القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِحُ الدين الأَرَّجاني الكل
المجموع : 8
نشرَ المُنَى طاوي السُّهوب
نشرَ المُنَى طاوي السُّهوب / ورجا السُكون من الدّؤوبِ
لم أقتعدْ ظَهْرَ السرى / إلاّ وآمالي جَنيبي
ولقد أقولُ لصاحبي / والعيسُ في خَرْقٍ رحيب
ثقْ بالمُجيبِ لمَنْ دعا / هُ إلى المَطالب لا المُخيب
فزِمامُ ما أرجوه في / ذا الوجهِ من عَرَضٍ قَريب
بيَد الأديبِ هلِ إنْ أتَيْ / تُ أنالُه بيَدِ الأديب
فلَكم أعاذ أخا الخطا / بِ بما أقالَ من الخُطوب
ولقد تَجاوز بالمجُدو / بِ لقَصْدِ جانبه الخَصيب
فاقْرِ السّلامَ عليه من / جارٍ لبَيْتَيْه غَريب
ما إن يُزارُ ولا يزو / ر لكَيْ يَخفَّ على القلوب
مَع صَفوِ وُدٍّ خالص / لا بالمخوضِ ولا المَشوب
صَحبَ الفؤادَ ودامَ مِن / عهْد الشبابِ إلى المشيب
ولقلَّما يسلو المُحبْ / بُ أخو الحِفاظ عن الحبيب
نَفسي فداؤك أيّهذا الصّاحبُ
نَفسي فداؤك أيّهذا الصّاحبُ / يا مَنْ هواهُ عليَّ حَقٌ واجبُ
لمْ طالَ تقصيري فما عاتَبْتني / فأنا الغداةَ مُقصّرٌ ومُعاتِب
ومنَ الدّليل على مَلالك أنّني / قد غبْتُ أياماً وماليَ طالب
وإذا رأيتَ العبْدَ يَهربُ ثُمَّ لم / يُطلَبْ فَمَولَى العَبْدِ منه هارب
أأحِبّتي الشاكِينَ طُولَ تَغَيّبي
أأحِبّتي الشاكِينَ طُولَ تَغَيّبي / والذّاهبينَ منَ الهوى في مَذْهبي
لا تحْسَبوا أنّي جَعْلتُ على النّوى / لجنابِكم بالاخْتيار تَجُّنبي
ما جُبْتُ آفاقَ البلادِ مُطَوِفّاً / إلا وأنتم في الوَرى مُتَطلبّي
سَعْيِي إليكم في الحقيقة والذي / تَجدون عنكم فهْو سَعْيُ الدّهر بي
أنحُوكمُ ويَرُدُّ وَجهْي القّهقَرّى / دَهْري فسَيْري مثْلُ سيْرِ الكَوكب
فالقَصدُ نحوَ المَشْرقِ الأقصى له / والسَّيرُ رأيَ العَينِ نحوَ المَغْرب
تاللهِ ما صَدق الوشاةُ بما حَكَوا / إنّي نسِيتُ العهدَ عند تَغرُّبي
هانَ الفراقُ عليَّ بعدَ فِراقِكم / والصَّعبُ يسهُلُ عند حَمْلِ الأصعَب
يا راكباً يُزْجي المطيّة غادياً / حتى تُبلِّغَهُ مُناخَ الأركَب
هل طالعاتٌ بالطُويْلعِ غُدوةً / تلك الشّموس الغارباتُ بِغُرَّب
مُتَنَقّباتٌ بالسّواعدِ رِقْبةً / من كُلِّ سافرةٍ ولم تَتنقَّب
بَيضاءَ أُختِ فوارسٍ تأْوِي إلى / بيتٍ بأشطان الرماح مُطَنَّب
كالظَّبيةِ الأدماءِ يَرتَعُ سرْبُها / في كلِّ وادٍ بالأسنّةِ مُعشِب
