القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : لِسان الدِّين بنُ الخَطِيب الكل
المجموع : 8
رَقَمَت أنامِلُ صانِعي دِيباجِي
رَقَمَت أنامِلُ صانِعي دِيباجِي / منْ بَعْدِ ما نَظَمَتْ جَواهِرَ تاجي
وحَكَيْتُ كُرْسيَّ العَروسِ وزِدْتُهُ / أنّي ضَمِنْتُ سَعادَةَ الأزْواجِ
مَنْ جاءَني يشْكو الظَّماء فمَوْرِدي / صِرْفُ الزُّلالِ العَذْبِ دونَ مِزاجِ
فكأنّني قوْسُ السّماءِ إذا بَدَتْ / والشّمْسُ موْلانا أبو الحَجّاجِ
لا زالَ مَحْروسَ المَثابةِ ما غَدا / بَيْتُ الإلاهِ مَثابَةَ الحُجّاجِ
فُقْتُ الحِسانَ بحُلّتي وبِتاجي
فُقْتُ الحِسانَ بحُلّتي وبِتاجي / فهَوَتْ إليّ الشُّهْبُ في الأبْراجِ
يَبْدو إناءُ الماءِ فيّ كَعابِدٍ / في قِبْلَةِ المِحْرابِ قامَ يُناجي
ضَمِنَتْ علَى مرّ الزّمانِ مَكارِمي / رِيَّ الأُوامِ وحاجَةَ المُحْتاجِ
فكأنّني اسْتَقْرَيْتُ آثارَ النّدى / مِنْ كَفِّ موْلانا أبي الحَجّاجِ
لا زالَ بَدْراً في سَماءِ خِلافَةٍ / ما لاحَ بَدْرٌ في الظّلامِ الدّاجي
هَبّ النّسيمُ معَطَّرَ الأراجِ
هَبّ النّسيمُ معَطَّرَ الأراجِ / فشَفَى لَواعِجَ قَلْبي المُهْتاجِ
وافَى يُحدِّثُ عن أحِبّتيَ الأَلى / أصْبَحتُ أكْني عنْهُمُ وأُحاجي
فاشْرَبْ علَى ذِكْرِ الحَبيبِ وسَقِّني / صَهْباءَ تُشْرِقُ في الظّلامِ الدّاجِي
مِنْ خَمرَةِ السِّرّ المُقدّسَةِ التي / كَلِفَتْ بِطاسَتِها يَدُ الحلاّجِ
وأرَت لهُ الأشياءَ شيئاً واحداً / فَغَدا يُخاطِبُ نَفْسَهُ ويُناجِي
ورأى ابْنُ أدْهَمَ لَمْحةً منْ نورِها / تَلْتاحُ بينَ مَخارِمٍ وفَجاجِ
فَغَدا ومِنْ صوفِ الصّفاءِ شِعارُهُ / واعْتاضَهُ مِنْ لِبْسَةِ الدِّيباجِ
رَفَعُوا لَها قَبَساً بجانِبِ طُورِهِمْ / فعَشَوْتُ نحْوَ سِراجِهِ الوهّاجِ
وبَحَثْتُ عَنْها خَمْرَةً لمّا تَزَلْ / سَبَبَ النّجاةِ لِطالِب أوْراجِي
لمّا عَلِمْتُ مَكانَها وزَمانَها / أعْمَلْتُ في لَيْلِ السُّرَى إدْلاجي
وأتَيْتُ رَبَّ الدّيْرِ في مِحْرابِه / فبَثَثْتُ إفْلاسي إليْهِ وَحاجِي
نادَيْتُهُ مُترَحِّماً واللّيلُ قدْ / رَجَعَتْ كتائِبُهُ علَى الأدْراجِ
ما لي سِواكَ فَلا تُخَيّبْ مَقْصَدي / ما خابَ فيكَ رَجاءُ عَبْدٍ راجِي
وافَيْتُ منْ أرْضٍ بَعيدٍ خَطْوُها / مِنْ بَعْدِ طولِ تخَبُّطٍ ولَجاجِ
مهْما ضَحَيْتُ فظِلُّ حُبِّكَ ملْجإي / ومتَى مَرِضْتُ فَفي يَدَيْكَ عِلاجي
