القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 12
لو ذُقْتَ حين عَتَبتَ أَيْسرَ حُبِّه
لو ذُقْتَ حين عَتَبتَ أَيْسرَ حُبِّه / لَعلِمتَ حُلْوَ غرامِه من صابِه
ومن البليةِ أنْ يلومَ أخا الهوى / مَن ليس يعلمُ سهلَه من صَعْبِه
ما أنت منه إذا تَطاولَ ليلُه / قَلَقا ولَجَّتْ مُقْلَتاه بِشُهْبِه
وثمِلت من كأس الهوى ويدُ الهوى / تسقى جوارحَه بميَسم كَرْبِه
أنا بعضُ من سَبَتِ اللِّحاظُ فؤادَه / فسَرَى ولم يَحْفِل بلأمِة حَرْبه
يا ساكني مصرٍ أمَا من رحمةٍ / لمتيَّمٍ ذهبَ الغرامُ بلُبِّه
أمِن المروءةِ أن يزورَ بلادكم / مثلى ويرجعَ مُعْدِما من قلبه
بي منكمُ خَنِثُ الجفون يَشوبُها / خَفَرٌ أَقام قيامَة المُتَنبِّه
ماء يموجُ به النعيم لطافةً / لولا غِلالتُه لفُزْتُ بشُرْبه
يبدو فتستحلى العيونُ مَذاقَه / نَظَرا وتحترق القلوب بحبه
صَلِف تَوقَّفت المطامعُ دونَه / فالشمسُ أيسرُ مَطْلَبا من قُربْه
مَنْ راحِمٌ من عاصِمٌ من حاكِم / فيه فيُنصِفَ ذِلَّتي من عُجْبه
ولقد عزمتُ على السلوِّ مصمِّما / فإذا الجوانحُ كلها من حِزْبِه
وإذا هَواهُ أحاط بي فكأنني / فيه على التحريرِ نُقْطةُ قُطبِه
يا مَنْ يغطِّى شَيْبَه
يا مَنْ يغطِّى شَيْبَه / بُمحالِ تَزْويرِ الخِضابْ
ويظنُّ أن الناس عن / إدراكِ ذلك في حِجابْ
إن كان فِقْدانُ الشبا / ب من المُصيبات الصِّعاب
فزَوالُ عقِلك بالجنو / ن أشدُّ من عُدْم الشباب
ما أَغدرَ الدنيا وليس لغَدْرِها
ما أَغدرَ الدنيا وليس لغَدْرِها / أَثَرٌ يُقصِّر من لَجاجِة طالبِ
شَمْطاءُ تقتل بَعْلَها وفِعالها / مما يَزيد بها غَرامَ الخاطِب
أَقْصاهُ جَوْرُ البَيْنِ عن أحبابِهِ
أَقْصاهُ جَوْرُ البَيْنِ عن أحبابِهِ / وزَمانِه وبلادِه وشَبابِه
فبكى وما يغنى البكاء وإنما / هي روحه تَنْهلُّ في تسْكابِه
إن كان دمعُ العينِ راحةَ غيرِه / فدموعُه سببٌ لفَرْط غذابِه
دمعٌ كَواه لأن نارَ جَنانِه / سَبكتْه والعَبراتُ بعضُ مُذابه
يا هل إلى الأِسكندريةِ أَوْبَةٌ / فيُسَرّ قبلَ مَماتِه بإيابه
فَيرى مكان شَبابِه ونِصابه / وحُبَابه وصِحابه وعُبابه
حيثُ النسيمُ الساحليُّ يَزوره / ونَدى رياضِ الرمل عِطْرُ ثيابِه
وَشَفت ثَنايا الثَّغر أفواه الصَّبا / أُصُلا وَبرَّدها الندى برضابه
حتى يَشُقَّ شَقيقه أكمامَه / والأُقْحوانُ يَحُطُّ ثِنْى نِقابه
ويُجمِّش الرَّيحانَ راحُ رياحِه / فيَشُوقُ منه ما يُحدِّثُنا به
نِعْمَ المَحلُّ ونعم مُرْتَبَعٌ به / يَجْلُو جَنانَ الصَّبِّ من أَوْصابه
أَسَفي على ذاك الزمانِ لَوَ أَنّه / بالصَّخرِ فَتَّتَ منه صُمَّ صِلابه
يا ليتَني أَحْظى بشَمِّ نسيمِه / وبديعِ منظره وَلَثْم تُرابه
ويُعِلُّني ذاك الخليجُ بشَرْبةٍ / سِيما إذا انْتَسَجتْ دُروعُ حَبابه
وصَفا وراق وعاد مَدُّ زُلالِه / كالسيف جُرِّد من خِلال قِرابه
فكأنَّه والريحُ تَنْقُش مَتْنَه / حِرْزٌ عليه يُدَقُّ خَطُّ كِتابه
كالمِبْرد المنقوش نَقْشاً خَفَّفت / آثارَ مَوْقِعه يَدا ضُرَّابه
كضَفيرة الْخَوّاص أَمْكَنه لها / سَعَفٌ ضَفا فأرَقَّ ضَفْرَ لُبابه
حيثُ الغصونُ روَاقِصٌ وَيَمامُها / يَشْدوُ لطيبِ الزَّمْرِ من دُولابه
نَعرت نَواعيرُ المياهِ وأُتْرِعت / تلك التِّراعُ وفُضّ فَيْض عُبابه
حتى تُجرِّد سَيْفَه أَسيافُها / بجداولٍ جُدِّلْن في أعشابه
ياثالثَ القَمريْن حَسْبُك أنني
ياثالثَ القَمريْن حَسْبُك أنني / أصبحتُ ثالث عاذلٍ ورقيبِ
إن كان قد حَجَبوك دونَ زيارتي / فامتُن بطيفٍ ليس بالمحجوب
