القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 12
نزل الحديد فكان سيفاً قاضبا
نزل الحديد فكان سيفاً قاضبا / قسم العداة مشارقاً ومغاربا
بأسٌ شديد فيه بل ومنافع / للناس فليمض المعاند هاربا
وبه الأمين عليَّ كان نزوله / فأسرَّ قلباً بالأمان وقالبا
في ليلة هي ليلة القدر التي / فيها رسول الله نال مواهبا
فأخذته بيدي اليمين حقيقة / فوجدته أمضى السيوف مضاربا
مقدار أربعة الأصابع قدره / في طول باع بالرزانة سالبا
فلذا تراني لا أحارب دائماً / هذا الورى إلا وكنت الغالبا
أما المحبة فهي قلبي والحشا / بل كل كلي لست فيه كاذبا
رعدت بها مني الضلوع وقد همى / مطر علينا قبل كان سحائبا
وملئت من أنس الوجوه ووحشة ال / عدم انقضت ولقد قضيت مآربا
ولقد أماطت لي بثينة برقعاً / عن طلعة شمسية وجلاببا
ومشت بأنواع الغلائل تنجلي / ودنت تقلب أعينا وحواجبا
وسعت إلى نحوي ولم أك غيرها / فغدوت مطلوبا ولم أك طالبا
هذا الوجود جميعه كلي بلا / شكٍّ عداةً قد حوى وحبائبا
والخلق ناراً لايزال وجنة / والأمر أنواراً غدا وغياهبا
والكل كلي ما معي غيري فلا / تتعب وكن لي في الجميع مصاحبا
وأنا الحقيقة والشريعة لا تقف / فيصير شيء منهما لك حاجبا
وافعل ولا تفعل جيمع أوامري / واترك ولا تترك لنهيي تائبا
واقعد وقم وتقاوَ واعجز إن ترم / وصلي وكن بي طالعاً أو غاربا
فأنا حقيقتك المكلفة التي / بِأَلَسْتُ قلت لها وكنت مخاطبا
رح يا أنا يا فاسد التركيبِ
رح يا أنا يا فاسد التركيبِ / يا حائلاً بيني وبين حبيبي
يا غيمة سترت ضياء الشمس عن / عين الشهود وأبعدت تقريبي
يا ليتني بك لم أكن متستراً / في زي أسود بالسوى غربيب
أنت الذي أثقلتني ومنعتني / عن أن أفوز من العلا بنصيب
مع أنك البرق اللموع من الحمى / لكن جمودك معجِمٌ تعريبي
فأنا الكثيف ومن شغفت بحبه / ذاك اللطيف عليك فهو حبيبي
جسم بليت به كليل مظلم / من حكم طبع سائق للهيب
نشأت به نفس تكامل جهلها / فخلت من التثقيف والتأديب
فكأنه وكأنها لما أبت / رشداً كنيسة راهب بصليب
لولا العناية هكذا هي لم تزل / طبق الملام ومقتضى التأنيب
لكن أنار الله مصباح الهدى / فيها بفتح للغيوب قريب
وأحالها شمساً تشعشع نورها / بعد الجمود بسرعة التقليب
والروح من أمر الإله ككوكب / دبَّ الضيا منه بغير دبيب
روح شريف حكمه متناسق / فينا بأنواع من التهذيب
وهو الذي يروي لنا خبر الحمى / وتفوح فينا منه نفحة طيب
فأنا الذي أبدو كملعة بارق / عن غيب أمر الله بالترتيب
وأنا الذي قد صرت روحاً ظاهراً / في كل هيكل سائل ومجيب
أبدا أحن إلى حقيقة منشئى / مني بقلب في الكمال منيب
والأمر أمر الله ليس لغيره / من ذاك شيء يا ذوي التقريب
عجب وما هو بالعجبْ
عجب وما هو بالعجبْ / نور بظلمته احتجبْ
شهر لشهرة أمره / رمضان وهو أخو رجب
