القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 4
الربَّ يعرفُ مُطلقاً ومقيداً
الربَّ يعرفُ مُطلقاً ومقيداً / من حيث أسماءٌ له وصفاتْ
ولو انتفى التقييد كان مُقيداً / بحقيقةِ الإطلاق في الإثباتْ
فالربُّ ربُّ الاعتقاد لديهمُ / وهو الذي قد جاء في الآيات
فلكل عقد في الإله علامة / وبها تحلى نفسه إذ ياتي
حتى يقولوا إنَّ هذا ربنا / جلَّ الإله عن الحلولِ بذات
فله من الوجه القريبِ تعلقٌ / وله الغنى عن كوننا بالذات
ولذا أتى حكم التضايف بيننا / ما بين جمع كائنٍ وشتات
فرأيتُ موجوداً بنعتِ وجودنا / وعرفت موجوداً بغير سماتِ
إني العَماءُ ولا عَماءَ لذاتي
إني العَماءُ ولا عَماءَ لذاتي / وأنا الذي أتى ولست بآتي
إن كان من نبغيه عين وجودِنا / فلمن أنا أو من يكون الآتي
ما في الوجودِ سوى الوجودِ وإن / عينٌ ترى في النفي والإثباتِ
ما تبصر الأشياء إلا عينها / فبها تراها وهي عينُ الذاتِ
عينُ الجهولِ هو العليم وإنَّ ذا / علمٌ قريبٌعند كلِّ موات
عين التولُّدِ النكاح محقَّقٌ / فالأمر بين أبوَّةٍ وبَناتِ
والأمر كالأعدادِ ينشء عينها / الواحد المعقولُ في الآيات
تعطيه ألقاباً ويعطيها به / أكوانها بشهادة الاثبات
هو واحد ما لم يحدّ بسيره / فإذا يسافر فهو في الأموات
لولا التنقُّل لم نكن ندري به / ألقاب أعداد وعين ثبات
هو عينها لا غيرها فتكثّرت / بوجودهِ فيها وذكر سمات
البنتُ يغشاها ابوها وهي قد / ولدته ذا من أعجبِ الآياتِ
سند الوجودِ معنعنٌ ما فيه من / خرمٍ ولا قطع ولا آفاتِ
إن الوجودَ وجودَ ربك لا تقل
إن الوجودَ وجودَ ربك لا تقل / فيما تراه من الوجودِ برمتهْ
خلقاً فذاك الخلقُ في أعيانها / واقسمه فالعلم الصحيح بقسمتهْ
هبت عليك إذا قسمتَ وجودَه / قسماً صحيحاً نفحته من قسمته
أنا لا فضل أمّة خرجتْ لنا / من أجل شخصٍ إنني من أمَّته
لما تقسمتِ المراتبُ كلها / أبدى لك التحقيقُ صحةَ قسمته
سلخ النهار لعينِ كلِّ محققٍ / سلخاً يشعشعُ نورَه من ظلمته
أبداه للأبصار بعد حجابه / والليلُ مستورٌ بخالصِ حكمته
من ضمه أعطاه كلَّ مكتم / من علمه كشفاً له في ضمته
ظن اللعينُ قصدَّقوا ما ظنه / فيهم فقابله الرحيم برحمته
إلا القليلُ فإنهم عضموا بما / شكروا لما أولاهمُ من نعمته
فلذاك زادهم الإله أيادياً / واختص من كفرِ النعيم بنقمته
فإذا وفي العبد المطيع بعهده / لله قامَ له الإله بحرمته
لولا الكذوب لما علمت محققاً / شرف الذي خص الإله بعصمته
كالأنبياءِ ومن جرى مجراهمُ / من وارثٍ أمنوا بها من فصمته
يغتم من يدري الذي قد قلته / لمقالتي ونجاته في غمتهْ
وبهمّ بي فيردّه تنينه / عني فيرجع همه عن همته
الكون كور عمامة عمَّتْ به / رأسَ الوجودِ ونحن داخلَ عمته
فانظر تر ما نحن فيه فإنه / علم يعزُّ فحصلّوه لبهمته
نهمٌ يحصله ويعلمُ أنه / مع أنه قد حازه في نهمته
لا يرتوي ظمئانٌ فاهُ فاغرٌ / ريانُ لا يشكو الجواد لحشمته
إن الوجودَ لمن تحقق علمُه / ذوقٌ ترى أشياخه في علمته
صحَّ المزاجُ فصحَّ منه قبولهم / علماً بقدر إمامه وبقيمته
الأمر أسماء له نعوتُ
الأمر أسماء له نعوتُ / وصفاتُ معنى ما لهنَّ ثبوتُ
ظهرتْ بآثار لها في خلقه / وعلى التحققِّ أنهنَّ نعوتُ
وردت بها الآياتُ في تنزيله / فنعيش في وقت بها ونموتُ
حتى يقولَ بأنه عينُ الأنا / ويقولُ وقتا ليسنى فيفوت
إني لأطلبُ رزقه في أرضه / لما علمتُ بأنه سيفوت
ولذلك اسم الحقِّ بينِ عبادِه / معطٍ ووهّابُ اتى ومقيت
والله ما نطقتْ به آياته / إلا بجمع ما لهُ تشتيت
ما أثبتَ التشريكَ في اسمائه / إلا جَهولٌ بالأمورِ مقيت
جَلَّ الإله الحقُّ عن إدراكِ مَن / قام الدليلُ بأنه مبهوت
فتراه مشغولاً به عن نفسه / وهو الذي هو عندهم ممقوت
ومن ادَّعى أنَّ الإله جليه / بالذكر فهو لديهم المبخوت
ما عاينتْ عيني عقائد خلقِه / إلا رأيتُ بأنه منحوتُ
والله قد ذمَّ الذي نحت الذي / هو عابدٌ إياه وهو صَموت
عبدوا عقولهمُ فلم يظفر به / إلاَّ عُبيدٌ ما له تثبيتُ
فأنا به المنعوتُ بين عبادِه / وهو الذي بعباده منعوتُ
لم أنس يوماً إذ تكلمَ ناطقٌ / في مجلسِ حاوٍ ونحنُ سكوتُ
فأفادنا ما لم يكن نعثاً لنا / فلذاك أصبحنا ونحن خفوت
نُضحي ونُمسي عندنا ما عندنا / ويقيلُ فينا سرُّه ويبيتُ
فإذا نقول نقولُ منه بقوله / وإذا اسكتنا يعلمُ المسكوت
عنه بأنا قد عجزنا وانقضتْ / آياته وأنابه الكبريت
ولنا به بالذكر الجميلُ ونورُه / ولنا به العلياءُ ثم الصيت
وسكينتي في القلب عند ذوي الحجى / لم يحوها صور ولا تابوت
قد أخليتُ لقدوم من يدري به / لما اتاني أربعٌ وبيوت
لما تحقق وصلُه قلنا لمن / لم يعرف الأمر هو اللاهوت
وبه إذا اتحدتْ حقيقةُ ذاته / وبدت عليه تدرَّع الناسوت
لما تغيَّر بالعطاسِ حمالُه / شرعاً له التحميدُ والتشميت
من أرض بابلَ قد أتاك معلماً / سحراً بسحر كلامه هاروت
إنَّ الدليلَ على مقامِ عبيبده / لنجيه طول المدى والحوتُ
وطلبت منه الحدَّ فيه فقال لي / ما فيه تحديدٌ ولا توقيت

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025