المجموع : 6
عَجَباً لِمَملوكي الَّذي مُلِّكتُهُ
عَجَباً لِمَملوكي الَّذي مُلِّكتُهُ / هُوَ مالِكي وَلِمُهجَتي مَلَّكتُهُ
ومُنَعَّمٍ لا مُنعِمٍ بِالمَنعِ مِن / عِصيانِهِ أَمرَ الهَوى فَأَطَعتُهُ
ريمٌ رَماني عامِداً بِصُدودِهِ / وَأَبى انقِياداً لي إِلى ما رُمتُهُ
أَحوى حَوى قَلبي فَصارَ حِواؤُهُ / يَرعى حِماهُ آمِناً ما رُعتُهُ
قالَ العَذولُ وَقُلتُ إِذ مانَعتُهُ / ما نَعتُه مَه كُلُّ حُسنٍ نَعتُهُ
دُرِّيُّ لَونِ الوَجهِ لَكِن ثَغرُهُ ال / حَبَبيُّ فيما في المُدامَةِ نَبتُهُ
حَنَشُ الذُؤابَةِ لَيتَني إِذ ماجَ في / أَعلا القَضيبِ عَلى الكَثيب حَوَيتُهُ
أَقسَمتُ لَو عايَنتَهُ يا عاذِلي / لَعَشِقتهُ وَمِن العَناءِ عَشِقتُهُ
قَسماً بِمَن هُوَ خَيرُ أُسرَةِ هاشِمٍ / وَبِسَيِّدٍ أَلفَتهُ كفؤاً بِنتُهُ
وَلِهاشِمٍ يَومَ الفِخارِ يَفاعُهُ / وَلِغَيرِها مِنهُ الحَضيضُ وَختُّهُ
وَكَفاهُ مَدحاً ما أَتى في هَل أَتى / هَزَّ اللِواءَ وَلاؤُهُ فَتَبِعتُهُ
أَنا كُلُّ مَن وَالى الإِمامَ وَمَقتُهُ / وَلِمَن يُعاديهِ قِلايَ وَمَقتُهُ
لا عادَ لي يا عاذِلي عَزمٌ إِلى / ما تَبتَغي مِن شادِنٍ عُلِّقتُهُ
ما الأَمرُ في حُكمِ الصَبابَةِ في هَوى ال / تُركِيِّ لي لَو كانَ لي لَتَرَكتُهُ
أَغناهُ عَن نَثلِ الكِنانَةِ رَانِياً / نَبلُ اللحاظِ وَفي الحَشا أَكنَنتُهُ
لا يَحجُبُ الزِرَدُ المُضاعَفُ سَهمَهُ / وَلَو انَّني كُلُّ الدِلاصِ لَبِستُهُ
وَأَخالُ خالاً لاحَ لي في خَدِّهِ / هُوَ حَبَّةُ القَلبِ الَّذي أَودَعتُهُ
أَحبَبتُ مَن هُوَ كِابنِ يَعقوبٍ وَيَع / قوبَ الوَزيرِ وَنعمَ مَن أَحبَبتُهُ
شَرَفٌ لِدينِ اللَهِ يَحسُنُ نُطقُهُ / في كَسبِهِ حُسنَ الثَناءِ وَصَمتُهُ
يَلقى السُرورَ وَلِيُّهُ مِن كُتبِهِ / وَلِمَن يُعاديهِ السُرورُ وَكَبتُهُ
كَم مِن مَقامٍ قُمتُهُ بِمَديحِهِ / فَهُناكَ إِذ أَصغى الحَسودُ وَقَمتُهُ
قَد كُنتُ آملُ مِن جَهاركسَ نصرَةً / أَلقى بِها زَمَني إِذا اِستَنصَرتُهُ
فَحُرِمتُ ذَلِكَ مِنهُ مَع شُكري لَهُ / وَرُميتُ مِنهُ بِضِدِّ ما أَمَّلتُهُ
هَذا وَإِنَّ لَهُ دُعاءً صالِحاً / مِنّي إِلى رَبِّ السَماءِ رفَعتُهُ
وَبَديعُ نَظمٍ رائِق في حُسنِهِ / أَخجَلتُ مِنهُ الدُرَّ حينَ نَظَمتُهُ
وَهوَ الَّذي غَمَر الوَرى بِنَوالِهِ / غَيرى فَلِم دونَ الأَنامِ حُرِمتُهُ
ما جِئتُهُ أَبغي سِوى إِنعامِهِ / لي بِالَّذي قَد كانَ لي فَغُصِبتُهُ