وهو الحرام لحرمة / وجبت له مما وجب
والدهر من أسمائه / فيه المسرة والسخب
أشجاره نحن اللحا / ء لها الملائم والنجب
والموج نحن لأنه / بحر خضم ذو لجب
والله أكبر فافهموا / عجب وما هو بالعجب
لي بالحمى قوم عُرفت بصبِّهم
لي بالحمى قوم عُرفت بصبِّهم /
وإذا مرضت فصحتي في طبِّهم /
قوم كرام هائمون بربهم /
علموا بأني صادق في حبِّهم / وتحققوا صبري الجميل فعذَّبوا
يا سعد خذ عني الهوى وله فَعِي /
اعلمْ بأن القوم أهل المطلع /
حضرات وجه غائب في البرقع /
نزلوا بوادي المنحنى من أضلعي / وتمنّعوا عن مقلتي وتحجبوا
هم عند قلبي بل وقلبي عندهم /
وإذا بثثت الوجد بثوا وجدهم /
ومعي أراهم لا أفارق قصدهم /
سعدت حظوظي إذ رضوني عبدهم / والفخر لي أني إليهم أنسب
قلبي الذي في ذاتكم يتقلبُ
قلبي الذي في ذاتكم يتقلبُ /
وعلى مقام الهاشمي مهذبُ /
فلأجلِ ذا من كلِّ معنىً أطربُ /
ما في المناهل منهل مستعذبُ / الأولى فيه الألذ الأطيبُ
تأتي لسري آية منصوصة /
فتُراشُ أجنحة بها مقصوصة /
ما في الجمال ذؤابة معقوصة /
أو في الوصال مكانة مخصوصة / إلا ومنزلتي أعز وأقرب
بكر العلا منكم تزف لكفوها /
ما بين رحمتها نشأت وعفوها /
وأنا بطاعتها سموت وقفوها /
وهبت لي الأيام رونق صفوها / فحلت مناهلها وطاب المشرب
كم طلعة لي في الملاح وسيمة /
توليك من نعم لدى جسيمة /
وبدرة بيضا علقت يتيمة /
وغدوت مخطوبا لكل كريمة / لا يهتدي فيها اللبيب فيخطب
حالي به شوق الورى ورسيسهم /
من ناله منهم فذاك رئيسهم /
والسر مني للعباد أنيسهم /
انا من رجال لا يخاف جليسهم / ريب الزمان ولا يرى ما يرهب
حقت لطه المصطفى لي نسبة /
ولوارثيه من البرية صحبة /
فهم الرجال ولي إليهم قربة /
قوم لهم في كل مجد رتبة / علوية وبكل جيش موكب
أشتم هبات الغيوب وفوحها /
وأرى غناء النفس ساوى نوحها /
متحقق قلم الهبات ولوحها /
أنا بلبل الأفراح أملأ دوحها / طرباً وفي العلياء بازٌ أشهب
كل الحقائق من مدام حقيقتي /
حقت ومرجعها لأصل طريقتي /
وأنا الذي لما حفظت شريعتي /
أضحت جيوش الحب تحت مشيئتي / طوعاً ومهما رمته لا يعزب
جانبت ما أهوى وطبت طوية /
فنزلت منزلة هناك علية /
وصفوت من كل الجوانب نية /
أصبحت لا أملاً ولا أمنيةً / أرجو ولا موعودة أترقب
عن همتي العلياء قد ضاق الفضا /
لما غدوت لوصلكم متعرضا /
يا سادة فيهم على طبق القضا /
ما زلت أرتع في ميادين الرضا / حتى وهبت مكانة لا توهب
أسمو بأسرار لكم مكتومة /
ما بين أستار لنا معلومة /
كم في الورى من حالة مرسومة /
أضحى الزمان كحلة مرقومة / تزهو ونحن لها الطراز المذهب
نحن الذين يعز فيكم جنسنا /
ويطيب في أرض الحقيقة غرسنا /
لا تعرضوا عنا فهذا أنسنا /
أفلت شموس الأولين وشمسنا / أبدا على فلك العلا لا تغرب
نسب المحبة أقرب الأنسابِ
