الحُرُّ في التَّحقيقِ مُعتِقُ ذاتِهِ
الحُرُّ في التَّحقيقِ مُعتِقُ ذاتِهِ / من رِقِّ شَهوتِهِ ومن غَفلاتِهِ
ومَنِ اقتَنى ما ليسَ يُمكنُ غصبُهُ / مِنهُ وثَمَّرَ جاهداً حَسَناتِه
فأصِخْ لِوَعظي وانتفِعْ بنَصائحي / وابخَلْ بباقي العُمْرِ قَبلَ فَوَاتِهِ
وأمِتْ بجَهدِكَ قُوَّةَ الغَضَبِ الّذي / تحيا البَصيرَةُ والتُّقى بمَماتِهِ
وعليكَ بالعَدلِ الذَّي هُو للفَتى / إنْ عُدَّتِ الأوصافُ خيرُ صِفاتِهِ
واعلَمْ بأنَّ مرارَةَ المَوتِ الَّذي / يأتي الفَتى في الخَوفِ مِن بَغَتاتِهِ
والمَرءُ ليسَ يخافُ من ركَضَاتِهِ / إلاَ لوَهنٍ دَبَّ في عَزماتِهِ
أنَّى يخافُ المَوت حَيُّ عالِمٌ / يَعتَدُّهُ فَضلاً مُقوِّمَ ذاتِهِ
لاسيَّما وَوراءَ ذلِك للفتى / عَيشٌ رُخاءُ العَيشِ في لَذاَّتِهِ
مَنْ ظَنَّ أن فناءَهُ مِن مَوتِهِ / فاعلَمْ بأنَّ فناءهُ بحَياتِهِ