مَن عَزَّ بَزَّ وَقَد غُلِبتُ إِذَن عَلى / ما كانَ مُلكي في يَدي فَسُلِبتُهُ
عَجَباً لِمَن مَلَكَ البِلادَ بِأَسرِها / وَاِبتَزَّني شِبراً بِها مُلِّكتُهُ
فَقَضِيَّتي كَالنَصِّ في القُرآنِ مَع / داوودَ وَالخَصمِ الَّذي أَشبَهتُهُ
مَولايَ فَخرُ الدينِ يا مَلِكَ الوَرى / يا خَيرَ مَن فيهِ القَريضُ رَقمتُهُ
لَو تَمَّ هَذا مِن سِواكَ عَلَيَّ لَم / أَقصِد سِواكَ لَهُ وَلا اِستَنجَدتُهُ
وَلِيَ الشَفيعُ إِلَيكَ أَفضَل شافِعٍ / يَعقوبُ خَيرُ شَفيع استَشفَعتُهُ
بِحَياةِ فَخرِ الدينِ كُن لي شافِعاً / مِنهُ إِلى مَلِكٍ عَظيمٍ دَستُهُ
إِن كانَ يُسعِفُني زَماني بِالرِضا / مِن بَعدِ إِسخاطي فَهَذا وَقتُهُ
أَشكو إِلَيهِ جَورَ دَهرٍ قاسِطٍ / ظُلماً فَكَم كَبَدٍ بِهِ كابَدتُهُ
عِندي أُطَيفالٌ كَأَفراخِ القَطا / في مَسكَنٍ كَالنافِقاءِ سَكَنتُهُ
أَصحو بِلا ماءٍ وَلا شَجَرٍ وَلا / بِرٍّ وَلا خُبزٍ لَدَيَّ أَفُتّهُ
ما كانَتِ الشَكوى لِمِثلي عادَةً / وَلَوَ اَنَّ ما بي بِالعَدوِّ رَحمتُهُ
أَنا عَبدُ عَبدِ السَيِّدِ الشَرَفِ الَّذي / لَم أَشكُ ما عايَنتُ مُذ عايَنتُهُ
وَهوَ الَّذي أَبصَرتُ حاتَمَ طَيِّءٍ / جوداً وَقسَّ عُكاظَ مُذ أَبصَرتُهُ
أَيّامُنا بِالرَقمَتَينِ تَوَلَّتِ
أَيّامُنا بِالرَقمَتَينِ تَوَلَّتِ / فَعَلَيَّ أَنواعُ الهُمومِ تَوَلَّتِ
كَم لَيلَةٍ لي بِالعُذَيبِ وَحاجِرٍ / قَصُرَت لَقَد كَثُرَت لَدَيَّ وَقَلَّتِ
فَكَأَنَّها أُنشوطَةٌ عَبَثَت بِها / كَفُّ الصَباحِ مُجاذِباً فَاِنحَلَّتِ
وَغريرَةٍ رَقَّت قَساوَةُ قَلبِها / فَرَثَت لِفَيضِ مَدامِعي المُنهَلَّةِ
فَكَأَنَّها إِذ فارَقَت أَترابَها / في الحُسنِ واسِطَةُ الفِرِندِ اِنسَلَّتِ
غارَت غُصونُ البانِ في كُثُبِ النَقا / لَمّا تَثَنَّت بَينَ ثِنتَي حُلَّةِ
فَضَمَمتُها شَوقاً فَكَم مِن نَهلَةٍ / لي مِن ثَناياها العِذابِ وَعلَّةِ
فَتَبَسَّمَت عَن أُقحُوانٍ ناضِرٍ / في رَوضَةٍ بِالحُزنِ لَيلاً طُلّتِ
ثُمَّ اِستَمَرَّت في غِيابٍ خِلتُهُ / دُرّاً تَساقَط مِن عُقودٍ حُلَّتِ
قالَت مَلَلتَ مَحَبَّتي وَرَجَعتَ عَن / عَهدِ الصِبى وَأَنا الَّتي ما مَلَّتِ
فَأَجَبتُها مُتَعَجِّباً أَنتِ الَّتي / رَمَتِ المُحِبَّ بِدائِها وَاِنسَلَّتِ
بَيضاءُ يُخجِلُ وَجهُها شَمسَ الضُحى / حُسناً إِذا هِيَ في السَماءِ تَجَلَّتِ