نسب المحبة أقرب الأنسابِ / خال عن الأغراض والأسبابِ
ومتى تدنست المحبة بالسوى / حجبتك عنك كسائر الحجاب
يا أيها العدم الذي هو ظاهر / بوجود غيب غائب في الغاب
خلص محبتك التي هي فيك من / دعوى الوجود تفز بفتح الباب
لا تدعي مالم يكن لك تفتضح / يوم اللقا في حضرة الأحباب
هيهات أين محبة القوم الأولى / شربوا الكؤس وخمرة الأكواب
وتعلقوا بالغيب لا بتقلق / منهم به فلهم أعز جناب
إن المحبة إن صفت فحقيقة / مكنونة فيها ألذ شراب
وبها النفوس هي القلوب تقلبت / من صحوها للمحو كالدولاب
سلمان من آل النبي بها كما / سلمان منا قالها بصواب
فتحققوا بشرابها صرفاً بلا / مزج يعيد شرابها كسراب
حقا نقول هي المحبة لا تكن / متجرداً فيها عن الآداب
والبس لها ثوب التُقى واحذر تكن / مثل النساء منقباً بنقاب
تمسي وتصبح أنت أنت ولا ترى / إلا الجمود ووقفة المرتاب
الله أكبر إننا محبوبنا / في حلة الأبدال والأقطاب
نعلو ونسفل في يدي أسمائه / من قرب تنعيم وبعد عذاب
ضلت به أمم فلم يدروا سوى / أثوابه المعدومة الأثواب
وهو المحيط بهم وإن لم يعلموا / هم في يديه تلونات خضاب
أين الحلول وكل شيء هالك / نص الحديث ونص كل كتاب
لكن عقول الجاهلين تضلهم / فيكذبون بأبلغ الكذاب
والله يعلم ما هنالك كله / فتحققوه يا أولي الألباب
لبس القميص أو القبا
لبس القميص أو القبا / من كل شيء فاختبى
قر منير طالع / نحن السحاب له الخبا
روح شريف كلنا / تصويره متحجبا
والله غيب عنه لا / يدري به لما أبى
والشمس طلعة وجهه / والعالمون به الهبا
يخفى فنظهر ثم إن / ظهر اختفينا فاعجبا
عنه البرية قد لهت / وتفرقت أيدي سبا
إن غبت عنه فإنني / من نسل أصحاب النبا
وإذا نسبت لأمره / لا أم صرت ولا أبا
وهو الجميع فإن بدا / عنا الجميع تحجبا
يا مدعي العرفان فجرك كاذبُ
يا مدعي العرفان فجرك كاذبُ / لم يدخل الوقت الذي هو واجبُ
فالنفس منك هي التي كذبت ولم / تصدق وأنت مخاطب ومخاطب
أين الصابح وأين شمسك بعده / روح تنير وليس ثم غياهب
فيضيء كونك باسم ربك كله / وتغيب عنك مشارق ومغارب
إن الحقيقة والشريعة واحد / والفرق بينهما ضلال غالب
فأقم لدين الله وجهك إنه / وجه الحبيب له هناك حبائب
واطلب وكن متوجهاً أبداً به / يحظى ويظفر بالمراد الطالب
لكن بدعواك الوجود حجبت عن / من يُدَّعى والعارفون مشارب
والله أعطانا منازل قربه / وله شكرنا والعطاء مواهب
حتى رأينا وجهه كالشمس قد / أبدى المثال بها إلينا الضارب
في جنة الخلد التي هي لم تزل / موجودة بوجود من هو صاحب
هو صاحب لك إن رحلت مسافراً / عما سواه فما سواه أجانب
طبق الذي قد قاله لك مرسل / وهو النبي عليه صلَّى الواهب
هذا الطريق الأقربُ
هذا الطريق الأقربُ / فخذوا المدامة واشربوا
وهو الوجود ونورها / كأس وأنت الغيهب
