديحِ
يا مَنْ أراحَ عَوَازِبَ الشِّعْرِ التي / لَوْلاَهُ أعْزَبَهُنَّ كلُّ مُرِيحِ
أنطَقْتَ مُفْحَمَنَا فأصبح شاعراً / وأَعَرْتَ أَعْجَمَنَا لسانَ فصيحِ
بِلُهاً فتحْنَ لُهَا الرجالِ فَكُلُّهُمْ / ذو منطقٍ سَلِسٍ عليه سَرِيح
أَحْيَيْتَ ميْتَ الشِّعْر بعدَ ثَوَائِهِ / في الرَّمْسِ تحت جنادلٍ وصفيحِ
حتى لَقال الناسُ فيكَ فأكثروا / هذا المسيح وَلاَتَ حينَ مَسِيحِ
قل للحكيم أبي الحسين ومن جَلاَ
قل للحكيم أبي الحسين ومن جَلاَ / ليلَ الشُّكُوك عن القلوب فأَصْبَحَا
وَتَتَبَّعَ الإِخوانَ يَنْعَشُ عَثْرَةً / منهم ويسْتُر عَوْرَةً أن تُفْضحا
للَّه أنتَ لسائلٍ ومُسَائلٍ / ما أسْرَحَ الرِّفْدَيْنِ منكَ وأنجحا
أنت الذي إن قيل جُدْ غَمر المُنَى / بنواله أو قيل أوْضِحْ أوضَحا
ما إنْ تَزَالُ مُنَوِّراً وَمُنَوِّلاً / كالغيْث أبرق في الظلام وسَحْسَحَا
تُزْجيه ريحٌ وُكِّلَتْ بشُؤُونِهِ / تُذْكِي سَنَاهُ وَتَمْتَرِيهِ ليسفحا
فَيَشُبُّ آوِنَةً بُرُوقاً لُمَّحاً / ويَصُبُّ آونةً غُرُوباً نُضَّجا
مُتضمِّناً كشفَ الغُيُوب وتارةً / سَحَّ السُّيُوبِ دَوَافقاً لا رُشَّحَا
وأقولُ إنك حين تَدْأَبُ دَأْبَةً / أَرْوَى لمُسْتَسقٍ وأوْرَى مَقْدَحَا
مازلتَ قبْلَ العَشْر أوْ لكمالها / تَعْلُو الْعلاة وتَسْتَخفُّ الرُّجَّحا
مُسْتَرْفَداً ضخم اللُّهَا مُسْتَرْشَداً / جَمَّ النُّهَى مُسْتَمْنَحاً مُسْتَفْتَحَا
عُرْفاً وَمَعْرِفَةً تَبَجَّحَ مَعْشَرٌ / عَدِمُوهما وعلوتَ أن تَتَبَجَّحا
أَسمِيَّ مَنْ أمَرَ الإِلهُ بِذَبْحِهِ / حتَّى إذا أشْفَى نَهَى أنْ يُذْبَحَا
فُزْ فَوْزَهُ واسْعَدْ بمثل نجاته / ووقاك شانِئُكَ البوارَ المِجْوَحَا
مَعَ أنَّه ذِبْحٌ يُقَصَّرُ قَدْرُهُ / عن أن يقوم مقامَ كَبْشٍ أمْلَحَا
مُتَخَيَّرٌ لا للزَّكاءِ أَلِيِّةً / لكنْ ليُجرَحَ دونَ نَفْسِك مُجْرَحا
فاعذر أخاكَ وإن فداك بِتَافِهٍ / مَحْضِ الخساسةِ طالباً لك مَصْلَحَا
لوْلاَ هَوَايَ رَدَى عَدُوِّكَ لم أكُنْ / أرْضَى لِفديتِك الأخَسَّ الأَوْتَحَا
أكرمْ بنائِلِك الذي أمْتَاحُهُ / عَنْ أَيِّ ما ضَرَعٍ وذُلٍّ زحزحا
لو لم تصُنْ وجهي به وتكفُّهُ / أمسَى وأصبحَ بالهوانِ مُلَوَّحَا
أعْفَيْتَ وجهَ مُحَرَّم لم يعتقد / وَفْراً ولم يَكُ بالسؤالِ مُوَقَّحا
أبْصَرْتَ عُودِي عَارياً فكَسَوْتَهُ / وقَدِ الْتَحَى مِنْهُ زَمَانِي مَا الْتَحَى
لا أسْتَزِيدُكَ غيرَ إذْنِكَ أن تَرَى / مَدْحِي عَليْكَ مُحَبَّراً ومُسَيَّحَا
بَدَأَ امتِنَانُكَ فاهْتَزَزْتَ ورُعْتَنِي / عن نشر ما تُسدِي فَمِدْتُ مُرَنَّحَا
مِنْ تَرْحَةٍ كَادَتْ تُكَدِّرُ فَرْحَةً / وأراكَ تكره أن أعيشَ مُتَرَّحَا
وإذا أَبيتَ الشُّكْرَ مِن مُتَقَبِّلٍ / جَدْوَى يديْكَ حَمَيْتَهُ أنْ يفرحا
ومتى رَدَدْتَ القيل في فَم قائلٍ / لَفَح الفؤادَ وحَقُّه أنْ يَلْفَحَا
