القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ خاتِمة الأندَلُسِي الكل
المجموع : 5
شَقَّتْ على الأرضِ السَّماءُ جُيوبَها
شَقَّتْ على الأرضِ السَّماءُ جُيوبَها / فالمَحْ سَناها أو تَنَسَّمْ طيبَها
أرضٌ مُدَبَّجَةٌ وظِلٌ وارِفٌ / وشَذىً بهِ مَلأَ النسيمُ رحيَبها
قد مدَّ طاووسُ الجمالِ جناحَهُ / فِيها فغطَّى غُصنَها وكَثيبَها
ماشِئْتَ من وَشْيٍ بها تَوْريدَها / تَوْريسَها تَفْضيضَها تَذْهيبَها
سَحبَ السَّحابُ بها فُضولَ ذُيوِله / فَوشَى أباطِحَها ولَمَّ شعُوبَها
فأتَتْ كما نَضَت العَروسُ نِقابَها / وجَلتْ عن الوَجْهِ الجميلِ شُروبها
وادٍ بهِ نَفضَ الربيعُ عِيابَهُ / وأرَى فُنونَ فُتونِه وضُروبَها
أضفَى عليه النَّورُ من أثْوابِهِ / خِلَعاً تُهذّب نَشرها تَهذيبَها
في عاتِقَيْهِ من المياهِ صَوارمٌ / يُبدي النَّسيمُ بمتْنِها تَشْطيبَها
فالدَّوحُ بينَ مُدَمْلَجٍ ومُخَلخَلٍ / عنها غَدا جَرْسُ الحُليّ نَسيبَها
لا غَرْوَ إنْ ضَحِكَتْ مَباسِمُ زَهرهِ / فالمُزنُ قد سَفَحت عَلَيْهِ غُروبَها
أو إن بَدا خَجلٌ بخدَّيْ وَرْدِهِ / فالدَّوحُ قد شقَّتْ عَليْهِ جُيوبَها
أو أنْ يُغنّي بُلبلٌ في ظِلِّها / طَرباً وقَد حاكَ البَديعُ نَسيبَها
ما مِثْلُ أيَّامِ الرَّبيعِ ونَهْبِها / عَيشٌ يَطيبُ فلا تُضِعْ مَنْهوبَها
واعطِفْ عَلى وجْهِ الزَّمانِ فَحَيِّهِ / بِتَحيَّةٍ تُنْسي ذُكاءَ غروبَها
واعدِل لِظلٍّ ألعسٍ فارشُفْ بهِ / كأسَ المُنى حتَّى تَطَعَّمَ طِيبَها
والمَحْ صحائفَ ذا الوجودِ بعيْنِ مَنْ / جَمعَ التفرُّقَ تَستَبِنْ مَكتوبَها
فَوراءَ هذا الحُسنِ حُسنٌ قَدْ غَدا / مَطلوبَ نفسِكَ لو دَرتْ مَطلوبَها
لولا اتِّقائي أن يُقالَ أخو صِبا / لَرَشَفْتُ من ثَغْرِ الأَقاحِ شَنيبَها
أو أنْ يباهِتَ في المَلامةِ عاذِلٌ / بسفاهِ حِلْمٍ لاعتنَقتُ قضيبَها
ورَفعتُ نَفْسي عن زِراية غادَةٍ / وجَعَلْتُ ذاكَ من الحِسانِ نَصيبَها
اللهُ يَكْفِي عاذِلي وَرَقيبَها
اللهُ يَكْفِي عاذِلي وَرَقيبَها / حَتَّى تُثيبَ عَلى الهَوى وأُثيْبَها
ما كانَ ضرَّ وقَدْ عَصيْتُ عَواذِلي / أنْ لَمْ تَكُنْ تَعْصِي كَذاكَ رَقيْبَها
وأنا الفَقِيْرُ إلى اخْتِلاسَةِ لَحْظَةٍ / مِنْها وتَقْتُلُ بالصُّدودِ كَئِيبَها
أمِنَ المُباح تَرَوْنَ في حُكمِ الهَوى / أنْ لا تَرَى عَيْنُ المُحِبِّ حَبِيْبَها
قَسَماً بِمَنْ تُحْدىَ الرِّكابُ لِبَيْتِهِ / فَتُبينُ من ألَمِ البِعادِ نَحِيْبَها
ما لِلنُّفوسِ سِوى الأحبَّةِ راحةٌ / دانُوا بنُعْمَى أم رَضُوا تَعذِيبَها
مَنْ لِي عَلى عَطَلي بِباهِرَةِ الحُلى / تُنْسي النجومَ الطَّالعاتِ غُروبَها
صَمتَتْ خَلاخِلُها وأنَّ وِشاحُها / وَكِلاهُما مِثْلي غَدا مَوْصُوبَها
تَلْوي عَلى لَدْنِ الغصونِ بُرودَها / وتَشُقُّ عن بَدْرِ الدُّجونِ جُيوبَها
لَمْياءُ تَبْسِمُ عن عُقودِ لآلىء / يا بَرْدَ كبدِي لو رَشَفْتُ شَنِيبَها
ما خِلْتُ أنَّ الرِّيقَ مِنْها خَمَرةٌ / حتَّى رَأيتُ بِخَدِّها أُلْهُوبَها
