المجموع : 3
هل بعد أن شحط الخليط نزوحا
هل بعد أن شحط الخليط نزوحا / إذر البكا وأرى النصيح نصيحا
إن بارحتني غدوة احمالهم / تاللَه لست أبارح التبريحا
غادين زموا عيسهم وتجلدي / وطووا ضلوعي والوهاد الفيحا
طاحت حشاي ولم تكن لولا الألى / قد طوح الحادي بهم لتطيحا
ولقد تضلع كأهلي بهواهم / فمتى ترى عبء الهوى مطروحا
ما عرضوا لك بالفراق وعارضت / أظعانهم لترى الفراق صريحا
شوك القتادة أوطأوك وربما / بلغوا رضاك فانشقوك الشيحا
قد أحزنوك بحزن يعقوب فهل / من ريح يوسف انشقوك الريحا
صبغوا غداة البين شمس صبيحتي / كدراء تجنح للغروب جنوحا
الشاربين دم الدموع سوافحا / والذكر حرمه دماً مسفوحا
لولا الذين تحملت أنضاؤهم / فحسبتهن بذي الطلوح طلوحا
ما كان مشبوب الجوى متلهبا / كلا ولا مطر الشؤون سفوحا
ينهل محمراً على عرصاتهم / فتخال آماق العيون جروحا
تركوا ضناً أترى مضني بعدهم / وقروح قلبٍ لم تدع مقروحا
أترى يعود كما تقضي عهدهم / لو عاد منكسر الزجاج صحيحا
فلازفرن على رياض ديارهم / حتى يصوح نبتها تصويحا
ولأبكين على مواطن عيسهم / حتى تعود جداولاً فتسيحا
فتخال أن البحر كان بمقلتي / أو أن شئبوب الغمام دلوحا
أو أن أجفاني وأجفان العلى / يبكين في طرفان نوح نوحا
العليم العلم المقيم على التقى / أودى فحل جنادلاً وصفيحا
ما زال يجهد في العبادة نفسه / حتى ألم به الردى وأتيحا
ولقده أسود الفضا فكأنما / قد كان نوح في البسيطة يوحا
من لازم التسبيح حتى شيعت / أعواده الأملاكُ والتسبيحا
صاح النعيُّ به فقلت له اتئد / أتراك تعرف كنهه فتصيحا
صرحت في نعي الشريعة والهدى / لما هتفت بنعيه تصريحا
وتركت قلب الدين يخفق واجبا / حزناً وجفن المكرمات قريحا
لو أن غير الأرض حفرة ميت / شقوا له كبد الضراح ضريحا
فسقى ضريحك كل أوطف صيب / من كف صالح استهل سفوحا
يا أيها المولى الذي ريضت له / فرس العلى ولقد تكون جموحا
فبنوح عزيناك إلا أننا / بولائه لكم نهني نوحا
العروة الوثقى لمعتصم بها / أتنم كما نطق الكتاب صريحا
وأرى عميد الحي من عمرو العلى / أحرى وأكرم من يزداد مديحا
ما شح إن سئل النوال وربما / تلقاه إن سئل الهوان شحيحا
ويروح ركب الوفد حتى يغتدي / بفناء ساحة ربعه فيريحا
تسمو لطلعته العيون كأنه / برق سما لممحلين لموحا
أحيا المدارس والدروس كأنها / موتى ألم بها فكان مسيحا
لو قيس فيك إذا نطقت محدثاً / قس الفصاحة لا يعد فصيحا
قد كان أعطى كل معنى لفظة / أم كان أعطى كل جسم روحا
يجلو عويصة مشكل فيريكها / كصباح غرته سنا ووضوحا
عن فطنة تذكو فتوقد مندلاً / فض اللطيمة تاجرٌ لتفوحا
كتم الزمان العلم ثم أهاجه / لدروس غامض سره ليبوحا
فكانما نهجان للعلم اقتضى / درس يدرسه ووحيٌ يوحى
لا زال ربعك للبرية معقلا / أبداً وغريد المديح صدوحا
أمحمد الحسن الخصال أليةً
أمحمد الحسن الخصال أليةً / بنداك لا بالعارض السفاح
إن عشوت إليك عن كل الورى / والشمس مغينة عن المصباح
وعقلت عيسي في ذراك معرسا / في ذروة الشرف الرحيب الساح
راحت إليه واغتدت بذميلها / فأراحها مغتدىً ورواح
القيت إقليدي إليه ولم أكن / ألقي إلى أحد يد الممتاح
هي بانة هيفاء رنحها
هي بانة هيفاء رنحها / مر الصبا والطل وشحها
أم روضة غناء باكرها / مطر فاغبقها وأصبحها
زان النسيم عيون نرجسها / لما استطار لها ففتحها
وسرى وفي أردانه عبق / من وفرة للآس سرحها
أو وجنة للورد ناصعة / عبث النسيم بها فجرحها
بمطارف للزهر قد نشرت / تكسو ربى نجد وأبطحها
أم كعبة قام البديع بها / عبداً فقدسها وسبحها
أم رحلة مكية زهرت / فجنى المسرة من تصفحها
ورأى بها النكت الحسان فما / أحلى إشارتها وأملحها
ورأى مصاريعاً بها ازدوجت / عقد البيان بها وألقحها
جمعت محاسن لم أحط عدداً / بمتون أدناها فاشرحها