المجموع : 4
وَحَياةِ حُبِّكَ ما نَسيتُ
وَحَياةِ حُبِّكَ ما نَسيتُ / عَهداً لِحُبِّكَ ما حَييتُ
وَإِذا رَضيتَ بِما لَقَي / تُ فَقَد نَعِمتَ بِما شَقيتُ
وَلَقَد وَجَدتُ عَلى الحَشا / بَرداً لِنارِكَ إِذ صَليتُ
وَلَقَد تَطَفَّلَ بي الشَقا / ءُ عَلى هَواكَ وَما دُعيتُ
لا تَسأَلَن عَن لَيلَتي / باتَت عِداكَ كَما أَبيتُ
وَإِذا تَكَلَّمَ عاذِلي / فَجَوابُهُ عِندي السُكوتُ
صَيَّرتُ حُبَّكَ شافِعي / وَمِنَ الشَفيعِ تُرى أُتيتُ
غُضّي جُفونَكِ يا سِها / مُ فَقَد رُميتُ بِما رُميتُ
إِنّي لَأَعرِفُ بِالصَوا / بِ وَطُرقِهِ لَكِن بُليتُ
أَنا مَن يُقَدِّمُهُ الهَوى / لَكِن تُؤَخِّرُهُ البُخوتُ
لَو كانَ قَلبي في يَدي / لَجَفا الحَبيبَ كَما جُفيتُ
أَنا في العَذابِ فَلا أَعي / شُ كَما أُريدُ وَلا أَموتُ
وَنَعَم رَضيتُ بِما فَعَل / تَ عَلى تَعَسُّفِهِ رَضيتُ
وَإِذا تَلاقَت رُفقَةٌ / فَحَديثُها ما قَد لَقيتُ
مَولايَ قَد نِلتَ المُنى / فَاِسلَم فَإِنّي قَد فَنَيتُ
أَأَخافُ أَن تَبقى هُمو / مي في هَواكَ وَما بَقيتُ
وَعَلى الحَقيقَةِ لَو أَذِن / تَ بِأَن أَموتَ إِذاً حَييتُ
شَوقاً إِلى ذاكَ الجَلالِ وَمُجتَنى
شَوقاً إِلى ذاكَ الجَلالِ وَمُجتَنى / تِلكَ الخِلالِ وَظِلِّ تِلكَ النِعمَةِ
ما أَكثَرَ الإِطرابَ بِالبُعدِ الَّذي / يُزري بِهَمِّ كُثَيِّرٍ مِن عَزَّةِ
طَرَبُ الكَريمِ إِلى العُلا غَيرُ الَّذي / يُلتَذُّ مِن طَرَبِ الوَليدِ بِعَلوَةِ
وَجداً إِذا خَضَبَ العُيونَ بِدَمعِها / لا تَرتَجي مَعَهُ النُصولُ بِسَلوَةِ
أَشتاقُهُ وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّني / أَصلَى بِنارِ جَهَنَّمٍ في جَنَّةِ
وَأَوَدُّ لَو كانَ الجَناحُ مُساعِداً / فَعَساهُ يَحمِلُني لِتِلكَ الذِروَةِ
ما كُنتُ إِلّا في النَعيمِ وَإِنَّما / أَهبِطتُ مِن ذاكَ النَعيمِ لِشِقوَتي
وَإِذا ذَكَرتُ مَوارِداً مِن جودِهِ / عَذُبَت فَبِالذِكرى عَذابُ الغُلَّةِ
بِالأَمسِ كانَ القُربُ مِنهُ يُعِلُّني / وَاليَومَ صارَ البُعدُ عَنهُ عِلَّتي
كُلُّ الذُنوبِ المَحرِجاتِ غَفَرتُها / إِلّا وَما اِستَثنَيتُ غَيرَ الفُرقَةِ
أَشتاقُكُم وَيَلَذُّ لي تَذكارُكُم / أَسَمِعتَ قَطُّ بِراحَةٍ في كُربَةِ
بِفِراقِ بَلدَتِهِ دَهاهُ فَما وَفى / تَتَويجُ أَخمصِهِ بِفَرقِ البَلدَةِ
مَن مُبلِغُ البَلَدِ الجديبِ بِأَنَّني / أَرسَلتُ مُمطِرَةً بِسُحبِ الزَفرَةِ
وَذَكَرتُها ذِكرَ ابنِ حُجرٍ حَومَلاً / أَو ذِكرَ غَيلانٍ لِمَأوى مَيَّةِ
وَأَعَنتُهُ بِمَدامِعي مِن خيفَةٍ / أَن يَستَخِفَّ الريحُ مَحمَلَ تُربَةِ
هِيَ تُربَةُ الكَرَمِ الَّتي مِن بَعدِها / كُلُّ الثَرى لِلجودِ مِثلُ التُربَةِ
أَهلاً بِتَمويهِ الخَيالِ إِذا سَرى / لِخَيالِ بَينَ أَزِرَّتي وَأَسِرَّتي
