لاحت لنا في جُنحِ لَيلٍ داجِ
لاحت لنا في جُنحِ لَيلٍ داجِ / بسراجِ بَهْجَةِ حُسْنها الوهَاج
وَثَنَتْ بناناً بالسّلامِ تَحيّةً / وَرَنَتْ بطرفٍ فاتكٍ غَنّاجِ
فَرَمَتْ قلوب العاشقينَ بأسهم / فَعَلمْتُ أني لَسْتُ منها ناجِ
لولا مَراِشفُها العذابُ لما صَبا / قلبي لرشْفِ مُدامةٍ بزُجاجِ
وَلَثَمْتُ مَبْسمَها وَوَرْدَ خُدودها / فَنَعَمْتُ بالورَادِ والثّلاج
يا ريمَ رامةَ قد فُطرتُ على الهوى / طفلاً وَدَبَّ العِشقُ في أمشاجي
وَخُلقْتُ من مرَ النَسيمِ لطافةً / وَجَرى الغرامُ مُخالطاً لمزاجي
فلذاك أهوى كُلَّ قَدٍّ أملَدٍ / ويروقُ طرفي كلَّ طرفٍ ساجي
وأظل أُطربُ كلَّ سمعٍ مُنشداً / غَزّلاً وَمَدْحاً في المقرِّ التَاجي
فاق المدائحَ وَصْفُهُ مُتَرَفّعاً / فقعدانَ عنه كأنهنَ أهاجي
وَعَلا على كُلِّ الأنامِ مَكانةً / وَسَنا عُلُوَّ الشّمس في الأَبراجِ
كالنيلّ نَيلاً للوَليِّ ورُبَما / أردى الأعادي منه بالأَمواج