القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 3
أحيت قتيل الحب عين حياتها
أحيت قتيل الحب عين حياتها / ورنت فاودي الصب من لحظاتها
وتلفتت بين الظباء بجيدها / تعطو فاغضى الريم من لفتاتها
سكرى الجفون سقتك من أجفانها / أضعاف ما تسقيك من طاساتها
فكأن في الكاسات ما في عينها / وكأن ما في العين في كاساتها
ميلاء قد دار المدام براسها / فهوت ترد الراح في راحتها
عاداتها المشي الرخاء تكفيّاً / فجرت على ما مرَّ من عاداتها
عدَّت جنايات الهوى وجنايتي / أني جنيت الورد من وجناتها
أن تعبد النار المجوس بخدها / فمواقد النيران منشأ ذاتها
موهت حين حمت بنجد بيتها / فسألت بالغورين عن أبياتها
دين وماطلة الديون لوت به / وقضت عليَّ بعذَّلي وقضاتها
ولقد خلوت بها بعف سريرة / لم أقترف بالذنب في خلواتها
نظرت فبيض الهند من أجفانها / وخطت فسمر الخط من قاماتها
يا أخت معتنق السيوف ألية / لولاك طاح أخوك في لهواتها
وقناة معتنق الرماح قوامها / بالصف يطعن لا طويل قناتها
حملت ولولا أن أراوغ دونها / قدَّت عليَّ الدرع في حملاتها
وتنكبت من حاجب قوساً لها / يرمي سهام الغنج من تلاتها
بدوية حضرية قمرية / قمرية شتى صنوف لغاتها
عرضت تشوب حضرة ببداوة / فأبان عن لغطين لغط قطاتها
وشمائل للخمر من نشواتها / ومخائل للروض من نشآتها
تروي صباح الجوهري مكرراً / من ثغرها درراً ثقاة رواتها
ورخيمة لألفاظ ودَّ مخارق / يروي رقيق غناه عن نغماتها
قد قام سواس الحلي مرجعاً / فوق المطي يضجع في لباتها
حتى كأن ريني رجع حليها / في عجز في السير رجع حداتها
تمش قصير الخطو بين لداتها / إن أسرعت مشي القطا بأناتها
عيناء أن عنَّت لعينك خلتها / نشأت مع الآرام في غابتها
بالقاعة الوعساء من رمل الحمى / بين الظباء العفر من ظبياتها
وسرى بها أرج الهنا فتضوعت / منه الرياض الجو في جنباتها
وبها أكاويب المسرة أترعت / وشدت عنادلها في أثلاتها
في عرس شبلي غابتين لدى اللقا / زجراً أسود الغاب عن وثباتها
صقرين طارا للعلاء فحلقا / حتى إذا وقفا على غاياتها
قذفاً على سرب المكارم عزمة / بهويها بزّت فراخ بزاتها
صلّين تحترق الربى أن نضنضا / بشواظ سمهما بحرِّ صفاتها
طرفين يكبو الطرف عن شأوٍ به / سبقا جياد العزم في كتباتها
جالا بمضمار العلاء فجليا / سبقاً فكلٌّ حائز قصباتها
جنيا جني العز حيث بنو الورى / بالوهن تجني الذل من ثمراتها
ونماهما للمجد خير أبٍ له / قد دالت الدنيا بست جهاتها
عقد الثناء عليه أرفع راية / يرخي ظلال العز من عذباتها
وأغر أن بزغت مناقب علمه / زانت سما العليا بحسن سماتها
فكأنما الأقمار من حسادها / والنيرات البيض من ضراتها
ذو راحة دفقت بخمس أنامل / أجرى البحار السبع في غمراتها
لو قد تعلق أصبع من حاتم / فيها لناط هباته بهباتها
ما فاه فوه بغير أصدق لفظة / بين الورى هي هاكها لا هاتها
دانت له الأشراف من أشرافها / وعنت له السادات من ساداتها
ما أن نأت من حاجة أو أن دنت / إلا به قضت الورى حاجاتها
محيي الورى بحياته ومن الذي / من دونه لحياتها ومماتها
من عصبة مضرية علوية / عقدت عصابتها أكف سراتها
نزلت بمستن البطاح وقبل ذا / ركبت إلى العيا شبا عزماتها
بيض الوجوه تهللت بعوارض / كأهلَّةٍ تستن في هالاتها
أقمار غاشية الدجي بوجوهها / فكأنما قسمت على قسماتها
كشف الدجى أما ببيض وجوهها / أو بالجفان البيض من جفناتها
الناهبين من المغيرة خيلها / والواهبين كرامها لعفاتها
والفارضين على الأنام صلاتها / والقائمين لها بفرض صلاتها
والحاقنين دم النفوس إذا ارعوت / وإذا التوت هدر النفوس ديانها
ومحصنين خيولهم أكفالها / ومعرضين إلى الطعان طلاتها
عرب تحمحم بالصهيل عتاقها / ويبين عتق الخيل في صهلاتها
فكأنما تدعو الصريخ بصوتها / حيث الرجال تغض من أصواتها
غر محجلة إذا استقبلتها / شمخت بعزتها وحجل شواتها
فكأنما الجوزاء في أرساغها / والكوكب الدري في جبهاتها
أبني الغطاريف الذين ببيضهم / جدعوا من الدنيا أنوف طغاتها
