القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 32
بالغتَ في شجني وفي تعذيبي
بالغتَ في شجني وفي تعذيبي / ومعَ الأذى أفديكَ من محبوب
يا قاسياً هلاَّ تعلم قلبهُ / لينَ الصبا من جسمهِ المشروب
آهاً لوردٍ فوقَ خدِّك أحمر / لو أنَّ ذاك الوردَ كانَ نصيبي
ولواحظٌ ترِثُ الملاحةَ في الظبا / إرثَ السماحةِ في بني أيوب
فتحت بنو أيوبَ أبوابَ الرجا / وأتتْ بحارهمو بكلِّ عجيب
وبملكهم رفعَ الهدى أعلامهُ / وحمى سرادِقَ بيتهِ المنصوب
وإلى عمادهُم انتهتْ علياؤُهم / وإلى العلاء قد انتهتْ لنجيب
ملكٌ بأدنى سطوِه ونوَاله / أنسى ندى هرمٍ وبأسَ شبيب
الجود ملءُ والعلم ملء / مسامع والعز ملءُ قلوب
ألِفت بأنبوبِ اليراعةِ والقنا / يمناهُ يومَ ندًى ويومَ حروب
فإذا نظرتَ وجدتَ أرزاقَ الورى / ودمَ العداةِ يفيضُ من أنبوب
كم مدحةٍ لي صغتها وأثابها / فزَهتْ على التفضيضِ والتذهيب
وتعوَّدت في كلِّ مصرٍ عنده / مرعى يقابل جدبها بخصيب
يا رُبَّ بشرٍ منه طائيَّ الندى / يلقى مدائحاً لقاء حبيب
تجني لواحِظه عليَّ وتعتب
تجني لواحِظه عليَّ وتعتب / بالروح يفدَى الظالم المتغضب
آهاً له ذهبيّ خدٍّ مشرقٍ / ما دونه لعديم لُب مذهب
متلوِّن الأخلاق مثل مدامِعي / والقلبُ مثل خدوده ملتهِب
يعطو كما يعطو الغزال لعاشقٍ / ويروغ عنه كما يروغ الثعلب
تفَّاح خدَّيه بقتلي شامتٌ / فلأجل ذا يلقاكَ وهو مخضب
لي في الأماني في لماهُ وخدِّهِ / في كلِّ يومٍ منزهٌ أو مشرب
أأروم عنه رضاع كأس مسلياً / لا أم لي إن كان ذاك ولا أب
لا فرق عندي بين وصف رضابه / ومدامه إلا الحلالُ الطيب
وا صبوتي بشذا لماهُ كأنَّه / نفسٌ لمادح آل شادٍ مطرب
الشائدين الملك بالهمم التي / وقف السهى ساهٍ لها يتعجب
والقابلين بجودِهم سِلعَ الثنا / فإلى سوى أبوابهِم لا تجلب
والمالكين رقابَنا بصنائعٍ / سبقت مطامعنا فليست ترقب
جادت ثرى الملك المؤيد ديمةٌ / وطفاءُ مثل نوالِه تتصبب
ورعى المقامَ الأفضليَّ بمدحه / فضلٌ يشرِّق ذكره ويغرِّب
ملك الندى والبأس إمَّا ضيغمٌ / دامي البواتر أو غمام صيب
وأبيه ما للسحب مثل بنانه / وانظر إليها إذ تغيض وتنضب
ما سمِّيت بالسحبِ إلاَّ أنَّها / في أُفقها من خجلةٍ تتسحب
للهِ فضلُ محمدٍ ماذا على / أقلامِنا تملي علاهُ وتكتب
ذهبت بنو شادِي الملوك وأقبلتْ / أيَّامهُ فكأنَّهم لم يذهبُوا
للعلم والنَّعماءِ في أبوابِهِ / للطالبينَ مطالبٌ لا تحجب
واللهِ ما ندري إذا ما فاتَنا / طلبٌ إليكَ من الذي يُتطلَّب