دَقَّت وَجَلَّت لَوعتي فيها كما / دَقَّت مَعانيها الحِسانُ وَجَلَّتِ
فَاِعتَضتُ مِن قِصَرِ اللَيالي طولها / وَتَنَكَّرَت بَعدَ المَوَدَّةِ خُلَّتي
وَسَطَت عَلى دُهمِ الشَبابِ مُغيرَةً / في لِمَّتي شُهبُ المَشيبِ فَوَلَّتِ
فَأُريقَ ماءُ شَبيبَتي فَرَأَيتُ شَي / بَ المَرءِ عِندَ الغيدِ أَقبحَ زلَّةِ
يا مَن يَحارُ الوَردُ مِن وَجناتِهِ
يا مَن يَحارُ الوَردُ مِن وَجناتِهِ / وَيَغارُ غُصنُ البانِ مِن حَرَكاتِهِ
أَنتَ الَّذي وَحَياته ما خُنتُهُ / وَكَفاهُ أَنَّي مُقسِمٌ بِحَياتِهِ
أَنتَ الَّذي ما حازَ يوسُفُ قَبلَهُ / في الحُسنِ إِلّا عُشرَ عُشرِ صِفاتِهِ
أَرَأَيتَ مِرآةَ السَماءِ صَقيلَةً / فَالبَدرُ وَجهُكَ لاحَ في مِرآتِهِ
وَمُهَفهَفٍ بَلَغَ المُنى بِصِفاتِهِ
وَمُهَفهَفٍ بَلَغَ المُنى بِصِفاتِهِ / حَرَكاتُ غُصنِ البانِ مِن حَرَكاتِهِ
فَالشَمسُ تَخجَلُ مِن ضِياءِ جَبينِهِ / وَالجُلَّنارُ يَغارُ مِن وَجناتِهِ
أَضحى الجَمالُ بِأَسرِهِ في أَسرِهِ / فَكَأَنَّ يوسُفَ حازَ بَعضَ صِفاتِهِ
ما بانَ ماءُ الحُسنِ في سَكَناتِهِ / يا عاذِلي يَوماً وَلا حَرَكاتِهِ
لا تَطمَعَن يا عاذِلي في سَلوَتي / عَنهُ فَما أَسلوهُ لا وَحَياتِهِ
كَم مِن قَطائِفَ كَالأَما
كَم مِن قَطائِفَ كَالأَما / نِي في دِمَشقَ قَطَفتُها
كانَت كَأَلسِنَةِ الأَحِب / بَةِ في الشِفاهِ رَشَفتُها
وَبِبَعلَبَكَّ كَأَنَّني / ما كُنتُ قَطُّ عَرَفتُها
عَيناكَ بِالنيرانِ قَلبي أَصلَتا
عَيناكَ بِالنيرانِ قَلبي أَصلَتا / آهاً لِطَرفِكَ أَيَّ سَيفٍ أَصلَتا
جِفناكَ لا هاروتُ بابِلَ نافِثٌ / بِالسِحرِ كَم قَلبٍ صَحيحٍ فَتَّتا
أَو ما لِهَجرِكَ مِن مَدىً فَأُراحُ مِن / أَوصابِهِ فَإِلى مَتى وَإِلى مَتى
يا مُشمِتاً بي حاسِدي لَمّا رَأى / شَملي بِهِ بَعدَ الدُنُوِّ مُشَتَّتا
في فيكَ يَنبوعُ المُدام فَنَبِّني / مَن فيهِ حَصباءَ اللآلِئِ أَنبَتا
كَم رُمتُ مِن قَلبي السُلُوَّ فَلَم يُطِع / وَأَبى وَخالَفَني وَعَن أَمري عَتا
إِلّا أَلِيَّةَ صادِقٍ بَرٍّ بِمَن / فيهِم أَتى لا في سِواهُم هَل أَتى
أَهلُ الصَفاءِ وَأَهلُ كُلِّ مُروءةٍ / وَفُتُوَّةٍ زانوا الصَفا وَالمَروتا
إِنّي أَقولُ وَلا أُحاشي قائِلاً / قَولاً لِعُذّالي أَصَمَّ وَأَصمَتا
لا سَيفَ إِلّا ذو الفَقارِ وَلا فَتىً / إِلّا عَلِيٌّ حَبَّذا ذاكَ الفَتى
لَم أَهوَهُم أَبَداً بِبُغضي غَيرهم / كُلّاً وَمَن فَرَضَ الصَلاةَ وَوَقَّتا