دمتم بني العلياء ما غنّت على ال / أفنان ذات الطوق في فقراتها
ما للمنون تهبُّ في قنواتها
ما للمنون تهبُّ في قنواتها / أدرت لمن أردت بصدر قناتها
عادت بقاصمة الفقار ولم ولم تزل / عثراتها تجري على عادتها
ويح الليالي كم رمت لبني الهدى / بيضاً جحاجحة بسود بناتها
نفست بها الدنيا وكم من أنفس / لذوي العلى تحبي بيوم مماتها
طرقت تجدُّ ويا لها من نكبة / سرعان ما عطفت على أخواتها
وطأت أنوفاً بالغري وطأطأت / في تستر بالرغم هام كماتها
ألوت بمثوى الأرض جعفرها الذي / أجرى البحار يعام في غمراتها
أودى الردى بابرّ نفس سمحة / تحيي الدجى بصلاتها وصلاتها
ما إن عصت مذ أدركت معبودها / ما طاوعت حاشا لها شهواتها
لن تتبعنَّ كغيرها شيطانها / ضربت عن الدنيا وعن تبعاتها
يا هل درى الناعي بفيه رغامها / من ذانعي والنفس في غفلاتها
أترى نعي مضر العلى ومعدها / وسراة غالبها وغلب سراتها
لولا النجار لما عدوتك سيدا / من هاشم ولأنت من ساداتها
ولقد سددت عن النعي مسامي / حتى اعتلى فأطار صم صفاتها
من زلزل الطود الأشم فدكَّه / دكّاً يحط الطير عن وكناتها
من غادر الإسلام منخفض الذرى / والمسلمين تعج في أصواتها
من غال شمس الأفق في آفاقها / من راع أسد الغاب في غاباتها
ومن استزلَّ النجم عن أبراجها / واستنزل الأقمار من هالاتها
حال تحول وأي حال لم تحل / تتنقل الأشياء في حالاتها
أربيب حجر الفضل بعدك عطلت / غرف العلوم وصبح في حجراتها
إن رقرقت لك دمعها فلربما / قلدتها بارق من عبراتها
فقدت بك السباق في مضمارها / وزعيمها الوثاب في حلباتها
واهاً لدهرٍ لم يقل لك عثرة / ولكم اقلت بنيه من عثراتها
لو كان يندفع القضا لتدافعت / عصب تقيك الحتف في مهجاتها
أو كان تطفي الوجد زفرة واجد / لقضت عليك النفس في زفراتها
لكنَّ أمر اللضه جل منجز / توفي النفوس آلهها بوفاتها
أجمان بحر العلم والدرر التي / هي كالدراري الشهب في لمعاتها
نزلت بنعت أبٍ له من قبله / أم الكتاب فكان من آياتها
نهاز غامضة العلوم بفكرة / في مثل وخز الرمح وخز شباتها
وضحت بأنجم رأيه فكأنما / ناط النجوم الزهر في لباتها
روح العلى محسوس خمس حواسها / نفس الحياة قوام ست جهاتها
أرخى على الخضر الذوائب سؤدد / فكأنما الجوزاء من عذباتها
لاتقرننَّ به سواه مشبهاً / فضحت بغاث الطير شهب بزاتها
حاز المكارم كلها جمعاً فإن / تدري بمكرمة عدته فهاتها
كم من يدٍ في الجود نافحة له / يستحيي صوب المزن من نفحاتها
عميت بصائر حسّدٍ له أبصرت / لرأت ذعاف سماها بلهاتها
لسب العقارب لا لسبق عداوة / أن العقارب لسَّب من ذاتها
والعقل مرآة حقائقنا بها / تبدو ومرأى الناس في مرآتها
لولا المقام لقلت فيك مفصلا / لكنما الأقوال في أوقاتها
كل وأن جلى يصير لغاية / تجري الجياد إلى مدى غاياتها
تعطيك وصف هجانها وهجينها / صفتان حسن شواتها وشياتها
وتميز بين أغرها وبهيمها / غرر سوائلها على جبهاتها
يا ابن العرانين الأولى من هاشم / والمعتلين من العلى قصباتها
عدِّ عن اللأواء وابق لأسرة / شيم الضواري الطلس في عدواتها
مثل الشبول تحف ليث عرينها / تحذوه في وثباتها وثباتها
أنى تشتُّ وأنت معقل جمعها / متكفلاً قدماً بجمع شتاتها
والكِ العزاء بشبل أضرى أسدها / والشبل للآساد لالبواتها
أرأيت فعل معاشر مقتوا
أرأيت فعل معاشر مقتوا / أولى لهم لو أنهم سكتوا
نكتوا وما علموا بأنهم / بنفوسهم لا الدين قد نكتوا
تركوا شعار الدين عن عنتٍ / بل عن عتوٍّ دونه العنت
فلسوف يلقون الذي كسبوا / في حيث لا مال ولا جدة
حلفوا وغب الحلف قد حنثوا / قالوا وغب القول قد صمتوا
فإذا دعوا لهداية نكلوا / وإذا دعوا لغواية ثبتوا
يتشيعون وذي صفاتهم / لا بوركت من شيعة صفة
أسمعتهم والحق منبلج / هم في الضلال الغي لو نصتوا
يا ليت شعري كيف عذرهم / وجدوا لهم جهة ولا جهة
جمعوا لأمر لم يكن لهم / وتفرقوا فجميعهم شتت
سمة لهم من قبل أعرفها / مذمومة يابئسما السمة
لا بارك الرحمن في نفرٍ / ضاق الخناق بهم ولا سعة

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025