يا أيُّها الملكُ العريقُ فخارهُ / وأجلُّ من يحمي حماهُ ويُرهب
إنِّي لمادِحُ ملككم وشبيبتي / تزهو وها أنا والشباب منكّب
ولبست أنعمهُ القشيبةَ والصبى / فسلبتُ ذاكَ وهذهِ لا تُسلب
خذ من ثنائي كالعقودِ محبباً / إنَّ الثناءَ إلى الكريمِ محبَّب
من كلِّ مقبلةِ النظامِ لمثلِها / نظمُ الوليدِ أبي عُبيدةَ أشيب
نادَتْ معانِيها وقد عارضنه / عرضتنا أصلاً فقلنا الرَّبرَب
عطفت كأمثالِ القسيّ حواجباً
عطفت كأمثالِ القسيّ حواجباً / فرَمت غداةَ البين قلباً واجِبا
بلواحظٍ يرفعنَ جفناً كاسِراً / فتثيرُ في الأحشاءِ همًّا ناصِبا
ومعاطفٍ كالماءِ تحتَ ذوائبٍ / فأعجب لهنَّ جوامداً وذوائِبا
سود الغدائرِ قد تعقربَ بعضها / ومن الأقاربِ ما يكونُ عقارِبا
من كلِّ ماردةِ الهوى مصريَّةٍ / لم تخشَ من شهبِ الدموعِ ثواقبا
لم يكف أن شرعتْ رماح قدودِها / حتَّى عقدنا على الرِّماحِ عصائِبا
أفدي قضيبَ معاطفٍ ميَّادةٍ / تجلو عليَّ من اللواحظِ قاضِبا
كانتْ تساعدُني عليه شبيبتي / حتَّى نأتْ فنأى وأعرَض جانِبا
وإذا الفتى قطعَ السنينُ عدِيدةً / شابَ الحياةَ فظلَّ يدعى شائِبا
يا أختَ أقمارِ السماءِ محاسناً / والشمسِ نوراً والنجومِ مناسبا
إذا كابدت كبدي عليكِ مهالكاً / فلقد فتحت من الدموعِ مطالِبا
كالتبرِ سيَّالاً فلا أدري بهِ / جفني المسهد سابكاً أم ساكِبا
كاتمتُ أشجاني وحسبِي بالبُكا / في صفحِ خدِّي للعواذِلِ كاتبا
دَمعي مجيبٌ حالتي مستخبراً / للهِ دمعاً سائلاً ومجاوبا
وعواذِلي عابُوا عليَّ صبابتِي / وكفاهُم جهلُ الصبابةِ عائبا
ما حسن يوسف عنك بالناي ولا / دمُ مهجتِي بقميصِ خدِّك كاذبا
بأبي الخدودَ العارياتِ من البكى / اللاَّبساتِ من الحريرِ جلاببا
النابتاتِ بأرضِ مصرَ أزاهراً / والزاهرات بأرض مصرَ كواكِبا
آهاً لمصرَ وأينَ مصرُ وكيف لي / بديارِ مصرَ مراتِعاً وملاعِبا
حيثُ الشبيبةُ والحبيبةُ والوفا / في الأعربينِ مشارِباً وأصاحِبا
والطرفُ يركعُ في مشاهدِ أوجهٍ / عقدت بها طرر الشعورِ محارِبا
والدهرُ سلمٌ كيفَ ما حاولتهُ / لا مثل دهري في دمشق محارِبا
هيهات يقربني الزمان أذًى وقد / بلغت شكايتي العلاءَ الصاحِبا
أعلا الورى همماً وأعدلَ سيرةً / وأعزّ منتصراً وأمنعَ جانِبا
مرآة فضلِ الله والقوم الأولى / ملأوا الزمانَ محامِداً ومناقِبا
الحافظينَ ممالكاً وشرائِعاً / والشارعين مهابةً ومواهِبا
لا يأتلي منهم إمامُ سيادةٍ / من أن يبذّ النيراتِ مراتِبا
