القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 4
كَم ذا سَرى بِالموتِ عنّا مُدْلِج
كَم ذا سَرى بِالموتِ عنّا مُدْلِج / أَبكي اِشتِياقاً بي إليه وأنشِجُ
وَأوَدُّ أنّي ما تعرّى جانبي / مِنّي ولَم يُخرجْهُ عنّي مُخرجُ
وَكَذا مَضى عنّا القُرونُ يكبُّهُمْ / خَطْبٌ أخو سَرفٍ وصَرْفٌ أعوجُ
خَدَعَتْهُمُ الدّنيا بِرائقِ صِبْغِها / وَاِقتادَهُمْ شوقاً إليها الزِّبْرجُ
فَتَطامَحوا وَتَطاوحوا بيد الرّدى / وَتَقوّموا ثُمّ اِنثنَوْا فتعوّجوا
وَكأنّهمْ لمّا عموا بظلامِ أرْ / ماسٍ لهمْ ما أشرقوا أو أبْلجوا
لَم ينجِهمْ وَقد اِلتَوى بهمُ الرّدى / وإليه يُمضي أو عليهِ يُعَرَّجُ
وَهوَ الزّمان فمسْمِنٌ أو مُهزِلٌ / طولَ الحياةِ ومحزنٌ أو مُبهِجُ
وَمسلِّمٌ لا يَبْتَلِي ومُسالمٌ / وموادِعٌ لا يختلِي ومُهَيِّجُ
والمرءُ إمّا راحلٌ أو قد دنا / منه وما يدري الرّحيلُ المزعجُ
بينا تراه في النّديِّ مُنشِّراً / حتى تراه في الحفيرة يُدرَجُ
تسري به نحو الرّدى طولَ المدى / بيضٌ وسودٌ كالرّكائب تهدِجُ
وإذا الرّدى كان المصير فما الأسى / منّا على نشَبٍ وثوبٍ يَنْهَجُ
لولا المقادِرُ قاضياتٌ بيننا / خَبْطاً لما سبق الصحيحَ الأعرجُ
يا ناعِيَ ابنِ محمّدٍ ليتَ الّذي / خبّرتَنيهِ عن الحقيقة أعوجُ
أفصحتَ لا أفلحتَ بالنبأِ الّذي / للقلبِ منه توقّدٌ وتوهّجُ
ولَطالما ضنّ الرّجال بمثلِ ما / صرّحتَ عنه فجمجموا أو لَجْلَجوا
يا ذاهباً عنّي ولي من بعده / قلبٌ به متلهّبٌ متأجّجُ
أعززْ عليَّ بأنْ أراك مُسَرْبَلاً / بالموتِ تُدفن في الصّعيد وتُولَجُ
في هُوّةٍ ظلماءَ ليس لداخلٍ / فيها على كرّ اللّيالي مَخْرَجُ
بيني وبينك شاهقٌ لا يُرتقى / طولاً وبابٌ للمنيّة مُرْتَجُ
ويُصَدُّ عنك القاصدون فما لهمْ / أبداً على شِعْبٍ حَلَلْتَ مُعَرّجُ
كم ذا لنا تحت التّراب أناملٌ / تَندى ندىً وَجبينُ وجْهٍ أبْلَجُ
من أين لي في كلِّ يومٍ صاحبٌ / يرضاه منِّي الدّاخل المُتَولِّجُ
هيهاتَ فرّ من الحِمامِ مغامِرٌ / حيناً وكَعَّ عن الحِمامِ مُدَجَّجُ
وكَرَعْتُ منك الودَّ صِرْفاً صافياً / ولَكَمْ نرى ودّاً يُشابُ ويُمزَجُ
لا تُسْلِنِي عنهُ فتسليةُ الفتى / عمّن به شَغَفُ الفؤادِ تهيّجُ
ولَكَمْ غَطا مِنّي التجمّلُ في الحَشى / مِن لاعِجاتٍ في الأضالعِ تَلْعَجُ
فَاِذهَبْ كما شاءَ القضاءُ وكن غداً / في القَومِ إمّا سُوِّدوا أو تُوِّجوا
لَهُمُ بأفنيةِ الجِنانِ مساكنٌ / طابَتْ مَساكِنُها وظلٌّ سَجْسَجُ
وَسَقى ترابَكَ كلُّ مُنخرِقِ الكُلى / يسرِي إذا ما شئتَهُ أو يُدْلِجُ
