القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الباقي العُمَري الكل
المجموع : 11
لي منهل عذب الموارد طيب
لي منهل عذب الموارد طيب / منه سواي مقرَّب لا يشرب
فلذا أقول وثغر قولي أشنب / ما في المناهل منهل مستعذب
الأولى منه الألذ الأطيب /
ومكانتي عن شأوها منقوصة / رتب العلا ونقولها منصوصة
ما للكمال قواعد مرصوصة / أو في الوصال مكانة مخصوصة
إلا ومنزلتي أعز وأقرب /
جافيت عيني عن مضاجع غفوها / عمن يرجى عفوه عن هفوها
ومن الليالي إذ حظيت بجفوها / وهبت لي الآمال رونق صفوها
فحلت مناهلها وطاب المشرب /
أنا كفؤ كل جميلة ووسيمة / بمكانتي إن الأحق عليمة
كم رحت مطلوبا لكل قسيمة / وغدوت مخطوبا لكل كريمة
لا يهتدي فيها اللبيب فيخطب /
قومي الذين مجرَّب تنفيسم / للكرب عمن حفهم تأنيسهم
أنا غوث أهل بطانتي ورئيسهم / أنا من رجال لا يخاف جليسهم
ريب الزمان ولا يرى ما يرهب /
للعالم العلوي عزت نسبة / بهمو وهم يوم التصادم عصبة
ولجدهم للعرض باهت تربة / قوم لهم في كل مجد رتبة
علوية وبكل جيش موكب /
جعلت لي العلياء وكرا صرحها / فملأت من طرب صيد سوحها
ودرت حمائمها فألغت نوحها / أنا بلبل الأفراح أملأ دوحها
طربا وفي العلياء باز أشهب /
أمَّا الهوى فبنوده في قبضتي / منشورة وجنوده بمعيتي
ومن التصرف إذ ظفرت ببغيتي / أضحت جيوش الحرب تحت مشيئتي
طوعا ومهما رمته لا يعزب /
أعطاني الرب الكريم عطية / دعت المطالب كلها ملغية
وبأثر ما كنت الملحَّ عشية / أصبحت لا أملا ولا أمنية
أرجو ولا موعودة أترقب /
إني أتخذت حمى الرضا لي مربضا / وسرحت في ناديه لما روِّضا
وبهمة اليعسوب جدي المرتضى / مازلت أرتع في ميادين الرضا
حتى وهبت مكانة لا توهب /
أيامنا كفرائد منظومة / في الحسن أو ديباجة مرسومة
وبنا لساعة محشر معلومة / أضحى الزمان كحلة مرقومة
تزهو ونحن لها الطراز المذهب /
بزغت ببرج عبا الرسالة خمسنا / فمحت مآثر كل نفس نفسنا
وبأفقها لما تعذر طمسنا / أفلت شموس الاولين وشمسنا
أبدا على هام العلا لا تغرب /
شقق الرسائل غير مجد نشرها
شقق الرسائل غير مجد نشرها / بيد المشوق إلى لقا أحبابه
عن طه شقق المراحل في يد / كانت أناملها خفاف ركابه
قالوا لقد حضر الحبيب وغاب عن
قالوا لقد حضر الحبيب وغاب عن / ك المرتضى وحضوره مرغوب
فأجبتهم أما الحبيب فمرتضى / عندي وأما المرتضى فحبيب
عظُمَت من اللَهِ المواهب
عظُمَت من اللَهِ المواهب / فله علينا الشكر واجب
أهلاً بمقدم غائب / آبت بأوبته المآرب
قد كان يوم قدومه / يوماً يُعدُّ من العجائب
من طالعِ الزوراءِ لا / حَ هلالُ عيدٍ كان غارب
قد كان في أوج العرا / قِ غروبُه احدى الغرائب
حتى قضى بشروقهِ / ربُّ المشارقِ والمغارب
فسَرت إلى استقبالهِ / زُمرُ المراكبِ والمواكب
وعلا الدعا لخليفةِ / الزوراء من كل الجوانب
ملك حوى الاجلالَ بال / ذات المطهرةِ المذاهِب
لا زال باهر عزّهِ / باللَهِ للاعداء غالب