هي ضربةٌ بالسيف إلا أنه / سيفٌ ضرْبتَ به وَلِيَّكَ مُصْفَحَا
وإذا ضربْتَ بِصَفْح سيفك صَاحِباً / خافَ الشَّبَا والموتُ فيه إن انْتَحَى
وكأنَّ مَنْ عَذَلَ امرأً في مَدْحِهِ / إيَّاكَ من عَذَلَ امرَأً إنْ سَبَّحَا
قُلْ لي وقد أيْقَنْتَ أَنِّي عارف / بالحقِّ مُعْطىً في البَلاَغةِ مَنْدَحَا
أَأُمِيتُ ذِكْرَى مَنْ حَيِيتُ بفضله / وَرَعَيْتُ بعد الجدْبِ مَرْجاً أَفْيَحا
ما ذاكَ في حُكْمِ الحكيم بجائز / إنْ كان يعلمُ ما وعَى مِمَّا وَحَى
أوْليْتَ صالحةً وليتَك لا تزل / بالصَّالحاتِ مُبَيَّتاً ومُصَبَّحَا
وأمرْتَهُ أنْ لا يَفُوهَ بذكرها / في الناطقين وغيرُ ذلك رُشِّحا
وإذ اصْطَنَعْتَ صَنِيعةً وكتمتَها / وطَوَيْتَها فجديرةٌ أن تُمْصَحَا
وكأنَّها عارٌ تحاول ضَرْحَهُ / عَنَّا وما يُسْدَى الجميلُ لِيُضْرَحَا
ما حَقُّ عُرْفٍ لم يُذِعْهُ وَليُّهُ / أنْ يَصْمِتَ المُوْلاَهُ بل أنْ يَصْدَحا
أوْلَى بطُول الجَحْد عُرْفُ مُبَخَّلٍ / مَنَّانِهِ رَفَضَ الفِعال ورَقَّحا
يُغْشَى فَيَنْبَحُ كلْبُهُ دون القِرى / لُؤْماً ويَخْرسُ كلبُهُ مُسْتَنْبَحَا
ولقد هَمَمْتُ بطيِّ عُرْفِكَ طاعةً / فَغَدَت شَواَهِدُهُ بِسِرِّي بُوَّحَا
إنِّي أعيذُكَ أن تُوهِّم حاسداً / أن قد طرحتَ ثَنَاءَ حُرٍّ مَطْرَحَا
أغَرَسْتَ عِنْدي نعمةً وأمرتَنِي / ألّا أذِيعَ بها الثناءَ الأفصحا
هَيْهَاتَ قَدْ سُمْتُ الذي حَاوَلتهُ / نَفْسِي فَعَزَّ جُمُوحُهَا أن يُكْبَحَا
إن التي أسْدَيْتَهَا رَيْحَانَةٌ / أنْشَأتَهَا لا بدَّ مِنْ أنْ تَنْفَحا
لا تُعْنتنّي بعد مَلْئِكَ باطني / شكراً بمنعك ظاهري أن يطفحا
أعيا عَلَيَّ فَلَو أُجَمجِمُ بَيَّنَت / عنهُ حُلاهُ وَلَو أُعَرِّضُ صَرَّحا
كَفكِف يَدَيكَ عَنِ النَوالِ وَبذلِهِ / حتَّى أكَفْكِفَ مِقْوَلِي أن يمدحا
كلا لقدْ رُمْنَا خلافَ سبيلنا / فغدا كِلاَ الخِيمَيْنَ يَجْمَعُ مَجْمَحَا
لم أسْتَطِعْ كفراً كما لم تَسْتطِع / بُخْلاً ولم تجنحْ إليه مَجْنَحَا
ولو اهْتَبلْتَ الصمتَ إذ زاولتَه / لَحسبْتَ وُدِّيكَ الصَّرِيحَ مُضَيَّحا
عَجَباً لمنعِك مِقْوَلي مِن شَأنِهِ / ولقدْ جعلتُ له بفضلِك مَسْرحا
أَأَردْتَ ترفيهي فلم يَكُ فَادِحٌ / أَرْجُو بهِ الزُّلْفَى لديك ليَفْدَحا
وأنا أمْرُؤٌ أجدُ الثناءَ على الذي / يُولِينيَ النُّعْمَى أخفَّ وأروحا
وأراكَ تحسِب مَنْطقي مُسْتَكْرَهاً / يَأْتي وقد كدَّ الضميرَ وبرَّحا
كَلاَّ ولوْ أضحَى كذاكَ ورُضْتُهُ / بِنَداك أذعن لِي هُنَاك وسَمَّحا
هَوِّنْ عليك فإنَّ مَدْحَكَ مُسْعِدِي / عَفْواً ولم أكدحْ بفكريَ مَكْدحا
ما رمتُ بالميْسُورِ مدْحُكَ مرَّةً / إلا رأيْتُ وجُوهَهُ لي سُنَّحا
أمْ خِلْتَ أَنِّي إن مدحتُكَ خِلْتنِي / كافأتُ طَوْلَكَ حَاشَ لِي أَنْ أَطمَحا
