قَد قُلتُ لِلنَفسِ الشَعاعِ أَضُمُّها
قَد قُلتُ لِلنَفسِ الشَعاعِ أَضُمُّها / كَم ذا القِراعُ لِكُلِّ بابٍ مُصمَتِ
قَد آنَ أَن أَعصي المَطامِعَ طائِعاً / لِليَأسِ جامِعَ شَملِيَ المُتَشَتِّتِ
يَقضي الحَريصُ وَلَيسَ يَقضي أُربَةً / مُتَعَلِّلاً أَبَداً بِغَيرِ تَعِلَّةِ
قُل لِلَّذينَ بَلَوتُهُم فَوَجَدتُهُم / آلاً وَغَيرُ الآلِ يَنقَعُ غُلَّتي
أَعدَدتُكُم لِدِفاعِ كُلِّ مُلِمَّةٍ / عَنّي فَكُنتُم عَونَ كُلِّ مُلِمَّةٍ
وَتَخِذتُكُم لي جُنَّةً فَكَأَنَّما / نَظَرَ العَدُوُّ مَقاتِلي مِن جُنَّتي
سُمَعٌ يَبُلُّ بِها الحَسودُ غَليلَهُ / وَمَتى نُبِثنَ عَلى عَدوٍّ يَشمَتِ
تَأَبى ثِمارٌ أَن تَكونَ كَريمَةً / وَفُروعُ دَوحَتِها لِئامُ المَنبِتِ
لَمّا رَمَيتُ إِلَيكُمُ بِمَطامِعي / كَثُرَ الخِلاجُ مُقَلِّباً لِرَوِيَّتي
وَوَقَفتُ دونَكُمُ وُقوفَ مُقَسَّمٍ / حَذَرَ المَنِيَّةِ راجِيَ الأُمنِيَّةِ
قَدَمٌ تَؤُمُّكُمُ وَأُخرى تَنثَني / عَنكُم وَحَزمُ الرَأيِ للمُتَثَبِّتِ
لَولا الحَوادِثُ ما أَفَدتُ تَجارِباً / يَعسو الرَطيبُ وَيَقرَحُ الجَذعُ الفَتي
يَأسٌ ثَنى سُنَنَ المَطالِبِ عَنكُمُ / وَلَوى إِلى الأَوطانِ عُنقَ مَطَيَّتي
لا عُذرَ لي إِلّا ذَهابي عَنكُمُ / فَإِذا ذَهَبتُ فَيَأسُكُم مِن رَجعَتي
فَلَأَرحَلَنَّ رَحيلَ لا مُتَلَهِّفٍ / لِفِراقِكُم أَبَداً وَلا مُتَلَفِّتِ
وَلَأَنفُضَنَّ يَدَيَّ يَأساً مِنكُمُ / نَفضَ الأَنامِلِ مِن تُرابِ المَيِّتِ
وَلَأَلمَعَنَّ بِكُلِّ بَيتٍ شارِدِ / لَمعَ المُهَنَّدِ في يَمينِ المُصلِتِ
مِن كُلِّ قافِيَةٍ تَخُبُّ إِلَيكُمُ / بِشَواظِها خَبَبَ الجَوادِ المُفلِتِ
وَأَقولُ لِلقَلبِ المُنازِعِ نَحوَكُم / أَقصِر هَواكَ لَكَ اللَتَيّا وَالَّتي
أَأهُزُّ مَن لا يَنثَني وَأُديرُ مَن / لا يَرعَوي وَأَلومُ مَن لا يَختَتي
يا ضَيعَةَ الأَمَلِ الَّذي وَجَّهتُهُ / طَمَعاً إِلى الأَقوامِ بَل يا ضَيعَتي
وَسَرى السَفائِنُ يَنثَني بِصُدورِها / مَوجٌ كَأَسنِمَةِ الجِمالِ الجِلَّةِ
قَومٌ إِذا حَضَروا النَدَيِّ مَهانَةً / عَطَسَت مَوارِنُهُم بِغَيرِ مُشَمِّتِ
يا دَهرُ حَسبُكَ قَد أَصَبتَ مَقاتِلي / ما زِلتَ تَطلُبُ بِالمَقادِرِ غِرَّتي
مالي أُحيلُ عَلى سِواكَ بِما جَنى / قَدَرٌ عَلى قَدَرٍ وَأَنتَ بَلِيَّتي