المجموع : 19
يا مالِكاً حَسبي بِهِ حَسبي
يا مالِكاً حَسبي بِهِ حَسبي / كَم تَبعُدُ العُتبى عَن العَتْبِ
الذَنبُ ذَنبُكَ لَستَ تَجحَدُهُ / وَقَد اِعتَرَفتَ بِهِ فَهَب ذَنبي
في العَينِ غَيبٌ بَعدُ أَعرِفُهُ / إِنَّ العُيونَ طَليعَةُ القَلبِ
حَشَدَ الذُنوبَ عَلَيَّ يَومَ عِتابي
حَشَدَ الذُنوبَ عَلَيَّ يَومَ عِتابي / حَتّى لَأَذكَرَني بَيَومِ حِسابي
أَهلاً بِهَذا العَتبِ فَهوَ مُبَشِّري / أَنّي لِأَحبابي مِنَ الأَحبابِ
وَإِذا بَكَيتُ يُقالُ زَوَّرَ أَدمُعاً / وَيَغُرُّ خادِعُ دَمعِهِ الكَذّابِ
وَالهَجرُ هاجِرَةٌ يُفيضُ سَرابَها / جَفني فَيَصدُقُ دونَ كُلِّ سَرابِ
لَمّا تَحَقَّقَ أنَّ قَلبي خانَني
لَمّا تَحَقَّقَ أنَّ قَلبي خانَني / فيهِ تَلَقّاني بِسَيفِ عِتابِهِ
قالوا تَعَلَّل إِن بَقيتَ بِوَعدِهِ / هَيهاتَ غَيري غَرَّهُ بِسَرابِهِ
وَبِمُهجَتي خدٌّ حُميتُ نَعيمَهُ
وَبِمُهجَتي خدٌّ حُميتُ نَعيمَهُ / بِقَرينَتَينِ مِنَ العَذابِ الأَعذَبِ
اللَهُ جارُ قلوبِ أَهلِ العِشقِ مِن / وَثَباتِ حَيَّتِهِ وَمَشي المَقرَبِ
دَبَّت عَقارِبُ مَن وَشى تَحتَ الدُجى
دَبَّت عَقارِبُ مَن وَشى تَحتَ الدُجى / أَوَما جَرَت في الخَدِّ مِنها عَقرَبُ
فَرَأَيتُها مَحجوبَةً بِنِقابِها / وَعَنِ القُلوبِ فَلا أَرها تُحجَبُ
وَقَد اِشتَفَيتُ بِها فَلا بَرِحَت كَذا / آثارُها الحَمراءُ مِنهُ تَعذِبُ
أَمطَرتُها قُبلاً وَأَصبَحَ خَدُّها ال
أَمطَرتُها قُبلاً وَأَصبَحَ خَدُّها ال / محمَرُّ مُخضَرُّ الجَوانِبِ مُعشِبا
وَاللَهِ لا أَضمَرتُ شَعرَةَ سَلوَةٍ / ما دامَ لي قَمَرٌ يَحُلُّ العَقرَبا
خَلِّ العَذولَ وَما يَخوضُ وَيَلعَبُ
خَلِّ العَذولَ وَما يَخوضُ وَيَلعَبُ / إِن كانَ يُسمَعُ إِنَّهُ لَيُكَذَّبُ
إِن قالَ أَحسَبُ أَنَّهُ لَم يَأتِهِم / أَبَداً فَقُل في العَتبِ ما لا يَحسَبُ
أَمّا تَقاطُعُنا فَلا رُسُلٌ
أَمّا تَقاطُعُنا فَلا رُسُلٌ / مِنكُم تُلِمُّ بِنا وَلا كُتُبُ
أَو أَن تَقولَ كَتَبتُ مُعتَذِراً / مِن أَن أَعيشَ وَأَنتُمُ غُيُبُ
وَالحَقُّ فيما بَينَ ذاكَ وَذا / إِن كانَ عِندَكَ حَقُّنا يَجِبُ
كانَت مَوَدَّتُكَ المُدامَ وَفَت / فَتَصَرَّمَت فَإِذا هِيَ الحَبَبُ
أَفَعَن رِضاً كانَت قَطيعَتُكُم / فَبِأَيِّ شَيءٍ يَعرِضُ الغَضَبُ
هَذا عِقابُهُمُ لِعَبدِهِمُ / راضينَ عَنهُ فَكَيفَ لَو غَضِبوا
أَلِفَ العَذابُ حَصى قُلوبِهِمُ / فَكَأَنَّها لِجَهَنَّمٍ حَطَبُ
بَعدَ المَعاطِفِ وَالرَوادِفِ لَم تَرُق