عَهْدي بها وغريبُها لم تَنْتَزِحْ / دارٌ به وغُرابها لم يَنْعَب
فلقد وقَفْتُ اليومَ مَوقفَ زائرٍ / للطَّرْفِ منه في الديار مُقلِّب
لكَ في مدامِعيَ الغزيرةِ غُنْيةٌ / عن مِنّةٍ للرائح المُتحلّب
سِيانِ ذو هَدَبٍ إذا أروَى الثَّرى / يا دارَهابالقَطْرِ أو ذو هَيْدَب
إمّا تَريْني فوق ذِروةِ عِرْمسٍ / أطْوي الفلا أو فوق صَهوةِ سَلْهَب
وأخو اللّيالي ما يزالُ مُراوِحاً / ما بينَ أدَهم خيْلها والأشهَب
كالخِضْرِ في حَضَرٍ وبَدْوٍ موغِلاً / دهْري أُمزِّق سبْسباً عن سبْسَب
فالأرضُ لي كُرةٌ أُواصِلُ ضَربَها / وصَوالجي أيدي المطايا اللُّعَّب
وفِناء مَولانا المدى وخِطارُنا / من بعدِ نَيلِ المجدِ نُجحُ المَطْلب
مَلكٌ يظَلُّ مُحجَّباً من عزِّه / ونَداه مهما رُمْتَغُرمُحَجَّب
غُصَّت بصافنةِ الجيادِ عِراصُه / تدْعو إليه بنى الرَّجاء وتَطَّبي
رحبت فلو نطق الجمادُ لسامعٍ / نطقَتْ بأهلٍ للوفود ومَرحَب
ليس المَجرّةُ أنجُماً في أفقها / لكنّ ذيلَ عُلاه عالي المسْحب
أحَسودَهُ ألقيتَ شِلوك ناشباً / في نابِ أرقمَ أومخالبِ أغلَب
سَوّى الزمانَ وأهله بثقافهِ / واختصَّ كُلاباختصاصٍ معجِب
فالعجمُ فيه مثلُ خطٍّ معجَمٍ / والعربُ فيه مثلُ خَطٍ مُعْرَب
صدق الحنيَّةَ خلف رميٍ صائبٍ / بجيوشهِ من خلفِ رأيٍ أصوب
فيُديرُ في أثنائهنَ كلامه / كأسَ المنيةِ للعدُوِّ المُجلب
كالسيفِ ما ينفكُّ يهزمُ حدُّه / غِلَظَ الرّقابِ برِقةٍ في المضرِب
مُلئت قلوبُ عداهُ منه مخافة / خلَعت فؤادَ الخالعِ المتَوَثِّب
مِن معملٍ ليلاً لكيدٍ كامنٍ / أومُرسلٍ صُبحاً لخيلٍ شُزَّب
ونَصيحُ سُلطانٍ يُهذِّبُ مُلكه / من كُلِّ ماأهدَىمَقالُ مؤنِّب
ويَشُبُ فوق المُلكِ نارَ قريحةٍ / يأتيك منها الرأيُ غيرَ مصهَّب
فتَراهُ طولَ زمانه في مَعْرَكٍ / دونَ العُلا أبداًوهم في المَلعَب
قُطبٌ لدولته وكلٌّ أنجمٌ / والقُطبُ ثَبتٌ ليس بالمُتقلِّب
في كفِّه قَلَمٌ يَغُضُّ مضاؤُه / من كلِّ مَطْرورِ الغِرارِمُذَرَّب
مازال إمّا كالحسامِ المُنتضَى / يُروِي الصَّدَى أو كالغمامِ الصَيِّب
العيث يغلطُ حينَ يَنسخُ جُودَه / ولذاك يَظْفَرُ في البلادِ بمُجْدِب
واللّيثُ وَدَّتشَبُّهاً بيَمينه / لو كان من قَصَبٍ أُمدَّ لمِخْلَب
والنَّجمُ يَحْكي بُعْدَ غَورِك إن هوَى / وإذا سما يَحكي عُلُوًّ المَنصب
فيَرونه عن غايتَيْكَ مُقَصِّراً / في سَيرِه المُتَصِّعدِ المُتَصَوِّب