فأروحُ أُظْهرُ شاهداً مُسْتَحْسَناً / مِنِّي وأُبطنُ غائباً مُسْتَقْبَحا
إنِّي إذاً إن كانَ ذاكَ لَكالذي / لاقى بمُبْتسمٍ وأضمر مكلَحا
أمْ خفْتَ إن جُمِعَتْ لِنفْسِي نعْمَتَا / حَظٍ وشُكْرٍ ناطِقٍ أن أمرحا
تاللَّه أنحُو نحو ذلك ما هدَى / نَفْسِي هُدَاك وإن نَحاهُ مَنْ نحا
لا بلْ حَقَرْتَ لِيَ الجزيلَ من الجدا / في جنبِ همَّتك البعيدةِ مَطْمَحا
ورأيْتَ شُكْري فوقَ ما أوليتني / فَكَرهْتَ غَبْنَ مُكاتَبٍ قدْ بَلَّحا
وكذا يَرَى مَنْ لا يزالُ إذا جَرَى / مَسَحَتْ به الأيدِي جواداً أقْرَحا
ولَمثْلُ وجْهكَ لاحَ أوَّل سَابِقٍ / وَغَدَا مُفَدَّىً في الكرام مُمَسَّحا
وعليَّ إذْ أكْبَرْتَ شكري أنني / أبغي الزيادة فيه حتى أطْلحا
إنْ أبتسمْ عَمَّا فعلتَ فَزينَةٌ / أوْ لاَ فما وَارَيْتُ ثَغْراً أقلحا
يَفْديك كُتُّابُ الملوكِ وإن لحا / في ذاك مِنْ حُسَّادِ فضلك من لحا
يا خَيْرَهُمْ نَفْساً وأنداهُمُ يداً / وأجَمَّهُمْ علماً وأرْسَاهُم رَحَى
ما أغْفَلَ القلمَ الموشَّحَ خصْرُهُ / يُمْنَاكَ عن كَرَمٍ هناكَ توشَّحا
قلمٌ إذا جَدَح الدَّوَاةَ رأيْتَهُ / لجميع ما تحت السياسَةِ مِجْدَحَا
تتحرَّكُ الأشياءُ بعد سكُونها / عند احتثَاثِكَهُ ذَنُوباً أَرْسَحا
للَّه منْ قَلمٍ هناكَ إذا جَرَى / أجرى المنافِعَ المضَايِر سُيَّحَا
بيد امرىءٍ إنْ شاءَ كان مُعَسَّلاً / يشْفِي الجوَى أو شاء كان مُذَرَّحَا
يَسقِي به ماء الحياةِ وربَّمَا / عادَى فَقَلَّبِ منه صِلّاً أفْطَحَا
تَلقَى هُنَاكَ مُنجَّداً ومُنَجِّداً / تَأْتَالُهُ ومُنَقِّحاً ومُنَقَّحا
لو وَازَرَ الماءَ اسْتَفَادَ قُوَى الصَّفَا / جَلَداً ولو كادَ الصَّفا لَتَضَيَّحَا
كمْ مِنْ ذَليلٍ قد أعزَّ وما اعْتَدَى / حَقّاً وكائن مِنْ عزيز طَحْطَحَا
ما زلت مُذْ زايَلْتُ ظلَّكَ لابِساً / ظلَّ النَّدامةِ ضَاحِياً فيمن ضحا
وأعدُّ محمودَ العهودِ فلا أرَى / فيها كَعَهْدِكَ لا أمَحَّ ولا امَّحَى
ما كنتُ عند بليتي إذ شُبِّهَتْ / وجليتي إلّا كذي سُكْرٍ صَحَا
أثْنِي عليكَ بأنَّ كُلَّ مُطَالِبٍ / جدواكَ قد أَضحى يُلقَّبُ أفْلَحَا
وبأنَّ عرضَك لا يزالُ مُمَنَّعاً / وبأنَّ مالك لا يزال مُمَنَّحَا
ولقد أَطافَ بك البُغَاةُ ولم تَكُنْ / وَرعاً ولا عِرّيض شَرٍّ مِتْيَحَا
فَلَقُوا وراءَ الحلم منك شَكِيمَةً / تَثْنِي المذَاكِيَ مِنْهُمُ والقُرَّحَا
ورأوْكَ مثل الطَّوْدِ ليْسَ بِنَاطِحٍ / لكنَّهُ يوهِي الرُّؤُوسَ النُّطَّحَا
فاَسْلَمْ وما يَدْعُو بها إلا امْرؤٌ / لم يدَّخِرْ عن نفسه لك مَنْصَحَا
نَصَحَ المُحِبُّ لك السَّلامَةَ نَفْسَه / قَسَماً وإيَّاهَا بِذَاك اسْتَصْلَحَا
وأراكَ في الغُرَرِ الثَلاثَةِ كُلَّ مَا / تَهْوى وإن ساء العُدَاةَ الكُشَّحَا
مُلِّيتَهُمْ حتَّى تُحَقَّ كُنَاهُمُ / فَتَرَى بنيهِمْ باكِرينَ وَرُوَّحَا