بَعدَ المَعاطِفِ وَالرَوادِفِ لَم تَرُق / أَجفانَ عَيني بانَةٌ وَكَثيبُ
ما كُنتُ أَدعوهُ وَكانَ يُجيبُني / وَاليَومَ أَدعوهُ وَلَيسَ يُجيبُ
أَنتُم نَصيبي في الزَمانِ وَلَيس لي / مِنكُم عَلى طولِ الزَمانِ نَصيبُ
لا تَحسَبوا دَمعي تَحَدَّرَ إِنَّما / نَفسي عَلَيكَ مِنَ الجُفونُ تَذوبُ
وَلَو اَنَّ داراً بِالدَموعِ بِناؤُها / بُنِيَت هُنالِكَ أَدمُعٌ وَقُلوبُ
لا تَكذِبَنَّ فَعَيشُ كُلِّ مُفارِقٍ / حَتفٌ وَلا بَعدَ الفِراقِ يَطيبُ
ذَنبي الفِراقُ فإِن ظَفِرتُ بِقُربِكُم / فَعَلى يَدَيهِ مِنَ الفِراقِ أَتوبُ
مِن كُلِّ مَن دينارُهُ مُستَوطِنٌ / في كَفِّهِ وَالخَيرُ عَنهُ غَريبُ
إِن عَزَّ عَزَّ مَنالُهُ وَنَوالُهُ / أَو ذَلَّ ظَلَّ إِلَيكَ وَهوَ قَريبُ
كَالبَدرِ في لَيلِ التَمامِ نُجومُهُ / تَبدو وَفي لَيلِ المِحاقِ يَغيبُ
كُلٌّ عَنِ النَهجِ القَويمِ خَوارِجٌ / فَلِمَ الأَزارِقِ خَصَّها التَغْلِيبُ
لَكَ مِنهُمُ في بِدعَةٍ لا فَتكَةٍ / قَطَرِيُّ قَومٍ قائِمٌ وَشَبيبُ
يا مَن يُهيِّجُ لَوعَتي بِكِتابِهِ / فَيَطيبُ لي مِن عَذبِهِ التَعذيبُ
وَكَأَنَّها مِن شَوقِهِ وَنَسيمِهِ / مِثلُ المَجامِرِ فاحَ مِنها الطيبُ
يَظما وَيُروى مَن يَرومُ مَرامَها / فَكَأَنَّما شُؤبوبُها مَشبوبُ
شَرِبَت عُقولَ السامِعينَ بِشُربِها / فَأَتاكَ مِنها الشارِبُ المَشروبُ
تَتَناهَبُ الأَلبابَ إِذ نُهِبَت وَما / شَيءٌ سِواها ناهِبٌ مَنهوبُ
حَشَدَت لَنا جَيشَ البَلاغَةِ سائِراً / وَمِنَ السُطورِ لِواؤُهُ مَنصوبُ
فَأَعجَب لِجَيشٍ ظافِرٍ ما بَينَهُ / أَبَداً وَبَينَ السامِعينَ حُروبُ
وَذُنوبُ دَهري في فِراقِكَ جَمَّةٌ / فَإِذا بَقِيت بِهِ فَلا تَثريبُ
فَاِسلَم يَحوزُ ثَناءَكَ المَكسوبَ مِن / أَيدي العقولِ نَوالُكَ المَسكوبُ
إِن هَوَّنَ المِقدارُ مِقدارَ اِمرِئٍ / فَلِقَدرِكَ التَرحيبُ وَالتَرغيبُ
عَدِّ العِتابَ فَما أَعَدتُ عِتابا
عَدِّ العِتابَ فَما أَعَدتُ عِتابا / وَكَفَيتُكَ الإِقلالَ وَالإِطنابا
وَإِذا السَحائِبُ لَم تُغِثكَ بِقَطرَةٍ / أَلحَقتَ في نَسَبِ السَحابِ سَرابا
وَوَضَعتُ قَدرَكَ أَن يَكونَ سَحابَةً / وَرَفَعتُ قَدري أَن يَكونَ تُرابا
وَبَذَلتَ لي مَلَقاً وَقُلتَ كَرامَةً / أَسدَلتَها دونَ الرَجاءِ حِجابا
أَفَلا تَخافُ مِنَ القَوافي أَنَّها / أَمسَت عَلَيكَ كَما عَلِمتَ غضابا
رَوَّقتُ فيكُم لِلمَدائِحِ خَمرَةً / فَجَزَيتُموني بِالوُعودِ حَبابا
ناشَدتُكُم لا تَجعَلوا الأَقلامَ في ال / أَيدي إِلى أَعراضِكُم نُشّابا
