المجموع : 3
أحيت قتيل الحب عين حياتها
أحيت قتيل الحب عين حياتها / ورنت فاودي الصب من لحظاتها
وتلفتت بين الظباء بجيدها / تعطو فاغضى الريم من لفتاتها
سكرى الجفون سقتك من أجفانها / أضعاف ما تسقيك من طاساتها
فكأن في الكاسات ما في عينها / وكأن ما في العين في كاساتها
ميلاء قد دار المدام براسها / فهوت ترد الراح في راحتها
عاداتها المشي الرخاء تكفيّاً / فجرت على ما مرَّ من عاداتها
عدَّت جنايات الهوى وجنايتي / أني جنيت الورد من وجناتها
أن تعبد النار المجوس بخدها / فمواقد النيران منشأ ذاتها
موهت حين حمت بنجد بيتها / فسألت بالغورين عن أبياتها
دين وماطلة الديون لوت به / وقضت عليَّ بعذَّلي وقضاتها
ولقد خلوت بها بعف سريرة / لم أقترف بالذنب في خلواتها
نظرت فبيض الهند من أجفانها / وخطت فسمر الخط من قاماتها
يا أخت معتنق السيوف ألية / لولاك طاح أخوك في لهواتها
وقناة معتنق الرماح قوامها / بالصف يطعن لا طويل قناتها
حملت ولولا أن أراوغ دونها / قدَّت عليَّ الدرع في حملاتها
وتنكبت من حاجب قوساً لها / يرمي سهام الغنج من تلاتها
بدوية حضرية قمرية / قمرية شتى صنوف لغاتها
عرضت تشوب حضرة ببداوة / فأبان عن لغطين لغط قطاتها
وشمائل للخمر من نشواتها / ومخائل للروض من نشآتها
تروي صباح الجوهري مكرراً / من ثغرها درراً ثقاة رواتها
ورخيمة لألفاظ ودَّ مخارق / يروي رقيق غناه عن نغماتها
قد قام سواس الحلي مرجعاً / فوق المطي يضجع في لباتها
حتى كأن ريني رجع حليها / في عجز في السير رجع حداتها
تمش قصير الخطو بين لداتها / إن أسرعت مشي القطا بأناتها
عيناء أن عنَّت لعينك خلتها / نشأت مع الآرام في غابتها
بالقاعة الوعساء من رمل الحمى / بين الظباء العفر من ظبياتها
وسرى بها أرج الهنا فتضوعت / منه الرياض الجو في جنباتها
وبها أكاويب المسرة أترعت / وشدت عنادلها في أثلاتها
في عرس شبلي غابتين لدى اللقا / زجراً أسود الغاب عن وثباتها
صقرين طارا للعلاء فحلقا / حتى إذا وقفا على غاياتها
قذفاً على سرب المكارم عزمة / بهويها بزّت فراخ بزاتها
صلّين تحترق الربى أن نضنضا / بشواظ سمهما بحرِّ صفاتها
طرفين يكبو الطرف عن شأوٍ به / سبقا جياد العزم في كتباتها
جالا بمضمار العلاء فجليا / سبقاً فكلٌّ حائز قصباتها
جنيا جني العز حيث بنو الورى / بالوهن تجني الذل من ثمراتها
ونماهما للمجد خير أبٍ له / قد دالت الدنيا بست جهاتها
عقد الثناء عليه أرفع راية / يرخي ظلال العز من عذباتها
وأغر أن بزغت مناقب علمه / زانت سما العليا بحسن سماتها
فكأنما الأقمار من حسادها / والنيرات البيض من ضراتها
ذو راحة دفقت بخمس أنامل / أجرى البحار السبع في غمراتها
لو قد تعلق أصبع من حاتم / فيها لناط هباته بهباتها
ما فاه فوه بغير أصدق لفظة / بين الورى هي هاكها لا هاتها
دانت له الأشراف من أشرافها / وعنت له السادات من ساداتها
ما أن نأت من حاجة أو أن دنت / إلا به قضت الورى حاجاتها
محيي الورى بحياته ومن الذي / من دونه لحياتها ومماتها
من عصبة مضرية علوية / عقدت عصابتها أكف سراتها
نزلت بمستن البطاح وقبل ذا / ركبت إلى العيا شبا عزماتها
بيض الوجوه تهللت بعوارض / كأهلَّةٍ تستن في هالاتها
أقمار غاشية الدجي بوجوهها / فكأنما قسمت على قسماتها
كشف الدجى أما ببيض وجوهها / أو بالجفان البيض من جفناتها
الناهبين من المغيرة خيلها / والواهبين كرامها لعفاتها
والفارضين على الأنام صلاتها / والقائمين لها بفرض صلاتها
والحاقنين دم النفوس إذا ارعوت / وإذا التوت هدر النفوس ديانها
ومحصنين خيولهم أكفالها / ومعرضين إلى الطعان طلاتها
عرب تحمحم بالصهيل عتاقها / ويبين عتق الخيل في صهلاتها
فكأنما تدعو الصريخ بصوتها / حيث الرجال تغض من أصواتها
غر محجلة إذا استقبلتها / شمخت بعزتها وحجل شواتها
فكأنما الجوزاء في أرساغها / والكوكب الدري في جبهاتها
أبني الغطاريف الذين ببيضهم / جدعوا من الدنيا أنوف طغاتها