إمَّا بخطَّيّ اليراعِ إذا الفتى / في السلمِ أو في الحربِ يغدو كاتِبا
فإذا سخا ملأَ الديارَ عوارِفاً / وإذا غزا ملأَ القفارَ كتائِبا
فإذا استهلَّ بنفسه وبقومهِ / عدَّ المفاخرَ وارِثاً أو كاسِبا
أبقوا عليَّ وقوَّضوا فحسبتهم / وحسبتُه سيلاً طما وسحائِبا
ذو الفضل قد دُعيت رواةُ فخاره / في الخافقينِ دعاءَها المتناسِبا
فالبيتُ يدعى عامِراً والمجدُ يد / عى ثابِتاً والمالُ يدعى السائِبا
ما رحّبتهُ القائلون مدائِحاً / إلاَّ وقد شملَ الأكفَّ رغائِبا
نعم المجدِّدُ في الهوى أقلامهُ / أيَّام ذو الأقلامِ يدعى حاطِبا
تخِذَ المكارِمَ مذهباً لما رأى / للناسِ فيما يعشقون مذاهِبا
وحياطةَ الملكِ العقيمِ وظيفةً / ومطالعَ الشرفِ المؤيدِ راتِبا
والعدلَ حكماً كادَ أن لا يغتدِي / زيدُ النحاة به لعمرٍو ضارِبا
والفضل لو سكتَ الورى لاسْتنطقت / غرَرُ الثنا حقباً به وحقائِبا
واللفظ بين إناءةٍ وإفادةٍ / قسمَ الزمانُ فليسَ يعدَمُ طالِبا
وعرائس الأقلام واطربي بها / سودَ المحابرِ للقلوبِ سوالِبا
المنهبات عيوننَا وقلوبَنا / وجناتهنَّ الناهبات الناهِبا
سحَّارة تحكي كعوبَ الرمحِ في / رَوعٍ وتحكي في السرورِ كواعِبا
لا تسألن عن طبّها متأمِّلاً / واسأل به دونَ الملوكِ تجارِبا
يا حافظاً مُلك الهدَى كتَّابهُ / سرَّت صحائفها المليكَ الكاتِبا
يا سابقاً لمدى العلى بعزائمٍ / تسري الصَّبا من خلفهنَّ جنائِبا
يا فاتحاً لي في الورى من عطفهِ / باباً فما آسى على إغلاقِ با
يا من تملكني الخمولُ فردَّهُ / بسلاحِ أحرفهِ فولَّى هارِبا
يا معتقاً رقِّي وباعثَ كتبه / للهِ درُّكَ معتقاً ومكاتِبا
يا غارِساً منِّي نباتَ مدائحٍ / من مثلهِ يُجنى الثمار غرائِبا
إن ناسبت مدحِي معاليكَ التي / شرُفت فإنَّ لكلِّ سوقٍ جالِبا
أهدي المديحَ على الحقيقةِ كاملاً / لكمو وأهدِي للوَرى متقارِبا
دمعي عليكَ مجانسٌ قلبي
دمعي عليكَ مجانسٌ قلبي / فانظرْ على الحالينِ للصب
يا فاضحَ الغزلان حيث رنا / وإذا انثنى يا مخجل القضب
لك منزلٌ يغضي جوانِحنا / لا بالغضا من جانب الشعب
تعفو الرسوم من الديارِ وما / تعفو رسوم هواكَ من قلبي
بأبي هلالاً شرق طلعتهُ / يجري مدامِعنا من الغرب
كسر اللواحظ ناصب فكرِي / فضنيت بين الكسرِ والنصب
وسلبت لبي والحشا وجبت / فعييت بالإيجاب والسلب
وهويته بالحسنِ منتقباً / فلي الهنا بمواضعِ النقب
وسنان ينشدُ سحرُ مقلتهِ / أجفانَ عاشقهِ ألا هُبّي
شقيَ العذولُ على محاسنهِ / ونعمتُ في تعذيبهِ العذب
