المجموع : 4
هل في الملوك لنَيْل كُلِّ طلاب
هل في الملوك لنَيْل كُلِّ طلاب / غيرُ المليك الصالح الوهّاب
مَلكٌ تخيّرَ للمواكب والوغى / غرَ الخيول كريمةَ الأنساب
إمّا كميتاً قد بَدا ذا غُرَّةٍ / مثلَ الكُميت الصرف ذات حُباب
أَو أَدهماً قَرَنَ الحجولَ بغُرَّةٍ / كالصُّبْح في ذيل الدجى المنجاب
وكأنّما حَلَكُ السّواد بجسْمه / فوقَ البياض قَصيرةُ الأهداب
أَو أَشقراً يَحكي الهلالَ جبينهُ / لمّا حكى شَفَقاً بلون إهاب
أَو أَشهباً يَنْقَضُّ إثرَ مُحاربٍ / في ليل نَقعٍ كانقضاض شهاب
أَو أَبلقاً راقَ العيونَ بمنظَرٍ / كالبرق يبدو من خلال سحاب
من معشَرٍ رَكبوا الجيادَ وَغُيبوا / بينَ القنا فحكوا أُسودَ الغاب
وإذا امتطى يومَ الجلاد طمرّةً / بارى خيولَ العُجم والأعراب
وأتى بأجدلَ للرياح هبوبُه / حُضراً لوَشْك مَجيئةٍ وَذَهاب
ذو أربعٍ مثلُ الرَياح تحمّلَتْ / بُرجاُ رُكزْنَ على متون قعاب
بمولَك الأذُنين تَحْسَبُ أنّه / أصغى وأطرقَ لاستماع خطاب
مُتناسب في الخَلق منسوب إلى / أبناء أعوجَ أو إلى البَواب
أو لاحقٍ أو ذي الوسوم وزاملٍ / وجميرةٍ والورد والأعراب
لا بَل أجَل من السّميدَع مَحتداً / أو ذي العقال وَوُزَّلٍ وَحَلاب
وابن النّعامة والقُرَيط وحومَلٍ / وعَرادة أو نخلةٍ وَنَصاب
والجون واليعسوب والهطال وال / طيّار والخطّار والسّكاب
وَقسام واليحموم والورهاء وال / شقراء والغبراء والقصّاب
يبتز زادَ الركب حسنُ شياته / ويفوقُ وَصفَ هَراوة الأَعراب
كالأشهب المكّيِّ وهو يفوقُ في / حُسنٍ صواحبَ هذه الأَلقاب
عُرٍْف كَفْرخ الأثَل تحتَ حمامَة / وَكنَتَ وَرَدْف كالكثيب الرابي
وانظر به شمساً على قَمَرَ له / فَلَك يدورُ بأنجم الأطلاب
ويكادُ يَسبقُ ظلّهُ ويسيلُ من / حَقْويه من زَهوٍ ومن إعجاب
قَمَر حوافرُهُ تُريكَ أَهلّةً / وَتخالُهُ في البيد لَمْعَ سراب
أَو كالأبي بكريِّ بكرُ محاسنٍ / بمعاطف كالخيزران قطاب
فالأَصفرُ الحبشي لاح مُضَمّخاً / ورساً ولاثَ المسك فوق نقاب
وسلامة جوَاب كُلِّ تنوفَةٍ / حذرَ السّلامة للفتى الجوَّاب
والعيسَويَ طوى الحجازَ مفاوزاً / وسباسباً سبقاً كَطَيِّ كتاب
هذي العِتاقُ إذا تُعَدُّ وَرُبّما / أَعْيَتْ أُصولاً نُسبةَ النُّسّاب
وإذا تُقادُ جَنائباً فاستَجلها / كعرائسٍ بضَفائر الأذنابِ
مرحاً بأصيَدَ لا يشَق غُبارُهُ / ليثٍ هزَبْرٍ أغلبٍ وَثّاب
يرمي العدا بِقسيّهِ وَلَرُبّمَا / جازَتْ سوابِقهُ مدى النُّشّابِ
في خيمةٍ كالشمس إلاَ أنهّا
في خيمةٍ كالشمس إلاَ أنهّا / مَدَّتْ أشعّتها مَن الأطنابِ
لا كانَ بقٌّ بِتُّ ذا أرَقٍ
لا كانَ بقٌّ بِتُّ ذا أرَقٍ / مِنهُ وَمِنْ مُتَسَعِّر الحُبِّ
وكأنّهُ في شَكْلِه شَرَرٌ / مُتَناثرٌ للّذْعِ من قَلبي
وَلَقَدْ رَكبت منَ الحميرِ مكمّداً
وَلَقَدْ رَكبت منَ الحميرِ مكمّداً / مَكراً بطيّاَ للحرانِ مصاحبا
رِجلايَ في جَنْبَيْهِ منذُ رَكبتُهُ / لَنْ يَفْتَرا فَغَدَوتُ أمشي راكبا
عَجبتُ وشان الحب غير عجبِ / إذا ماتَ بالأشواقِ كلُّ غريبِ
تَباعَدتِ الأجسامَ منا وإنَسنا / لنا جامعٌ منْ رَويةٍ وقلوبِ
لَنا كل يومِ منزلٌ تُربةُ النوى / وَقُرب خَليلٍ وَهْوَ غيرُ قريَبِ
أُفارقُ خلاً بعدَ خلٍّ كأنّني / أُفارقُ نجلي أَو أَخي وَنَسيبي
كأنيَ من كلِّ البلادِ فَمَدْمَعي / علَى كل بادٍ أَو فراقِ حبيب
على أَنّني لولا اغترابي لم أَطبْ / وما عاقلٌ في بَلدةٍ بغريبِ