يا صاحِ سيَفٌ أنت راقَ صِقالُه / ولقد بسطتُ إليك كفَّ مجَرِّب
بلِّغ أبا نصرٍنُصِرت َوَقلْ له / اِعتِب فإنّ الدَّهر ليس بمُعْتب
وانْه الزّمانَ عنِ الاساءةِ جاهداً / هل خادمٌ لذُراك غيرُ مُؤدَّب
اجمَعْ صِحابَك في الزمانِ تطُلْ بهم / فالرّمحُ يُوجَدُ نَظْمُه من أكعُب
واطْلٌبْ لتُدرِك ما تشاءُ مُظفَّراً / فلطالما أدركتَ ما لم تطلُب
وَعلى الوليِّ خلعْتَ من سَلَبِ العِدا / فاخلعْ كذاك مَدى اللّيالي واسْلُب
كم عزمةٍ لك قد رميْتَ لها العِدا / بالخيلِ تحمِلُ كلَّ شَهْمٍ مِحْرب
من كلِّ طَودٍ في العنان وَمَرُّهُ / كالبَرقِ تحت الفارسِ المتُلبِّب
أعزيزَ دينِ الله دعوةَ آمِلٍ / بذُراك قوْدَ مرامِه المُستَصعَب
جاء الشتاءُ يريدُ هَدْمى فابْننى / عجلاًوإلاّ تبتَدِرني يَكلَب
وغداً تَشيبُ من الجبالِ فروعُها / فتَطولُ حَيرةُ أشيبٍ في أشيب
وإذا بكَى للعَجْزِ أصبحَ دَمْعُه / في الهُدبِ منهُ كلؤلؤٍ في مِثْقَب
جُدبى على قَومي وُجدْ لي بالّذي / أَبغي وفي شَرفِ اصطناعي فارغب
فلقد حجَجتُك إذ عَلمتُك كَعبةً / كَيما تكونَ منَ الثّوابِ مُقرِبي
وأَرى مَعادي كالمعَاد وغيَبتي / ذنْبٌ تَقدَّم فاغفرْ للمُذْنِب
ياآلَ حامدٍ الكرامَ بَقيتُمُ / فلأنتُمُ للمُلكِ خَيْرُ بَني أَب
عَمْرِي لقد أصفَيْتُكم منّي الهوى / وعَصيتُ فيكم قَوْلَ كُلَ مُثَرِّب
وخَدمتُكم ليلَ الشّبابِ بطُولِه / حتّى بدا صُبْحُ العِذارِ الأشيَب
فلئن حَميْتَ من الحوادثِ جانبي / ياعُدَّتي لم تَحْمِ جانبَ أجنَب
لي في عُلاكَ مَقالُ كلّ بديعةٍ / يَرْويهِ كلُّ مُشَرِّقٍ ومُغَرِّب
لَذَّتْ بأفواهِ السُّراةِ عِذابُها / فكأنّها مَصْقولُ ثَغْرٍ أشنَب
مِدَحٌ لفِكْرٍ في المعاني مُغْرِبٍ / صِيغَتْ لمُلكٍ في المعالي مُغرِب
مُتَناولاتٌ من بعيدٍ دِقّةً / والأرضُ خيرُ رياضِها للمغرب
قد أتْعبتْ لكنّها لمّا أتَتْ / وَفْق المُنى فكأنها لم تُتْعِب
وقلائدٌ مِمّا نظَمْتُ أَوابدٌ / من كلِ قَولٍ أَنتَقيهِ مُهَذَّب
إحدى كراماتي بمَدحِك أنني / نَظّمْتُ دُرا وهْو غيرُ مُثقَّب
فأَجيدُها وأكُرُّ في أثنائها / من خَوْفِ نَقْدِك نَظْرةَ المُتَهيِّب
وصفاتُك العُلْيا هي الغُررُ التي / لوُضوحها صفةُ المُريح المُنصب
بَهَرت فإن أطنَبْتُ كنتُ كُمُوجزٍ / عَجْزاًوإن أوجزتُ كنتُ كمُطنِب