فعلَ العواذِل فيه ما اكْتسبت / أيديهمو ولمهجتي كسبي
لا توجعوا بملامِكم كبدِي / فملامكم ضربٌ من الضرْب
يا عاذلين تفرَّغوا ودعوا / للعاشقين شواغِل الحبِّ
وذروا لقاءَ الموجعين فقدْ / تعدي الصحاحَ مبارك الجرب
كيف اسْتماعِي من حديثكموا / قشراً وعند معذِّبي لبي
لم أنسَ إذ وافى يعاتبني / أشهى معاتبةً لذي ذنب
ليت الذنوب أطلت شقتها / كيما يطوّل شقة العتب
في ليلِ وصلٍ لا رقيب به / إلا الحباب بأكوس الشرب
ومديرها قمرٌ منازِله / في الطرفِ دائرةٌ وفي القلب
وبصحن ذاكَ الخدِّ من قبل / نقلي ومن رشفاته شربي
دهرٌ تولى بالصّبى فرَطاً / ومضى بمن يصبو ومن يصبي
لم أقض من إمهاله وطري / وقضيت من إسراعه نحبي
ما أنصف الباكي شبيبتهُ / بمدامع كهوامع السحب
ذابَ السوادُ منَ العيونِ بها / فالدَّهرُ إثر الحمرِ والشهب
ولقدْ كوَى قلبي المشيبُ فما / تهفو العوَائدُ بي إلى الحبّ
لا طبّ بعدَ وُقوعهِ لهوىً / والكيّ آخر رتبة الطب
في مدحِ أحمد للفتى شُغُلٌ / فاخلصْ لمدح عُلاه بالوثب
ولقد أغبّ المدحُ من قِصَرَ / عنه ومن خَجَلٍ ومن رُعب
حتى دعاهُ حكمُ سيدهِ / وهوَى اللقاءَ فزارَ عن غبّ
وأقامَ في أوقاتِ خدمتهِ / فرضَ الثنا ودَعا إلى ندْب
لا تأسَ إن فَنيَ الكرامُ وإذ / وُجد ابنُ يحياها فقل حسبي
ساد ابن يحي في الصّبا بِثنىً / أسرى به شرقاً إلى غرْب
وسما على السادات كلُّ سما / بمآثرٍ ترْبو على الترْب
فَهْماً وَرَأياً قد سما وَحمى / وكذا تكونُ مآثرُ الشهب
متحجباً بضياءِ سؤدَدِه / ولُهاهُ سافرةٌ بلاَ حجب
يختالُ بينَ سيادةٍ خفِضتْ / حقًّا رؤسَ العُجم والعُربِ
ومَناسبٍ عُمرِيةٍ نصبت / درجَ المفاخرِ أحسن النصب
ومهابةٍ سكنَ الزمانُ بها / عن خائفيهِ وكانَ ذا شغب
ومكارمٍ من دونِ غايتها / خفيت وما بلغت قوَى كعب
وفضائلٍ وأبيكَ ما ترَكت / للرّوض غير موَارثِ الأَبّ
سكبَ الزمانُ بها غمائمهُ / شهداً فيا لحلاوةِ السّكب
بينَ اللطافةِ والجزالةِ قدْ / فاضَ الزلالُ بها من الهضب
بينا ترَى كالقضبِ رائعةً / حتى ترى كوشائعِ القضب
تهوي القلوبُ لدرِّ منطقها / في الطرس نحوَ ملاقِطِ الحب
وتريكَ تأثيرَ الكواكبِ في / يومِ الخطوبِ وليلةِ الخطْب
وأقامَ سهرانَ اليراعِ إذا / ما نامَ جفنُ الصارم العضَب
ومجيب داعي الملك يومَ وغى / بكتائبٍ يُنعَتنَ بالكتب
ولقد حكى كعبَ القناةِ لهُ / قلمٌ فكانَ مُباركَ الكعب
جمُّ المغازي والصِّلاتِ فيا / لحدائقٍ وضرَاغمٍ غُلْبِ
يروي حديثَ ثناهُ عن صِلةٍ / ولرُبما يرويهِ عن حَرْبِ