دمتم بني العلياء ما غنّت على ال / أفنان ذات الطوق في فقراتها
ما للمنون تهبُّ في قنواتها
ما للمنون تهبُّ في قنواتها / أدرت لمن أردت بصدر قناتها
عادت بقاصمة الفقار ولم ولم تزل / عثراتها تجري على عادتها
ويح الليالي كم رمت لبني الهدى / بيضاً جحاجحة بسود بناتها
نفست بها الدنيا وكم من أنفس / لذوي العلى تحبي بيوم مماتها
طرقت تجدُّ ويا لها من نكبة / سرعان ما عطفت على أخواتها
وطأت أنوفاً بالغري وطأطأت / في تستر بالرغم هام كماتها
ألوت بمثوى الأرض جعفرها الذي / أجرى البحار يعام في غمراتها
أودى الردى بابرّ نفس سمحة / تحيي الدجى بصلاتها وصلاتها
ما إن عصت مذ أدركت معبودها / ما طاوعت حاشا لها شهواتها
لن تتبعنَّ كغيرها شيطانها / ضربت عن الدنيا وعن تبعاتها
يا هل درى الناعي بفيه رغامها / من ذانعي والنفس في غفلاتها
أترى نعي مضر العلى ومعدها / وسراة غالبها وغلب سراتها
لولا النجار لما عدوتك سيدا / من هاشم ولأنت من ساداتها
ولقد سددت عن النعي مسامي / حتى اعتلى فأطار صم صفاتها
من زلزل الطود الأشم فدكَّه / دكّاً يحط الطير عن وكناتها
من غادر الإسلام منخفض الذرى / والمسلمين تعج في أصواتها
من غال شمس الأفق في آفاقها / من راع أسد الغاب في غاباتها
ومن استزلَّ النجم عن أبراجها / واستنزل الأقمار من هالاتها
حال تحول وأي حال لم تحل / تتنقل الأشياء في حالاتها
أربيب حجر الفضل بعدك عطلت / غرف العلوم وصبح في حجراتها
إن رقرقت لك دمعها فلربما / قلدتها بارق من عبراتها
فقدت بك السباق في مضمارها / وزعيمها الوثاب في حلباتها
واهاً لدهرٍ لم يقل لك عثرة / ولكم اقلت بنيه من عثراتها
لو كان يندفع القضا لتدافعت / عصب تقيك الحتف في مهجاتها
أو كان تطفي الوجد زفرة واجد / لقضت عليك النفس في زفراتها
لكنَّ أمر اللضه جل منجز / توفي النفوس آلهها بوفاتها
أجمان بحر العلم والدرر التي / هي كالدراري الشهب في لمعاتها
نزلت بنعت أبٍ له من قبله / أم الكتاب فكان من آياتها
نهاز غامضة العلوم بفكرة / في مثل وخز الرمح وخز شباتها
وضحت بأنجم رأيه فكأنما / ناط النجوم الزهر في لباتها
روح العلى محسوس خمس حواسها / نفس الحياة قوام ست جهاتها
أرخى على الخضر الذوائب سؤدد / فكأنما الجوزاء من عذباتها
لاتقرننَّ به سواه مشبهاً / فضحت بغاث الطير شهب بزاتها
حاز المكارم كلها جمعاً فإن / تدري بمكرمة عدته فهاتها
كم من يدٍ في الجود نافحة له / يستحيي صوب المزن من نفحاتها
عميت بصائر حسّدٍ له أبصرت / لرأت ذعاف سماها بلهاتها
لسب العقارب لا لسبق عداوة / أن العقارب لسَّب من ذاتها
والعقل مرآة حقائقنا بها / تبدو ومرأى الناس في مرآتها
لولا المقام لقلت فيك مفصلا / لكنما الأقوال في أوقاتها
كل وأن جلى يصير لغاية / تجري الجياد إلى مدى غاياتها
تعطيك وصف هجانها وهجينها / صفتان حسن شواتها وشياتها
وتميز بين أغرها وبهيمها / غرر سوائلها على جبهاتها
يا ابن العرانين الأولى من هاشم / والمعتلين من العلى قصباتها
عدِّ عن اللأواء وابق لأسرة / شيم الضواري الطلس في عدواتها
مثل الشبول تحف ليث عرينها / تحذوه في وثباتها وثباتها
أنى تشتُّ وأنت معقل جمعها / متكفلاً قدماً بجمع شتاتها
والكِ العزاء بشبل أضرى أسدها / والشبل للآساد لالبواتها
أرأيت فعل معاشر مقتوا
أرأيت فعل معاشر مقتوا / أولى لهم لو أنهم سكتوا
نكتوا وما علموا بأنهم / بنفوسهم لا الدين قد نكتوا
تركوا شعار الدين عن عنتٍ / بل عن عتوٍّ دونه العنت
فلسوف يلقون الذي كسبوا / في حيث لا مال ولا جدة
حلفوا وغب الحلف قد حنثوا / قالوا وغب القول قد صمتوا
فإذا دعوا لهداية نكلوا / وإذا دعوا لغواية ثبتوا
يتشيعون وذي صفاتهم / لا بوركت من شيعة صفة
أسمعتهم والحق منبلج / هم في الضلال الغي لو نصتوا
يا ليت شعري كيف عذرهم / وجدوا لهم جهة ولا جهة
جمعوا لأمر لم يكن لهم / وتفرقوا فجميعهم شتت
سمة لهم من قبل أعرفها / مذمومة يابئسما السمة
لا بارك الرحمن في نفرٍ / ضاق الخناق بهم ولا سعة