والشّعرُ سِحرٌ لا يحلُّ سوى الّذي / يَنْساغُ منه وصفُهُ بالطَّيِب
فاذْهَبْ بسلْكِك فانِظمِ الدرَّ الذي / تَرضاه أو فاذْهَبْ بحَبْلك فاحْطِب
بَخِلَ اللّئامُ فكذّبوا مُدّاحَهم / هل في الجَهام يلوحُ غيرُ الخُلَّب
أعدى زمانَكَ حُسْنُ ذِكرِك فابتنَى / مَجداً لدَهرٍ قد سما بكَ مُنْجِب
نُهدي إليه وأنت فيه ثناءنا / كالغمِدِ حُلِّي للحسامِ المِقْضَب
فاسْلَمْ لنا ماأطْرَبتْ مَسجوعةً / في مِنَبرِ الأغصانِ خُطبةُ أخطَب
واسْعَدْ بشَهْرِ الصومِ أولى وافد / منك الغداةَ وقد أتى بتَقَرُّب
وأْذَنْ له ما كَرَّ حَوْ لٌ راجِعٌ / يَرْجعْ غليك مع السَّعود ويَذْهَب
في ظلِ مُلْكٍ لا يُصَغِّرِ قَدْرَه / إلاّرجاءُ مَزيدِه المُترقّب
من حُكْمِ طَرفي إذ يكونُ مُريبا
من حُكْمِ طَرفي إذ يكونُ مُريبا / ألاّ أعُدَّ على الوشاةِ ذُنوبا
الدّمعُ منه فلِمْ أُعاتبُ واشياً / والمَنْعُ منك فلِمْ ألومُ رقيبا
يا عاشقاً لعِبَ البكاءُ بعَيْنِه / واشتاق لو يَصلُ المَشوقُ حبيبا
أعْياهُ ما تَطْوى الضُّلوعُ من الهوَى / فأسالَ ما تذري الجفون غروبا
إن كنت تبعث بالحنين تحية / أو كنت تأمُرُ مُقلةً لتَصوبا
فإلى الخيالِ إذا تأوَّب طيْفُه / وعلى النّسيمِ إذا استقَلَّ هبوبا
الطّارِقَينِ على البعادِ مُتيَّماً / والمُسعِدَينِ على الغرامِ كئيبا
وخواطراً مَرحَتْ إليك صبابةً / وجوانحاً مُلئتْ عليك نُدوبا
يا بَرْقُ لم يَقدَحْ زِنادُك مَوْهِناً / إلا ليُوقِعَ في حشايَ لهيبا
عَندي من العَبَراتِ ما تَسقي بها / للعامريّه أجرَعا وكَثيبا
دِمنَاً وقَفْتُ على رسومِ عِراصِها / سمعِي المَلومَ ودمعيَ المَسكوبا
فلقد عَهِدتُ بها الطُلول مَغانياً / ولقد عَهِدْتُ بها النّوارَ ربيبا
وصحِبتُ أيامَ الوِصالِ قصيرةً / ولَبِستُ رَيْعانَ الشّبابِ قَشيبا
وبمُهْجتَي سكَنٌ أجَدَّ مع النّوى / عَتْباًوساق مَع الرِكابِ قلوبا
فغدا بقلبي في الظّعائن مَرْكَبا / وبكُلِّ قَلبٍ غيره مجنوبا
كُلُّ الخطوبِ من الزّمانِ حَسِبْتُها / وفِراقُ قَلبي لم يكنْ مَحْسوبا
مَرَّتْ على رأسي ضُروب شدائدٍ / لو أنّهُنّ ظهَرن كُنَّ مشيبا
وطلَبْتُ بالأدبِ الغنَى فحُرِمتُه / فعَلِمْتُ ما كُلُّ السّديدِ مُصيبا
ما عابَني لا الحياءُ إليهمُ / حَسبُ المحاسنِ أن تكون عُيوبا
لا تُكثِرنَّ من الزَّمانِ تَعجُّباً / ليس العجيبُ من الزّمانِ عَجيبا
وقصِدْ أبا العباسِ تَلق ببابه / الوجهَ طلقاًوالفناءَ رحيبا