والكأس في يد من بدا / وهو المليح الأشنب
يا أيها الندمان لي / حثوا المطية واركبوا
منكم إليكم فالذي / يدري الكلام مهذب
وامشو الصراط المستقي / م إلى الحبيب لتقربوا
لا تهربوا منه تروا / منه إليه المهرب
فاز الذي يدنو وقد / خسر الذي يتجنب
يا عاذلون تحولوا / عن دربنا وتنكبوا
قلبي به متعلق / إذ ما لقلبي لولب
لا أم لي من غيره / أمد الزمان ولا أب
قام الذي يدعو إلي / ه بما يقول ويخطب
أين الذي يصغي له / ويجد فيه ويطلب
جلت معاني الغيب عن / كون يجيء ويذهب
وعن العقول وما به / أهل العقول تمذهبوا
هي جنة وجهنم / أغياره تتلهب
وجه هو الشمس التي / عن شرقنا لا تغرب
يتلو مقالة أينما / ولّوا فلا تتهيبوا
نحن الذين به له / جئنا وعز المطالب
الله أكبر هكذا / أحد هناك فيسلب
هو مؤمن لكنه / عنا بنا متحجب
وبه نلوح ونختفي / برق يرفرف خلب
الله أكبر هكذا / هو واللبيب يجرب
يا صاحب الجهل المركَّبْ
يا صاحب الجهل المركَّبْ / وبجهله عني تنكَّبْ
لم يدرني ويظنني / أنا مثله وعلى هكَّبْ
أخفت كمالي ناره / عنه فدخن لي وعكَّبْ
وبزعمه حرنا على الد / دمع قطَّرَهُ وسكَّبْ
لا والذي هو عالم / بي كل ذا زورٌ تركَّبْ
يدري وينكر حالتي / وعلي بالطغيان وكَّبْ
يا مرحبا يا مرحبا يا مرحبا
يا مرحبا يا مرحبا يا مرحبا / هذا الحبيب أتى وكان مغيَّبا
فتبينت أنواره في ذاتنا / لمَّا فنينا فيه وانكشف الخبا
صبغت إرادته الخلائق كلهم / بوجوده لما تجلى في القبا
يا طالما قد كان عنا غائبا / فينا ولم نشعر به فأتى النبا
هذا المليح وهذه أوصافه / كم أطلعت منه لقلبي كوكبا
وسرى نسيم الروح في أحشائنا / فأمالنا طرباً كأغصان الربا
وبه انجمعنا يوم جمعة وصله / وتفرقت أحزاننا أيدي سبا
وهو الذي عنا أزال غياهبا / منها وبالنور المبين لنا نبا
لا نستطيع نراه وهو الشمس في / إشراقه وجميعنا فيه الهبا
جلت معالم ذاته عن دركنا / وإن استذيب العقل فيه تقربا
وتبارك الله الذي هو واحد / أحد إليه كل ذي قلب صبا
بجلاله فتن العقول وفاتن / بجماله كل الحواس تحببا
نحن المراتب بالوجود مرتبَهْ
نحن المراتب بالوجود مرتبَهْ / أزلاً وما أقصى الوجود وأقربَهْ
إذ لا سواه وما سواه جميعه / إلا الشئون له به متغلبه
هي هكذا أزلاً لنا من غيرها / جعْلٌ له والجعلُ منه له هِبَهْ
والجعل فيض وجوده ووجوده / ما فاض لكن للتوهم مرتبه
إن الوجود عن المواد مجرد / وله المواد تقدرت مترتبه
وهو الذي يبدو بها وهي التي / تبدو به موجودة متقلبه
توحيدنا تمييزه عنها به / وإذا تميز فهي عنه مغيبه
نزِّهْهُ عن كل الشئون مشبهاً / وانفِ التشبه فالتنزه لا شبه
هو في الشئون مشبه ومنزه / دون الشئون وذاته مستغربه
كن في الوجود محققاً واحي به / إن الوجود به الحياة الطيبه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025