شَوقُ الحَقيقَةِ وَهوَ ما بِيَ مِنكُمُ / مَن ذا يُداويهِ بِزورِ الزَورَةِ
أَنّى سَرَيتَ وَبَينَنا ما بَينَنا / لِلَّيلَةِ السَوداءِ وَالسَوّادَةِ
كَيفَ اِستَطَعتَ عِناقَ مَن في قَلبِهِ / نارُ الجَحيمِ بِماءِ تِلكَ النَضرَةِ
أَم كَيفَ خُضتَ مِنَ المَدامِعِ أَبحُراً / تَرمي زَواخِرُها بِشاطي الوَجنَةِ
أَوقَفتَ مِن خَطَراتِهِ بِمِنى المُنى / أَفَما تَخافُ هُناكَ رَميَ الجَمرَةِ
وَلَقيتُ بَعدَكَ أُمَّةً لَكِنَّني / فارَقتُ مِنكُم واحِداً بِأَئِمَّةِ
دارٌ رَكَضتُ بِها خُيولَ شَبيبَةٍ / رَشُدَت فَيا لي مِن مُحِبٍّ مُخبِتِ
مَن مُبلِغُ الشَيخِ العَميدِ بِأَنَّني / لِفِراقِهِ لا خَمرَةٍ في سَكرَةِ
ما زِلتُ وَقتَ حُضورِهِ أَشتاقُهُ / قُل لي فَكَيفَ أَكونُ عِندَ الغَيبَةِ
وَذَكَرتُ رَوضَةَ ما جَرى في خاطِرٍ / نَهراً سَقاهُ اللَهُ قُربَ الرَوضَةِ
وَعَدِمتُ كُلَّ صَباحِ نورٍ بَعدَهُ / إِلّا صَباحاً قَد أَلَمَّ بِلِمَّتي
وَأَما وَحَقِّكَ فهوَ حَقٌّ ذِكرُهُ / رَسمٌ لَدَيَّ وَذاكَ جَهدُ أَلِيَّتي
ما اِستَمتَعَت نَفسي بِصاحِبِ خُلَّةٍ / مِنهُم وَلا عَيني بِصاحِبِ خَلوَةِ
وَرَأَيتُ عيدَهُمُ العَظيمَ وَما وَفى ال / عيدُ العَظيمُ بِفُرقَتي لِأَحِبَّتي
وَوَقفتُ في ذاكَ الزَحامِ كَأَنَّني / وَحدي فَيا لَكَ وَحدَةً في زَحمَتي
مُستَوحِشَ النَفسِ الَّتي هِيَ عِندَكُم / وَغَدَوتُ مُتَّهَماً لَها بِالصُحبَةِ
رَحَّلتُمُ نَفسي وَما في ضِمنِها / مِن وَحشَةٍ واهاً لَها مِن رِحلَةِ
مَن كانَ يَشكو وَحشَةً في قَلبِهِ / سَكَنَت فَغايَةُ وَحشَتي لِلوَحشَةِ
وَالأُنسُ وَالوَحشُ اللَذانِ تَعاوَرا / قَلبي فَلَيسَ لِقِلَّةٍ أَو كَثرَةِ
وَهُما لَعَمرُكَ لَفظَتانِ كِلاهُما / مَعناهُ بُعدٌ أَو دُنُوُّ أَحِبَّةِ
ما ضَلَّ سَعيُ العَينِ بَعدَكَ إِنَّها / لَمّا سَرَت تَبغي الهِدايَةَ ضَلَّتِ
ثُمَّ السَلامُ عَلى أَبي الحَسَنِ الَّذي / أُعطيتُ مِنهُ أَخاً وَلا كَالإِخوَةِ
البَحرُ في يَدِهِ وَفي أَفكارِهِ / لَكِنَّهُ قَد ضَنَّ مِنهُ بِجَرعَةِ
أَتُرى لِأَنَّ كِتابَهُ في كَفِّهِ / غَرِقٌ بِماءِ سَحابِ تِلكَ الديمَةِ
ضَيَّعتَ ما حَصَّلتُهُ في خاطِري / بِقَديمِ تَركٍ يا جَديدَ الجَفوَةِ
وَالإِختِصارُ كَما يُقالُ بَلاغَةٌ / لَكِن وَلا ذا الإِختِصارُ بِمِرَّةِ
هَذا كِتابي وَهوَ طَيفُ زِيارَةٍ / مِنّي وَنَومي في الفِراقِ لِلَيلَتي
لا عَن كِتابِ سَلامَةٍ مِنّي وَلا / حالٍ طَمِعتُ بِشَرحِها في الجُملَةِ
صَدَقَت كِتاباتُ الكِتابِ لِبُعدِكُم / بِكِتابَتَيَّ فَما وَجَدتُ كِتابَتي
أَصدَرتُهُ عَن نِيَّةٍ لي نِيَّةٍ / في ذا المَقامِ وَهِمَّةٍ لِيَ هِمَّةِ
وَإِذا سُئِلتُ فَإِن أَجَبتُ سُؤالَهُ / عَمّا قَضى بِتَغَرُّبي وَتَشَتُّتي