أبتِ النّجيبةُ أن تزورَ بصاحبي / إلاّ أغرَّ من الكرامِ نجيبا
مازال بي طرَب إليه يهزَّني / ولِمثْله خلقَ الفُؤادُ طَروبا
لاتَعدَمِ الآفاقُ منه مكارماً / نَقَل الركائبُ ذكرَها المجلوبا
ومخائلاً موقوقةً وفضائلاً / ملأتْ قلوبَ الحاسدِين وجيبا
نَدْبُ يسُرُّ جليسَهُ بلقائه / أخلاقُ صدقٍ هُذّبَتتْ تَهذيبا
يَبْغي الكريمُ بها العلاءَويجتَبي / أملُ الفقير نوالَهُ المَوهوبا
فكأنّه صَرْفُ الزمانِ إذا سعَى / يوماً لراجٍ لم يَكُنْ ليَخيبا
وكأنّه الظّفر الهَنيءُ بُلوغُه / يَلْتَذُّهُ مَن كان منه قَريبا
تَتداولُ الأملاكُ من آرائه / شُهُباً تُصيبُ بها الظُنونُ غيوبا
فكأنّها الأيّامُ وهي مُضيئةٌ / مَن ساعَدْتُه لم يكُنْ مَغْلوبا
يا ماجداً ما لاح بارِقُ بِشرِه / إلا بوابلِ جُودِه مَصحوبا
آوى الوفاءَ إلى كريمِ جَنابه / إذ كان في هذا الزّمان غَريبا
ما زلتَ تُخجِلُ بالكتابِ كتائباً / أبداً وتُفصِلَ بالخطابِ خُطوبا
حتى لقد غارتْ أنابيبُ القنا / وحَسَدْن مَسَّك ذلكَ الأُنبوبا
فلوِ استطعْن تَشبُّهاً بقُدودهِ / لدنَوْن منه وانتَشرنَ كُعوبا
ولذاك كلُّ مُثقفٍ يومَ الوغى / يَبْكي دماً يَدعُ السّنان خَصيبا
يا أحمدُ بنَ عليٍّ القرمُ الذّي / ما زال للدّاعي الصريخِ مُجيبا
والمُستعانُ على العَلاء بجاهه / والمُستثابُ فلا يَزالُ مُثيبا
مَن كان مَطْلَبُه بساحَتك الغنى / فالمَجدُ أقصى ما أكونُ طَلوبا
وهُو الوزيرُ فإنْ بلَغْتَ فطالما / بلَغ الفتى بك مَجْدَه المكْتوبا
فاعْقِدْ به سَبَبي ودُونَك فارتَهنْ / شُكْراً يُعيرُ صَبا الأصائلِ طيبا
إني أُدِلُّ على عُلاك بهمّةٍ / بلَغَتْ بوُدِّك مَطْمَحاً مَطْلوبا
وأمُتّ بالقُربى إليك فطالما / جُعل الأديبُ من الأديبِ نَسيبا
مَن شاء أن يَصِلَ امرأاً فبمَوْقعٍ / والمجدُ أن يَصلَ الأديبُ أديبا
أعدِ التأملَ أيُّها المُرتابُ
أعدِ التأملَ أيُّها المُرتابُ / ما هكذا يتَعاتَبُ الأحبابُ
أمِنَ الحبيبِ مَلالةٌ وقطيعةٌ / وعلى المُحِبِّ مَلامةٌ وعِتاب
قُلْ لِلَّذينَ شَهدْتُ وَقفةَ عَتْبهم / فَرْداً وأنصارُ الرِضا غُيّاب
يا عاتِبينَ هُمُ جَنوا وهمُ جَفَوا / هذا لعَمْرُ أبيكمُ إغراب
غَضِبوا وتلك من اللُّيوثِ سَجيةٌ / رِقُ الفرائسِ واللُّيوثُ غِضاب
وعَدُوا الظِّماءَ الماءَ ثُمَّ تَراجَعوا / وإذا الشرابُ من الوُعود سَراب