ومَدَدْتُ كفَّ الفَقْرِ أسْألُهُ فَيا / عِزَّ الغَنيِّ وذِلّةَ المُحْتاجِ
فرأَى افتِقارِي في يديْهِ فَجادَ لي / منْ جُودِهِ بالوابِلِ الثّجّاجِ
وأحَلّني منْ دَيْرِهِ في هَضْبَةٍ / تنْحَطُّ عَنْها الشُّهْبُ في الأبْراجِ
وجَلا عَلَيّ الرّاح في أكْواسِها / فشَرِبْتُها صِرْفاً بغَيْرِ مِزاجِ
تَخْفَى عن الإدْراكِ إلاّ أنّها / يَهْدي سَناها راحَةَ المُزّاجِ
فتَرى زُجاجَتَها بغَيْرِ مُدامَةٍ / وتَرى مُدامَتَها بغيْرِ زُجاجِ
والَى عليَّ بِها وقالَ هيَ التي / فِيها سَمَحْتَ بخَيْرِها النّسّاجِ
فاشْرَبْ وبُحْ باسْمي جِهاراً لا تَخَفْ / في الدّيْرِ منْ نَصَبٍ ولا إحْراجِ
يا صاحِبَيَّ وما أرَى لي صاحِباً / غيْري أُعاطِيهِ الهَوى وأناجِي
عُوجا علَى طَلَلِ الوُجودِ وبلِّغا / عنّي السّلامَ فلاتَ حينَ مَعاجِ
للّهِ إخْوانُ الصّفاءِ فإنّهُمْ / سَلَكوا الطّريقَ الواضِحَ المِنْهاجِ
منْ كلِّ ذي طِمْرَينِ أشْعَثَ أغْبَرٍ / عبِثَت بشَمْلَتِهِ يَدُ الإنْهاجِ
وقَفوا بأبْوابِ اليَقينِ وفتّحوا / ما كانَ منْها قبْلُ ذا إرْتاجِ
حتّى إذا كادَت سِماتُ طَريقِهِمْ / تَخْفَى بكُلِّ مُمَوِّهٍ ومُداجِي
نادَتْ هَلُمّوا جَدِّدوا عهْدَ الرِّضى / أيّامَ مَولانا أبي الحَجّاجِ
فاسْتَقْبَلوا داعِي المَقام كأنّما / أتتِ المَقامَ رَكائِبُ الحُجّاجِ
أحْيَى الإلاهُ بهِ رُسومَ طَريقِهمْ / وحَماهُمُ منْ مُلْكِهِ بسِياجِ
ملِكٌ يَحُثُّ الصّالِحينَ ويَقْتَدي / في الدِّينِ منْ أنْوارِهِم بسِراجِ
ويُواصِلُ اللّيْلَ التّمامَ مُسَهَّداً / للّهِ بيْنَ مُراقِبٍ ومُناجِي
أبْدَى رُسومَ العِلْمِ بعْدَ عَفائِها / وأعادَ وَجْهَ الحَقِّ ذا إبْهاجِ
وغَدا الزّمانُ بسَيْفِهِ وبِسَيْبِه / يَوْمَينِ يوْمَ نَدىً ويومَ هِياجِ
وأحَقُّ مَنْ مَلَكَ الخِلافَةَ ناصِرٌ / يَنْمِيهِ صاحِبُ صاحِبِ المِعْراجِ
كُلُّ الفَضائِلِ لمْ تُحَلَّ بحَمْدِهِ / لَبّاتُها فتَمامُها بخِداجِ
خُذْها أميرَ الُسْلِمينَ قَوافِياً / ثارَت عَجاجَتُها على العَجّاجِ
أنا جَوهَريُّ اللّفظِ لا عَجَبٌ إذا / جَمْعي مُنَظِّمُها بهَذا التّاجِ
أبْقَيْتُ بالذِّكْرِ الجَميلِ مَدائِحاً / لكَ في فَمِ الرّاوي وقَلْبِ الرّاجي
واخْلُدْ ونَصْرُ الله جلّ جلالُه / يأْتيكَ أفْواجاً علَى أفْواجِ
أهْلاً بطَيْفٍ زارَني غَسَقَ الدُّجى
أهْلاً بطَيْفٍ زارَني غَسَقَ الدُّجى / فأعادَ لَيلَتَنا صَباحاً أبْلَجا