للرّعد فيه قعاقِعٌ وزماجِرٌ / والبرق فيه توهّجٌ وتموّجُ
والنَّورُ في حافاتِهِ مُتفسِّحٌ / والأُقحوانُ بجانبيهِ مُفَلَّجُ
وَإِذا سَقاكَ اللَّه مِن رَحماتِهِ / فَلأَنْتَ أسعدُ من أتاهُ وأفلجُ
أَعلى الرّكائبِ سارتِ الأحداجُ
أَعلى الرّكائبِ سارتِ الأحداجُ / وَالبينُ ما عنه هناك مَعاجُ
لا تطلبوا منّي السلوَّ فليس مِنْ / حاجي ولِي في مَنْ ترحّلَ حاجُ
قالوا اِصطَبرْ والصّبرُ ليس بزائلٍ / مَنْ عنده بالغانياتِ لجاجُ
ودواءُ أمراضِ النفوسِ كثيرة / والحبُّ داءٌ ليس منه علاجُ
بَيني وَبَينَ تَجلُّدِي وَتَماسُكي / والعيسُ تُرحلُ للفراق رِتاجُ
همْ أوقدوا نارَ الهوى في أضلُعِي / بفراقهمْ يومَ الرّحيل وهاجوا
في ساعَةٍ ما إِنْ بِها إِلّا جوىً / يُضنِي وسيلُ مدامعٍ ثجّاجُ
عاجوا عَلَينا بالوَداعِ وليس لِي / صَبرٌ عليهِ فَلَيتَهمْ ما عاجوا
وَسَرَوْا بمُسْوَدٍّ بهيمٍ ما لهمْ / إِلّا وُجوهُ البيضِ فيه سراجُ
وَإِذا هُمُ بِالرغمِ منّا أدلجوا / أودى المُتَيَّمَ ذلك الإدلاجُ
وَلَقد نعى وَصْلي لكمْ وبكى بهِ / قبلَ الفراقِ الناعقُ الشَّحّاجِ
نادى فَأَزعَج كلَّ من لم يأْتِهِ / لولاهُ إقلاقٌ ولا إزعاجُ
لِمْ شِرْبُكُمْ عندي النّميرُ وعندكمْ / شِرْبي على الظّمإ الشديد أُجاجُ
وَإِذا ضَنِنْتُمْ بِالعَطاءِ فليتَهُ / ما كان إفقارٌ ولا إحواجُ
وَالبُخلُ مِلْءُ بيوتِكمْ فليتَهُ / يُثرِي ويَغْنى منكمُ المحتاجُ
وَأَنا الفَصيحُ فَإِن شَكوت إليكُمُ / جَنَفَ الغرامِ فإنّني اللّجلاجُ
وَفَلاحُ قلبٍ لا يُرجّى بعدما / وَلِيَتْ عليه الطّفلةُ المِغْناجُ
أقسمتُ بالبيتِ الحرامِ وحولَهُ / للزَّائريهِ من الوفودِ ضُجَاجُ
عَرَقَتْهُمُ حتّى أتَوْهُ هُزّلاً / بِيدٌ عِراضٌ دونَه وفجاجُ
ومِنى وبُدْنٍ ما صُرِعْنَ بتُربها / إلّا لتُبزلَ عنده الأوداجُ
والمَوْقِفَيْن عليها وَإِليهِما / طَلبَ النَّجا وتزاحمَ الحُجّاجُ
لولايَ لم يكُ للنّدى سيلٌ ولا / في الرَّوع إلجامٌ ولا إسْراجُ
ما ضَرّنِي أَنْ لَيسَ فَوق مَفارقِي / تاجٌ ومن فضلِي عليَّ التّاجُ
وأنَا الغبينُ لئنْ رضِيتُ بأن تُرى / فوقِي العيوبُ وتحتِيَ الهِمْلاجُ
وبأنْ تَقِلَّ مكارمٌ مِنّي ولي / ثَمَرٌ كثيرٌ سائغٌ وخَراجُ
وَالضّاحكون بيومِهمْ ما فيهمُ / إِلّا الّذي هو في غدٍ نشّاجُ
دَعْ مَن يكون جمالهُ وفخارهُ / في الفاخرين الوَشْيُ والدّيباجُ
فثيابُ مِثلي يومَ سِلْمٍ عِفّةٌ / وَثيابُ جسمي في اللّقاءِ عَجاجُ
قل للأُلى سَخِطوا الجميلَ فما لهمْ / يوماً إلى كسبِ العُلا مِنهاجُ
لَو شِئتُمُ أَن تَعلموا لَعَلمتمُ / عِلمي فَلَيسَ على العلومِ سياجُ
