المجموع : 3
بَاكِر صَبوحَك مِن سُلافِ القَهوةِ
بَاكِر صَبوحَك مِن سُلافِ القَهوةِ / وامزج بسمعك صِرْفَها بالنغمةِ
وانظر إلى النارنج في الطبق الذي / أبدى تدانيَ وجنةٍ من وجنةِ
ومن العجائب أن تضرّم بيننا / جمراتُ نار تُجْتَنَى من جنةِ
ولقد سريتُ بفتيةٍ قطعوا الفلا
ولقد سريتُ بفتيةٍ قطعوا الفلا / بعزائمٍ مثلِ الصوارم سُلّتِ
وكأنّ ليلة عزمهم زَنْجِيّةٌ / زِينَتْ بِحلْيِ نجومها فتحلّتِ
غَمَسَتهُمُ في غَمرَةٍ من هَولها / صَبَروا لها بِسُرَاهمُ فتَجلّتِ
وكَأَنَّما عُقَدُ الحَنادس بُوكِرَتْ / بيدٍ من الصبح المنير فحلّت
وكَأَنّ أَنجُمها على أَعجَازها / دَرَقٌ على أكفال دُهْمٍ وَلّتِ
الدّمعُ يَنطقُ واللّسانُ صَموتُ
الدّمعُ يَنطقُ واللّسانُ صَموتُ / فانظرْ إلى الحركاتِ كيف تموتُ
ما زالَ يظهرُ كلّ يومٍ بي ضَنَىً / فلذاك عن عَيْنِ الحِمامِ خَفِيتُ
صبٌّ يطالِبُ في صبابَةِ نَفسِهِ / جسداً بمديةِ سقمه منحوتُ
وأنا نذيرك إنْ تُلاحظ صبوةً / فاللّحظُ منكَ لنارِها كِبريتُ
قد كنتُ في عهدِ النصيح كآدمٍ / لكن ذكرتُ هوى الدّمَى فنسيتُ
كيف التخلّصُ من فواترِ أعينٍ / يُلْقي حبائلَ سحرها هاروتُ
ومُعذِّبي مَنْ يَستلذُّ تَعذّبي / لا باتَ من بلوَايَ كيفَ أبِيتُ
رشأٌ أحنّ إلى هواه كأنّه / وطنٌ وُلدتُ بأرضه ونشيتُ
في ليلِ لمته ضللتُ عن الهوى / وبنورِ غُرّتِهِ إليه هديتُ
ومنعَّمٌ جَرَحَ الشّبابُ بخَدّهِ / لحظي فسالَ على المها الياقوتُ
وأنا الذي ذاقت حلاوةَ حُسْنِهِ / عيني فساغَ لطرفها وشجيتُ
قال الكواعبُ قد سعدتَ بوصلنا / فَأَجبتها وبِهَجركنّ شقيتُ
كنْتُ المُحبّ كرامَةً لشَبيبَتي / حتى إذا وَخَطَ المَشِيبُ قُلِيتُ
مَن أَستَعينُ بِهِ على فرط الأسَى / فأنا الذي بجنايَتي عوديتُ
كنتُ امرَأً لم أَلقَ فيه رزيّةً / حتى سُلِبْتُ شبيبَتي فرُزِيتُ
تهدي ليَ المرآةُ سُخْطَ جنايَتي / فَاللَّه يعلمُ كيف عنه رضيتُ
همّي كسِقطِ القَبسِ لكنْ طُعمُهُ / عُمْرٌ إذا أفْناهُ فيَّ فنيتُ
وإذا المشيبُ بَدا به كافُورُهُ / كَفَرَتْ به فكأنّه الطّاغوتُ
ولربّ مُنْتَهِبِ المدى يجري به / عرقٌ عريقٌ في الجيادِ وَلِيتُ
لَيلٌ حَبَاهُ الصبحُ درهمَ غُرّةٍ / وحجولَ أربعَةٍ بهنّ القوتُ
متفنّنٌ في الجري يتّبعُ اسمَهُ / منه نعوتٌ بعدهنّ نعوتُ
أطلَقتُهُ فعقلتُ كلّ طريدة / تبغي بلحظِكَ صيدَها فتفوتُ
لقطتْ قوائمه الأوابدَ شُرّداً / قد كانَ منهُ لِجَمعها تَشتيتُ
فكأنّمَا جَمَدَ الصُّوارُ لِدَوْمِهِ / تَحتي فَلي من صَيدها ما شيتُ