بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات / بِاليَمنِ وَالإِقبال وَالبَرَكاتِ
أَهلاً وَسَهلاً بابن بنت محمد / نَجل الحُسين وَمَعدَن الحَسَنات
أَهلاً بِزَهرة فرع أَصلٍ طاهِرٍ / غَرَستَهُ أَيدي الوَحي وَالآيات
شَرف عَلى الشُهب المُنيرة مُشرف / مُترفع عَن عَرضة الشُبهات
نَسب قَد اِنتَظَمَت عُقود جمانه / بِيد التَعفف لا يَد الشَهوات
وأَورمة طابَت فُروع أُصولها / رَفَعَت بِأَسناد وَصدق رواة
تلكَ الَّتي غَرَسَ النَبي لِدَوحها / فَأَتت بِكُم مِن أَطيَب الثَمَرات
وَأَتت بِكُم كَالزَهر فَوقَ غُصونه / لَما اِرتَوَت بِسَحائب الرحمات
مِن كُلِ برّ أو رَؤف مِنكُم / بِالناس يَخشى بارئ النَسَمات
ما هَمَكُم إِلّا تَجَنُب شُبهة / أَو صَون عَرض وَاِبتِذال هَبات
منٌّ وَلا مَنٌّ يَشين وَلا أَذى / أَتبعتموه قَط بِالصَدَقات
أَنتُم بَنو الزَهراءِ أَنتُم أَنتُم / أَنتُم مِن اِستَبَقوا إِلى الخَيرات
الخاشعون الراكِعون الساجِدو / ن العاكِفون أَئمة الصَلوات
مِن كُلِ عَبد المهيمن طاعة / وَأَعان عانيه عَلى الطاعات
وَصغى لِداعي اللَه لا اللاهي وَلَم / يَسمَع بسمعته مِن اللَهوات
أَنتُم وَخَير المُرسَلين وَدينه / كَالنور وَالمِصباح وَالمشكاة
الآخذُو خَير المَناقب وَالعُلا / وَالتاركو سَفساف كُل صِفات
الرافعو عَلَم الهُدى وَالخافِضو / أَصواتَهُم وَالصادِقو الكَلِمات
مِن آل بيت طَهروا ما شانهم / رَجس وَلا اِتهموا بِفعل طغات
حَجروا النُفوس عَن المَناهي وَاِهتَدوا / طَوعاً لِأَمر مُنزل الحُجرات
لَولا وَجود بَني الحسين أَولي الهُدى / كُنا كَمَن ساروا بِغَير هداة
خَير البَرية نور أمة أَحمَد / وَسِراجها المُنجي مِن الظُلُمات
جادوا بِما وَجَدوا فَأَصبَح برّهم / في كُل قُطر واكف القطرات
يَنوون ما عَمِلوا بِهِ مِن صالح / لِلّه وَالأَعمال بِالنيات
وَهَبوا وَما أَسَفوا عَلى ما أَذهبوا / كَلا وَلا فَرِحوا بِما هُوَ آت
يا جار خَير المُرسلين وَسبطه / وَسميّه المُتَسم الدرَجات
شرّفت أَرضاً طالَ ما اِشتاقت لَكُم / لَولا الرِباط سَرَت مَعَ النَسَمات
حسرت نِقاب البَشَر عَن وَجه الهَنا / مِن بَعد ذاكَ الوَجد وَالحسرات
غَنّت حَمائمها وَصَفَق نيلها / وَغُصونها رَقَصت عَلى النَغمات
وَرِياضها بِالزَهر حينَ تَتوّجت / لعبت يَد النَسَمات بِالعذبات
فَأَتتكم مِن خَدر فكري غادة / تَمشي عَلى استحياء ذات أَناة
لَما أَتى بِكُم النَسيم مُبَشِراً / يَطوي الربا نَشَرَت شَذا النَفَحات
وَتَقَلَدَت بِصفاتَكُم وَتَوَشَحَت / بِمَديحَكُم وَبَدَت مِن الأَبيات
وَتَنقبت بِعَفافها مُذ أَقبَلَت / تَسعى لِخيرة سادة وُسراة
وَشَدَت سُروراً بِالقُدوم وَأَرخَت / بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات