القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : سِبْط ابن التَّعاويذي الكل
المجموع : 12
وَبَخيلَةٍ سَمَحَ الرُقا
وَبَخيلَةٍ سَمَحَ الرُقا / دُ بِطَيفِها فَتَأَوَّبا
أَدنى مَحَلَّتَها عَلى / شَحطِ المَزارِ وَقَرَّبا
أَهلاً بِمَن أَدناهُ لي / طَيفُ الخَيالِ وَمَرحَبا
زارَت عَلى عَجَلٍ كَما / خَطَرَت عَلى الرَوضِ الصَبا
فَضَمَمتُ لَدناً ناعِماً / وَلَثَمتُ عَذباً أَشنَبا
باتَت مُجاجَتُهُ أَرَق / قَ مِنَ المُدامِ وَأَعذَبا
يا مَن إِذا حَدَّثتُ قَل / بي بِالسُلُوِّ لَهُ أَبا
رُمتُ التَنَقُّلَ عَن هَوا / هُ فَلَم أَجِد لي مَذهَبا
جانٍ إِذا عاتَبتُهُ / فيما جَناهُ تَعَتَّبا
أَمسى عَلى ما كانَ مِن / هُ مِنَ الجَفاءِ مُحَبَّباً
صَبَغَ الأَنامِلَ مِن دِما / ءِ العاشِقينَ وَخَضَّبا
فَقَضَت عَلَيهِ بِما اِستَبا / حَ مِنَ القُلوبِ وَما سَبا
يُفتَنُّ في قَتلي دَلا / لاً تارَةً وَتَجَنُّبا
يا جاعِلَ الهِجرانِ دي / ناً لِلمِلاحِ وَمَذهَبا
حَتّامَ أَصحَبُ فيكَ قَل / باً بِالصُدودِ مُعَذَّبا
أَلزَمتُهُ حُبَّ الوَفا / ءِ وَقَلَّ أَن يَتَقَلَّبا
كَم تَزحَمُ الأَيّامُ جَن / باً بِالخُطوبِ مُنَدَّبا
وَتَروعُ مُرتاضاً عَلى / أَهوالِهِنَّ مُدَرَّباً
ثَبتاً إِذا ما الدَهرُ قَع / قَعَ بِالشِنانِ وَأَجلَبا
مُستَصحِباً قَلباً حَمو / لاً لِلنَوائِبِ قُلَّبا
وَلَكَم رَكِبتُ إِلى المَطا / مِعِ جامِحاً مُتَصَعِّبا
وَبَلَوتُ أَبناءَ الزَما / نِ مُفَتِّشاً وَمُقَلِّبا
فَوَجَدتُ ظَهرَ اليَأسِ حي / نَ يَئِستُ أَوطَأَ مَركَبا
كُن ما اِستَطَعتَ لِخادِعِ ال / طَمَعِ المُذِلِّ مُخَيِّبا
وَاِختَر لِنَفسِكَ ناظِراً / في الحالَتَينِ مُغَلَّبا
إِمّا فَقيراً مُستَري / حاً أَو غَنِيّاً مُتعَبا
لِلَّهِ دَرُّ فَتىً رَأى / طُرُقَ الهَوانِ فَنَكَّبا
أَو سيمَ حَملَ الضَيمِ في / أَوطانِهِ فَتَغَرَّبا
يَقلي الصَديقَ إِذا تَنَك / كَرَ وَالمَحَلَّ إِذا نَبا
يَغدو عَلى خِمسٍ وَلا / يَرضى الدَنِيَةَ مَشرَبا
مُتَرَفِّعٌ عِندَ الحَوا / دِثِ أَن تُطَأمِنَ مَنكِبا
يا طالِبَ المَعروفِ شَر / رِق في البِلادِ وَغَرِّبا
يَسري لَهُ حُلمُ الرَجا / ءِ مُصَدَّقاً وَمُكَذَّبا
كَلَّفتَ نَفسَكَ مِنهُ ما / أَعيا الرِجالَ وَأَنصَبا
مَهلاً فَإِنَّ النَجمَ أَق / رَبُ مِن مَرامِكَ مَطلَباً
إِن شِمتَ غَيرَ بَني المُظَف / فَرِ شِمتَ بَرقاً خُلَّبا
وَمَتى اِنتَجَعتَ سِوى عِما / دِ الدينِ فَاِرتَع مُجدِبا
يَمِّم ثَراهُ تَجِد مَرا / داً لِلمَكارِمِ مُعشِبا
وَأَنِخ بِهِ مُتَهَلِّلاً / لِلطارِقينَ مُرَحِّبا
وَاِسرَح رِكابَكَ آمِناً / مِمّا يَريبُكَ مُخصِبا
وَاِدعُ النَوالَ تَجِدهُ أَد / نى مِن صَداكَ وَأَقرَبا
رَبُّ الفَضائِلِ وَالمَنا / هِلِ وَالصَواهِلِ وَالظُبا
مُردي الكُماةِ وَقائِدُ ال / جُردِ السَوابِقِ شُزَّبا
يَفَعٌ تُمارِسُ مِنهُ كَه / لاً في الأُمورِ مُجَرَّبا
يَقِظاً وَما نُظِمَت قَلا / ئِدُهُ عَلَيهِ مُهَذَّبا
يوليكَ مُقتَبِلُ الشَبا / بِ نُهىً وَرَأياً أَشيَبا
وَيَزينُ عِطفَيهِ وَقا / رُ الشَيبِ في عَطفِ الصِبا
لَيثٌ وَبَدرٌ إِن تَنَم / مَرَ أَو تَصَدَّرَ مَوكِبا
حُلوُ الجَنا ثَبتٌ إِذا / حُلَّت مِنَ القَومِ الحُبا
صَدَقتَ مَواعِدُهُ وَقَد / خابَ الرَجاءُ وَكُذِّبا
يُعطيكَ مُعتَذِراً فَتَح / سِبُهُ أَساءَ أَو أَذنَبا
خَجِلاً وَقَد أَعطى فَأَب / دَعَ في العَطاءِ وَأَغرَبا
مُتَبَسِّمٌ كَرَماً إِذا / كَلَحَ الزَمانُ وَقَطَّبا
جوداً يُباري الغَيثَ سَح / حَ عَلى البِلادِ وَصَوَّبا
غَمرٌ تَساوَت في مَوا / هِبِهِ المَذانِبُ وَالرُبا
وَتُقىً إِذا سَفَرَت لَهُ / الصُوَرُ الحِسانُ تَنَقَّبا
وَحِجىً يُريكَ هِضابَ قُد / سٍ في النَدِيِّ إِذا اِحتَبا
إِن هِجتَهُ عِندَ الكَري / هَةِ هِجتَ لَيثاً أَغلَبا
صَعبُ المَرامِ وَإِن عَجَم / تَ عَجَمتَ عوداً صُلَّبا
وَتَشيمُ مِن عَزمَيهِ مَض / ضاءَ المَضارِبِ مِقضَبا
وَإِذا اِحتَبى في مَحفَلٍ / عَدَّ الكِرامَ أَباً أَبا
وَأَبَرُّ ما تَلقاهُ مُع / تَرِفَ الإِساءَةِ مُذنِبا
فَتِخالُ جانيهِ إِلَي / هِ بِذَنبِهِ مُتَقَرِّبا
فَضَلَ الوَرى شَرَفاً كَما / فَضَلَ السِنانُ الأَكعُبا
وَشَآهُمُ بَيتاً قَدي / ماً في الفَخارِ وَمَنصِبا
فَاِلتَفَّ في غابِ المَكا / رِمِ عيصُهُ وَتَأَشَّبا
يا مَن أَقادَ حَرونُ حَظ / ظي في يَدَيهِ وَأَصحَبا
يَجري وَكُنتُ إِذا نَهَض / تُ بِهِ إِلى أَمَلٍ كَبا
لَوَ أَنَّ لِلغَضبِ الصَقي / لِ مَضاءَ عَزمِكَ ما نَبا
أَو كانَ ضَوءُ النَجمِ مِن / لَألاةِ وَجهِكَ ما خَبا
وَلَوِ اِقتَدى بِجَميلِ سي / رَتِكَ الزَمانُ تَأَدَّبا
بِنَداكَ يا اِبنَ مُحَمَّدٍ / رَفَّ الحَديثُ وَأَعشَبا
يا مُنقِذي بِنَوالِهِ / وَالسَيلُ قَد بَلَغَ الزُبا
وَالدَهرُ قَد أَضرى حَوا / دِثَهُ عَلَيَّ وَأَلَّبا
فَلّأَشكُرَنَّ نَداكَ ما / غَنّى الحَمامُ وَطَرَّبا
وَلَأَملَأَنَّ الأَرضَ في / كَ مُشَرِّقاً وَمُغَرِّبا
مِدَحاً كَنَوّارِ الرِيا / ضِ مُفَضَّضاً وَمُذَهَّبا
فَاِسحَب ذُيولَ سَعادَةٍ / تَثني عَدُوَّكَ أَخيَبا
يُمسي لِسابِغِ ذَيلِها / ظَهرُ المَجَرَّةِ مَسحَبا
يا واثِقاً مِن عُمرِهِ بِشَبيبَةٍ
يا واثِقاً مِن عُمرِهِ بِشَبيبَةٍ / وَثِقَت يَداكَ بِأَضعَفِ الأَسبابِ
ضَيَّعتَ ما يُجدي عَلَيكَ بَقاؤُهُ / وَحَفِظتَ ماهُوَ مُؤذِنٌ بِذَهابِ
أَلمالُ يُضبَطُ في يَديكَ حِسابُهُ / وَالعُمرُ تُنفِقُهُ بِغَيرِ حِسابِ
يا مَعشَرَ الرُؤَساءِ وَالأَصحابِ
يا مَعشَرَ الرُؤَساءِ وَالأَصحابِ / وَجَماعَةَ السُؤّالِ وَالطُلّابِ
مَن كانَ مَولانا عَليهِ ساخِطاً / أَو كانَ طالِبَ نائِلٍ وَثَوابِ
أَو كانَ صاحِبَ حاجَةٍ لا تَنبَغي / بِوَسيلَةٍ مَسدودَةِ الأَبوابِ
فَليَتَّخِذني شافِعاً فَشَفاعَتي / في حَقِّهِ مِن أَوكَدِ الأَسبابِ
وَأَنا الكَفيلُ بِأَنَّها لا تَنقَضي / أَبَداً مَدى الأَيّامِ وَالأَحقابِ
في كُلِّ يَومٍ رُقعَةٌ مُسوَدَّةٌ / وَدَعا بِحَمدِ اللَهِ غَيرُ مُجابِ
وَكَذا تَكونُ مَواقِعُ الشُعَراءِ مِن / رُؤَسائِهِم وَمَواضِعُ الكُتّابِ
يا قاصِداً بَغداذَ جُذ عَن بَلدَةٍ
يا قاصِداً بَغداذَ جُذ عَن بَلدَةٍ / لِلجَورِ فيها زَخرَةٌ وَعُبابُ
إِن كُنتَ طالِبَ حاجَةٍ فَاِرجِع فَقَد / سُدَّت عَلى الراجي بِها الأَبوابُ
لَيسَت وَما بَعُدَ الزَمانُ كَعَهدِها / أَيّامَ يَعمُرُ رَبعَها الطُلّابُ
وَيحَلُّها السَرَواتُ مِن ساداتِها / وَالجِلَّةُ الرُؤَساءُ وَالكُتّابُ
وَالدَهرُ في أولى حَداثَتِهِ وَلِل / أَيّامِ فيها نَصرَةٌ وَشَبابُ
وَالفَضلُ في سوقِ الكِرامِ يُباعُ بِال / غالي مِنَ الأَثمانِ وَالآدابُ
بادَت وَأَهلوها مَعاً فَبُيوتُهُم / بِبَقاءِ مَولانا الوَزيرِ خَرابُ
وارَتهُمُ الأَجداثُ أَحياءً تُها / لُ جَنادِلٌ مِن فَوقِها وَتُرابُ
فَهُمُ خُلودٌ في مَحابِسِهِم يُصَب / بُ عَليهِمُ بَعدَ العَذابِ عذابُ
لا يُرتَجى مِنها إِيابِهِمُ وَهَل / يُرجى لِسُكّانِ القُبورِ إِيابُ
وَالناسُ قَد قامَت قِيامَتُهُم وَلا / أَنسابَ بَينَهُمُ وَلا أَسبابُ
وَالمَرءُ يُسلِمُهُ أَبوهُ وَعِرسُهُ / وَيَخونُهُ القُرَباءُ وَالأَصحابُ
لا شافِعٌ تُغني شَفاعَتُهُ وَلا / جانٍ لَهُ مِمّا جَناهُ مَتابُ
شَهِدوا مَعادَهُمُ فَعادَ مُصَدِّقاً / مَن كانَ قَبلُ بِبَعثِهِ يَرتابُ
حَشرٌ وَميزانٌ وَعَرضُ جَرائِدٍ / وَصَحائِفٌ مَنشورَةٌ وَحِسابُ
وَبِها زَبانِيَةٌ تُبَثُّ عَلى الوَرى / وَسَلاسِلٌ وَمَقامِعٌ وَعَذابُ
ما فاتَهُم مِن كُلِّ ما وُعِدوا بِهِ / في الحَشرِ إِلّا راحِمٌ وَهّابُ
قُل لِلنَجيبِ مُحَمَّدٍ يا مَن لَهُ
قُل لِلنَجيبِ مُحَمَّدٍ يا مَن لَهُ / أَفعالُ سوءٍ كُلُّهُنَّ مَعائِبُ
إِنَّ اِستِنابَتَكَ اِبنَ فَهدٍ سُبَّةٌ / وَبِمِثلِها وَجَدَ الطَريقَ العائِبُ
لا تَدعُهُ إن كُنتَ تُنصِفُ نائِباً / هُوَ في الحَقيقَةِ نائِمٌ لا نائِبُ
يا اِبنَ الأَكابِرِ من ذُؤا
يا اِبنَ الأَكابِرِ من ذُؤا / بَةِ هاشِمٍ وَاِبنَ الأَطائِب
وَالمُستَعانَ بِهِ عَلى / دَفعِ الشَدائِدِ وَالنَوائِب
جُد لي فَلا زِلتَ المُرَج / جى لِلمَواهِبِ وَالرَغائِب
بِكَريمَةِ الطَرَفَينِ آ / لَةِ فارِسٍ وَأَداةِ كاتِب
شَمطاءَ وَهيَ فَتِيَّةٌ / سَوداءُ بَيضاءُ الذَوائِب
خَمصانَةٌ رَيّا المُخَل / خَلِ لا تُعَدُّ مِنَ الكَواعِب
بِئسَ الضَجيعُ وَإِن تَكا / مَلَ حُسنُها نِعمَ المَضارِب
تُسقى وَما زالَت تُذا / دُ عَنِ المَناهِلِ وَالمَشارِب
تَقتافُ آثاري فَتَم / حو ما تَراهُ مِنَ المَعائِب
تَلقى الأُمورَ لِقاءَ غِر / رٍ لا يُفَكِّرُ في العَواقِب
تَجني عَلى أَيدي المُلو / كِ وَلا تَخافُ وَلا تُراقِب
أَمضى مِنَ الحَدَثانِ قَه / راً بِالأَسِنَّةِ وَالقَواضِب
فَكَأَنَّها مَقطوعَةٌ / مِن عَزمِكَ الماضي المَضارِب
لَكَ ياعِمادَ الدينِ عَز / مٌ في ظَلامِ الخَطبِ ثاقِب
وَيَدٌ تَصوبُ نَدىً فَيُخ / جِلُ صَوبُها غَزرَ السَحائِب
فَاِنفِذ مُعَجَّلَةً إِلَي / يَ بِها فَلي فيها مَآرِب
رَهناً عَلى حِفظِ المَوَد / دَةِ لي وَهَبها قَوسَ حاجِب
وَاِكسِب بِها شُكري فَإِن / نَ الشُكرَ مِن خَيرِ المَكاسِب
لا تُنكِرَنَّ صَفارَ قِرطاسي إِذا
لا تُنكِرَنَّ صَفارَ قِرطاسي إِذا / وافى إِلَيكَ وَدِقَّةَ المَكتوبِ
وَكِلاهُما عوفيتَ مِن داءِ الهَوى / بِنُحولِ جِسمي شاهِدٌ وَشُحوبي
لَو لانَ قَلبُكَ في الهَوى
لَو لانَ قَلبُكَ في الهَوى / لَرَثَيتَ لي مِن لَوعَةِ الحُبِّ
لَكِن قَسوتَ فَما رَثيتَ لِذي / كَمَدٍ وَلا تَحنو عَلى صَبِّ
يا مَن أُواصِلُهُ عَلى مَلَلٍ / فيهِ وَيَهجُرُني بِلا ذَنبِ
يُذَكي ضِرامَ الشَوقِ في كَبِدي / وَيَذودُني عَن رَيقِهِ العَذبِ
كُن كَيفَ شِئتَ فَما أَميلُ إِلى / عَذلٍ وَلا أُصغي إِلى عَتبِ
هَيهاتَ أَطمَعُ في السُلُوِّ وَقَد / أَخَذَ الهَوى بِمجامِعِ القَلبِ
أَو أَن أَنالَ عَلى البِعادِ رِضى / مَن كانَ يَسخَطُ بي عَلى القُربِ
يا هاجِري ظُلماً وَما
يا هاجِري ظُلماً وَما / لي غَيرَ وَجدي فيهِ ذَنبُ
وَهَواكَ أُقسِمُ أَنَّني / كَلِفٌ إِلى لُقياكَ صَبُّ
لا كانَ يَومٌ لا أَرى / فيهِ مَحاسِنَ مَن أُحِبُّ
مالي عَلى جَورِ اللَيالي صاحِبٌ
مالي عَلى جَورِ اللَيالي صاحِبٌ / أَدعوهُ غَيرُ الصاحِبِ اِبنِ الصاحِبِ
مَلِكٌ سَقاني مِن نَداهُ وَرَأيِهِ / لَمّا اِشتَكَيتُ بِصَيِّبٍ وَبِصائِبِ
فَأَعادَ أَيّامي الجُفاةَ حَوانِياً / وَأَلانِ لي قَلبَ الزَمانِ العاتِبِ
وَرَأى الحَوادِثَ وَهيَ تَقرَعُ مَروَتي / بِشَوائِبٍ مِن غَدرِها وَنَوائِبِ
فَأَدالَني مِن صَرفِها وَاِنتاشَني / مِن بَينِ أَنيابٍ لَها وَمَخالِبِ
وَحَنا عَلَيَّ فَرَدَّ لي زَمَنَ الصِبا ال / ماضي وَأَيّامَ الشَبابِ الذاهِبِ
فَلَأَشكُرَنَّ نَداهُ شُكرَ الرَوضَةِ / الغَنّاءِ مُنهَلَّ الغَمامِ الساكِبِ
وَلَأَملَأَنَّ شَرقَ البِلادِ وَغَربَها / بِشَوارِقٍ مِن مَديحِهِ وَغَوارِبِ
تُبقي عَلى الأَيّامِ مِنهُ قِلادَةً / كَالعِقدِ في عُنقِ الفَتاةِ الكاعِبِ
طَرَقَت وَدونَ طُروقِها
طَرَقَت وَدونَ طُروقِها / مِن قَومِها الأُسدُ الغِضابُ
وَاللَيلُ في أَذيالِهِ / شَفَقٌ كَما ذُبِحَ الغُرابُ
وَرِواقُهُ المَضروبُ مِن / دونِ العُيونِ لَها حِجابُ
خَودٌ مُنَعَّمَةٌ سَقا / ها ماءَ رَونَقِهِ الشَبابُ
تَروى دَمالِجُها وَيغ / رُبُ في مَوَشَّحِها الحِقابُ
فَوَشى بِها عَبقٌ وَطي / بٌ لِلوُشاةِ بِها اِرتِيابُ
وَبَدا لَنا ما كانَ يَس / تُرُ مِن مَحاسِنِها النِقابُ
فَكَأَنَّها قَمَرٌ تَفَر / رَقَ عَن مَطالِعِهِ السَحابُ
وَسَقَتكَ عَذباً مَن مَرا / شِفِها مَراشِفُها العِذابُ
وَأَدارَتِ البِكرَ الشُمو / لَ كَأَنَّها ذَهَبٌ مُذابُ
عَذراءَ أَلبَسَها وَشا / حاً مِن لَآليهِ الحَبابُ
فَطَفِقتُ لا أَدري أَخَم / رٌ قَد سَقَتني أَم رُضابُ
في لَيلَةٍ رَقَّ النَسي / مُ بِها كَما رَقَّ العِتابُ
حَتّى إِذا طُوِيَت مُلا / ءَتُها كَما يُطوى الكِتابُ
وَفَرا الصَباحُ رِداءَ غَي / هَبِها كَما يَفرى الإِهابُ
وَأَضاءَ في إِدبارِها / فَلَقٌ كَما نَصَلَ الخِضابُ
وَاِستَلَّ نَصلٌ مِن أَدي / مِ اللَيلِ قُدَّ لَهُ قِرابُ
قامَت تَلوثُ خِمارَها / وَبِها اِرتِياعٌ وَاِكتِيابُ
وَرَأَت لِواءَ الفَجرِ مَن / شوراً فَأَعجَلَها الذَهابُ
ناشَدتُها وَلِأَدمُعي / في الخَدِّ سَحٌّ وَاِنسِكابُ
أَيُرى لِلَيلَتِنا الَّتي / سَمُحَ الزَمانُ بِها إِيابُ
جودي بِوَعدٍ مِنكَ وَال / ظَمآنُ يَخدَعُهُ السَرابُ
وَلَئِن بَخُلتِ وَما عَلى ال / بيضِ الحِسانِ البُخلُ عابُ
فَالصاحِبُ الحِزقُ الجَوا / دُ لَهُ العَطايا وَالرِغابُ
وَرَبابُهُ المُنهَلُّ يُل / هي عَن نَوالِكَ يا رَبابُ
لِمُؤَيِّدِ الإِسلامِ كَف / فٌ لا يُساجِلُها السَحابُ
وَأَنامِلٌ تَندى البِلا / دُ عَلى المُحولِ بِها رِطابُ
وَنَدى يَضيقُ بِسَحِّ دي / مَتِهِ المَحاني وَالشِعابُ
بَحرٌ لَه في كُلِّ با / دِيَةٍ وَحاضِرَةٍ عُبابُ
نَضُّ العَطاءِ إِلى مَوا / رِدِ جودِهِ تُنضى الرِكابُ
ما عِندَهُ لِمُؤَمِّلٍ / جَدَواهُ غَيرَ نَعَم جَوابُ
لَولا سَحائِبُ رِفدِهِ / ما أَخضَرَّ لِلعافي جَنابُ
طَعماهُ مُختَلِفانِ شُه / دٌ إِن بَلَوناهُ وَصابُ
بَأسٌ يُهابُ وَرَأفَةٌ / في النازِلينَ بِها يُهابُ
وَسَدادُ رَأيٍ لا يَضِل / لُ عَلى بَديهَتِهِ الصَوابُ
أَسَدٌ لَهُ يَومَ الطِعا / نِ عَواسِلُ الخِطِيِّ غابُ
وَمِنَ التَريكَةِ لُبدَةٌ / وَمِنَ الظُبا ظُفرٌ وَنابُ
تَعنو الوُجوهُ لِبَأسِهِ / وَتَلينُ في يَدِهِ الصِعابُ
أَموالُهُ وَعَتادُهُ / جُردٌ مُطَهَّمَةٌ عِرابُ
وَصَوارِمٌ أَبقى القِرا / عُ بِها فُلُولاً وَالضِرابُ
في غِمدِها وَشَكيمِها / مِنها الجَداوِلُ وَالهِضابُ
وَعَواسِلٌ لُدنٌ إِذا اِش / تَجَرَ الكُماةُ بِها صِلابُ
