المجموع : 7
ماذا بضاحية الرمي
ماذا بضاحية الرمي / ثة من غطارفة جحاجحْ
ولمن أُقيمت في البيو / ت عَلى كَرامتها المناوح
ولأية ندبت من ال / لَيل الحمامات الصوادح
قوم إلى دار البوا / ر مشوا فمن غاد وَرائح
طَلَبوا مساواة الحقو / ق فطوحت بهمُ الطوائح
فزكت دماء قد أُري / قت فوق هاتيك الأباطح
قتلى الدفاع عليهم / ناحَت من الحزن النوائح
فَهي المراثي اليوم تن / شد فيهم عوض المدائح
وَلَقَد أَصابَ القوم ما / أَبكى العيون من الفوادح
إذ هاجَموا يوم الوغى / غلب المدافع بالصفائح
من فتية خاضوا عجا / جتها عَلى الشقر السوابح
وَمعرضين وجوههم / بيضاً لنيران لوافح
وَمطوحين بنفسهم / خوف المذلة في المطاوح
ترك العدى فتيانهم / صرعى عَلى طول المسارح
وكأن طياراتهم / في الجو عقبان جوارح
وإذا أَحاطَت قوة / يستسلم البطل المشايح
ما كانَ حقاً كل ما / قَضَت السوانح وَالبوارح
أقلوك من عيد به / كثرت من العرب الذبائح
إذ باد حي كامل / عَن عز بيضته يكافح
لَهفي عَلى الغر الشبا / ب مجندلين عَلى الصحاصح
وَلَقَد تَفور جروحهم / بين التَرائب وَالجوانح
انظر إِلى تلك الوجو / ه فَما تغيرت المَلامح
بعد الَّذين تجندلوا / بالأمس وجه الدهر كالح
وضح الصباح وهبت الأرواحُ
وضح الصباح وهبت الأرواحُ / وَتبينت في الأوجه الأفراحُ
ما أنضر الأغصان باكرها الحيا / فجلا وجوه الزهر وهي صباح
في جنة غناء أَزهر دوحها / وانبثَّ يعبق نشرها الفياح
غنت حمائمها على أَفنانها / فأجابهن البلبل الصياح
الزهر فوق الأرض مبثوث وقد / ألقت عليه ظلها الأدواح
وَكأَنَّما الطل السقيط سلافة / وكأَنَّما أَزهارها أَقداح
إنى امرؤ بالصدق ذو ولع فما
إنى امرؤ بالصدق ذو ولع فما / أَصبو إلى جنف ولا أَرتاحُ
حر يَقول كما يظن وهل على / حر يَقول كما يظن جناح
أَمشي على وضح اليَقين بليلَتي / حسبي اليَقين وحسبي الأوضاح
للشك أشباح تَلوح لجاهل / فَيَقول ماذا تلكم الأشباح
ما مرّ بي يوم يروع ظلامه / إلا بدا صبح له وضاح
العقل يهدي المرء في إدلاجه / إِمَّا سرى فكأَنّه مصباح
وَلَقَد يعانى المصلحون مشقة / حتى يتم لأمة إصلاح
لَيسَ الحياة سوى وغى ما راضها / إلا الكمي بعزمه الجحجاح
أَظهر بمعترك الحياة شجاعة / وتقلدنَّ العلم فهو سلاح
ود الكَثير من الورى لو أنهم / محقوا الكفاح فَلا يَكون كفاح
لكنهم جهلوا الحياة وأنها / حرب بها للناهضين صلاح
إن الحياة على البسيطة كلها / حرب تدور لها رحى ملحاح
بَغداد لي وطن إذا استذكرته
بَغداد لي وطن إذا استذكرته / مرت على عيني له ألواحُ
بغداد لَم تك غير دار سلامة / حتى تغير أَهلها وأَشاحوا
في كل يوم كان لي من أرضها / مغدىً إلى أمنيةٍ ومراح
وهناك أَندية شدوت بها كَما / في الرَوض يَشدو البلبل الصيداح
بلد لبست به شبابي هاتفاً / ونزعته وإذا الهتاف نواح
وَلَقَد تبدلت الوجوه فَلَم يُتَح / ما كانَ للحر الأَديب يتاح
أَنا واحد ممن تنغص عيشهم / فمضوا يجوبون البلاد وَساحوا
وَعَلى الأديب الحر يثقل أَن يرى / أَوطانه يجتاحها المجتاح
أَنا لست من خلط المزاح بجده / فالجد جد والمزاح مزاح
كذب الَّذين قد ادعوا بجهالة / أن العراق إلى العصا يرتاح
بل إنه متألم في ظهره / مِمّا أَتاه الجالدون جراح
وَالفَرق أن لَيسَ الشكاة من الأذى / فيه تباح كَما بمصر تباح