مُسْتَوْسِقِينَ على سبيلك كُلُّهُمْ / يَهدي ذَوِي عَمَهٍ ويُنْهِضُ رُزَّحَا
لا يَعْدَمُونَ مقَالَةً من قائلٍ / ما أَحْسَنَ الصَّفَحَاتِ والمُتصَفَّحا
فَتُدَرَّعُ اليومَ القصيرَ بأُنْسِهِمْ / وتُعَمَّرُ العمْرَ الطويل مُصَحَّحا
مِنْ حَيْثُ لا مِرَرُ الطِّبَاعِ تَنَقَّضَتْ / كِبْراً ولا وَرَقُ الشَّبَابِ تَصَوَّحَا
لِمَ لا نَوَدُّ لكَ البقاءَ مُنَفَّلاً / طولَ السَّلامةِ والمعاشَ الأفسحا
وإذا أبَى المسؤولُ إلّا قولَ لا / للسَّائِلِ اسْتَحْيَيْتَ أن تتنحْنَحَا
وإذا أجَدَّ جوادُ قَوْمٍ في النَّدى / ومَزَحْتَ أنتَ فحسْبُنَا أنْ تمزحا
وإذا تأمَّلَ نَاظِرٌ في خُطَّةٍ / ولمحْتَ أنتَ فحسبُنَا أنْ تلمحا
يا سائلي بأبي الحسين وفضْلِهِ / تكْفِيكَ جُمْلَةُ ذكْرهِ أن تُشْرَحَا
أعجِبْ بأنكَ تَجْتَلِي بِشُعَيْلَةٍ / وجْهَ الصباح وقد بَدَا لكَ أجْلَحَا
سَاءَلْتُهُ وسَأَلْتُهُ فوجدته / كالبحْرِ يَعْظُمُ قدرهُ أنْ يُنْزَحَا
وَتَضَحْضَحَتْ حَوْلِي بحورٌ جَمَّةٌ / وأَبَى ابنُ إبراهيم أنْ يَتَضَحْضَحَا
لم ألْقَ في غمراتِ قومٍ مَشْرَباً / ووجدتُ في ضَحْضَاحِهِ لِي مَسْبَحَا
مَنْ كان شُبِّهَ لِي وشُبِّحَ باطلاً / فَسِوَاهُ كانَ مشَبَّهاً ومُشَبَّحَا
ما كانَ مثل الآلِ خَيَّلَ لُجَّةً / ثم اسْتُغِيثَ بِهِ فأبْرَزَ ضَحْضَحَا
جبل بناه اللَّه حول حريمِهِ / لِيَحُوطَ من يرعى ويُثْبِتَ ما دَحا
شَهِدَتْ مَآثِرُهُ الجميلَةُ أنه / مِمَّنْ تَمَكَّن في العلا وَتَبَحْبَحَا
كم مِنْ عَلاَءٍ قدْ علاهُ لَوِ ارْتَقَى / مَرْقَاتَهُ أَحَدٌ سِوَاهُ تَطَوَّحَا
باعَ المنَاعِمَ بالمكارِمِ رابحاً / وابْتَاعَ حَمْدَ الحامدين فأرْبَحَا
مَلَكَ الرِّقَابَ بِفَكِّهَا وبأنَّهُ / مَا مُلِّكَ الأحْرَارَ إلا أسجَحَا
لا تَغمُرُ النعمُ الجلائِلُ قَدْرَهُ / كلا ولا تَزْهَاهُ حتَّى يمرحا
لا بَلْ تُقَاسُ بقَدْرهِ فَيَطُولُها / أَلْوَى تُصَادِفُهُ الملابسُ شَرْمَحَا
أضحَتْ بمجدِ أبي الحسين وجُودِهِ / عِلَلُ المُمَجَّدِ والمؤَمَّلِ زُوَّحَا
فإذا مدَحْتَ أصاب مدحُكَ مَمْدَحاً / وإذا مَنَحْتَ أصابَ منحُك مَمْنَحَا
خذْهَا نَتِيجَةَ هَاجِسٍ ألْقَحْتَهُ / وبحقِّه نَتَج امرؤٌ ما ألقحا
ومُدامةٍ أغنَتْ عن المصباحِ
ومُدامةٍ أغنَتْ عن المصباحِ / يلقى المساءَ إناؤُها بِصَبَاحِ
لطفتْ مسالكها وخُصَّ مَحَلُّها / فكأنها انْشَقَّتْ من الأرواحِ
تجلو السرور على الفتى في قلبه / والحسنَ في الكاساتِ والأقداحِ
أَعَليُّ لا أخطأْتَ قصدَ سبيلها / ورُزِقْتَ فيها طاعة النُّصَّاحِ
أَعَليُّ لا فارقْتَ ظلَّ سعادةٍ / أبداً ولا أخطأتَ بابَ فلاحِ
بَكَر الشَّبابُ على الحياة وليتَهُ / بعْدَ البُكُور مُسَاعِفٌ برواحِ
هيهات إلا بالشَّمُول فإنها / نَافي الهُمُوم وجالِبُ الأفراحِ
فامزج غِنَاءَ المحْسِنَاتِ لكأْسِهَا / بغناء عُجْم في الجنَانِ فِصَاحِ
