أَترى بريدي بالِغاً يا جوجا
أَترى بريدي بالِغاً يا جوجا / أَم غالَهُ أَمرٌ يَكونُ مَريجا
عَمِيَت عَلَينا إِذ نَأَى أَخبارُهُ / لَكَأنَّه سَلَك السَماءَ وُلوجا
أَو أَنَّهُ خَسَفت بِهِ يَهمَاؤُهُ / وَهَوى إِلى بَهموتِها تَعريجا
يا مَن بِهِ علِقَت حَبائِلُ هِمَّتي / وَغَدا إِلى الزَمَنِ الكَريهِ بَهيجا
وَوَردتُ مِنهُ بَحرَ فَضلٍ زاخِرٍ / فَغنيتُ عَن وِردي سِواه خَليجا
وَرفلتُ مِن عزّي بِهِ في حُلَّةٍ / شرُفَت يَداً وَأَرومَةً وَنَسِيجا
فَخرت بِهِ الشُهبُ الدَراري وَاعتَلَت / حَتّى حَلَلنَ مِن السَماءِ بُروجا
يَكسو الطُروسَ مفوَّفا وَمدبَّجا / يَتَجنَّب التَقعيرَ وَالتَثبيجا
فَترى البَلاغَةَ قَد بَدَت أَنوارها / حَتّى بَهَرنَ مَهارقاً وَدُروجا
إِنَّ ابنَ فَضلِ اللَهِ فَضلٌ كُله / يَسعى ذَميلاً لِلنَدى وَوسيجا
مِن نَبعةٍ قَرشيَّةٍ عَدويَّةٍ / عُمريَّةٍ عَبِقَت شَذاً وَأَريجا
خَطَبَتهُ أَبكارُ المَعالي رُغَّباً / إِذ كُنَّ عجَّت مِن سِواهُ عَجيجا
وَسَمَت إِلى عَلياه أَوَّلَ نَشئِهِ / وَسِواه يَسمو لِلعُلا تَدريجا
لَجَّت وَرامَت مِنهُ وَصلاً إِنَّما / شَرَف المُحبِّ بِأَن يَكون لَجوجا
فَأَجابَها مِن بَعدِ لأي راغِباً / عَنها وَهيَّج شَوقَها تَهييجا