حَيّاتُ وادٍ في نُحو / رِ الدارِ عينَ لَها اِنسِيابُ
يَحمِلنَ زُرقاً لِلنُفو / سِ بِها اِختِطافٌ وَاِستِلابُ
ضَرِيَت ثَعالِبُها كَما / ضَرِيَت عَلى البُعدِ الذِئابُ
يَرمي العَدُوُّ بِسَهمِها / فَلِكُلِّ شَيطانٍ شِهابُ
يُنمى إِلى بيضِ المَآ / ثِرِ طابَ خَيمُهُمُ فَطابوا
قَومٌ رُبوعُهُمُ وَبو / عُهُمُ لِوَفدِهِمُ رِحابُ
في غَيرِ ما يَزكو بِهِ ال / أَحسابُ لَيسَ لَهُم حِسابُ
إِن أَومَضوا صابوا وَإِن / أَوموا إِلى غَرَضٍ أَصابوا
وَإِذا دُعوا لِمُلِمَّةٍ / وَثَبو وَإِن سُئِلوا أَجابوا
ياطالِباً مَسعاةَ مَج / دِ الدينِ أَنفُكَ وَالتُرابُ
أَجهَدتَ نَفسَكَ طالِباً / ما لَيسَ يُدرِكُهُ طِلابُ
مِن دونِ ما تَبغي عِقا / بٌ في تَوَقُّلِها عِقابُ
لَكَ يا أَبا الفَضلِ المَسا / عي الغُرُّ وَالمِنَنُ الوِعابُ
وَعَميمُ طولٍ لا يُطا / وِلُ لِلنُهوضِ بِها الرِقابُ
أَدأَبتَ نَفسَكَ ما لَها / غَيرَ اِصطِناعِ العُرفِ دابُ
وَحَمَلتَ ما يَعنى بِهِ ال / قُلَلُ الشَوامِخُ وَالهِضابُ
فَاللَهُ في سَيفِ الخِلا / فَةِ أَن يُفَلَّ لَهُ ذُبابُ
يَفديكَ أَغمارٌ بُرو / قُهُمُ لِشائِمِهِم خِلابُ
قَومٌ نَصيبُهُم مِنَ ال / عَلياءِ أَن يَزكو النَصابُ
كُلٌّ عَلى الآباءِ أَو / وَلُهُم بِآخِرِهِم يُعابُ
لَهُمُ بُيوتُ سِيادَةٍ / لَكِنَّها بِهِمُ خَرابُ
ما عِندَهُم إِلّا اِفتِخا / رٌ بِالأَوائِلِ وَاِنتِسابُ
لا خَيرَ في المَوروثِ لا / يُنميهِ سَعيٌ وَاِكتِسابُ
فَاِسلَم فَأَنتَ لِكُلِّ عا / رِفَةٍ وَمَأثُرَةٍ مَآبُ
وَتَمَلَّ مُلكاً لا يُشا / بُ وَصَفوَ عَيشٍ لا يُشابُ
يا كَعبَةَ الإِحسانِ قَد / نَزَلَت بِكَ الخَودُ الكَعابُ
أُختُ القَناعَةِ لا تَخِف / فُ لَها إِلى طَمَعٍ رِكابُ
وَفدُ الهَناءِ فَلا خَلا / لَكَ مِن وَفودِ الحَمدِ بابُ
يا رَبِّ قَد حَجَّ الوَزيرُ
يا رَبِّ قَد حَجَّ الوَزيرُ / وَما لَهُ في الحَجِّ رَغبَه
لَكِن مَخافَةَ أَن يَحُل / لَ بِهِ عَنِ السُلطانِ نَكبَه
يا رَبِّ قَد وافاكَ مِن / هُ وَمِن ذَويهِ شَرُّ عُصبَه
فَاِسدُد مَسالِكَهُم وَلا / تَردُد لَهُم يارَبِّ غُربَه
فَدُخولُ مِثلِهِمُ إِلى ال / حَرَمَينِ يامَولايَ سُبَّه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025