يا للغرامِ ويا لعزِّ بنانِهِ
يا للغرامِ ويا لعزِّ بنانِهِ / لمَ لا يذلُّ فتى الهوى لفتاتهِ
خُلقتْ ذكاءُ منيرةً والبدرُ لو / لاها لظلَّ الدهرَ في ظلماتهِ
وبنو الغرامِ اثنانِ تلكَ حياتُها / ثمرٌ تعلقَ في الهوى بحياتهِ
كالزهرِ في أغصانهِ والنجمِ في / آفاقهِ والدرُّ في صدفاتهِ
إن القلوبَ كأهلها ذكرٌ وأن / ثى كلُّ قلبٍ فيهِ من شهواتهِ
وإذا تزاوجتِ القلوبُ رأيتها / مثلَ الأنامِ تئنُّ من حسراتهِ
والقلبُ يحملُ في النساءِ وإنما / ولدُ الفؤادِ يكونُ بعضَ صفاتهِ
ولذا تفاوتتِ الحسانُ فهذهِ / أختُ الوفا والغدرُ شيمة هاتهِ
والحبُّ أشهى ما يكون إذا الحبي / بُ أبي عليكَ القطفَ من ثمراتِهِ
إنَّ النفوسَ لما منعنَ شديدة / ظمأً وينسى الماءُ عندَ فُراتهِ
يا مريَ زيديني هوىً فهواكِ نو / رٌ لم أزل أسري على مشكاتهِ
وأرى الحياةَ عليَّ ليلاً دامساً / ضلتْ نجومُ السعدِ في طرقاتهِ
واهاً لهذا الحبِّ لو عرفَ الولي / دُ الحبَّ لاستعصىعلى داياتهِ
شيءٌ يحارُ المرءُ فيهِ لأنهُ / من ذاتهِ جلبَ الشقاءَ لذاتهِ
ما كانَ أبعدني وقولي في الذي / آتيهِ يوماً ليتني لم آتِهِ
لكنَّ حالاتِ القضاءِ على الورى / شتَّى وهذي الحالُ من حالاتهِ
أترى المريضَ اشتاقَ وجهَ أساتهِ / أم كانَ يشجي الموتَ صوتُ نعاتهِ
يا قومُ مالي حيلةٌ واليومَ قد / دَنَفَ الهوى والطيرُ عندَ شتاتهِ
هيهاتَ أبصرها وأبقى بعدها / فالنجمُ نورُ الشمسِ من آفاتهِ
ولأنْ ترى ذا الصبِّ في الأمواتِ خي / رٌ أن يراها الصبُّ بينَ وشاتهِ