أو أنَّ عَرفَ الرَّوْضِ مِنْ أنفاسِها / حتَّى شَمَمْتُ عَلى الأزاهرِ طِيْبَها
أو أنَّ مُقلتَها تُغيرُ عَلى الوَرى / حتَّى غَدوتُ طَعِينَها وسَليبَها
ثُعَليَّةُ الألحاظِ أصْمَتْ مُهْجَتي / بِظُبا سِهامٍ لا عَدِمْتُ نُدوبَها
خَضَبَتْ أنامِلَها النَّواعِمَ من دَمي / عَمْداً وقَلَّدتِ الفؤادَ ذُنوبَها
يا ربِّ إنْ حالَتْ عَليَّ ولَمْ أحُل / عَنها فكُنْ يَوْمَ الحِسابِ حَسِيَبها
جاءَ الشِّتاءُ بِغَيْمِهِ مُتَحَجِّبا
جاءَ الشِّتاءُ بِغَيْمِهِ مُتَحَجِّبا / أهلاً بِسُلْطانِ الفُصُولِ ومَرْحَبا
أعْظِمْ بِهِ مَلِكاً عَلَيْهِ مَهابَةٌ / عَمَّتْ كتائِبُهُ الأباطِحَ والرُّبا
فَصْلٌ تَوزَّعَ كُلُّ فَصْلٍ فَضْلَهُ / فَنَما وآنقَ حُسْنُهُ أو أخْصَبا
فإذا الرَّبيعُ تَبَرَّجتْ أنوارُهُ / وتأرَّجَتْ أسحارُهُ وتَطَيَّبا
وجَلا حُلى الزَّهرِ النَّضِيرِ مُدَبَّجاً / ومُدَمْلَجاً ومُفَضَّضاً ومُذَهَّبا
فَتَرى انِفتاحَ الوَردِ خَدّاً أحمراً / وتَرَى ابتِسامَ الزَّهرِ ثَغْراً أشْنَبا
وهَفَتْ قُدودُ القُضْبِ هَفوةَ مُنْتَشٍ / لَمْا سَقاها الطَّلُّ ريّاً مُحْسِبا
وعَلَتْ عَلى شُمِّ الغُصونِ طُيورُها / تَشدوكَ سَجْعاً مُشْجيا أو مُطْرِبا
وتَسَرْبَلَ النَّهرُ المُطيفُ بِدِرْعِهِ / لَمّا انْبَرَتْ لقِراعِهِ خَيْلُ الصَّبا
والوُرْقُ تَشْدو والغَدِيرُ مُصَفِّقٌ / والقُضْبُ تَرْقُصُ والزَّمانُ استَعْتَبا
وأتى المَصِيفُ بإثْرِهِ مُتَقَيِّلاً / آثارَهُ في الفَضْلِ نَدْباً مُخْصِبا
فَكَسا الوجودَ ثِيابَ دفءٍ واغْتَدى / يُسْدي الهِباتِ مُشَرِّقاً ومُغَرِّبا
يُهْدِي مِنَ الثَّمراتِ كُلَّ طَرِيفَةٍ / ويُنيلُ مِنها كُلَّ شيءٍ يُجْتَبى
وأتى الخَرِيفُ بإثْرِ ذاكَ مُعاوِداً / حُسْنَ الرَّبيعِ وطِيبَهُ المُسْتعذَبا
فَوَشى ثِيابَ الرَّوضِ مِنْ أوراقِهِ / وَشْياً تَنوَّعَ صِبْغُهُ وتَنَسَّبا
وسَرَى النَّسيمُ مَعَ الصَّباحِ مُبَشِّراً / بِدُنوِّ إقْبالِ الشِّتاءِ مُرَحِّبا
وتَقَهْقَهَتْ وُطْفُ الغَمامِ بِرَعْدِها / لَمَّا تَبَيَّنَتِ البُروقَ تَطَرُّبا
وتَتابَعَتْ كُلُّ الفُصول بِنسْبَةٍ / حَتَّى تَكَمَّلَ حُسْنُها وتَرتَّبا
فَمِنَ الشِّتاءِ قِوامُ ذاكَ وحُسْنُهُ / وبِما أنال مِنَ الحَيا وبِما حَبا
كُلٌّ بِقَدْرِ مِثالِهِ مِنْ وَبْلهِ / أسْدَى وأبْدَى بَهْجَةً وتَهذَّبا
والحقُّ يَشهدُ أنَّ عَقْدَ نِظامِها / ومِلاكِها كانَ الغَمامَ الصَّيِّبا
عابَ العَواذِلُ من حَبِيبي سُمْرَةً
عابَ العَواذِلُ من حَبِيبي سُمْرَةً / كَلّا فِرَنْدُ السَّيفِ لَيْسَ بعائِبِهْ
لَمّا جَرَى ماءُ النَّعيمِ بِوَجْهِهِ / لاحَتْ بِصَفْحتِهِ ظِلالُ ذَوائِبِهْ
ومُعَطَّرِ الأنفاس يَبسِمُ دائِماً
ومُعَطَّرِ الأنفاس يَبسِمُ دائِماً / عن دُرِّ ثَغرٍ زانَهُ ترتيبُ
مَنْ لم يشاهِدْ منهُ عِقْد جواهرٍ / لم يَدْرِ ما التَّنقيحُ والتهذيبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025