إِن قيلَ قَد كانَ الرَجاءُ لِجودِكُم / خَطَأً فَإِنَّ اليَأسَ كانَ صَوابا
أَنذَرتُ مِن خَيلِ القَوافي غارَةً / تَدَعُ القُبورَ وَأَهلَها أَسلابا
أَنا مِنكَ لِلأَيّامِ عاتِب
أَنا مِنكَ لِلأَيّامِ عاتِب / وَلَها بِثَأرِكَ أَيُّ طالِب
وَمُخاصِمٌ فَإِذا اِقتَضَي / نا فَالقُضاةُ هِيَ العَواقِب
مُتَوَقِّعٌ أَنَّ اللَيا / لي وا لِداتٌ لِلعَجائِب
وَاللَهِ لا نادَمتُ بَع / دَكَ يا هِلالُ سِوى الكَواكِب
وَلَأَبكِيَنكَ بِالسَحا / ئِبِ فَوقَ ما بَكَتِ السَحائِب
لا يُذكِرَنكِ يا سَوا / كِبُ جودَهُ إِلّا السَواكِب
فُلَّت مَضارِبُ بَأسِهِ / مِن بَعدِ تَغليلِ المَضارِب
حَفِظَ التَجارِبَ وَالمَصا / ئِبُ لا تَجيئُ عَلى التَجارِب
وَلَها ضَرائِبُ ثُمَّ كَم / طَرَقَت عَلى غَيرِ الضَرائِب
وَالمَرءُ مَغلوبٌ عَلى / تَدبيرِهِ وَاللَهُ غالِب
يا مَن إِذا ما المالُ جازَ بِأَرضِهِ
يا مَن إِذا ما المالُ جازَ بِأَرضِهِ / يَصفَرُّ خَوفَ فِراقِهِ أَن يُنهَبا
يُلقى إِلَيهِ فَلا يَليقُ بِكَفِّهِ / فَكَأَنَّما يُلقى إِلَيهِ لِيُحسَبا
ما كانَ يَكمُلُ حُرَّ ذا الد
ما كانَ يَكمُلُ حُرَّ ذا الد / ديوانِ حَتّى اِزدادَ قُبَّه
فَكَأَنَّني فيهِ خَرو / ف شوىً وَمِن فَوقي مِكَبَّه
يا غائِباً بِلِقائِهِ وَكِتابِهِ
يا غائِباً بِلِقائِهِ وَكِتابِهِ / هَل يُرتَجى مِن غَيبَتَيكَ إِيابُ
وَحَسِبتُهُ وَالطَرفُ مَعقودٌ بِهِ
وَحَسِبتُهُ وَالطَرفُ مَعقودٌ بِهِ / شَخصَ الحَبيبِ بَدا لِعَينِ مُحِبِّهِ
وَاللَهِ لَولا أَنَّني
وَاللَهِ لَولا أَنَّني / أَرجو اللِقا لَقَضَيتُ نَحبي
هَذا وَما فارَقتُكُم / لَكِنَّني فارَقتُ قَلبي
نَفسي الفِداء لِغائِبٍ عَن ناظِري
نَفسي الفِداء لِغائِبٍ عَن ناظِري / وَمَحَلُّهُ في القَلبِ دونَ حِجابِهِ
لَولا تَمَتُّعُ مُقلَتي بِلِقائِهِ / لَوَهَبتُها لِمُبَشِّري إِيابِهِ
لا تَحسَبَنّي لِلعُهودِ مُضَيِّعاً
لا تَحسَبَنّي لِلعُهودِ مُضَيِّعاً / حِفظي لَوُدِّكَ مَذهَبٌ لا يَذهَبُ
عِفتُ التَرَسُّلَ طامِعاً أَن نَلتَقي / فَأَبى الزَمانُ يُبيحُ لي ما أَطلُبُ
وَتَأَخَّرَت كُتُبي فَقُلتُ أَعاتِبٌ / في ذاكَ أَنتَ عَلَيَّ أَم مُتَعَتِّبُ
لا عَتبَ أَخشاهُ لِقَطعِ كِتابِكُم / وَاِسمَع فَعُذري بَعدَهُ لا يُعتَبُ
مَهما وَجَدتُكَ في الضَميرِ مُمَثِّلاً / أَبَداً تُناجيني إِلى مَن أَكتُبُ
الجَوزُ تَكسِرُهُ وَتَأكُلُ قَلبَهُ
الجَوزُ تَكسِرُهُ وَتَأكُلُ قَلبَهُ / وَالعودُ تَحرِقُهُ فَيَنفَحُ طيبُهُ
في الناسِ مَن لا يُرتَجى نَفَعٌ لَهُ / إِلّا بِضُرٍّ مِن يَدَيكَ يُصيبُهُ