عبر الزمان استجلبت عبراتي
عبر الزمان استجلبت عبراتي / وألانت الأيام صدر قناتي
أني أعان على الجهاد بواحد / وخطوبها يملأن ست جهاتي
أني التفت رأيت خطباً هائلاً / فكأنما الأهوال في لفتاتي
وإذا أردت صراعها في نهضة / عاقتني الأيام عن نهضاتي
نفسي لماء الرافدين يسيلها / نفس يصعده جوى الزفرات
حيا به خصمي فأشرق بالردى / واذاد عنه وفيه ماء حياتي
لا دجلتي أم السيول بدجلتي / كلا ولا هذا الفرات فراتي
لي من جناي وما اقترفت جناية / أشواكه والقطف عند جناتي
واضيعة الأكفاء بعد مناصب / حفظت مقاعدها لغير كفاءة
ولوا الأمور ولو أطاعوا رشدهم / لسعوا وراء الحق سعي ولاة
من كل كاس يستجد لنفسه / حللا ولكن من جلود عراة
الناهبي رمق الضعيف وقوته / والقاتلي الأوقات بالشهوات
قطعوا البلاد ومنهم أوصالها / والقطع يؤلم من أكف جفاة
سكروا بخمر غرورهم والعامل ال / مجهود بين الموت والسكرات
غزوا المصايف والهوى يقتادهم / لمسارح الفتيان والفتيات
هم أغنموا مغزوهم وتراجعوا / أفهذه العقبى من الغزوات
مال تكفلت الجباة بعسفهم / إحضاره لخزائن اللذات
نهب من الحجرات صيح به وفي / عزف القيان يرد للحجرات
طارت شعاعاً فيه أيد لم تزل / مخضوبة بالراح في الحانات
أدريت عالية المصايف أنه / مال تحدر من عيون بكاة
سهرت عيون العاملين لحفظه / فأضاعه الأقوام في السهرات
بذل القناطير الكرام وما دروا / أو ساقها يجمعهن من ذرات
فهم كمن يهب المواشي لم يكن / فيها له من ناقة أو شاة
يا مفقر العال ان يك غيرهم / سبباً لإثراء البلاد فهات
هم عدة السلطان في الأزمات / هم حاملوا الأعباء في الحملات
هم ماله المخزون والحرس الذي / يفديه يوم الروع في الهجمات
انظر لحالتهم تجد احياءهم / صوراً مشين بأرجل الأموات
باتوا وسقفهم السماء وأصبحت / خيل الجباة تغير في الأبيات
وتستروا بين الكهوف فاين ما / رفعوه من طرف ومن صهوات
غرقى وأمواج الهموم تقاذفت / بهم لشاطي الظلم والظلمات
هذي الضرائب لا تزال سياطها / تستوقف الزعماء للضربات
لو يدرك الوطن الذي ضيموا به / ماذا لقوا لانهال بالحسرات
ما هذه الأصوات زعزعت الربى / واستبكت الآساد في الاجمات
أصدى الحجيج وقد أناب لربه / طلباً لعفو اللَه في عرفات
أم هذه الأسر الكريمة أوقفت / من هذه الأبواب بالعتبات
أصوات مهتضمين في أوطانهم / وارحمتاه لهذه الأصوات
وعت الملائك في السماء صراخهم / ومن التجوا في الأرض غير وعاة
عقدات رمل الرافدين تضاعفي / بعواصف الأرزاء والنكبات
قل اصطبار النازليك وغلهم / يزداد بالابرام والعقدات
أرثي لحاضرهم فأحمل بؤسه / والهم آحمله لجيل آت
قهرتهم أم السفور وذللت / للناشئات مصاعب العادات
أصبحن بقعدن الحصيف عن الحجى / ويقفن أغصاناً على الطرقات
ما هذه الوقفات وهي خلاعة / تفضي بهن لموقف الشبهات
ما أن مشين وراء سلطان الهوى / إلا سقطن بهوة العثرات
منع السفور كتابنا ونبينا / فاستنطقي الآثار والآيات
فبأي سابغة أرد سهامهم / والنبل نبلي والرماة رماتي
زعموا حمايتنا بهم وتوهموا / ان تستظل حماتنا بحماة
ماذا السكوت هو الخضوع وانه / لو يعلمون تربص الوثبات
أعدوة الانصاف اذنك مالها / رتقت عن الاصغاء والانصات
كم قد نفيت المدعين بحقهم / والنفي آيتهم على الإثبات
ومن القضاء على البلاد خصومها / لو رافعوها منهم لقضاة
بليت بآفات البحار بلادنا / وشبابها من أكبر الآفات
رقطا حوين المال من وجه الثرى / فمتى يتاح لقضبها بحواة
لم نام ثائركم وواتركم مشت / خيلاؤه منكم على الهامات
أنسيتم الآراء أجمع أمرها / ان لا يظلكم سوى الرايات
لرفعتم عقبانهم وجعلتم / الأوكان منها في جسوم عتاة
وأطار أسرابا عليكم حوما / شبه البزاة ولم تكن ببزاة
بيضا تناذرها النسور بجوها / وتخافها الآساد في الاجمات
فصعدتم والموت منها نازل / ووقفتم في أرفع الدرجات
بيتموهم فاستفزهم الردى / وتنقلوا من ظلمة لسبات
وضربتم شرك الحصار عليهم / فارتد هاربهم عن الإفلات
واستقتم مثل الربائق منهم / اسرى يدار بهم على الجبهات
حتى أتو الحمى الوصي فرنجة / سحبتهم الأغلال للذكوات
شادت بعاصمة العراق سيوفكم / عرشاً قواعده من الهمات
بلطتموه فاستقر قراره / وأعدتموه أبلج الجنبات