المجموع : 12
بدرٌ تقنَّعَ بِالظلا
بدرٌ تقنَّعَ بِالظلا / مِ على قضيبٍ في كثيبِ
تدعو محاسنُه القلو / بَ إلى مشافهةِ الذُّنوبِ
لعبتْ بمشيتِهِ الشما / لُ فجنبتهُ إلى الجنوبِ
فعلتْ به ريحُ الصَّبا / ما ليس تفعلُ بِالقَضيبِ
عَلِقَتْ ركائبُ حسنه / بعقولِنا عندَ المَغيبِ
وتظلَّمت وجناتُنا / بيد الدُّموع من النَّحيبِ
وكأَنَّما تَشْويشُنا / تشويشُ ألفاظِ المريبِ
تَثنيه من تيهٍ به / أيدي الدلال بلا هُبوبِ
فكأَنَّها وكأَنَّه / إِن لاحظتْ عينُ الأريبِ
قُبَلُ الرِّضا قَد نالَها ال / مَهجورُ مِن وَصْلِ الحَبيبِ
يا بَدرُ بِالبَدرِ الَّذي / أطلعتَ من فَلك الجيوبِ
وبِعقربِ الصُّدغِ الذي / زَرْفَنْتَ من حُسْنٍ وطيبِ
تَرْعى وما استرعَيْتُها / ثَمَر القلوبِ بِلا دبيبِ
هَبْ لي مَزارَك في الكَرى / كيما أَراكَ بلا رقيبِ
مازال يشربُ شبهَ ما
مازال يشربُ شبهَ ما / في وَجنتيهِ مِنَ اللهيبِ
حتى انثَنى وَكأَنَّما / في كأسِهِ قبلَ المغيبِ
بدرٌ يُقبِّلُ عارضاً / لِلشمسِ في وقت الغُروبِ
ساروا وما عاجوا عليكَ بنظرةٍ
ساروا وما عاجوا عليكَ بنظرةٍ / اللَهُ يحفظ مَنْ جَفاك ويصحبُ
ليس التعجُّبُ من بكاكَ لفقدهِمْ / لكنْ بقاكَ مع التفرق أَعجبُ
وإِذا النميمَةُ للرياحِ جَرَتْ
وإِذا النميمَةُ للرياحِ جَرَتْ / ما بينهنَّ لموعدٍ حربا
جذَّتْ أُصول فروعها وتواصلتْ / أَغصانها لنسيمها حبَّا
وبدا وصالُهما لأَنهما / لا يملكان لفُرْقَةٍ قلبا
فكأَنَّما عشق الفراقُ دنوَّهُ / لبعادِهِ من قربها قربا
صبٌّ بحسنِ متيمٍ صبِّ
صبٌّ بحسنِ متيمٍ صبِّ / حُبّيهِ فوق نهايةِ الحبِّ
أَشكو إِليه جورَ مقلته / فيقولُ موتُك أَيْسرُ الخَطْبِ
فإِذا نظرتُ إِلى محاسنهِ / أَخْرَجْتُه عُطْلاً من الذَّنْبِ
أَدمَيْتُ بِاللحَظاتِ وَجْنَتَهُ / فَاقتصَّ ناظرُهُ مِنَ القَلْبِ
يا من أَقامَ قيامتي بصدودِهِ
يا من أَقامَ قيامتي بصدودِهِ / الجسمُ ينحل والفؤادُ يذوبُ
أَسقَمتَني فلقيتُ منْ طولِ الضَّنا / ما لا يُقاسي بعضَهُ أيُّوبُ
وبَكيتُ من جَزَعٍ عليكَ بحُرقَةٍ / أَسفاً عليكَ كما بكى يَعْقُوبُ
أَبدى هواهُ ولم يَزَلْ محجوبا
أَبدى هواهُ ولم يَزَلْ محجوبا / دمعٌ غدا في خدِّهِ مسكوبا
بانَ الحبيبُ فبانَ عنه صبرُهُ / بعد الحبيبِ وما رأى محبوبا
سكنَ الجوى والشوقُ بينَ جَوانحي / وغَدا الكرى في مقلتيَّ غريبا
إِنِّي لتفعلُ بي لوا
إِنِّي لتفعلُ بي لوا / حِظُ مقلةِ الرَّشَأ الرَّبيبِ
فعلَ الخناجرِ بالحنا / جِرِ عندَ مُعتركِ الحروبِ
أَو فعلَ توبةِ مخلصٍ / في مَحْوِ أَوْزارِ الذنوبِ
بهواكَ إِذ قالَ الهوى
بهواكَ إِذ قالَ الهوى / لجوارحي بِهَواهُ ذوبي
ثمَّ اجْهدي أَنْ تحسني / فإِذا أَسأْتِ فلا تتوبي
قالت فبِالوَجْدِ الَّذي / أَذْهبتهُ بدمِ القلوبِ
وبِقلَّة الصَّبر البري / ءِ وكثرة الشوقِ المريبِ
أَلِأَيِّ شيءٍ قلتَ لِلش / شَكوى وقد خرسَتْ أَجيبي
يا منْ سَقامُ جفونهِ
يا منْ سَقامُ جفونهِ / لسقامِ عاشقهِ طبيبُ
حُزْتَ المودَّة فاستَوى / عِندي حضورُك والمَغيبُ
كُنْ كيفَ شِئتَ من البِعا / دِ فأَنتَ من قلبي قَريبُ
يارُبَّ مَصلوبٍ عَلَى جِذْعٍ لهُ
يارُبَّ مَصلوبٍ عَلَى جِذْعٍ لهُ / شَبَهُ المحبِّ إِذا رأَى أَحبابَهُ
أَوْ كالطَّروبِ بمجلسٍ غنّى لهُ / صوتٌ فَمَزَّقَ بِاليَدَيْنِ ثيابَهُ
وَمِنَ البَلِيَّةِ أَنَّني بِكَ مُغْرَمٌ
وَمِنَ البَلِيَّةِ أَنَّني بِكَ مُغْرَمٌ / دَنِفٌ وَأَنَّكَ مُعْرِضٌ مُتَجَنِّبُ
هَرَبي إِلى الإِنْصافِ مِن خَوْفِ النَّوى / وإِليْكَ مِنْكَ وَمِنْ فِراقِكَ أَهْرُبُ