ما فيكمُ لولاي لو أنصفتُمُ / دخّالُ كلِّ كريهةٍ خَرّاجُ
كلُّ الفضائلِ في يدَيَّ وما لكمْ / منهنّ أفرادٌ ولا أزواجُ
ومعالِمِي خضرُ الذوائب لم يَسِرْ / فيهنّ إخلاقٌ ولا إنْهاجُ
ولقد ظهرتُ فليس يُخفِي شُهرتِي / في النّاسِ إدراجٌ ولا إدماجُ
وعَشِيتُمُ مِنّي وفوقَ رؤوسِكمْ / بِالرّغمِ يَلمع كوكبي الوهّاجُ
فالمَكْرُماتُ عقيمةٌ منكمْ ولِي / منهنّ في كلّ الزّمان نتاجُ
ما فيكُمُ صفوٌ ولكنْ أنتُمُ / كَدَرٌ لصفوٍ في الورى ومزاجُ
قوموا أَروني تابعاً فرداً لكمْ / ودعوا الّذي أتباعُهُ الأفواجُ
وَالنّقصُ مُلتَحفٌ بكمْ ما فيكُمُ / عنهُ المحيصُ ولا له إفراجُ
حتّى سوَيعاتُ السّرور قصيرةٌ / فيكمْ ووضعُ الحاملاتِ خِداجُ
وإذا رضيتُمْ بالحُطامِ فلا اِرتَوى / صادٍ ولا اِمتَلأتْ لكمْ أعفاجُ
مَن لِي بخِلٍّ يستوي لِيَ عنده / يُسرِي وعُسرِي والغِنى والحاجُ
وإذا عَرَتْنِي في الزّمانِ شديدةٌ / فهو المكثِّفُ كَرْبهَا الفَرّاجُ
ما يستوي جَدْبٌ وخِصْبُ لا ولا / وَشَلٌ وبحرٌ فائضٌ عجّاجُ
بِتْنا وَنَحن المُعرِقون تقودنا / بين العِدى وتسوقنا الأعلاجُ
ما وِرْدُنا في الدّهرِ إلّا رَنقُهُ / وَلَنا الإضاعةُ فيه والإمراجُ
لا خيرَ في هامٍ بِغَيرِ أزِمّةٍ / فينا وسَجْلٍ ليس فيه عِناجُ
وَمِنَ الضرورةِ أَن يَكون معَ الثرى ال / ندبُ الخفيفُ إذا علا الهِلباجُ
ما حقُّ مِثلِي وهو ممّن قولُهُ / يسرِي إلى الآفاق منه لِهاجُ
بِرباعكمْ يا أهْلَ يثربَ حاجي
بِرباعكمْ يا أهْلَ يثربَ حاجي / وعليكُمُ دون الأنامِ مَعاجي
وَمَتى اِدّلجتُ إلى زيارةِ أرضكمْ / حَذرَ الوشاةِ فحبّذا إدْلاجي
كَمْ فيكُمُ لمَنِ الهَوى من شأنِهِ / من مَبْسَمٍ رَتِلٍ وطَرْفٍ ساجِ
ومُحَكَّمٍ في الحسنِ يُكرَعُ عندهُ / كأسُ الهوى صِرْفاً بغير مزاجِ
ماذا على مَن ضَنّ دهراً بالنّدى / لَو كانَ يوماً ضنَّ بالأحداجِ
وَيَسوؤُني وهو الّذي في كفِّهِ / ما شئتُ من جَذَلِي ومن إبهاجي
ويذودنِي وبِيَ الصّدى عن عَذْبِهِ / فإذا سَقاك سَقاك كلَّ أجاجِ
وَصْلٌ كعشواءِ الظّلامِ تردّداً / وقطيعةٌ تَجري على مِنهاجِ
يا قاتلَ اللَّه اللّواتِي بِاللّوى / أوْرَطنَنا حبّاً وهنّ نواجِ
مازلن بِالرّجل الصحيحِ منَ الهَوى / حتّى تَعايا فيه كلُّ علاجِ
يا صاحبَيَّ تنظّرا بِأَخيكما / أَنْ تَستَثيرا العيسَ بالأحداجِ
حَتّى اِلتَوَتْ هامُ الكَواكب مُيَّلاً / والفجرُ في عَقِبِ الدّجى كسراجِ
وَأبِي الظّعائِنِ يومَ رُحْنَ عشيّةً / والبينُ شاهدُنا بغير خِلاجِ
لَقد اِحتَوين على قلوبِ معاشرٍ / خفّتْ كما خفّ القطينُ الناجي