قَد قُلتُ عَن عُذرٍ فَيُعلَمُ أَنَّهُ / ذَنبٌ وَلَكِنّي أُجَمجِمُ قِصَّتي
هَبني أَتَيتُ بما ابنُ مُقلةَ دونَهُ / أَيَفي بِغَيبَةِ مالِكي عَن مُقلَتي
قَدَرٌ مُرادُ اللَهِ في إِنقاذِهِ / إِن لَم يُصِب بَصَري فَإِنَّ بَصيرَتي
ما زِلتُ أَسمَعُ أَن رَأيتُ حَديثَهُم / عَمَّن يُدَبِّرُ أَمرَ هَذي الدَولَةِ
ما بَينَ دَعوى في المَغيبِ عَزيزَةٍ / وَأَدِلَّةٍ عِندَ الحُضورِ أَذِلَّةِ
فَإِذا السَعادَةُ لَيسَ يَحتاجُ الفَتى / شَيئاً سِواها في نَفاقِ السِلعَةِ
مِن كُلِّ مُبيَضِّ العِمامَةِ أَسوَدٍ / يا قُبحَ ذاكَ النورِ فَوقَ الظُلمَةِ
وَكَأَنَّهُ وَالشَيبُ يَخضِبُ وَجهَهُ / فَأرٌ تَمَرَّغَ في دَقيقِ القُفَّةِ
كَالليقَةِ السَوداءِ في أَطرافِها / عُشبُ المِدادِ مُبَيَّضٌ لِلِّيقَةِ
مِن كُلِّ ذي وَجهٍ كَقِدْرٍ فَوقَهُ / شَفَةٌ كَأُذنِ القِدرَةِ المَكبوبَةِ
تَشكوهُمُ نِعمُ الإِلَهِ وَإِنَّما / قَلَمي حَكى لَكُمُ لِسانَ النِعمَةِ
فَتَسَمَّعوها بِالقُلوبِ فَإِنَّها / تَبكي وَما كُلُّ البُكاءِ بِدَمعَةِ
بُخرٌ يَخِرُّ الطَيرُ مِن نَكَهاتِهِم / أَتُرى يَقولُ رَجيعُهُم بِالرَجعَةِ
مِن كُلِّ مُمتَنٍّ عَلَيَّ بِسِرِّهِ / وَعَلى الحَقيقَةِ قَد فَسا في لِحيَتي
وَإِذا سَمِعتَ بَني أُسامَةَ فَاِستَمِع / مِنهُم لِما يوحى وَأَخبِتُ وَاِنصِتِ
كُتّابُ سُلطانٍ وَكُلٌّ مِنهُمُ / في الحَضرَتَينِ مُخاطَبٌ بِالحَضرَةِ
لَهُمُ الرَقاعَةُ رُقعَةٌ مَبسوطَةٌ / وَأَبو المَكارِمِ فَهوَ شاهُ الرُقعَةِ
تَيسُ الحِلابِ مِنَ النِكاحِ وَإِن جَرى / لِكِتابَةٍ أَبصَرتَ تَيسَ الحَلبَةِ
وَأَبو سَعيدٍ مِن سَعادَةِ نجمِنا / مُتَفَرِّدٌ بِالنَوبَةِ السامِيَّةِ
مُتَلَهِّبٌ ناراً وَلا تَعجَل فَتِل / كَ النارُ قَد سَكَنَت لَهُ في المِعدَةِ
وَجَوابُ غاراتِ الفَرَنجِ دُعاؤُهُ / فَليُدرَءوا بِالنَجدَةِ المَبعوثَةِ
إِن صاحَبَت نِعمَ المُلوكِ فَرُبَّما / نَمَّت عَلى أَخلافِها السوقِيَّةِ
كَم قَد دَعَوناهُم فَمَدّوا أَيدِياً / خُلِقَت لِأَخذِ الفاسِ لا لِلنُصرَةِ
مِن كُلِّ كاتِبِ حَضرَةٍ لَم أَستَفِد / بِلِقائِهِ إِلّا لِقاءَ الحَضرَةِ
ما زادَ شَيئاً في المَشيبِ عَلى الصِبا / تَيسَ الشَبابِ وَصارَ قِردَ الشَيبَةِ
إِن كُنتَ أَنتَ مُفارِقي
إِن كُنتَ أَنتَ مُفارِقي / مِن أَينَ لي في الناسِ أُسوَة
يا صاحِبي إِنَّ الدُموعَ تَنَفَّسَت
يا صاحِبي إِنَّ الدُموعَ تَنَفَّسَت / فَدَعِ الدُموعِ الدُموعَ تُبيحُ ما قَد أَضمَرَت
قَد كُنتُ أَكتُمُ عَن وُشاتي سِرِّها / وَلَقَد جَرى طِرفُ الحَديثِ كَما جَرَت
لِلَهِ لَيلاتٌ قَرَنَّ نُجومَها / بَل بَدرَها بِوُجوهٍ عَيشٍ أَقمَرَت
أَغلَت عَلى السُلوانِ شَوقَكُمُ فَما / باعَت كَما أَمَرَ الغَرامُ مَن اِشتَرَت