ويُحِبُّهم قلبي وَفَوا أو أَخْلَفوا / ويَخُصُّهم وُدّي صَفَوا أو شابوا
وإذا نظَرْتَ إلى القلوبِ فإنّما / أربابُها الأحبابُ لا الأرباب
عَتَبٌ أُقلِّبُ فيه طَرْفَ تَرقُّبي / فعسى يكونُ وراءه إعتاب
وإقامةٌ للعُذْرِ منكم خِيفةً / أن يَشْمَتَ المُتتَبِّع العَيّاب
ما في جَفائكم إذا أنا لم أَخُنْ / سَبَبٌ يُعافُ حديثُهُ ويَعُاب
سَخِطَ النَبيُّ على البريء وما درى / مِمّا جَناهُ الآفِكُ الكذّاب
حتى استبان له بَوحْيٍ نازلٍ / أنّ الذّي قال الوُشاةُ كِذاب
بل لو ثَبَتَّ عليه بعد تَبَيُّنٍ / قضَتِ العُقولُ بأنّ ذاكَ عُجاب
فأمُرْ تُطَعْ فيما أردْت مُحَكَّماً / في الحالتيْن فما تَراهُ صَواب
جَدِّدْ عُهودَ مَودةٍ من قبلِ أن / تَقْضي بوَشْكِ دروسِها الأحقاب
واعْمُرُ فؤاداً أنت نازلُ سِرِّهِ / فسِواهُ من صَفْوِ الولاء خراب
مَيّزْ مُحبَّك من سِواه فإنّما / يُرجَى لإرغامِ العدا ويَهُاب
واعِطفْ على قَلْبٍ ذهَبتَ بأنسِه / فعَساه أن يَعتادَهُ الإطراب
واجرُرْ ذُيولَ العُمرِ في ربْعِ العُلا / والمَجْدِ ما جادَ الرِّياضَ سَحاب
عُوجوا عليها أَيُّها الرّكْبُ
عُوجوا عليها أَيُّها الرّكْبُ / لا عَارَ أن يَتساعَدَ الصَّحْبُ
كُلٌّ له قَلْب ولا ألَمٌ / عَجَباً ولِي ألمٌ ولا قَلْب
مالي سوى نَفَسٍ أُرَددُه / وَجْداً وَعيْنٍ دَمْعُا سَكْب
للهِ يومَ الجِزْعِ مَوقفُنا / لمّا تَعرَّضَ للمَها سِرْب
مُتَطِلعاتٌ للعُيونِ ضُحىً / وأكُفُّها لوجوهِها نُقْب
يَرمُقْنَ من شَبَكِ البنانِ فما / يَرْنو حليمُ القومِ أو يَصبْو
مِن كُلِّ فاتنةٍ لمِعْصَمِها / تُبدِي فيَشجَى القَلْبُ والقُلب
يَستَعذِبُ السّمعُ الملامَ لها / إنّ الغرامَ عذابُه عَذْب
مَدَّتْ إليَّ يداً تُودِعُني / فدَنا إليها المُغرَمُ الصّبّ
كالسّهْمِ راميهِ يُقَرّبُه / ولأجْلِ بُعْدٍ ذلك القُرب
كم ليلةٍ لي في الهوى سَلَفتْ / لم يَلْقَ لي هُدْباً بها هُدب
كم فارقَ الأحبابُ فابتَعثوا / حُزْني إلى أن فارقَ الحُبّ
فاليَومَ صُنْتُ حجابَ قلبيَ أن / تَسبيهِ بيضٌ صانَها الحُجب
وإذا تَصافَن أدمُعي حِصصاً / وَفْدُ الهموم فهجْرُكم كَعْب
فلْيَهنأِ الواشينَ أنّهم / شَبّوا لنا ناراً فما تَخْبو
ألْقَوا قذىً في عينِ أُلفتِنا / حتّى تَكَدّرَ ذلك الشِرب
وبعَثْتُ للعُتْبَى نهايةَ ما / يُرضيهمُ فتَضاعَفَ العَتْب