تَهْتزُّ من طَرَبٍ إذا ما هَزَّها / فوقَ الغُصُونِ الخُضْرِ نفْحُ رياحِ
خُذْهَا ولا تخسَرْ لذيذ مَذَاقِهَا / ونسيمها يا طالب الأرْباحِ
بِكْراً تَردُّ على الكبير شبَابَه / فتراه بين صَبَابَةٍ ومرَاحِ
حسناءَ تكْسو من محاسنها الفتى / فتراه أحْمَرَ أزْهَرَ المِصْبَاحِ
مِنْ كَرْمَةٍ تَهَبُ المكارمَ للفتى / فتراهُ بين شجاعةٍ وسَمَاحِ
وتُعِيرُ نَكْهَتَهَا نَدِيمَ أَحِبَّةٍ / فَيُقَبِّلُ التُّفَّاحَ بالتُّفَّاحِ
تاللَّهِ ما أدري لأيَّة عِلَّة / يدعونها في الرَّاحِ باسْم الرَّاحِ
ألريحِها ولروحها تَحْتَ الحشى / أم لارْتِيَاحِ نديمها المرتاحِ
شاهدتُ منها مشْهَداً فرأيتُه / حسناً مليحاً بين سِرْبِ مِلاَحِ
حَسَدَتْ قياناً كالظِّباءِ ونرجساً / غَضّاً على صُوَرٍ هناك صِبَاحِ
فتَغَلَّلَتْ من تِبْرها بِغُلالةٍ / وتوشَّحت مِنْ دُرِّهَا بوشاح
فإذا بها محْسودةٌ معْبودَةٌ / بين الضرائر جمّة المُدّاحِ
عَدَلَ المحَلِّلُ والمحرِّمُ شُرْبَهَا / ولِذِي المقالِ مَذَاهِبٌ في الرَّاحِ
إن حُرِّمَتْ فَبِحقِّهَا من حُرَّةٍ / ما كانَ مثْلُ حريمها بمباحِ
أو حُلِّلَتْ فَبِحقِّهَا من نُشْرَة / تَنْفِي سَقَامَ قلوبنا بِصحاحِ
أَوَ لاَ يحرِّمُها الحليمُ لأنَّها / تدعُ القباح لديه غير قباحِ
أَوَ لاَ يحلِّلها الكريمُ لأنَّها / تَحْذِي الهِدَانَ سجيِّةَ المرتاحِ
دعْ ذا وقلْ في آل شيْخٍ إنَّهم / أقصى مَطامح هِمَّةِ الطمَّاحِ
لا تَعْدِلَنَّ بآل شيخٍ معشراً / فهمُ الشفاءُ لغُلّةِ الملتاحِ
أعْدِدْهُمُ للنائبات فإنَّهُمْ / حَسْبُ المُعِدِّ غداة كلِّ شِيَاحِ
وافتح مغاليق الأمور بأَيْدِهِمْ / أو كيْدِهم فكفاك من مفتاحِ
قوم يَرَوْن النُّصحَ في أموالهم / غِشَّاً فقد سَخِطُوا على النُّصَّاحِ
زُرْهم على ثقةٍ مَزَارَ مُحَصِّلٍ / مالاً فلستَ كَضَارِبٍ بِقداحِ
واعلم بأن سَنِيحَهُمْ لك سانحٌ / أبداً وليس بريحُهُم بِمُتاحِ
فمتى أطرتَ لهم بريح عداوةٍ / فَلَك البَريحُ وأبرحُ الأبراحِ
من معشرٍ قُرِنَ الثَّناءُ لديهُمُ / بالجودِ والملكاتُ بالأسجاحِ
لم يمنعوا الشاكين ريْبَ زمانهم / أُذُناً ولا سمعوا ملامةَ لاحي
يا ليت شعري حين يُمدَح مثلُهُم / ماذا تَرَاه يُراد بالتَمْداحِ
لكنهم كالمسك طاب لعينه / ويزيد حين يُخَاضُ بالمِجْدَاحِ
يُعطُون عفواً كلما أعفيتَهم / ويُلِحُّ نائلهم على الإلحاحِ
وعطاؤُهم فوق العطاء لأنهم / يُعطون كسْب مَناصِلٍ ورماحِ
وكأن من أعطاك كسْبَ سلاحه / أعطاك مهجته بغير سلاحِ
جاءته في تعبٍ وعُسْرة مطلب / وأتتك في دعةٍ به وسراحِ
ولمَا حباك بحظه لجهالةٍ / لكن لفضل مُمَنَّحِ منَّاح
فمتى يُرَوْن من الشِّحاحِ على اللُّهَا / وهُمُ على الأرواح غيرُ شِحَاح
من بأْسهم يقع الردى وبحلمهم / تتماسك الأرواح في الأشباحِ
كالهُنْدوانِيات حدّ مضاربٍ / عند اخْتِبارِهِمُ ولين صِفاحِ