فعلت على بعدٍ يَراعتُهُ / فعل الظبا نشطت من القرْب
في مصر يذكر بالخصيب وفي / أفقِ الشآمِ ببارقِ الخصب
من كف وضاحِ الجبين إذا / لَحظَ الترابَ اهتزَّ بالعشب
وافى ويومُ الشآم ملتبسٌ / وعقاربُ الظلماءِ في كثب
فمحا بصبحِ العدلِ من ظلمٍ / وشفى بأيدي اللطف من كرب
ودعا السَّحابَ بيمنِ طلعتهِ / ولو استغاث دعاهُ بالسّحب
يا آلَ فضلِ اللهِ مدحكمو / إلفي القديمُ وشعبُكمْ شعبي
أنتم وقد شهرتْ مواهبكمْ / مأوَى المدائحِ لا بنو وهب
أقلامكمْ للملك حافظةٌ / ونوالكمْ في المجدِ للنهب
كم سقتمو نجحاً إلى طلبٍ / وبعثتموا نَصراً إلى طَلْب
وصحبتمو ملكاً فما خدعت / يمناهُ خدْعَ الآل بالصحب
إنْ يَنأَ عني بابُ أحمدِكمْ / فالآن وافرَحاه بالقرب
مولايَ خذها نظم ذي لسن / يومَ الثناءِ كلؤلؤٍ رَطب
حسناءَ تعرِفُ مَنْ تَسيرُ لهُ / فتجدّ في سهلٍ وفي صعب
ألوَى بثعْلبَ نقدُ معرَبها / وعَلتْ ذؤابتها على الضّبي
شبّ الحشا قولُ الكواعب شابا
شبّ الحشا قولُ الكواعب شابا / وآهاً لهنّ كواعباً وشبابا
ومضى الصبا ومن التصابي بعده / صيرتُ للدمعِ الدماءَ خضابا
هيهات أقصرُ لهوَه وتوزّعت / أوقاتُ من فقدَ الصبا وَتصابا
وغضضت جفني عن مغازلة الظبا / ولقد أجرّ لبرْدِه أهدابا
ولقد أرودُ الحي خلت رِماحه / دَوحاً وموقعَ نبلهِ أعشابا
فأدير إمّا بالمدام معَ الدُّمى / أو بالدِّماء مع الكماة شرابا
أسدٌ تآلفني الظباءُ وتختشي / من صارمي الصقر الغيور ذبابا
أيامَ في ظليْ صبا وصبابةٍ / أحبى بألطاف المها وأحابى
من كل ناشرَةِ الوفا طائيَّةٍ / قد ناسبت بنوَالها الأنسابا
غيدآء تسفرُ عن محاسنٍ دُميَةٍ / حلت بصدغي شعرها محرابا
سلبت بمقلتها فؤاداً واجباً / حتى عرفت السلب والإيجابا
إن شئتُ من كاساتها أو ثغرِها / أرشفتُ خمرا أو لثمت حبابا
أو شئت إن غابت يغيب رقيبها / فذكرتُ موصول اللقا وَربابا
ولهجت بالأغزالِ أتبع زورها / صدقاً بمدح ابن النبي منابا
وإذا الحسين سما له حسن الثنا / فلقد أطالا مظهراً وأطابا
أزكى الورى أصلا وأعلاهم يداً / فرعاً وأَكرَمهم جَنىً وجنابا
وأجلُّ أَحساباً فكيف إذا جلت / سُوَر الكتاب بمدحه أنسابا
نجم الفواطم من كرائمِ هاشمٍ / والمرضعين من الكرامِ سحابا
والخمسة الأشباح نورا قبل ما / رَقمَ السماكُ من الدجى جلبابا
ذو الفضل لا تحصى مواقع سحبه / والشخص منفرداً يضيء شهابا
ومناقب البيتِ الذي من أفقه / بدت الكواكب سنَّة وكتابا
وعجائب العلمِ التي من بحرها / ماس اليراع بطرسه إعجابا