واللهِ ما آسَى لأعْظمِ فائتٍ / إنْ كنتَ من قِبَلِ الزمان نصيبي
مالي بخِلتُ بكم كبُخلِ زمانِنا / للأَفْضَلِ المُحْيِي الوَرَى بضَريبِ
وسمحتمُ بي معْ صحيحِ مودتي / كسَماحِه للناسِ بالموهوب
ماذا يقول المادحو
ماذا يقول المادحو / نَ وأنت مُخترع الغَرائبْ
أعْجزتَ كلَّ فضيلةٍ / حتى تَعجَّبتِ العَجائب
ووهبتَ أهلَ الأرضِ حَ / تى لم تجدْ في الخلقِ طالب
وفَضَحتَ فضلَ السابِقي / ن فصار مَدْحهمُ مَثالب
فُقْتَ الكواكبَ ضِعْف ما / فاقت على الأرضِ الكواكب
فنِهاية العَلْياءِ أنْ / زلُ ما علوتَ منَ المَراتب
وإذا أَشرتَ بعَزْمةٍ / ضاقتْ على الدهرِ المذَاهب
وإذا دَنوتَ من الوَغَى / فالموتُ أَجْزعُ من تُحارب
وإذا الملوكُ تَفاخرَتْ / برفيع أَقْدارِ المَناصب
فلِعَبْدِ عبدِكَ فيهمُ / فَخْرُ الأسودِ على الثعالب
قالوا مَحَا الجُدريُّ بهجتَه
قالوا مَحَا الجُدريُّ بهجتَه / قَسَما بربِّ مِنىً لقد كَذَبوا
لكنْ صفَتْ صهباءُ وَجْنتِه / لونا فجَمَّلَ صَفْوَها الحبب
رحلوا فلولا أنني
رحلوا فلولا أنني / أرجو الإيابَ قَضَيتُ نَحْبِي
واللهِ ما فارقتُهم / لكنني فارقتُ قلبي
جاء الرسولُ لعَبْدِه بكِتابِه
جاء الرسولُ لعَبْدِه بكِتابِه / فيه لطائفُ لَوْمِه وعِتابِهِ
فقرأتُ مُودَعه ففَتَّح لفظُه / معنىً كزَهْرِ الروضِ غِبَّ سَحابه
أقسمتُ لو أخفَى الرسولُ مكانَه / لَسَرىَ النسيمُ بعَرْفِه فوَشَى به
الروض في قِرْطاسه والمِسْك في / أنفاسه والسِّحْر في آدابه
كالأمنِ للملهوف من أعدائه / والوَصْلِ للمهجور من أحبابه
كالنوم بين جفون من فقد الكرى / سَهَرا لما يلقاه من أَوْصابه
لَفْظٌ لو اجتمع الخَليقةُ كلُّها / في واحدٍ أَعْياه ردُّ جَوابه
لو مَرَّ بالكِنْدِىِّ أَيْسَرُ لفظةٍ / من شِعْره لَثم التراب ببابه
مَنْ ذا يُجارِى البحرَ في تياره / مَن ذا يزور اللَّيْثَ داخلَ غابه
جُرمْى أقلُّ وإنْ تَعاظَمَ كَثْرةً / من أن يُغيِّر سيدي عن دابِه
يا سادةً حازُوا المَنا
يا سادةً حازُوا المَنا / صبْ والمَراتب والمَناقبْ
وتَحصَّنوا بالمكرما / تِ من المَعايب والمَثالب
فاقوا البريةَ مثلما / فاقت على التُّرْبِ الكواكب
لا تحسبوا أني جهل / تُ الحكم في سُنن الجذائب
فلها شروطٌ كلُّ شر / طٍ شائع في الناس دائب
طورا تكون بسكّرٍ / في اللوز تحت الدهن راسب
زهراءُ قد ستر الزجا / ج شعاعها من كل جانب
والطيبُ يُفشِى سِرَّها / بين الأباعد والأقارب
والرتبة الوسطى يٌقَدِّ / مها تَبابعةٌ وحاجب
مثل الخروف وجامة ال / حلواء تأتي في العواقب
ولربما جاءَت بجَدْ / يٍ أو بجنبٍ عنه نائب
وأقلَّ ما تأتي إذا / حضرتْ بعصيانٍ أطايب
إلا جذابتَنا فقد / جاءت مخالفةَ المذاهب
لم نتخذ في وقتها / شيئاً سوى الأُشْنان صاحب
فكُلوا فليس بحازمٍ / من باع موجودا بغائب
فلنا حديث باطن / لم تعلموه من الغرائب
مولاىَ قد وَصَلَ الكتابْ
مولاىَ قد وَصَلَ الكتابْ / كالرَّوض دَبَّجه السَّحابْ
كالعز وافَقه الغنى / والحسن وافقه الشباب
يُنبِي عنِ الودّ الذي / لا يَسْتحيل ولا يُشاب
وحلاوةِ العَتْب الذي / تحكي حلاوته الرضاب
عتبٌ يحث على الذنو / ب لكي يكون له إياب
مَلَك القلوب فما لها / عن سحر موقعه حجاب
وَصَل الكتابُ فكان موقعُ قُرْبِه
وَصَل الكتابُ فكان موقعُ قُرْبِه / مني مواقعَ أَوْجُهِ الأحبابِ
فكأنه أهدى أَجلَّ مآربي / حتى لقاءَك ثم عصرَ شبابي
وقرأتُه وفهمتُ ما فيه فيا / لله ما يَحْوِيهِ من آداب
فجزالةُ العلماءِ في أثنائه / ممزوجةٌ بحلاوةِ الكتّاب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025