لِم لا وسعد الملكِ / منه عاد للسراء خالب
فتفرَّجت كربُ القلو / ب به كما صفت المشارب
ولَكم به قَرّت عيو / ن كان عنها الغَمصُ عازب
ولكم كتابٍ قبلما / وافى تلقته كتائِب
فغدا حليّا للترا / ئب بعد ما حلَّ الحقائِب
بل ما تغرب من صنا / عةِ كفهِ بذلُ الرغائب
من لم يغب معزوفه / يوما فليسَ يُعد غائب
وافى البشيرَ بماجدٍ / يعلو المسومة السلاهب
وتقادُ بين يديه مسر / جَة النجائبِ كالجنائب
والمجدُ ليس ينال الا / بالمكارهِ والمتاعب
الصدرُ رحبٌ والجنا / نُ مشيَّع والرأى ثاقب
والقلب منه حافظ / والفِكرُ للاغراض صائب
لا عيب فيه وليس يبحثُ / عن خفياتَ المعائب
لكن نداه مقسم / بين الأباعدِ والاقارب
لا يستخفُّ وقارهُ / تحريشُ نمّامٍ مشاغب
وإذا اختبار منقبٍ / كشفَ النقابَ عن المناقب
فالحِلمُ من خير المنا / قبِ حين تُمتحَن النقائب
والحِقدَّ للصدرِ المنا / سبِ للمعالي لا يناسِب
والصفح شيمة من يرا / قِبُ قلَّ فيهِ من يقارِب
والصبرُ مقرونٌ بنصرٍ / ان نظرتَ إلى العواقب
حلوُ الأمورِ ومرُّها / سيان عند أخي التجارب
هذا ورُبَّ مخاطبٍ / أدرى وأفصحُ من مخاطب
ومن النشاطيّ الذي / بجانبه سمتِ المراتب
يرجى التسامح إذ غدا / مستوفيا اشعارَ كاتب
لا زال خادمُ بابهُ للأقب / ال والتوفيقِ صاحب
يحيى لأمراض الزمان علاجُها
يحيى لأمراض الزمان علاجُها / وبه الوزارةُ قد تكلّل تاجُها
قد جاء احنفُ إذ نأى حجّاجها / ملك به الأيامُ صحّ مزاجُها
ولها من العلل القديمة طببا /
ولمن تمرّض بالفؤاد لقد برى / قلمُ العدالةِ صحةً لما جرى
قد عمّ في انعامهِ كل الورى / فلحكمةِ فيها عليلاً ما ترى
غيرَ النسيمِ وغيرَ اجفانِ الظبا /
يحيى الوزارةُ فيه لاح سراجُها
يحيى الوزارةُ فيه لاح سراجُها / وبه الفضائل عزُّها ورواجُها
بجنابه العالي رقى معراجُها / ملكَ به الأيام صحَّ مزاجُها
ولها من العلل القديمة طببا /
من قاس كسرى في حجاه وقيصرا / رأيا فقد قاسَ الثريا بالثرى
بالحِلم ابرى كلَّ اسقامِ الورى / فلحكمة فيها عليلاً لا نرى
إلا النسيمَ وغيرَ أجفان الظِبا /
يحيى نظام الدين والدنيا معا
يحيى نظام الدين والدنيا معا / أحيا دروس العلم بعد ذهابِها
وبنى لنشر الفضل مدرسة حوت / كتبا فأوقفها على طلابها
للَه محتسبا أقام منارها / فعساه يجزى في جزيلٍ ثوابها
تلقى بها الطلاب بينَ مطالع / درر المسائلِ من خضمِّ عُبابها
ومُباحثِ ومناظرٍ ومدوِّنٍ / ومؤلّفِ ومدرسٍ بكتابها
فلذلك الفوريُّ قال مؤرّخاً / دارٌ يروج العلم داخلَ بابها
زارت حماكَ بكل بكر كاعب
زارت حماكَ بكل بكر كاعب / وبدت كبدرٍ لاح بين كواكبِ
وترنحت ورنت وأصبح صبُّها / ملقى قتيل ذوابل وقواضبِ
نثرت ذوائبها ففاح عبيرها / كالمسكِ فوق كواهل ومناكبِ
نظرت على بعد خيال رقيبها / فتحجبت من فرعها بغياهبِ
قد أحرقت كبدي بنار خدودها / سبكا فلا تطفى بدمع ساكبِ
لم أدر قبل قوامها ولحاظها / أن الردى بمعاطف وحواجبِ
لو لم يكن منها اللمى خمراً لما / خطرت وماست كالنزيف الشاربِ