أضحى الورى قَيْضا هُمُ أمْحَاحُه / شتَّانَ بينْ القيْض والأمحاحِ
وبِسَيِّد الأُمراء أُنْجِحَ سعْيُهُمْ / فيما ابتغوا من ذاك أيَّ نجاحِ
للّه أحمدٌ بنُ شَيخٍ إنه / مأوَى الطريدِ وموردُ المُمْتَاحِ
الدهْرُ يُفْسِدُ ما استطاع وأحمدٌ / يتَتَبَّعُ الإفسادَ بالإصلاحِ
ما زال يقدَح في الدُجى بِزِناده / حتى رأى الإِمساءَ كالإصباحِ
أما النَّدى فَنَدَى غَرِير ناشيءٍ / والرأيُ رأي مُحَنَّكٍ جَحْجَاحِ
فكأنَّه للأرْيحيَّة شاربٌ / وكأنه للألْمعِيَّةِ صاحي
ملك له قبل السؤال وبعده / بدء الجوادِ وعودة المِسماحِ
ومن الملوك ذوي المواهب من له / بدءُ الجوادِ وَعَوْدَة المِدْلاحِ
لا تَعْرِضَنَّ لغمرَةٍ من سْيبِه / إن لَمْ تكن بطلاً من السُّبّاحِ
فالْبَرُّ يَهْلِكُ في مضيقِ فنائه / والبحرُ يغرَقُ منه في الضَّحْضَاحِ
أنذرْتُ بل بشَّرْتُ أنَّ مقالتي / ميعادُ جِدٍّ في وعيد مُزَاحِ
ضَمِنٌ إذا حصل الوفاءُ بما وَأَى / عنْه الرجاءُ ثَنَاهُ بالإِرْجَاحِ
ما إنْ يزال مُساجِلاً لسحائب / بعطائه ومُبَارياً لرِياح
غَرَسَ الرجالَ بسيفه واجْتَاحَهُمْ / لا فُلَّ سيفُ الغارِس المجْتاحِ
سيف مليءٌ عُرْفُهُ وَنَكِيرُهُ / بإقامة المُدَّاح والأَنواحِ
يُحْيِي ويُهْلِك في يَدَيْ ذِي قُدْرةٍ / وَسَمَتْهُ بالسَّفَّاح والنَّفَّاحِ
مُدَّاحُ مُعْمِل مَضْرِبَيْه بمُنْشِدٍ / حَفِلٍ وأنْواحُ العِدَا بِمَنَاحِ
فمتى اسْتَكَنُّوا مِنْ نَدَاهُ وبَأسِهِ / فالمسْتَكِنُّ هُنَاكَ في قِرْواحِ
طُوفَانُ معْروفٍ ونُكْرٍ ما نجا / أحدٌ تَعَوَّذَ منهما بِوَجَاحِ
فإذا تَبسَّلَ للعِدا في مَأقِطٍ / أبصرت سطْوَةَ قابض الأرواحِ
وإذا أراك نَدَاهُ يوْماً زُهْدَهُ / أبصرتَ زُهْدَ مُحالِفِ الأمْساحِ
وإذا أشارَ أو ارْتأَى في خُطَّةٍ / أبصرتَ حِكْمَةَ صاحِبِ الأَلواحِ
وإذا أراك مزاحه من جدِّه / أجناك صفوَ ودائع الأجباحِ
لِيَقُلْ عُفَاتُكَ لا جُنَاح عليهمُ / رَفِعَ الجُنَاحُ فلاتَ حينَ جُنَاحِ
أنتَ امرؤٌ للصدقِ فيه مذاهب / سقط الجُنَاح بها عن المُداحِ
ما زالَ مَنْ يُطْرِي سواكَ مُلاَحياً / لَكِنَّ من يُطْرِيكَ غيرُ ملاحي
في مدح غيرك للخطيئَةِ مُثْبِتٌ / لَكِنَّ مَدْحَكَ للخطيئة ماحي
فالباكرون على ثَنائِك إنَّما / بَكَرُوا وما شَعَرُوا على مِسْبَاحِ
كمْ عَارِضٍ رَجُلاً عليَّ مُشَبِّهاً / لأَمِيلَ عنْكَ إليه بالأمْدَاحِ
رُدَّتْ نصِيحَتُهُ عَلَيْهِ فَكَافَحَتْ / أسْرَارَ جبْهَتِهِ أشدَّ كِفَاحِ
وَقَصَبْتُ صَاحبَهُ إليه كأنَّما / قَاوَمْتُهُ فيه مَقَامَ فِضَاحِ
ما قِسْتُ بَيْنَكمَا هنَاكَ ولم أكن / لأقِيسَ بين مُحمَّدٍ وسَجَاحِ
النَّاسُ أدْهَمُ أنْتَ فيه غُرَّةٌ / مرفوعة عن سائر الأوضاح
لا جَفَّ واديكَ المُحَلَّلُ إنه / لَمُنَاخُ أطْلاحٍ على أطلاحِ
إنَّ الذي يُضْحِي وأنت جَناحُهُ / في النَّائباتِ لنَاهِضٌ بِجَنَاحِ
