وقف الفراق امام عيني غيهبا
وقف الفراق امام عيني غيهبا / فقعدت لا ادري لنفسي مذهبا
يا موقداً بجوانحي نار الآسى / رفقاً فماء الدمع قد بلغ الزبى
نبت الصبا في صحن خدي روضة / لو لم يدب الصُدغ فيها عقربا
وكفاك حسنُ الحسن نوعيه فمن / برد أذيب ومن عقيق ألهبا
اعددت من جنح الدجنة جنة / وتخذت من خطف البوارق مركبا
وذهبت اطلب حيث ينبعث الندى / فوجدت في كف الرشيد المطلبا
ملك غدا معنى غريباً في العُلى / وغدت به الايام لفظاً معربا
اجلى من السيف الصقيل المنتضى / صفحاً وأمضى من ظباه مضربا
جاورته فلقطت منه جوهراً / ونظرته فقبستُ منه كوكبا
ركب اللبان كأن في ألفاظه / راحاً معتقةً وشدواً مُطربا
يلقي الكُماة فتنثني مذعورة / فكأنه أسد يمرُّ على ظِبى
راقت على عليائه آدابه / فكأنها زهر تفتَّح في ربى
تلقى بكل مكاند يسعى بها / عينا مفجرة ومرعى مخصبا
يهب الديار المستغلة والهضا / ب المستقله والبسيط المعشبا
والسابريَّ مضاعفا والمهرى / ي مثقفاً والمشرفيَّ مشطبا
والجيش في اللواء مؤيد / والخيل في وهج الكريهة شُزّبا