ومضىَ بُجَيْرٌ باذلاً دَمَه / للصلْحِ فازدادتْ بهِ الحَرْب
وإذا أتَى زمَنُ الفساد تَرَى / من حيث تُصِلحَ يَكبُرُ الخَطب
وإذا انقضَى فأقَلُّ من نَفَسٍ / فيه يَعود ذليلاً الصَّعب
لايَنْتُ أيّامي وكم زَمَنٍ / تَرْكُ الغِلابِ به هو الغَلب
قد أغتدِي بالعِيسِ مُبتكِراً / والصبْحُ طِفْلٌ في الدجى يَحبو
والرّكبُ يَطلُع في أوائلهم / أنجابُ قومٍ تحتَهم نُجب
مِن كلِّ حَرْفٍ من حُروفِ سُرىً / مُتَعاقَباها الرَّفع والنّصب
سارَتْ تُلاعبُ ظِلّها مَرَحاً / وكأنّ تابعةً لها سَقب
دستِ العُلا والمكرماتِ بنا / ودَعا الجمالَ الماءُ والعُشب
وتَخيّرتْ أرضاً يَحُلُّ بها / قاضي القُضاةِ فعَمّنا الخِصب
رَحُبَتْ خُطاها في مَزارِ فتىً / للزّائرينَ فِناؤه رَحْب
ركْنٌ به الإسلام شُدَّ فقد / حَجّتْ ذُراه العُجْمُ والعُرب
شَمسٌ فتَاويهِ أشِعَتُها / فبِها يَضيء الشَرْقُ والغرب
وغدا القنا الخَطّيّ من قلَمٍ / فَرْدٍ يُخَطُّ بكَفّهِ رُعب
ولَرأْيهِ الآراءُ تابِعةٌ / كالجِذْلِ يَستَشْفي به الجُرب
يضَعُ الأمورَ به مَواضِعَها / فتُديمُ حَمْدَ هِنائهِ النُّقْب
يا ماجداً لذُيولِ هِمّتِه / شَرَفاً على أعلى السُها سَحب
ما أبصرتْ عينٌ له زَمناً / مِثْلاً ولا نَطقتْ به الكُتْب
من مَعْشَرٍ بغَمامِ أنمُلِهمْ / عن آمليهم يُطْرَدُ الجَدْب
بِيضُ الوجوهِ ففي الحباءهمُ / هِضَبٌ تَسُحُّ وفي الحُبا هَضب
فلكٌ يَظَلُّ علىالعباد إذا / يَجْري وسامي رأيهِ القُطب
منه استنارَ شهابُ دينِ هُدىً / منهم نشا وله العُلا تِرب
فلقد عَلا ما شاءَ طَودُ عُلاً / لشهابِ دينٍ فوقَه شَبّ
فَبقِيتُما مُتَسرْ بِلَىْ حُلَلٍ / للعِزِّ لا يُخشَى لها سَلب
حتّى تَرى هذا الشِّهابَ غدا / ووراءه من نَسْلِه شُهب
يا ناصراً للدينِ تُبصرُهُ / ولسانه من دونه عضب
بصوارم الآراء تنصره / والصّارمُ الهِنْدِيُّ قد ينْبو
ضرْبٌ من الأعمالِ تُعمِلُه / لا طَعْنَ يَعدِلهُ ولا ضرب
يا عادلاً في حُكمِه أبداً / لم منك أدنَى نَظْرةٍ حَسْب
بكَ جئْتُ أستَعدِي على زَمَني / وخضامُه إن لم تُعِنْ صَعْب
فإلى متى تَغْزو حوادثُه / وإلى متى قَلبي لها نَهب
أوسَعْتُ قَوماً في الورى مِقةً / فإذا لِمَقْتٍ لي بها حَلب
وغرَسْتُ آمالاً لتَحْلوَ لي / ثَمَراتُهنّ فمازكا التُّرب
والبَخْتُ ما لم يأتِ مُقبِلُه / طَبْعاً فما لزِمامِه جَذب
قد كان ظَنّي غيرَ ذا لهُمُ / والظّنُّ طِرْفٌ ربّما يَكبُو