ومحاسنُ الأقوال والشيمِ التي / قسمتْ لديهِ وسميتْ آدابا
عَلَويَّةٌ أوصافها عُلْوِيَّةٌ / قد بذّت الإيجاز والإسهابا
في كفه قلمٌ يُخافُ ويُرتجى / فيجانس الإعطاءَ والأَعطابا
عصمت منافعه العواصم تارة / شهداً يصوب بها وطوراً صابا
بسداده تجلى الخطوبُ ويجتلي / صوب الكلامِ أوانِساً أترابا
عجباً له مما تضيءُ سطوره / سبلَ الهدى وتحير الألبابا
جمدَت به سحب الحيا ولو أنه / يوم الوغى لمسَ الحديد لذَابا
إن جاد أرضاً لفظُهُ فكأنما / نبتت لسكر عقولنا أعنابا
حتى إذا جاءت صواعقُ رعبهِ / أضحى جميع نباتها عنّابا
لله درّكَ يا حِمى حَلبٍ لقدْ / أمطرت صوب ندائه وصوابا
من كلّ فاتنة الترسُّل لو بدت / لنُهاك يا عبد الرحيمِ لغابا
ونظيمةٍ دَرَتِ البداةُ أن في / حَضرِ الممالك عندها أعرابا
هشمت فخارَ العرب هاشمُ واحتوت / حتى القريض لنسلها أسلابا
قلعت بها أوتاد كلّ معاند / وتمسكت هي للسما أسبابا
ولمثلها الضَّلِّيل ضلَّ فكيف لو / يُدْعى تكلف بدأةً وجوابا
يا ابن الوصيّ وصية بمقصر / من بعد ما جهدت قُواه ولابا
في نظمه عنكم وخطّ يراعهِ / صغر فلا ألفاً أجادَ ولا با
باب البديع فُتوحكم وأنا امرؤٌ / لا طاقةً لي في البديعِ ولا با
يوم الوفا يا سيد الأحباب
يوم الوفا يا سيد الأحباب / فأدر كؤسَ الفضل والآداب
وإذا ذكرت الصاحب النائي فقل / عقبى اللقا يا سيد الأصحاب
يا سعد دين الله عش متمتعاً / أما بكسب ثنا وكسبِ ثواب
يا جابراً قلبي بنجح مقاصدي / حتى إذا كاتبنه بجواب
شعر بشعر فائق معه ندًى / وافٍ فيا فوزي بكسب مُرابي
نِعْمٌ على نِعم تكاد يغيظني / بالمطل فيها مازح الكتاب
قالوا الحساب فقلت عادة قومه / أعطى على يدهم بغير حساب
لفلان في الديوان صورة حاضر
لفلان في الديوان صورة حاضر / وكأنَّه من جملةِ الغياب
لم يدر ما مخرومة وجريده / سبحان رازقه بغير حساب
أرسلتُ نجلي واثقاً بمكارمٍ
أرسلتُ نجلي واثقاً بمكارمٍ / أورثتها عن سادةٍ أنجاب
لا غرْوَ إن أعربت عن أحسابِهم / فأبو البقاءِ أحقُّ بالإعراب
يا مذكري بيت السعيد بأنعم
يا مذكري بيت السعيد بأنعم / أتتِ السعادةُ والعُلى من بابِها
شكرتْك نفسٌ أنت أصل حياتها / وبقائها وطعامها وشرابها
قالوا فلانٌ قد جَفتْ أفكاره
قالوا فلانٌ قد جَفتْ أفكاره / نظم القريض فلا يكاد يجيبه
هيهات نظم الشعر منه بعد ما / سكنَ التراب وليدهُ وحبيبه
لي في ندى ومحاسن
لي في ندى ومحاسن / خبرٌ يلذُّ ويستطاب
فأنا وراحة مالِكي / كالبحرِ يمطره السَّحاب
