المجموع : 3
لو أن تجربةَ الحياةِ وحَّظها
لو أن تجربةَ الحياةِ وحَّظها / أني أَنالُ نَداكَ ثم أموتُ
لكفت لتفسير الحياة وخيرها / إنَّ الحنانض لمثل روحي قوت
أيهاً ليونُ جمعتَ ذخرَ فضائل / وحجىً أقُّل جمالهِ ملكوتُ
وحمىً أردِّدُ في عُلاهُ عواطفي / ويطيرُ فيه شعورىَ المكبوتُ
أنت المسيح وقد تقمصُ حبُّهُ / دُنيا الجمالِ وخافَه الطاغوتُ
ما كنت إلاّ للحقيقة وحدَها / والحُّق أكثرُ حظهِ موقوتُ
فلئن سَكت فما سَكت مُخيَّراً / ولرُبَّ سخطٍ للحكيم سكوت
في عالمٍ قد باتَ يُغبطُ من به / عُّى وضَيَّعَ سَّرهُ الكهنوت
وتشردت فيه المحبةُ مثلما / قد ضاع أوزيريسُ والتابوتُ
فمتى يَعُودُ وإن رأيتكَ رمزهُ / ومتى يسُودُ وَخصمهُ ممقوتُ
هذا الوجود كما تراه فلم يكن
هذا الوجود كما تراه فلم يكن / إلاه في الماضي ورهن الآتي
ولئن تعدّد في مظاهر كنهه / فصميمه متوحد اللبنات
باق على الآياد مثل بقائه / قبلا وتلك حياته كحياتي
عمري ملايين القرون وعدها / دوني وفي آياتها آياتي
عمري هو الزل الذي لا ينتهي / حسبانه أو ينتهي لصفات
فيه الحياة مع الممات تبادلا / كالتوأمين فما الممات مماتي
فيم التحدث عن صفات ما لها / اصل سوى الأوهام والعثرات
الكون ليس سواه كون آخر / إلا المدى المحجوب عن نظراتي
كفل الزمان أبوه إعلانا له / والعلم وهو مناصر ومواتي
والخلق فيه تحول وتجدد / وتعدد بعوامل أشتات
هذي الألوهة في الصميم فقل لمن / في الوهم فلسف جهله بالذات
هوّن عليك فكل ما هو كائن / ويكون ماضيه مدار الآتي
كاد الخريف يموت مثل مماتي
كاد الخريف يموت مثل مماتي / بتساقط الأوراق والآهات
إني أخوه بمهجتي وبلوعتي / زفراته تشتق من زفراتي
إن أرثه فبنظمه وبنثره / أو أبكه فلقد بكيت حياتي
لم يدره من أولعوا ببهارج / للصيف يمرح كالمليك العاتي
إن عد نسل الصيف لم يعلق به / عيب الإباحي الحقير الذات
عرف التنسك منذ يوم ولادة / فكأنه صور لوحي صلاتي
واستقبل الإعصار غير مروع / وهو الصريع الشيخ بين جناة
تخذ الكفاح إلى النهاية مبدأ / وأبى خنوع الموت عند ممات
إن كنت أشبهه فتلك حميتي / رغم السقام وصفرة الأموات
علل على علل أنوء برزئها / وأظل أسخر بالشتاء الآتي
إن كان في دمع الخريف مدامعي / أو كان في أناته أناتي
فوراءها أنف لكل دنية / ولئن هطلن وصحن مجنونات
ولئن نأت عنه الحرارة ما نأى / دفء تحجب في نهى الذرات
والموت من صور الحياة ولغزه / لغز الوجود وآية الآيات
إن تنأ يا خلي فلست براحل / ما دمت تحيا في نهاي وذاتي
هشت لي الأغصان وهي جريمة / وتطلعت لخطاي في الغابات
فكأنما أنا من يمد جذورها / بشعوره فتعز دون حماة
جرداء كالفن المجرد فهمها / قد دق في كنه وجل سمات
إلا على ند يبادلها الهوى / فلغاتها موصولة بلغاتي
سكتت أهازيج الجنادب واكتفت / بخطايَ فوق العشب مستمعات
والنحل تأوي للقفير هنيئة / حتى كأن الشهد في نظراتي
للّه كم خلق التجاوب صحبة / حتى مع الأشجار والحشرات