شَامَ ابْتسَامَكَ مُرْتَجُوكَ فإنَّمَا / شَامُوا مَضاحِكَ مُبْرقٍ لَمَّاح
ومَرَى نَوَالَكَ مُعْتَفُوكَ فإنما / حَلُّوا عَزَالي مُغدقٍ نَضَّاحِ
بُؤْساً لِوهْب مَالَهُ
بُؤْساً لِوهْب مَالَهُ / بين الخلِيقَةِ قد فُضِحْ
كثُر الأُلى يهجونه / جِدّاً وَقَلَّ الممتَدِحْ
قد سَيَّرُوهُ بِضَرْطَةٍ / في الخافِقَيْن وما بَرِحْ
حتى كأن لم يجتَرِحْ / ما جاء منْهُ مُجْتَرِحْ
يا وهبُ أُقْسِمُ بالمَقَا / م وبالحطيم إذا مُسِحْ
لو كنتَ مبذُولَ النَّدى / منْ قبلها لم تَفْتَضِحْ
لكنْ رَفَضْتَ العرفَ مُط / طَرحاً وحَظَّكَ تَطَّرِحْ
وربحتَ مَالَكَ ضَلَّةً / والعِرضُ افْضَلُ ما رُبحْ
لو كُنْتَ غَيْثاً صَائباً / لَمْ يُهْجَ رَعْدُكَ بَلْ مُدِحْ
إن كنتَ ضِنّاً بي عَتبْتَ لأنَّني
إن كنتَ ضِنّاً بي عَتبْتَ لأنَّني / أخْلَلْتُ فاقصدْ في العتاب وأسجحِ
لا تُفْسِدَنِّي بالتَّعسُّفِ بعدما / بلَغَ التَّألُّفُ غَايَةَ المُسْتَصْلِحِ
واعلمْ بأنِّي إنْ أسَأتُ جِنَايَةً / وأسأتَ أنْتَ رِعَايَةً لم تَرْجحِ
أرْبِح مُعَامِلَكَ التَّسَاهُلَ غالِياً / عَنْ أنْ تُعَدَّ مُعَامِلاً لَمْ يُرْبِحِ
حتَّى متى يُورِي سِوايَ وأقْتَدِحْ
حتَّى متى يُورِي سِوايَ وأقْتَدِحْ / حتى متى يُعْطى سواي وامْتَدِحْ
حتَّامَ لاشعري أمَامَ المُجْتَنَى / فَأَحَظَّ منْهُ ولا وراءَ المطَّرِحْ
كم أستميح المُقْرِفِينَ وأغْتدِي / صِفرَ الدِّلاءِ كأنَّني لم أسْتَمحْ
تاللّه ما سَمِع الأنامُ بِطَالِبٍ / مثلي ولا رَأَوُا امْرَأً مِثْلِي اطُّرِحْ
كم مُكْثِرٍ طالبتُ فِدْيَةَ عِرْضِه / فأباحني منه الذي لم أَسْتَبِحْ
وإخالُ أنِّي لوْ سَطَوْتُ لَقَالَ لي / لا تَسْلُبِ السَّلَبَ الكريم ولوْ جُرحْ
وَجَوابُهُ إنْ قال ذاك لجهله / بلْ ذُو النَّذالَةِ لا يجُودُ ولوْ ذُبحْ
يتعرَّضُ المتعرِّضُون وأنْتَئي / في ساحة المجد الفسيح وأنْتدِحْ
مُستَبْقِياً ماءَ الحياء لأنَّني / أعْتَدُّ ما يَهْمِي دَماً لِي قدْ سُفِحْ
ومِنَ الوقاحَةِ أنْ تَكْونَ مَعيشَتي / كسبُ القَريضِ وليس لي وَجْهٌ وَقحْ
بَكَتِ الكِرامُ إذا رأتْ مَسُتَنْبِحا / مِثْلِي بأَفْنِيَة اللِّئَام ومَا نُبحْ
يا رَاكباً وهُمَيْنِيَاءُ قُصَارُهُ / ثَقَّلْتَ كَرَّةَ رَابح في مَنْ رَبحْ
تَجْلِي أبَا عبدِ الإِله فَقُلْ له / لا زلتَ تَغْتَبِقُ السرور وتصطبحْ
يا من إذا نُشِرَ الثَّناءُ على امرىءٍ / خُتِمَ الثناءُ بذكره وبهِ فُتِحْ
أنا مَنْ عرفْتَ صفاءَه ووفاءه / وغناءهُ وثناءهُ غيْرَ الوَتِحْ
ومن العجائب أنَّ رزقي مُغْلَقٌ / ونَدَاكَ مِفْتَاحٌ ولمَّا أَفْتَتِحْ
كمْ قدْ هَتَفْتُ وما أريدُ سِوَاكُمُ / بَرحَ الخفاءُ ولو عَدَلْتُمْ ما بَرحْ
يا معشَرَ الإِخْوَانِ طال عقوقُكُمْ / بِأَخٍ لكم غُبِقَ الجفاءَ كما صُبِحْ