وقطايف رقت جسوماً مثل ما
وقطايف رقت جسوماً مثل ما / غلظت قلوباً فهي لي أحساب
تحلو فما تغلو ويشهد قطرها ال / فياض أن ندى عليّ سحاب
كم عاذلٍ يغري وواشٍ يتعب
كم عاذلٍ يغري وواشٍ يتعب / ومراقب بل خائف يترَقب
في كلِّ معنىً من صدودك مهلكٌ / يحمى به من تبرِ خدِّك مطلب
أهواكَ مثلَ هوى ابن يعقوب الثنَا / فكأنَّ مرهب كلّ عدلٍ مرغب
يا قادماً والجود تلو ركابِه / والعدل يعشب ما يشاء ويعجب
يا من حمدت من الكتابة إنَّني / تملى مَعَاليها عليَّ وأكتب
لا زلْت ذا السِّرَّينِ في ألقابهِ / هذا عطا يخفى وهذا منصب
يا صاحبَ الحسن البديعِ تركْتني
يا صاحبَ الحسن البديعِ تركْتني / يعقوبَ جانسَ ضرّه أيُّوبا
شعري بحسنك لا يزالُ مشبباً / يصف الأسى وبنارِه مشبوبا
لولا امْتداح محبِّ دينِ الله ما / فارقت أغزال المديح وُثوبا
يا من أحبَّته العلى وأحبَّها / أنت المحِبُّ أو المحَبُّ وجوبا
لك راحةٌ تعبَ الثراءُ بعتبها / ما أكرم المتعوبَ والمعتُوبا
نَصبٌ خفضت العيش فيه فحبَّذا / تصريفك المخفوضَ والمنصُوبا
عشْ للفضائلِ والهباتِ حبِيبها الطَّ / اءِيّ أو طائيّها المحبوبا
يا صاحباً لي أن يغب فعهوده
يا صاحباً لي أن يغب فعهوده / لم تنسَ حيث تناست الغياب
أرسلت تمراً بل نوى فقبلته / بيدِ الودَادِ فما عليك عتاب
وإذا تباعدت الجسوم فودُّنا / باقٍ ونحن على النوى أحباب
يا خيلَ كتَّابٍ مضوا لبيوتهم
يا خيلَ كتَّابٍ مضوا لبيوتهم / بأبي الشموسَ الجانحاتِ غوارِبا
كم من حمارٍ قد تعبتُ بسوقه / من خلفهم فغدوتُ أمشي راكِبا
حالٌ متى علمَ ابنُ يحيى شرحها / جاء الزمانُ إليَّ منها تائِبا
أهلاً بمقدَمك السعيدِ فإنَّه
أهلاً بمقدَمك السعيدِ فإنَّه / يا بحرُ أهدَى للشآمِ عجابا
فإذا أرادوا الجودَ كنتَ غمامةً / وإذا أرادوا الرأيَ كنتَ شهابا
وإذا دنَا من لثمِ نعلِك تربهُ / ودّ الموَحدُ لو يكونُ ترَابا
قالوا أمن عرَضٍ بجسمك مؤلمٍ
قالوا أمن عرَضٍ بجسمك مؤلمٍ / أمسيتَ في صعدٍ تئنّ وفي صَبب
فأجبْتهم روحِي الفداءُ لمالكٍ / قد كانَ في هذا العروضِ هوَ السبب
بعثَ الرئيسُ لرزقه البابا
بعثَ الرئيسُ لرزقه البابا / خابت ورمتُ الرَّازقَ الوهَّابا
فأتى إليَّ الرزقُ يسعى منشداً / كسّ أختِ رزقٍ لا يدقُّ البابا
دم يا أخيّ الدِّين والدُّنيا معاً
دم يا أخيّ الدِّين والدُّنيا معاً / تملى بيوت الفضل منك وتكتب
مدح ومنتسبٌ ومسكنُ نزهةٍ / كلُّ الثلاثة عنك بابٌ طيب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025