فهنا خضمٌّ لجُّهُ متلاطمٌ / وَهناك حوض ماؤُه ضحضاح
وَلَقَد تضاهي النيل فيه دجلة / يوماً فماء الواديين قراح
أسعى لأجمعَ شملَ أهلِ مدينتي
أسعى لأجمعَ شملَ أهلِ مدينتي / يا خيبة المسعى إذا لم أنجحِ
كان النعي يثير في الأرواح
كان النعي يثير في الأرواح / حزنا عميقا ما له من ماح
نبأ يسوء الصادقين سماعه / حبس اللسان اسى عن الافصاح
قد كان همسا ثم ذاع فلم تكن / اذن لتسمع غير رجع نواح
حم القضاء فان فيصل مانجا / من دائه عند القضاء الساحي
فبكى عليه الشعب من كبد له / حرى بكاء الثاكل الملواح
ان الألى عرفوا خلائق فيصل / ليست عليه عيونهم بشحاح
لم تبق عين ما بكت في موته / حزنا على خلق عفا وصلاح
حتى اذا جاؤا بنعشك احشدت / امم من الانحاء ملء الساح
كانت تحييه الدموع ذوارفا / اهلا بنعش السيد الجحجاح
سر ايها الروح المجرد جائبا / عرض السماء كسيد سياح
ما انت انيّ سرت الا سيد / في عالم الارواح والاشباح
او نم بقبرك مستريحا من ونى / او هي متانة فكرك السباح
في كل ناحية عليك مناحة / فيها الدموع مراقة بسماح
ان العيون اذا الرزية صرحت / عند البكاء كثيرة الالحاح
تملي نواح في المصاب عويلها / فتجيبهن على العويل نواحي
غازي تبوأ عرش فيصل اذ قضى / فالناس في حزن وفي افراح
من بعد ليل للفجيعة مظلم / قد لاح صبح بين الاوضاح
وكأنما التاج المكلل رأسه / نجم بدا للعين فوق صباح
للملك فيصل جاء قبل مؤسسا / يبني وغازي جاء للاصلاح
غازي لهذا الشعب مصباح الهدى / اكرم به للشعب من مصباح
ملك تحدر من ملوك جمة / عرب كما يرضى العلا اقحاح
فرحى بهذا الشبل داء معادلا / حزني على ذاك الهزبر الطاحي
فرح وحزن في فؤاد واحد / هذا لهذا فيه ليس بماح
قد كان فيصل دوحة قرشية / ولأنت شعبة اكرم الادواح
لا زال فينا ظل عرشك وارفا / اشدو به كالبلبل الصداح
اوتيته ملكا فاصلح شأنه / لا خير في ملك بلا اصلاح
اصلح ولا تحذر فخلفك امة / تفديك بالاموال والارواح
واعد لنا عهد الرشيد وما به / من سؤدد ضخم ومن افراح
لك في الصدور محبة مسطورة / من ذا محبر تلكم الالواح
حسب الألى قد ملكوك قيادهم / ما يقرأون بوجهك الوضاح
الشعب مقتدر اذا جندته / ان لا يكون فريسة التمساح
واذا الامور على الاعادي ابهمت / فالسيف لا يعيا عن الايضاح
ابعد دخيلا لم يكن من فعله / يوما اليه الشعب بالمرتاح
الشعب يأبى ان تكون بلاده / مرعى لكل بهيمة نطاح
الشعب مجروح فداو جراحه / ولتبق دامية عليّ جراحي
عالج صعوبات الامور بحكمة / فهي الطريق السمح للافلاح
لا زال قبر ضم رمة فيصل / كالروض منبت نرجس واقاح
الزهر أكبر مصرع الصداح
الزهر أكبر مصرع الصداح / فبكت عليه شقائق وأقاح
في الروض للأحزان أصبح مشهدا / ما كان قبلا منه للأفراح
كم أصغت الأزهار فيه للحنه / في ليلة بيضاء ذات وشاح
طافت بكرمته الجميلة برهة / شعراء عن وجد بهم ملحاح
كانت علاقتهم به في ظلها / كعلاقة الأجساد بالأرواح
أطلعت صبحا من قريضك مسفرا / والصبح أعرفه من الأوضاح
قد كنت أول شاعر بث الهدى / للناس فيما جاء من ألواح
أما يراعك فهو معزو له / ما تم للآداب من إصلاح
يا كوكبا قد كان يمحو نوره / صدأ الدجى أحسن به من ماح
لقد انطفأت وما هنالك موجب / إلا نفاد الزيت في المصباح