المجموع : 4
الربَّ يعرفُ مُطلقاً ومقيداً
الربَّ يعرفُ مُطلقاً ومقيداً / من حيث أسماءٌ له وصفاتْ
ولو انتفى التقييد كان مُقيداً / بحقيقةِ الإطلاق في الإثباتْ
فالربُّ ربُّ الاعتقاد لديهمُ / وهو الذي قد جاء في الآيات
فلكل عقد في الإله علامة / وبها تحلى نفسه إذ ياتي
حتى يقولوا إنَّ هذا ربنا / جلَّ الإله عن الحلولِ بذات
فله من الوجه القريبِ تعلقٌ / وله الغنى عن كوننا بالذات
ولذا أتى حكم التضايف بيننا / ما بين جمع كائنٍ وشتات
فرأيتُ موجوداً بنعتِ وجودنا / وعرفت موجوداً بغير سماتِ
إني العَماءُ ولا عَماءَ لذاتي
إني العَماءُ ولا عَماءَ لذاتي / وأنا الذي أتى ولست بآتي
إن كان من نبغيه عين وجودِنا / فلمن أنا أو من يكون الآتي
ما في الوجودِ سوى الوجودِ وإن / عينٌ ترى في النفي والإثباتِ
ما تبصر الأشياء إلا عينها / فبها تراها وهي عينُ الذاتِ
عينُ الجهولِ هو العليم وإنَّ ذا / علمٌ قريبٌعند كلِّ موات
عين التولُّدِ النكاح محقَّقٌ / فالأمر بين أبوَّةٍ وبَناتِ
والأمر كالأعدادِ ينشء عينها / الواحد المعقولُ في الآيات
تعطيه ألقاباً ويعطيها به / أكوانها بشهادة الاثبات
هو واحد ما لم يحدّ بسيره / فإذا يسافر فهو في الأموات
لولا التنقُّل لم نكن ندري به / ألقاب أعداد وعين ثبات
هو عينها لا غيرها فتكثّرت / بوجودهِ فيها وذكر سمات
البنتُ يغشاها ابوها وهي قد / ولدته ذا من أعجبِ الآياتِ
سند الوجودِ معنعنٌ ما فيه من / خرمٍ ولا قطع ولا آفاتِ
إن الوجودَ وجودَ ربك لا تقل
إن الوجودَ وجودَ ربك لا تقل / فيما تراه من الوجودِ برمتهْ
خلقاً فذاك الخلقُ في أعيانها / واقسمه فالعلم الصحيح بقسمتهْ
هبت عليك إذا قسمتَ وجودَه / قسماً صحيحاً نفحته من قسمته
أنا لا فضل أمّة خرجتْ لنا / من أجل شخصٍ إنني من أمَّته
لما تقسمتِ المراتبُ كلها / أبدى لك التحقيقُ صحةَ قسمته
سلخ النهار لعينِ كلِّ محققٍ / سلخاً يشعشعُ نورَه من ظلمته
أبداه للأبصار بعد حجابه / والليلُ مستورٌ بخالصِ حكمته
من ضمه أعطاه كلَّ مكتم / من علمه كشفاً له في ضمته
ظن اللعينُ قصدَّقوا ما ظنه / فيهم فقابله الرحيم برحمته
إلا القليلُ فإنهم عضموا بما / شكروا لما أولاهمُ من نعمته
فلذاك زادهم الإله أيادياً / واختص من كفرِ النعيم بنقمته
فإذا وفي العبد المطيع بعهده / لله قامَ له الإله بحرمته
لولا الكذوب لما علمت محققاً / شرف الذي خص الإله بعصمته
كالأنبياءِ ومن جرى مجراهمُ / من وارثٍ أمنوا بها من فصمته
يغتم من يدري الذي قد قلته / لمقالتي ونجاته في غمتهْ
وبهمّ بي فيردّه تنينه / عني فيرجع همه عن همته
الكون كور عمامة عمَّتْ به / رأسَ الوجودِ ونحن داخلَ عمته
فانظر تر ما نحن فيه فإنه / علم يعزُّ فحصلّوه لبهمته
نهمٌ يحصله ويعلمُ أنه / مع أنه قد حازه في نهمته
لا يرتوي ظمئانٌ فاهُ فاغرٌ / ريانُ لا يشكو الجواد لحشمته
إن الوجودَ لمن تحقق علمُه / ذوقٌ ترى أشياخه في علمته
صحَّ المزاجُ فصحَّ منه قبولهم / علماً بقدر إمامه وبقيمته
الأمر أسماء له نعوتُ
الأمر أسماء له نعوتُ / وصفاتُ معنى ما لهنَّ ثبوتُ
ظهرتْ بآثار لها في خلقه / وعلى التحققِّ أنهنَّ نعوتُ
وردت بها الآياتُ في تنزيله / فنعيش في وقت بها ونموتُ
حتى يقولَ بأنه عينُ الأنا / ويقولُ وقتا ليسنى فيفوت
إني لأطلبُ رزقه في أرضه / لما علمتُ بأنه سيفوت
ولذلك اسم الحقِّ بينِ عبادِه / معطٍ ووهّابُ اتى ومقيت
والله ما نطقتْ به آياته / إلا بجمع ما لهُ تشتيت
ما أثبتَ التشريكَ في اسمائه / إلا جَهولٌ بالأمورِ مقيت
جَلَّ الإله الحقُّ عن إدراكِ مَن / قام الدليلُ بأنه مبهوت
فتراه مشغولاً به عن نفسه / وهو الذي هو عندهم ممقوت
ومن ادَّعى أنَّ الإله جليه / بالذكر فهو لديهم المبخوت
ما عاينتْ عيني عقائد خلقِه / إلا رأيتُ بأنه منحوتُ
والله قد ذمَّ الذي نحت الذي / هو عابدٌ إياه وهو صَموت
عبدوا عقولهمُ فلم يظفر به / إلاَّ عُبيدٌ ما له تثبيتُ
فأنا به المنعوتُ بين عبادِه / وهو الذي بعباده منعوتُ
لم أنس يوماً إذ تكلمَ ناطقٌ / في مجلسِ حاوٍ ونحنُ سكوتُ
فأفادنا ما لم يكن نعثاً لنا / فلذاك أصبحنا ونحن خفوت
نُضحي ونُمسي عندنا ما عندنا / ويقيلُ فينا سرُّه ويبيتُ
فإذا نقول نقولُ منه بقوله / وإذا اسكتنا يعلمُ المسكوت
عنه بأنا قد عجزنا وانقضتْ / آياته وأنابه الكبريت
ولنا به بالذكر الجميلُ ونورُه / ولنا به العلياءُ ثم الصيت
وسكينتي في القلب عند ذوي الحجى / لم يحوها صور ولا تابوت
قد أخليتُ لقدوم من يدري به / لما اتاني أربعٌ وبيوت
لما تحقق وصلُه قلنا لمن / لم يعرف الأمر هو اللاهوت
وبه إذا اتحدتْ حقيقةُ ذاته / وبدت عليه تدرَّع الناسوت
لما تغيَّر بالعطاسِ حمالُه / شرعاً له التحميدُ والتشميت
من أرض بابلَ قد أتاك معلماً / سحراً بسحر كلامه هاروت
إنَّ الدليلَ على مقامِ عبيبده / لنجيه طول المدى والحوتُ
وطلبت منه الحدَّ فيه فقال لي / ما فيه تحديدٌ ولا توقيت