ليلي طويل حالك كفروعها / وآلهفي صار كخطوِها المتقارب
أمسى الفؤادُ بشعرِها وبصدغِها / أبداً لسيعَ أساودٍ وعقاربِ
ولقد ركبت من الجياد مطهما / ينساب كالحيات بين سباسب
ألف الفلا لفُّ الفدافد بالربى / كالبرق يطوي البيد تحت الراكبِ
فكأنني من فوقه ملك ومن / وحش القفار أسير بين كواكب
أصبوا إلى نحو الحمى متلفتا / تلفا وقد ضاقت علي مذاهبي
مالي وصرف الدهر طال مطاله / عندي وأنعم لي بمنعِ مطالبي
ويهش أن هو ظل يهشِم اعظمي / أو بات ينهشني بنابٍ نوائبِ
إن رمتُ أن يطفى خرام صمائري / لم يرمها الا بصوتِ مصائبِ
سحّت وشحّت بالدموعِ وبالكرى / عيني وأولَتني بلونٍ شاحبِ
عمري مضى ما بين مذوَدِ عاذل / لذع الحشا مني وعين مراقبِ
أخطت سهام البينِ قلبي والهوى / لا زال يرميني بسهمٍ ضائبِ
أبلى النوى جسدي النحيف كأنني / قلمٌ بدا بيدي نصيف الكاتبِ
حبرٌ حلا في حبره قرطاسهُ / كالتبر لما لاح فوق ترائبِ
فسطورهُ وطروسهُ في حسنها / حاكت سماء زيّنت بكواكبِ
وكأنما أقلامه وبنانه / برقٌ سرى ما بين خمسِ سحائبِ
فلكم أفاد مروعا بيراعِه / وبكتبِه كم فل جيشَ كتائبِ
ولكم بعلم النحو أوضح منهجاً / أغنى اللبيبَ به عن ابن الحاجبِ
فطنٌ حوى من كلّ فن قلبَهُ / فكأنَّ فيه محاضرات الراغبِ
رقت لطافة شعره واستعبدَت / رِقّ ابن عبادٍ الوزيرِ الصاحبِ
لو رام نظمُ الدر في أصدافِه / وافى له بفرائدٍ وغرائبِ
أو للدراري شامَها أو شاءَها / طلعت عليه بطالع أو راغبِ
سبَكَ القريض وصاغَهُ حليا له / وبهِ ككفي عن صناعةِ كاسب
تجري القوافي تحتَ ظلِّ يراعهِ / وتظلُّ ترعاهُ بمقلةِ طالبِ
لو كان يرقى المرءُ في الشعر العلا / لعَلا على الشعري بعشرِ مراتبِ
تصبو إلى أخلاقهِ ريح الصبا / ويميلُ لطفاً كلُّ سارٍ ساربِ
حفّت به العليا فخف بحملها / وبحلمهِ أمسى كطودٍ راسبِ
ذربُ اللسان يذبُّ فيه مخاصما / واللفظُ عذبٌ كالنبات الدائبِ
ربحت تجارةُ حظِّهِ في خطهِ / وجرت سوابقهُ بسوقِ تجاربِ
لم يبتهج في الدهر في ذهبٍ ولم / يحزن على فقدان مالٍ ذاهبِ
يبدو محيّاه كبدرٍ طالعٍ / والرأي منه كالشهابِ الثاقبِ
لو قمت طولَ الدهرِ أنشدُ مدحة / بين الأنام فلم أقم بالواجبِ
ويمدحه العمري أب مؤرّخا / ترتيبُ مدحي في نصيفِ الكاتبِ
هُنّيتَ يا قاضي العرا
هُنّيتَ يا قاضي العرا / قِ المرتقى أعلى الرتب
بنوابغِ الكلم التي / فرنت بأطباقِ الذهب
قد قلت إذ ملك الشري
قد قلت إذ ملك الشري / فُ المرتجى اسنى كتاب
وغدا به مسنوعبا / لفصوله من كل باب
بكتاب استيعاب أس / ماء الهداةِ من الصحاب
حاز الشريف شرافة / واللَه من غير ارتياب
للَه درُّك يا ابن عبد البر مِن
للَه درُّك يا ابن عبد البر مِن / بحر طمى زخاره بعبابهِ
فلقد أجدتَ بما به استوعبتَ من / أسماء آل محمدٍ وصحابهِ
أنت الذي مستوعباً أصبحتَ كل / الفضلِ والإحسانِ في استيعابهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025