ولئن تَدارك منهمُ نَظَرٌ / وأُتيحَ إثْرَ تَصَدُّعٍ شَعب
فلقد تُقصِّرُ دون غايتِه / أيدي الجوادِ ويُدرِكُ العَقب
والفَجْرُ ليس بكائنٍ أبداً / صِدْقٌ له ما لم يَكُنْ كِذب
يا صاحباً لو لا عِنايتُه / بَوليّه ضاقَتْ به الرُحب
حالي عنِ المعَهود حائلةٌ / مَرِضَتْ وأنت بِبُرْئها طَبّ
وأشَدُّ ما بي أنّ مَرضتها / من حيث كان تَوقَّعَ الطِبّ
خذْها تَهُزُّ العِطْفَ من طَرَبٍ / حتى كأنّ رُواتَها شَرب
مَوشِيّةً وَشْيَ الرّياضِ وقد / سَحَبتْ عليها ذَيْلَها السُّحب
تُجلَى عليك وأيُّ مَنقبَةٍ / إلا وأنت لِبكرِها خِطب
وإليك لا منك اشتيكتُ بها / فاسمَعْ فشِعْبُك للهُدَى شَعب
وإذا شَحذْتَ العزْمَ مُؤتنِفاً / نَصْري فحِزْبُ اللهِ لي حِزب
فمتى يُقبِّضُ أن أقولَ وقد / تَمّتْ لديك مَطالبي الجُرب
كم بِتُّ ذا أرَقٍ وذا قَلَقٍ / فالآنَ قَرَّ الجَفْنُ والجَنب
جُدْلي بجِدٍّ منك أحْىَ به / فالدّهرُ دَهرٌ كُلُّه لعب
أمّا القريضُ فعَنْه يَشغلُني / زَمَنٌ خَبيئةُ صَدْرِه خِبّ
فاليومَ لي من نظْمِه عَجَبٌ / ولقد عُمِّرْتُ ولي بهِ عُجب
شَبَكُ الكريم قصيدةٌ نُظِمتْ / وبديعُ بَيتٍ وَسْطَها الحَبّ
فأصِخْ وأولِ من الصنائع ما / تَرضى المَبادىءُ منه والغِبّ
فالجودُ فِعْلٌ واحدٌ وبه / لك شاكرانِ العَبْدُ والرَّبّ
يا أهلَ بغدادٍ سقَى عَهْدِي بكم
يا أهلَ بغدادٍ سقَى عَهْدِي بكم / غيْثٌ يَبيتُ لكم كَدْمعِي ساكِبا
لولا خُطوبُ الدّهرِ كنتُ لعَودةٍ / منّي إليكم قبلَ مَوْتِي خاطبا
شَوْقي إليكم غالبٌ لو لم تَكُنْ / غِيَرُ اللّيالي الغالباتِ الغالبا
بيني وبينكمُ وغىً مَشْبوبةٌ / أضحَتْ تَلُفُّ أعاجما وأعاربا
وصفائحاً بيضَ المُتونِ صَوارماً / وسَوابحاً قُبَّ البُطونِ شَوازبا
ولفُرقةٍ الألافِ والشَمْلِ الّذي / ما زِلْتُ للتّشْتيتِ منهُ مُراقبا
كان النّوى تَكْفِي فكيف بها إذا / جمَع الزّمانُ لنا نوىً ونوائبا
فلذاكَ لا أَجِدُ السّبيلَ مُطالِعاً / لكُم ولا أجِدُ الرَّسولَ مُكاتِبا
وكذاك ما يَنفكُّ قَلْبي شاهداً / لكُم وما يَنفكُّ شَخْصي غائبا
ومُنازعي في أوّلِ اسْ
ومُنازعي في أوّلِ اسْ / مِكَ والجوابُ عليكَ واجِبْ
ومن النّوائبِ أننّي / في مثْلِ هذا الشُّغْلِ نائب
ومن العجائبِ أنَ لي / صَبْراً على هذِي العجائب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025