ودّعْنَنا من غيرِ علمٍ بالّذي / أودَعْنَنا من جاحِمٍ وهّاجِ
والرّكبُ بين مغيّضٍ كَمَدَ الهوى / في لُبّهِ أو مُعْولٍ بِنشاجِ
يذري دماً من عينِهِ فكأنّه / يبكي أحِبّتَهُ من الأوداجِ
وَأنا الّذي اِستوطنتُ ذِرْوَةَ هاشمٍ / وحَلَلْتُ من عدنانَ في الأثباجِ
الضّاربين الهامَ في يومِ الوغى / والقائلين الفصْلَ يومَ حِجاجِ
والزّاحمين ترفّعاً وتنزّهاً / للطالعات دجىً عن الأبراجِ
وَالساحبينَ إِلى ديارِ عدوّهمْ / أذيالَ كلِّ مُعَضَّلٍ رَجْراجِ
كالبحرِ تَلتمعُ الأسنّةُ والظُّبا / في قعرهِ بَدَلاً من الأمواجِ
يحوِي رجالاً لا يبالون الرّدى / إلّا ردىً في غير يومِ هياجِ
نبذوا الحياةَ وأمْرَجوا أرواحَهمْ / بين المنايا أيّما إمراجِ
وأتَوْا على صَهَواتِ جُرْدٍ ضُمَّرٍ / ملأى من الإلجامِ والإسراجِ
أكلَ الغِوارُ لحومَها وتعرّقتْ / أوصالَها أنيابُ كلِّ فجاجِ
فَأتَتْ كما شاء الشّجاعُ خفائفاً / مثلَ القِداحِ تُجيلهُنَّ لحاجِ
قومٌ دفاعُهُمُ النجاةُ لخائفٍ / وندى أكفّهِمُ اليَسارُ لراجِ
لا يغصبونَ إذا الرّجالُ تَغاصبتْ / إِلّا العقائلَ مِن عظيمِ التاجِ
وَإِذا الوجوهُ تَكالحتْ حَذر الرّدى / فوجوهُهمْ أقمارُ كلِّ عَجاجِ
وَمَتى شبيهَهُمُ طلبتَ وجدَتهمْ / ضربوا على أحسابهمْ برِتاجِ
ولقد طلبتُ على العظيمةِ مُسعِداً / فرجعتُ منقلباً على أدراجي
ووجدتُ أطمارَ الحفائظ بيننا / في كلِّ شارقةٍ إلى إنهاجِ
زَمنٌ عقيمُ الأمّهاتِ من الحِجى / فإذا حَمَلْنَ وضعنَهُ لخِداجِ
كم حاملٍ فيه لِعِبْءِ فهاهَةٍ / متعثّرٍ بلسانِهِ لَجْلاجِ
غِرٌّ تجرُّ النائباتُ لسانَهُ / فَإذا اِطمأَنَّ فدائِمُ التّشحاجِ
كَلِفٌ ببيضِ الأُزْرِ لَكن قَد غَدا / مُتقنّعاً فينا بِعرْضٍ داجِ
وَتَراهُ يَرضى خِفّةً من سُؤْددٍ / إنْ باتَ يوماً موقَرَ الأعفاجِ
قَد قلتُ للباغِي المروءَة عِندهمْ / يرمي القليبَ بغيرِ ذاتِ عِناجِ
ماذا تُكلِّفُ ذاَ بطنٍ حائلٍ / جدّاءَ من دَرٍّ لها ونِتاجِ
وَتُريدُ أَنْ تَحظى بِجمّاتِ الغِنى / مِن مَعدِنِ الإِقتارِ والإنْفاجِ
وَمِنَ الغَباوةِ أنْ يظنّ مؤمّلٌ / جُرعَ الإساغَةِ من مِغصٍّ شاجِ
إِنّ الّتي حَكتِ الضّحى
إِنّ الّتي حَكتِ الضّحى / والصُّبحُ في أسْرِ الدّياجِي
ما كنتُ يومَ تعرّضتْ / لِي من حِبالتها بناجِ
أدْوَتْ فؤادِي من صَبا / بتها وضنّتْ بالعلاجِ
ولقد أقولُ لها وضل / لَ عن النّصيحةِ مَنْ يُداجِي
يا حُلْوةً كم دون حُلْ / وكِ للمتيَّمِ من أُجاجِ
وإذا ضَنِنْتِ فقد أسَأْ / تِ وفي يديكِ بلوغُ حاجِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025