أَعْرَيْتُمُوني مِنْ جَدَاكُمُ كُلِّهِ / وَعَرَيْتُمُ من كل عُذْرٍ مُتَّضِحْ
أيَخِيبُ تَأمِيلِكُمُ وَقَرينُهُ / شَفَقِي عليكم والقوَارعُ تَنْتَطِحْ
عَرِّجْ أبا عبدِ الإله ورُبَّمَا / كَفَّ الجَوَادُ عن الجِمَاحِ وما كُمحْ
إنْ كنتَ قد أزْمعْتَ نفْعِي مُحْسِناً / فَأَرِحْ بِسُرعَتِهِ وَليَّكَ واسْتَرحْ
واسْدُدْ به خَلَلي ولمَّا أَنْهَتِكْ / وَأَزِحْ به عِلَلي ولمَّا أفْتَضِحْ
ماذا أردتَ وقدْ وَقفْتَ بحاجتي / وَقَفاتِ مَفْدوحٍ وظهرُكَ ما فُدِحْ
أَأَهَشُّ من رَجُلٍ برأْيِكَ يقتدي / أأخَفُّ من رَجُلٍ بكَفِّكَ يتَّشِحْ
هَلّا كتْبتَ بحاجتي مُتَفَضِّلاً / مُتَطوِّلاً لتزيد في فَرَح الفرحْ
وَجَعَلْتَهَا تَبَعَ الكِتَاب مُنازِلاً / في ذاكَ صاحِبَكَ السَّمِيعَ إذا نَصحْ
بمَوَدَّتِيكَ وحُرمتي بِكَ أنَّها / سَبَقَتْ قَرَابَتَها بِوَجْهٍ ما قُبحْ
امْنَحْ أبا العبَّاسِ فيَّ نصيحةً / تُجْدِي عَلَيَّ فإنه لك مُنْتَصحْ
عَرِّفْهُ أنِّي للصنيعَةِ مَوْضِعٌ / حَمْدَاً وشكراً لا يَبِيدُ ولا يَمِحْ
ودَليلُ شُكْرِي طولُ صَبْري إنَّه / في طُولِ شعري فيه عِلْمي لو مُسِحْ
كم قد صَبَرتُ ونَالَ غيري نَيْلَهُ / وفَسَحْتُ في عذْرٍ وإن لم يَنْفَسِحْ
لاَ أجْتَدِيهِ ولا أريهِ زَهَادَةً / فِيمَا لَدَيْهِ ولا أكُفُّ ولا أُلحْ
وتَرَى الصَّبُورَ هو الشَّكُورَ ولا ترى / إلا الجَزُوعَ هو الكَفُورَ إذا مُنِحْ
فَأَرِحْ بفضلِكَ إنَّ بَحْرَكَ لم يَغِضْ / واظْفَرْ بمَدْحِي إنَّ بحري ما نُزحْ
واجْعَلْ لكفِّكَ شِرْكَةً مَعَ كَفِّهِ / في نفْعِ ذِي وُدٍّ بزَنْدِكَ يَقْتَدِحْ
أو لا فَجُدْ لي بالكلامِ فإنَّهُ / رِبْحٌ بلا خُسرٍ هنالك فَارْتَبِحْ
أو لا فَعَرِّفْني الحقيقة إنَّهَا / نِعْمَ الدَّوَاءِ لِقُرْحَةِ القلبِ القَرِحْ
واكْتُبْ إليَّ كأنَّ شِعْرَكَ تُحْفَةٌ / قدْ كُوفِئَتْ أَوْ أَنَّه ذَنْبٌ صُفِحْ
أصْبَحْتُمَا مُتَعَاوِنَيْنِ على التُّقَى / وعَلَى العُلا والدَّهْرُ فوقي مُجْتَنِحْ
لم تَسْمَعا بعْدَ الصِّياح شَكِيَّتي / وسمعتُما شكْوى سِوَايَ ولم يَصِحْ
وقَد اقْترحتُ عليكما أن تُحْسِنَا / بي وَادِعاً فَتَغاضيا لِلْمُقتَرِحْ
فقد اجْتَرَحْتُ خلاَفَ مَا أَوْمَأتُمَا / لِيَ نَحْوَهُ فَتَجافَيَا للمُجْتَرِحْ
لا تَأَثَمَا فِي مَنْح شعْري مَهْرهُ / يا صَالِحان فإنَّهُ فَرْجٌ نُكِحْ
خَلّ الزمانَ إذا تَقَاعَسَ أوْ نَجَحْ
خَلّ الزمانَ إذا تَقَاعَسَ أوْ نَجَحْ / واشْكُ الهمومَ إلى المُدامةِ والقدَحْ
واحفظْ فؤادَك إنْ شَربتَ ثلاثةً / واحْذَرْ عليهِ أنْ يطِيرَ من الفرحْ
هذا دواءٌ للهُمُومِ مُجَرَّبٌ / فاسْمَعْ نصيحَةَ حازِمٍ لك قدْ نَصَحْ
ودع الزمانَ فكَمْ نصيحٍ حازمٍ / قد رام إصلاحَ الزمان فما صَلَحْ
شَهِدَتْ لَنَا كَبِدٌ تَرِقُّ كما
شَهِدَتْ لَنَا كَبِدٌ تَرِقُّ كما / شَهِدتْ بذاكَ لطافَةُ الكَشحِ