فَتَحَتْ زِيارَتُه لصَبٍّ هائِمٍ / بابَ القُبولِ وكانَ قِدْماً مُرْتَجا
للّهِ دَرُّكَ منْ خَيالٍ مُطْمِعٍ / علِقَتْ لَنا بحِبالِهِ أيْدي الرَّجا
كيفَ اهْتَدَيْتَ وهلْ بَدا لكَ مَضْجَعٌ / خطَّ النحولُ عليْهِ سَطْراً مُدْمَجا
يا سالِكاً بمُحِبِّه طُرُقَ النّوى / هلا سَلَكْتَ الى التّواصُلِ مَنْهَجا
أفْديكَ منْ حَكَمٍ تأوّلَ حكْمَهُ / فقَضى بقَتْلِ العاشقينَ تحرُّجا
أو مَا تَرى طوفانَ فَيْضِ مَدامِعي / يُذْكي جَحيماً بالضّلوعِ تأجّجَا
أسْتَنْبِئُ البَرْقَ الخَفوقَ إذا هَفا / وأُساهِرُ اللّيْلَ الطّويلَ إذا دَجا
هَبْ لي رِضاكَ فإنّني مُسْتَشْفِعٌ / بحُلَى أميرِ المُسْلِمينَ المُرْتَجى
إنّ الهَوى لَشِكايَةٌ معْروفةٌ
إنّ الهَوى لَشِكايَةٌ معْروفةٌ / صَبِرُ التّصَبُّرِ منْ أجَلِّ عِلاجِها
والنّفْسُ إنْ ألِفَتْ مَرارةَ طَعْمِها / يوماً ضَمِنْتُ لها صَلاحَ مِزاجِها
قدْ صحّ في سُنَنِ النّبي محمّدٍ
قدْ صحّ في سُنَنِ النّبي محمّدٍ / فَضْلي على المَوْشِيِّ والدِّيباجِ
ولأجْلِ هَذا اخْتَصّني بلِباسِه / مَلِكُ العُلى الأرْضَى أبو الحَجّاجِ
قالُوا كَلِفْتَ بهِ غُلاماً حالِكاً
قالُوا كَلِفْتَ بهِ غُلاماً حالِكاً / فأجَبْتُمْ لي فيهِ ما يَشْفي المُهَجْ
مَهْما جُنِنْتُ بهِ هَوًى وصَبابةً / علّقْتُ فَوقي منْهُ حِرْزاً منْ سَبَجْ
يا طالِباً منْ جارِهِ إسْكَرْفَجا
يا طالِباً منْ جارِهِ إسْكَرْفَجا / هَذا يُخَبِّرُ أن جوعَكَ فاجَا
ويَدُلُّ أنّكَ قدْ نَبَذْتَ تَداوِياً / ويَدُلُّ أنّكَ قدْ ترَكْتَ عِلاجا
وكَلِفْتَ بالمَمْلوكِ تؤثِرُ أكْلَهُ / أبَداً وتَرْفُضُ صِحّةً ومِزاجا
خَفْ منْ غِذاءٍ غَيْرِ مُعْتَدِلِ القُوى / واحْذَرْ طَعاماً يُفْسِدُ الأمْشاجا
هَيْهاتَ تعْتَبِرُ الهِجاءَ طَبيعةً / في خِيسِها أسَدُ الخَساسةِ هاجَا
والمرءُ منْ فَمِهِ يُصابُ وفَرْجِهِ / فيَعودُ مَوْرِدُهُ الشّرُوبُ أُجاجا
فكأنّني بكَ قدْ نَبَذْتَ مُهَرْقِماً / وقَصَدْتَ في أعْقابِهِ سَفّاجا
وصَحِبْتَ جَزّاراً للَحْمٍ طيّبٍ / وخَدَمْتَ غيرَ مُقَصِّرٍ دَجّاجا
وفَتَحْتَ بابَ الزّرْدِ تُدْخِلُهُ اللّهَا / في دينِ كُلِّ نَهامَةٍ أفْواجا
وبَلَعْتَ كالكَبّونِ فَضْلَ عَصيدَةٍ / وشرِبْتَ منْ ماءِ العَصيرِ مجاجا
وغَدَوْتَ كالحُبْلَى جَنينُك خَرْيَةٌ / تأتي بها عِنْدَ الصّباحِ خِداجا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025